حينَ يأتي الَّليلُ وأغدو وحيدًا مُتّكأً إلى تنهيدةٍ عابثةٍ، يُصبحُ كلُّ شيءٍ بلا معنى، أكرهُ نفسيَ والنَّاسَ وألعنُ القدرَ الخبيث.
يتضخَّمُ الحزنُ كالصَّدى، وكلُّ الشَّياطينِ الَّتي تسكنُ في وِعَاءِ دِمائي تُحرِّضُني إلى الخروجِ، وأظلُّ حائرًا، أأُناغيها أم أرثيها؟
كلُّ شيءٍ يتَّشحُ بالسَّواد يُعلنُ الحداد ويتلو جراحاتِ الكربِ والبَلاء، لا دَمعَ ينفعُ كي يروي ظمَأ الحنينِ، ولا صُراخَ يمتصُّ من مسامَّاتي العطشى شَقاوة البِغَاء.
كلُّ زاويةٍ في جَسدي تدقُّ جرسَ الرُّوحِ الغائبةِ، أصيرُ اتِّجاهاتٍ أربعةٍ، ونافذةً مُعلَّقة، وأخجلُ من حبلي السِّري الممدود أمامي كخيطِ مُجعَّدٍ أخشى انقطاعه عندَ اعتلاق اللَّيل بأوَّل فاصلةٍ للضَّوء.
كنتُ مُقتنعًا أنَّني متى ما ابتسمتُ جمَّلتُ وجهَ الحياةِ، كنتُ أعتقدُ أنَّني هديَّةٌ من السَّماءِ لا أستحقّها!
كنتُ أرى في المرآة رجُلًا يُشبهني كثيرًا، لكنَّني أكبرُ منهُ سِنًّا، وأكثرُ إلحاحًا في حبِّ الله، فبادلني اللهُ حبًّا بحبٍّ؛
لكنَّ الله إذا …
ومِنَ الحبِّ ما قتل!
# ومن الحب ما قتل By محمود قحطان،

