Site icon محمود قحطان

الدرك الأسفل من الخزي

الدّركُ الأسفلِ من الخزيْ

الخبب

 


الليلُ تغَرْغرَ بالآهاتِ

صرَّارُ الليلِ المُتثائِبِ

أغرَقَ نصفَ ذُهولِ الَّليلِ المفزُوعِ

صريرُ الصَّوتِ المُتقطِّعْ

الشَّارعُ يخلو.. من طُرَّاقِ الإسفلتِ الدَّامي.. بالخطُواتِ

ومواءُ القططِ المسكينةْ

أسكتَ جوعَ العاصفةِ الملعونةْ

ونعيقُ البومِ المُتكدِّس في الأرضِ الجرداءِ

أضفى شيئًا من إرباكِ المشهدْ

والبابُ الصَّدئُ المشدوهُ يُعبِّرُ عن شوقٍ ليدٍ ما

تغتالُ شفاهَ الصَّمتِ النَّكراءِ

ندَّتْ من جوفِ الظُّلمة بحَّةُ صوتٍ مقطوعةْ

واختلجتْ.. كلُّ مرايا الغرفةْ

ودُخانُ التَّبْغِ المُتصاعدِ عانقَ كلَّ الأحداقِ المُرتبكةْ

أختٌ.. وأخُوها

في الدَّركِ الأسفَّلِ يختبئانْ

عنْ عينِ الأمِّ الجَهْلى

عنْ سطوةِ أبٍّ مفتونْ

يفترشون الأرضَ بساطًا.. بِعرَاءْ

كانا سُحُبًا سوداءْ

تتلاطمُ في جوٍّ وضَّاءْ

والأُختُ تُحاورُ توأمَها

تنزعُ كلَّ أساورِها

ووشاحٌ تمضُغُهُ الأنواءْ

في القلبِ جُنونٌ ورُؤىً مذعورةْ

من شهوةِ تيهٍ مطمورةْ

فهناكَ على الأرضِ سكونٌ رطِبٌ

ينهشهُ الخوفُ السَّفاحْ

تعوي في الظُّلمةِ أشباحٌ..

تتوجَّعُ سُتُرٌ تَنزاحْ

سيقانٌ صُفرٌ عرَّتها

ويُعربدُ قنديلٌ سوَّاحْ

لم تبقَ زوايا لمْ تحمَرَّ أزقَّتُها

تلهثُ في حُضنِ الَّلهفةْ

يزدحمُ القلقُ المُتربِّعُ فوقَ جبينِ الَّليلِ الأسودِ

فوقَ ذراعِ الرَّهبةْ

أُختٌ.. وأخُوها

فرَّا عنْ عينِ الأمِّ الجهلى

عنْ سطوةِ أبٍّ مفتونْ

فرَّا..

قبلَ وصولِ الدَّوريَّاتْ!

Exit mobile version