ما تيسر من بكاء
أسْهـو بنِصْفـي ثُمَّ أُدْرِكُ أنَّـهُ
نِصْفُ الخَيَالِ مُجَنَّـحٌ.. لمْ يَنْـدَمِ
فَأُشَاطِرُ الحُلْمَ الحَمِيْـمَ حَقِيقَتِـي
كَيْ أُطْلِقَ الكُرَةَ المُضِيْئَةَ فِي دَمِي
فَأعُودُ أسْبَحُ في الخَيَالِ مُحَضِّـرًا
نَفْسِي لرَعْشَةِ شَهْقَـةٍ لمْ تُكْتَـمِ
وأَصُمُّ آذانَ الوشَـايةِ عَارِضًـا
قَيْلُولَةَ اليَـأْسِ المُحَوِّمِ فِي فَمِـي
وَأُشِيْدُ صَرْحَ الدِّفءِ أجْمَعُ رَاحَتي
كَيْ تَرْتَقِي أجْزَاءُ مَوْتٍ مُبْهَـمِ
طَلَّتْ بِأفْيَـاءٍ لِتَرْهَـنَ عَيْشَهَـا
فِي الدَّرْكِ تَتْرَى فَالمَعَازِفُ مأتَمِي
تَتَقَيَّـأُ الشَّمْسُ الكَئِيبَـةُ رَمْلَهَـا
عَاثَتْ بِأَعْتَابِ السَّنـا المُتَحَطِّـمِ
مِسْكِينَةٌ نَفْسِـي تَمـرَّغَ وَجْهُهَا
إنَّ الأمَانِـي مُضْغَةٌ.. لمْ تَرْحَـمِ
وَتَسَاقَطَتْ أضْلاعُ بَعْضِي فِي الزوا
يا صَوْتُها.. رُوحُ البُكَـاءِ المُنْعِـمِ
وَتَرَنَّحَتْ فِي دَاخِلي لُجَجُ الظَّـلا
مِ تَكَاثَرَتْ.. أوْرَاقُ ضَعْفِي الأبْكَمِ
إنَّ الـوَرَاءَ إلى الـوَرَاءِ مُمَهَّـدٌ
قَرَعَاتُ نَبْضٍ مُبْهَمٍ.. فَأنَا العَمِـي
مِنْ وَشْوَشَاتِ الطِّينِ أرْجُو خُطْوةً
دَاسَتْ بِكَعْبٍ فَوْقَ جَفْنِ الأَنْجُمِ
# ما تيسر من بكاء By محمود قحطان،

