رواية

كيف تكتب رواية: الانطباع الأول للشخصيات

كيف تكتب رواية: الانطباع الأول للشخصيات

imp 226x300 - كيف تكتب رواية: الانطباع الأول للشخصيات
كيف تكتب رواية: الانطباع الأول للشخصيات

كيف تكتب رواية: الانطباع الأول للشخصيات

في الظُّهور الأوَّل للشَّخصية، على كلِّ راوٍ أن يُراعي المعلومات الّتي يُعطيها لهذه الشَّخصية؛لأنّه انطباعًا حول كلِّ شخصيّة في الرِّواية؛ يحتاجُ الرَّاوي إلى الاعتناءِ بمظهر الشَّخصية، سلوكها، بيئتها، وجميع الأشياء التي يحتاجها القارئ ليستطيعَ أن يكوِّن انطباعًا ما حول شخصيَّةٍ مُعيَّنة. ينبغي عليه الاعتناء كثيرًا في ما يُريد أن يُصدِّرهُ لنا من معلومات.

اسمُ الشَّخصية

“لكلِّ إنسانٍ من اسمهِ نصيب”. هذه حقيقة. فللأسماء تأثير على الانطباعات الأولى للشَّخصية. فالأسماء تستطيع أن تنقل تأثيرًا ما أو توحي بسلوكٍ ما عن الشَّخصية. فالقارئ يُبحرُ في الأسماء ليستنبط منها الكثير، كالسِّن، البيئة، ملامح الشَّخصية… وغيرها.

مقالات ذات صلة

العِرقُ

هو الافتراض الأوَّل الذي يكوِّنهُ القارئ من اسم الشَّخصية. فمن الاسم يُمكنك أن تُخمِّن هل الشَّخصية مُسلمة، أم مسيحية، أم يهودية. عربية أم أجنبية. فعندما أقرأ “أحمد عبد الجواد” الشَّخصية الرَّئيسية في ثُلاثية نجيب محفوظ، مُباشرةً أُدركُ أنَّ هذا الاسم لشخصيَّة مُسلمة عربية، بل ويُمكنّني أن أُدرك مدى تشدُّدها، وهذا ما تُعزِّزهُ الثُّلاثية. وهذا شيءٌ مُهم، أن يُلائم الاسم القصَّة، فهذا يقوي مصداقية الكاتب لدينا، ويجعلنا نُدركُ أنَّهُ يعي ما يفعل.

لا تستخدم أسماءً تُتعبُ القارئ، وتجعلهُ يتساءل عن أصولها. مثلًا كأن تختار اسم “صلاح موشيان”، فيتساءل القارئ، هل الاسم نتيجة زواج يهودي عربي؟ قد تتعدَّد الإجابات، لكنَّك استطعت كسب اهتمام القارئ. المُهمُّ بعد ذلك أن يكون لديك المُبرِّر لاختيار هذا الاسم. والقاعدة العامة للأسماء في الرِّوايات تخضع للآتي: كلَّما ابتعدت الأسماء عن توقَّعات القارئ، كلَّما تحتَّم عليك أكثر أن تشرح كيف وصل الاسم إلى هنا.

الخلفية العائلية

يُمكن التَّلميح إلى بعضِ نواحي الخلفية العائلية من خلالِ الأسماء. فالأسماء العريقة للعوائل، تُعطي صورة عن السَّلالة، وعن تاريخها. لذا يجب أن يتناسب الاسم مع محتوى ومضمون القصَّة. واستخدامك لأسماء عوائل شهيرة قديمة، يُحتِّم عليك الكتابة ضمن ذلك التَّاريخ، فلا يصح أن استخدم أسماء لعائلات اندثرت في زمننا الحالي، إلَّا إن كان لديك مُبرِّرًا مُقنعًا، أو سببًا حقيقيًا.

السن

الأسماء لا تُعطِ إشارةً حقيقة للسِّن، إلا أنَّها تُلمِّح إليه. فإطلاق اسم نانسي على شخصية مُعاصرة، يوحي بأنَّها صغيرة السِّن أو مُراهقة. لذا؛ يُفضِّل استخدم أسماء تتناسب مع المرحلة العمرية للشَّخصية التي تتحدَّث عنها.

الجيل

من المُهم أن ينسجم الاسم مع الجيل أو العصر الذي تكتب فيه أو عنه. اسم إليسا مثلًا، لم يكن مُنتَّشرًا في العهود الماضية. لذا قم ببحثٍ مُعمَّق عن الحقبة والمكان الذي تجري فيه أحداث القصَّة.

ملامحُ الشَّخصية

أخطر استعمال للأسماء، عندما أُريدُ أن أنقل أو أعطي إيحاءً بملامح الشَّخصية. فاسم كعبدالجبار يبدو من اسمه أنَّهُ لا يخاف أحدًا وقوي. وهناك اسماءً مُثيرة للاشمئزاز ومنفرة، لا أستطيع كتابة بعضها فبعضهم أصدقائي.

بالإضافةِ لما سبق، يُمكن أن تُنادى الشَّخصية بأكثر من اسم خلال الرِّواية. وهذا يدلُّ على تنوَّع العلاقات. فأحمد في البيت رُبَّما تتم مُناداته حميدو، وفي الشارع حمادة، وفي المدرسة حمودة… وهكذا.

المظهر الخارجي

مظهر الشَّخصية أداة قويَّة لتحديد معالمها. والمظهر الخارجي ينقسم إلى أمرين مُختلفين: أمور من اختيارنا، وأمور فرضت علينا. فنحنُ لا نختار طولنا أو شكل عيوننا، لكنَّنا نختارُ تسريحة شعرنا، شكل ملابسنا. وحتَّى ما هو باختيارنا يعتمد على مقدار الدَّخل، وثقافتنا. فالمظهر الخارجي يبوحُ بالكثير. لذا قم باختيار التَّفاصيل الجسدية التي تُساعد على تعزيز الانطباع الذي ترغب بإحداثه.

من الأفضل استعمال تفاصيل المظهر التي يُمكن لشخصيَّاتك السَّيطرة عليها. والوصف ينجح عندما يُحقِّق ثلاثة أشياء:

1. أن يُعطي الوصف صورة بصرية قويَّة (الانطباع المُتماسك).

2. استعمال التَّفاصيل للتلميح إلى سمات الشَّخصية و/أو الخلفية الشَّخصية.

3. يُثير اهتمام القارئ في ما سيحدث لاحقًا.

وبالنِّسبةِ إلى الشَّخصيَّات الثَّانوية، فالمُهمَّة أكبر، لأنَّنا لا نعرف الكثير عن هذه الشَّخصيَّات، يتطلب الاهتمام بمظهرها الخارجي، والملابس يُمكنها أن تشي بظروف حياتها.

ديكور المنزل

المكان الذي تعيش فيه، يستمدُّ روحه ونكهته من شخصيتك، لذا؛ هو يبوح بالكثير عن أفكارك وأسلوبك. وعند كتابة روايتك، يجب أن تعكس ردِّ فعل الشَّخصية تجاه الدِّيكور المُحيط بها. فتفاصيل كهذه، تساعد القرَّاء على رؤية الشَّخصية ومعرفتها.

الكتابة التَّاريخية

عندما تكتب رواية تاريخية، تحتاج إلى بحثٍ دقيق ومُكثَّف، للحذر من الوقوع في مُغالطات تاريخية. كحصولك على تفاصيل غير مُناسبة. فتقع في فخِّ النَّمطية السَّائد والمُتكرِّرة، كأن تتحدَّث عن رجلٍ عربي، فتجعلهُ إرهابيًا يرتدي حزام ناسف. فلا تقتبس وصفًا لشخصيتك التَّاريخية من الأفلام أو المسلسلات وغيرها. فقد يتمُّ تضليلك، لذا عليك الحذر دائمًا.

أخيرًا، ابتعد عن السَّطحية والبساطة السَّاذجة، فعندما تصف شعر امرأة جميلة، مثلًا، لا تكتفي بذكر أنَّهُ شعر أسود طويل ينسدلُ على كتفيها، ثُمَّ تسكت. يجب أن تذكر تفصيلة مُهمَّة في هذا الشَّعر الطَّويل، كأن تقول أنَّهُ يلمعُ كالمرآة، أو به خصلات بلون رمادي مثلًا… وهكذا. لذا؛ تجاوز التَّفاصيل البديهية، وفي نفسِ الوقت لا تكن مُتكلِّفًا وغريبًا. كما لا تجعل المقاطع الوصفية طويلة جدًّا، كي لا يتجاهلها القارئ.

# كيف تكتب رواية: الانطباع الأول للشخصيات By محمود قحطان

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫10 تعليقات

  1. انا حابة كتيير اني أكتب رواية وعندي استعداد كمان بس مو عارفة على شو بدها تتمحور الرواية او على اي شي تتحدت ومو عارفة اعطيها عنوان

    1. من قال أنّ كلّ من أحبّ أن يكتبَ شيئًا يكتبه؟!
      الحبُّ شيء والواقع شيء آخر تمامًا.
      نصيحتي: ابحثي عن شيءٍ آخر ولا تضيّعي وقتكِ ما دُمتِِ لا تُجيدين الكتابة.

  2. في العادة أكتب قصص قصيرة وعندي ما يقارب العشرين قصة، والأمر مرهق جدا في بداته، لأجل تحضير الفكرة والشخصيات والهدف من القصة، والرسالة التي نريد إيصالها، وبعض الأحداث التاريخية لكي نربطها بالفكرة ونخلق نوعا من إدماج القارئ وجعله يقف ويفكر في القصة كانها تحدث أمامه، لكن أول ما أدخل لكتابة التفاصيل يصبح الأمر متعلق بتقمص الشخصيات والدخول في عالمها لترجمة كل الأحداث على الورق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!