تطوير الذات والتنمية البشرية

قائمة المهام المطلوب تأديتها أم غير المطلوب تأديتها

قائمة المهام المطلوب تأديتها أم غير المطلوب تأديتها

غالبًا ما تكون المهام غير الفعّالة -غير المطلوب تأديتها- أكثر فعاليّة لرفع مُستوى الأداء من قوائم المهام المطلوب تأديتها. السّبب يسير: ما لا تفعلهُ، يُحدّد ما يمكنك فعله. أي: إذا كنت تفعل أشياءَ كثيرة، فهل يُمكنك عمل شيء واحدٍ بطريقةٍ جيّدة؟ لا. أمّا إذا كنت لا تفعل أشياء كثيرة، فهل يُمكنك تأدية عمل واحد بطريقةٍ أفضل؟ نعم. هذا بسبب أنّ ما لا تفعله (تؤدّيه)، يسمح لك بالتّركيز على ما يُمكنك تأديته.

لذلك، يضع لنا تيم فريس Tim Ferriss تسع عاداتٍ مُجهدة وشائعة جدًّا، يسعى strive رجال الأعمال والعاملين في المكاتب إلى القضاء عليها. ربّما أنت تفعل شيئًا الآن ولكنّك لا تُدرك أنّه عادة سيّئة.

ركِّز على واحد أو اثنين في وقتٍ واحد من هؤلاء التّسعة، تمامًا كما تفعل مع العناصر ذات أولويّة priority التّنفيذ العالية؛ لذلك واحد أو اثنين في اليوم- لا أكثر.

موضوع مُميّز: ترويضُ الأسود

  1. لا تُجب المُكالمات الهاتفيّة من أرقام غير مُحدّدة أو غير معروفة.

    لا تشعر بالسّوء إذا فعلت ذلك؛ لأنّ نتيجة إجابة الاتّصالات غير المعروفة ستؤدّي، أوّلًا: إلى تعطّل أو مُقاطعة interruption عملك، فقد يكون الاتصالُ اتّصالًا خاطئًا، أو من مُسوّقٍ هاتفيّ، أو من شركة التّأمين… كلّها أشياء تقطع عملك وتُؤخّر إنجازه؛ لذلك، عندما تنتقلُ من مُهمّةٍ رئيسةٍ تعملُ عليها حاليًّا إلى مُهمّةٍ أخرى –أعني هنا مُهمّة إجابة اتّصال من رقمٍ غير معروف- أنت عادةً، تخسرُ وتفقدُ نحو 40% من الوقت والتّركيز؛ عندئذٍ لن يُمكنك استكمال المُهمّة الرّئيسة الّتي توقّفت.
    هذه المُقاطعات هي سبب لاستخدام تطبيق مثل Freedom.
    ثانيًا: سوف ينتهي بك المطاف إلى موقفِ تفاوضٍ ضعيف. أنت لا تُريد أن تُفاجأ باتّصالٍ غير معروفٍ وأنت غير مُستعدٍ لهُ، كلّ تركيزك الآن سينتقلُ من مُهمّتك الحالية إلى مُهمّة الرّد على الاتّصال الهاتفي الّذي ربّما يكون من شخصٍ تحتاجُ إلى التّفاوض معهُ حول أمرٍ ما، فلا يُمكنك عرضَ وجهةِ نظرك كما تُريد؛ لأنّك لم تكُن مُستعدًّا لهذا الاتّصال. لذلك، دع أرقام الهواتف غير المعروفةِ تذهبُ إلى البريدِ الصّوتي، وضعْ في الاعتبار استخدام شيءٍ مثل Google Voice حيث يُمكنك الاستماع إلى رسالة المُتّصل الصّوتيّة في أثناء كلامه، وهو لن يعرف أنّك تستمع إليه، عندئذٍ، يُمكنك الرّد إذا كان اتّصالًا مُهمًّا أو مُعاودة الاتّصال لاحقًا أو تجاهله. أو يُمكنك استخدام تطبيق مثل Simulscribe الّذي سيستمع إلى رسائلك الصّوتيّة ويحوّلها إلى كتاباتٍ تُرسل إلى بريدك الإلكتروني.

  2. لا تجعل إرسال البريد الإلكتروني أو مُراجعته هو أوّل شيء تفعله في الصّباح أو آخر شيء تفعله في المساء.

    إذا بدأت يومك بتفقّد البريد أو مُراجعته فسوف يُؤدّي إلى خلط أو تزاحم scrambles أولويّاتك وجميع خططك لهذا اليوم، أي: إذا لديك مُهمّة يجب عليك تأديتها أوّلًا، افعلها قبل أن تتفقّد بريدك الإلكتروني، فربّما تجد في البريد شيئًا مُهمًّا؛ ما سيؤُثّر فعليًّا في بقيّة مهامك وفي خططك لهذا اليوم.
    أمّا مُراجعة البريد في آخر اليوم، سوف يُحيلك إلى الأرق insomnia؛ لأنّ ما قرأتهُ أو أرسلتهُ سيكون آخر شيء تُفكّر فيه ورأسك فوق الوسادة، والتّفكير لن يجعلك تنام.
    مُعظم النّاس تبدأ العمل في السّاعة الثّامنة؛ لذلك يُمكن لإرسال الإيميلات أن ينتظرَ إلى العاشرة صباحًا بعد أن الانتهاء من واحدٍ -في الأقل- من مهامك المُهمّة، اتّفقنا؟ عدّها فترة راحة.

  3. لا تُوافق على الاجتماعات أو المكالمات إذا لم يكن هناك جدولُ أعمالٍ واضحٍ أو وقت نهائي مُحدّد.

    بتعبيرٍ آخر، تحتاجُ دائمًا إلى جدول أعمال agenda واضح سلفًا beforehand ووقت نهاية مُعلنة للاجتماعاتِ أو المكالمات. إذا كانت النّتيجة المرغوبة مُحدّدة بوضوح، فهذا ما نُريد تحقيقهُ في هذه الدّعوة أو هذا الاجتماع.
    إذا كان هناك جدول أعمال لقائمة موضوعات وأسئلة مُحدّدة لدراستها، فلا يجب أن يستمرّ أي اجتماع أو اتصال أكثر من ثلاثين دقيقة.
    لذلك، اطلب منهم جدول الأعمال مُقدّمًا in advance قبل الاجتماع حتّى تتمكّن من الاستعداد لهُ بطريقةٍ أفضل؛ ولكي تستفيدوا من الوقتِ بطريقةٍ جيّدة. فعادةً، اجتماعٌ يضم ثمانية أشخاص ولمُدّة نصف ساعة، يعني أنّك ستتحدّث في الأغلب لمُدّة ثلاث دقائق، ويجب أن تكون مُستعدًّا ومُحدّدًا ما ستقول، أليس كذلك؟

يُتبع

# قائمة المهام المطلوب تأديتها أم غير المطلوب تأديتها By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!