تِقنيَّاتُ الشِّعر

تقنيات الشعر: اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنب تأثيرها

تقنيات الشعر: اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنب تأثيرها

عندما أخبرك اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنب تأثيرها فيجب أن تفهم أنَّ لكلِّ شاعرٍ نمطٌ خاصٌّ به الّذي يختلف به عن الآخرين. أنت يجب أن يكون لك نمطك الخاص؛ ولكن هل قرأت قصائد كثيرة لشاعرٍ ما، وبدأت تشعر بعدئذٍ بأنَّك تسيرُ على نمطِ ذلك الشَّاعر؟

 إن كُنت مغرمًا بعددٍ من القصائد، كيف يُمكنك تجنُّب تأثيرها فيك؟ رُبَّما تُفكِّر أنَّهُ من الأفضل أن تتوقَّف تمامًا عن قراءة تلك القصائد، أو الاهتمام بذلك الشَّاعر. إن كُنت تُفكِّر بذلك، أرجوك لا تفعل.

شخصيًّا؛ صادفتني هذه المُشكلة عندما حاولتُ في بداياتي أن أرى نفسي نزار قبَّاني الجديد. معظمُ المُبتدئين يظنُّون ذلك في أنفسهم. اضطررتُ وقتئذٍ إلى عدم قراءة قصائده؛ مع أنّ لديّ جميع دواوينه الفردية ومجموعة أعماله الكاملة. كان هذا خطأً جسميًا!

لذلك إذا كنت تبحثُ حقًّا عن نمطك الخاص في الكتابة -وأنا أُقدِّرُ رغبتك- فعليك التَّحلي بالمثابرة والصَّبر والذَّكاء.

أوّلًا: ابحث عن مُصطلحك الخاص

نعم؛ مع قراءاتنا المُستمرّة لعددٍ من القصائد، سيظلُّ هناك جانبٌ أو عددٌ قليلٌ من الكلماتِ، أو لغة ثانية من الشِّعر لدينا. الحالة هنا: أنَّ كثيرًا من المُبتدئين يستخدمون المُصطلح الّذي يقرؤونه نفسه؛ لذلك لا تُدهش عندما لا تجد قصائدهم فريدة من نوعها، وعندما لا تكون فريدة، لا تكون شعريّة، وفي النِّهاية لا تكون جميلة!

تحقّق أن يكون مصطلحك فريدًا ولم يتأثَّر بعددِ القصائد الّتي قرأتها.

ثانيًا: يُمكن أن تُساعدك قراءة قصائد عديدة في تكوين نمطك الخاص

قراءة القصائد بوجهٍ كافٍ مُهمّ لجعلك لا تُكثر من الحديث في الأشياء غير الضَّرورية، أي: الحشو الزَّائد، بعكس لو لم تقرأ قصائد عديدة.
كيف يُمكن أن تحقّق تمامًا من أنَّ طريقتك مختلفة حقًّا عن شُعراء آخرين؟ وفي الوقتِ نفسه، كيف يُمكنك أن تُصدِّق أنَّك لا تتبعُ نمط شاعرٍ آخر؟
كثيرٌ من النَّاس يستطيعون قول الشِّعر وكتابته دون قراءة قصائد سابقة؛ ولكن بصدق، إذا لم تقرأ قصيدةً كيف يُمكنك كتابة هذا النّوع من الأدب؟ بالتَّأكيد يُمكنك ذلك، ولكن هل تعتقد أن يكون شعرك جيِّدًا عندئذٍ؟!
تجنُّبُ التَّأثير هو تحدٍّ وإبداع. لماذا يجب أن تخاف؟ كُن مُبدعًا واقبل التَّحدي واستمر على قراءة كثيرٍ من القصائد بقدرِ ما تستطيع.

ثالثًا: القراءة الكثيرة تُساعدك على معرفة مكان الإبداع ومن ثمّ استيعابه

لكتّابةِ الشِّعرِ قراءةُ قصائد شُعراء آخرين يُمكن أن يُعدّ طريقةً لتطوير قدراتهم وإبداعهم. أنت تقرأ لتتعرّف سرّ تألّقهم وشهرتهم. لا تخف، اقرأ واكتب لتصل إلى النّضج الكافي واللّازم لتطوير تجربتك.

هل لديك أفكار عن كيفيّة تجنّب تأثير الشّعراء في كتاباتك؟ أثبت وجودك وضعها في التّعليقات!

# تقنيات الشعر: اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنب تأثيرها By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫2 تعليقات

  1. أنا متفق معك في الموضوع، في البدايات لابد من قراءة الشعر والتأثر به، وإلا فمن الصعب كتابة قصيدة، القراءة تساعد على ربط الإحساس بالكلمات، لأن الكتابة ليست مجرد صيغة جديدة أو كلام جميل يرتاح له الناس، بل الشعر كتابته تستوجب إستحضار إحساس الشاعر والقصيدة هي بالضبط وسيلة لتوصيل الإحساس للناس

    1. نعم، هذا ما يحدث بدايةً. نقرأ أو نسمع، ثمّ نتأثّر، ثمّ نكتب ونحنُ ما زلنا تحت تأثير ما قرأناه وسمعناه، وبمرور الوقتِ والتّجربة والنّضج نبدأ في تكوين شخصيتنا الشّعريّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!