أفكار ونصائح في الكتابة

نصائح وأفكار لمساعدتك على تنظيم أوراقك ومجلداتك الإلكترونية

نصائح وأفكار لمساعدتك على تنظيم أوراقك ومجلداتك الإلكترونية

نصائح للحفاظ على النّظام

في أيّام الجامعة، كنتُ أتعثّر كثيرًا عندما أدخلُ إلى غرفتي، أمشي على أطراف أصابعي بسبب أوراق المشروعات والأقلام المُتناثرة هنا وهناك؛ إلّا أنّني شخصٌ أحبُّ النّظام، وعندما أنتهي من عملي وأعيد ترتيب الغرفة، كانت تعود كالجديدة، فاهتمامي بالتّفاصيل يحفظُ لي هذه الميزة.

عندما تُنظّم أشياءك وتُرتّب المساحة من حولك، فإنّك تجعل عقلك أكثر هدوءًا؛ ليمكنك عندئذٍ أن تُفكّرَ تفكيرًا واضحًا ومُريحًا.

جميع كتاباتي على وجهين: مطبوعة، ورقميّة. أعني بالمطبوعة إمّا المكتوبة بخطّ اليد، وإمّا المطبوعة بالاعتماد على نسخةٍ رقميّة مكتوبة ببرنامج مُحرّر النّصوص Microsoft Word. عندما أكتبُ نصًّا بطريقةٍ يدويّة، أُعيد كتابته رقميًّا؛ ولكنّني لا أرتاح ولا أطمئن إلّا إذا طبعتهُ على ورقةٍ يُمكنني تحريرها واستنتاج ما تحتاجُ إليه كتاباتي من تعديلاتٍ؛ لذلك لديّ نسخ ورقيّة من كلّ ما أكتب، والنّسخ الرّقميّة محفوظة ضمن مُجلّداتٍ ومُرتّبة بطريقةٍ تُسهّلُ الرّجوع إليها.

مع تطوّر التّقنيّة، أصبح الاعتماد على الحاسب الآلي أكثر من الورق، وصارت الكتابة الإلكترونيّة خيار عدد لا بأس به من الكتّاب، والحقيقة أنّني تعلّمتُ الطّباعة على الحاسب الآلي لغرض كتابة مؤلّفاتي بسرعةٍ ودقّةٍ عاليتين.

الآن كلّما حاولت تنظيم كتاباتي الورقيّة، أرمي في سلّة المهملات ما لا أحتاج إليه من ورق، خاصّة الأوراق الّتي لم أكتب عليها مُلاحظاتٍ أو ركّزتُ فيها على شيءٍ مُعيّن؛ لذلك قلّت أوراقي، إلّا أنّني أحتفظ –دائمًا- بدفتر خاص، كلّما أردتُ أن أكتبَ شيئًا أكتبهُ على ورقةٍ من هذا الدّفتر؛ ولأنّ التكنولوجيا في تطوّر مُستمرّ، ونظرًا لأنّ الحفاظ على الأوراق هو بمنزلة الحفاظ على البيئة؛ اتّجهتُ إلى مُحاولةِ الكتابة على الأجهزة اللّوحيّة؛ومع أنّ هذه التّجربة مُزعجة قليلًا لأنّي لم أعتادها؛ إلّا أنّني واثق أنّهُ مع الوقت سأقلّل اللّجوء إلى الورق.

نصائح لتنظيم المطبوعات:

بعد تجربةِ عددٍ من (الاستراتيجيَّات) المُختلِفة لتنظيم النّسخ الورقيّة، أدركتُ أنّ المُجلّدات (حافظات الأوراق) هي الوسيلة الفُضلى للحفظ وللتّنظيم، لماذا؟

  • يُمكنك شراء حافظة أوراق بسماكة من (5-10) سم، وحشوها بالورق قدر الإمكان.
  • سهلة التّنظيم بسبب وجود فواصل أو عروات.
  • تدخُلُ الأوراقُ وتخرجُ بسهولةٍ بسبب الحلقات الّتي تُفتح وتُغلق.
  • يُمكن تخصيص حافظة الأوراق وتصنيفها، بكتابة مضمونها كعنوانٍ على الغلاف الخارجي للحافظة.
  • بعض الحافظات تأتي مع عددٍ من المُلحقات المُفيدة، فبعضها تُقدّم أماكن لحمل الأقلام، أو لها جيب صغير لحفظ بعض أدواتك المُساعدة.

في نهاية المطاف، يكون عدد المكتوب باليد أكثر وأكثر من المَكتوب رقميًّا؛ ولكون الأوراق صديقة للبيئة، بدأتُ بعمليّات الكتابةِ والنّسخ واللّصق الإلكترونيّة، في مُحاولة للتّقليل من استهلاك الأوراق، وعدم تكديسها في غرفتي من دون فائدة.

نصائح لتنظيم الملفّات الإلكترونيّة

مشكلة الملفّات الإلكترونيّة أنّها تتكاثر وتتداخل فيما بينها ليُصبح العثور على أحدها أمر مُزعج. لقد ناضلتُ لمعرفة كيفيّة تنظيم مُجلّدات كتاباتي الإلكترونيّة.

لسببٍ ما، المواد المطبوعة إلكترونيًّا هي أسهل في جمعها وتسميتها. بإنشاء المُجلّدات الفرعيّة، أمكنني استعراض الملفّات والعثور بسهولةٍ على أيّ شيءٍ وكلّ شيءٍ كتبته. دونك ما حصلتُ عليه حتّى الآن، وما يُمكنك الحصول عليه أيضًا:

  • الملاحظاتُ والأفكار: مجموعة المُلاحظات الّتي كتبتها أيّام دراستي، أفكاري، قِصصي، دروسي، إلخ…، جميعها محفوظة إلكترونيًّا.
  • اكتمال الأعمال: عند الكتابة الإلكترونيّة وتنظيمها ضمن ملفّات؛ أنا على استعداد لإرسال الأعمال فورًا أو نشرها.
  • الفرز: تنظيم الملفّات الإلكترونيّة يُساعد على الفرز، فأي عمل لم ينتهِ، يُوضع ضمن مجلّدات فرعيّة.
  • كتابات محميّة: عددٌ من البرامج تُوفّر حمايةً كاملة لملفّاتك بتوفير كلمة مرور لحفظ الكتابات ومنع سرقتها.
  • ردود الفعل: سهولة الكتابة والنّشر؛ تؤدّي إلى سهولة تلقّي ردود الفعل والانتقادات.
  • البحث عن مشروعات الكتابة: تُؤدّي الكتابة الإلكترونيّة إلى سهولة نسخ المقالات والمُلاحظات وغيرها من الإنترنت، ووضعها داخل مجلّدٍ خاص في حاسبك الآلي. من المهم حفظ المعلومات الّتي وجدتها في الإنترنت، فربّما تحتاج إليها في يومٍ من الأيّام في أحد مشروعاتك الكتابيّة.

إنّ إعادة تنظيم الفوضى (فوضى مُجلّداتك) يُمكن أن تكون مرّة واحدة في السّنة. يُمكن إنهاء الأمر في بضعة أسابيع، وهذا التّنظيم يحفظ الملفّات حفظًا جيِّدًا، ويُساعدك على العثور عليها بسرعة وسهولة؛ ما يزيد الإنتاج.

رتّب كلّ شيءٍ بحسب التّصنيف: روايات، وقصص قصيرة، وشعر، ومدوّنات، إلخ…، فهذا يجعل خطوات يدك قليلة في أثناء البحث عن الملفّ المطلوب.

نحنُ جيل العصر الإلكتروني، ولدينا خياراتٌ واسعةٌ من البرمجيّات المُساعدة في تنظيم حياتنا بطريقةٍ يسيرةٍ، ونحتاجُ إلى أرشفة المواد تبعًا للموضوع، على سبيل المثال: أُؤرشفُ كتاباتي الخاصّة في مُجلَّدٍ اسمه محمود قحطان، وهذا المُجلّد يحوي ملفّاتِ فرعيَّةٍ بعناوين مُختلفة تدلّ على مُحتواها، مثل: تَدوين، وشعر، وعمارة، وتفعيلة، وديكور، إلخ…، ولديّ مُجلّدات كبيرة الحجم خاصّة بمقتنياتي من الكتب؛ ما يبدو أنّهُ من المُستحيل العثور عليها عندما أحتاجُ إليها؛ ولكنّها الفوضى المُنظّمة. ليتني أستطيع قول الشّيء نفسه عندما أتحدّثُ عن الورق والدّفاتر، فهي تميلُ إلى أن تتراكم فوق بعضها، وترتفعُ عاليًا إلى درجة أنّني لا أستطيع أن أرى الشّاشة! [مُبالغة].

يُساعدُ فرزُ الملفّات بالاسم في جهاز الحاسب الآلي عرضها طبقًا لترتيبها الهجائي أو الرّقمي. تُساعدُ هذه الطّريقة على إنشاء ملفّاتٍ عديدةٍ تروي قصّتك مثلًا، وتُساعدك على ترتيب أفكارك وتنقيحها؛ لأنّه يُمكنك نقل جزء من قصّةٍ إلى قسمٍ آخر، كلّ ما عليك هو تغيير رقم فصل/فرع الملفّ، وهذا يُغيّر التّرتيب تلقائيًّا؛ ما يُغيّر موقعها في القصّة.

اعتدتُ أن أكتبَ مع تجزئة الفكرة، أي: تسمية الملف بما يدلّ على وظيفته، وتنظيمها بأرقامٍ هرميّة جنبًا إلى جنب مع اسم الفكرة، مثلًا:

1 مُذكّرات مُراهقة

1.2 بحر الرّمل في الجزء الأول من المراهقة.

1.3 بحر الوافر في الجزء الثّاني من المُراهقة.

… وهكذا.

بعض البرامج مثل مُحرّر النّصوص Microsoft Word يجعل الطّباعة ومُعالجة النّصوص أمرًا سهلًا وسريعًا ضمن وثيقة واحدة، وهناك مواقع تُقدّم برامج تُساعدك على تنظيم أفكارك وتنظيم إبداعاتك.

من الأساليب الجيّدة الّتي يُمكن للكتّاب والفنّانين استخدامها: اتّخاذ كتيّباتٍ صغيرةٍ للكتابات الورقيّة، فيُمكنك أن تأخذ ورقة (A4) أبعادها (21.00 سم) للعرض، وللارتفاع (29.70 سم)، وطيّها مرّتين للحصول على (8) أوجه. أستخدمُ هذه الطّريقة لأنّها تُساعدني على ترتيبِ أفكاري والتّركيز فيما أودُّ قوله.

هناك من يستخدم الورق الملوّن لتصنيف كتاباته وتمييزها، وأعرفُ أنّ نزار قبّاني أحد الشّعراء الّذين استخدموا هذا الاسلوب في الكتابة.

إنّ ردود فعلنا النّفسيّة تجاه قطعة الورق تختلِف عن ردودنا تجاه وثيقةٍ على جهازِ الحاسب الآلي، فنحنُ نشعرُ أنّ الكتابة الورقيّة خلّاقة ومُنتجة في بعض الأحيان. قد يبدو هذا الأمرُ غريبًا: أنّ كثيرًا من الكتّاب لا يزالون مشدودين إلى القلمِ والورقة مع علمِ بعضهم بالتّكنولوجيا؛ ولكنّني لا أعدّه كذلك؛ لأنّ ملمس الورقة يُعزِّزُ الفكرِ الإبداعي، فإشراك الحواس يُساعدُ على تفكيرٍ أكثر وضوحًا، وخلّاقًا، ويجعلنا نتذكّر التّفاصيل على وجهٍ أفضل. قرّر الوسيلة الّتي ترتاحُ معها واستخدمها، المُهمّ أن تتخلّص من الفوضى.

هل جرّبت استخدام  Evernote؟ ما طريقتك في تنظيم أوراقك ومجلداتك الإلكترونية؟ شاطرنا نصائحك في التّعليقات؛ من أجل الحصول على كتابةٍ مُنظّمةٍ.

# نصائح لمساعدتك على تنظيم أوراقك ومجلداتك الإلكترونية By محمود قحطان،

محمود قحطان

مدقق لغوي، وشاعرُ فُصحى، ومُهندسٌ مِعماريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫4 تعليقات

  1. شكرا لك استاذ محمود قحطان
    فعلا التكنولوجيا متقدمة جدا وتساعدنا وبطريقتك الممتازة اقدر ان احتفظ بكل شئ واجده سريعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!