بلاغة

علوم البلاغة: البلاغة

 البلاغة

البلاغة لغةً: الوصول والانتهاء. يُقال: «بلغ فلانٌ مُراده» إذا وصل إليه.

البلاغة اصطلاحًا: فنُّ التّعبير الجميل والقول البديع، وهي تقعُ وصفًا للكلام والمُـتكلّم، ولا تقع وصفًا للكلمة.

في الكلام

البلاغة في الكلام هي: مُطابقته لمُقتضى الحال، مع فصاحة ألفاظه، ومُناسبة المقال للمقام.

مقالات ذات صلة

لا يكون الكلام بليغًا إلّا إذا ناسبَ حال المُخاطب، ومَقامه، ووضع في الاعتبار طبقات فهمهم، فخطاب الله له أدبيّات يجبُ مُراعاتها، وخطابُ الملوك والرّؤساء وأولي الأمر لهُ أصولٌ يجبّ اتّباعها، وخطابُ العامّة يختلفُ عن خطاب المُثقّفين، وهكذا.

مُقتضى الحال: وضعُ الشَّيءِ في مكانه. هو الإيجازُ عند التّنبيه، والإطالة عندما يحلو المقام.

المُقتضى: حذف، وذكر، وإيجاز، وإطناب، ومُساواة.

الحالُ: السّبب المُوجبُ واللّفظ المُختص.

في المُتكلّم

البلاغة في المُتكلّم هي: مَلَكَة يُمكن أخذها بالدّربة، والتّعلُّم. من طريق معرفة فنون الكلام العربيّة وأغراضها، والتّضلّع من أساليب العرب وقولهم الّذي يُناسب حالات التّعبير المُختلفة. حيثُ يكون المُتكلّم قادرًا على الإيجازِ غير المُخلِّ، والإطناب غير المُمل، والتّوكيد عند الحاجة إلى التأكيد، ويعرف متى يُقدّم ويؤخّر ويحذف ويتحاشى عيوب الفصاحة من: تنافر الحروف والكلمات، وضعف التّأليف، والتّعقيد اللفظي والمعنوي، والتّكرار، والإضافات.

من أمثلة الإخلال ما قاله أبو النّجم وقد دخل على هشام بن عبد الملك وكان أبو النّجم ثملًا، قال:

     صفراءُ كادت ولمّا تفعل           كأنّها في الأفقِ عين الأحولِ

وكان هشام أحول العينين فأمر بحبسه.

وقول جرير عندما مدح عبد الملك بن مروان بقصيدةٍ مطلعها:

أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صاح         عشيةِ همَّ صحبكَ بالرَّواحِ

فقال عبد الملك: بل فؤادك أنت …

ومن الأمثلة الجيّدة مُخاطبة الحطيئة للفاروق عمر بن الخطّاب –رضي الله عنه-:

تحنَّنْ عليَّ هَداكَ المليكُ           فإنَّ لِكُلِّ مقامٍ مَقالَا

ومثله حين وازنَ بشّار بن برد بين الفخر بأسلوبٍ قويٍّ ورصينٍ:

        إذا ما غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِيَّةً           هَتكْنا حِجابَ الشَّمسِ أو قَطَرَتْ دَما

إذا ما أعَرنا سيِّدًا من قبيلةٍ           ذُرَى مِنْبرٍ صلَّى علينا وسلَّما

وخطابه لجاريته رباب بكلامٍ يسير الفهم:

   ربَابةُ رَبَّةُ البيتِ         تَصُبُّ الخَلَّ في الزَّيْتِ

لهَا عشْرُ دجاجاتٍ      وديكٌ حسَنُ الصَّوتِ

الفرقُ بين الفصاحة والبلاغة:

يُجزمُ أكثر العلماء أنّ لا فرقَ بين الفصاحة والبلاغة؛ فالإفصاح عن الشَّيء إبلاغٌ عنهُ، والإبلاغ عن الشّيء إفصاحٌ عنه.

# البلاغة By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!