آتية من حلم
آتية من حلم
آتية من حلم
(1)
لم أعرفِ امرأةً أخلصَتْ
كلُّ النسَاءِ…
كفرَتْ بالقلبْ
جَعلنهُ جُثةً… في مَقبرةِ الصمتْ
تَركنهُ مَصلوُباً… عَارياً
والدَّمعُ لا يغسلُ عورته
ولوْ كانَ لفعلتْ
لكِنَّهُ رَحَلَ.. إلى أرْضِ المَوتِ رَحَل
لِتَطـأهُ أقدَامُ العَابثينَ
تحتَ رَغبَةِ الظلامِ
مُترَاجِعاً في الظِّلِ
فَـقَدْ تَنكَّرَتْ لهُ
خانَتهُ، بَاعَتهُ، قامَرتْ بهِ
لم ترحمْ وَجْهَهُ الحَزينْ
ألقَتهُ تحْتَ خُطاهَا
لم تشْفعْ لهُ السنينْ
وأعْلتهُ هَمْسَةً في مَدَى الإِنتظارَاتِ
تَائِهاً… يَتدَفَّقُ في الدرُوبِ المُخْطِئَةِ
فَينسَابُ مُخْتنِقَاً.. لِسِجْنِ الرُوحْ..
(2)
لا أبْحَثُ عَمَّنْ
تهوى غسلَ القلوبْ
ونَشرِها فوقَ جلداً
أخْطأَ في الجَسَدْ
لا أبْحَثُ عَمَّنْ
تنسُجُني عُنوَاناً…
لِتَجَاسُدٍ يَموُتْ
أوْ أنْ تُحصيني.. وتُفرغَني
بعَدَدِ الكؤوسْ
وتُحَاصِرَني عِندَ بَابهَا
برَغبَاتٍ سَكرَى
تتمَادَى… تحْتَ الدِثارْ..
(3)
لا أبْحَثُ عَمَّنْ
تَرسُمُني ظِلاً
وتُغيِّـبُني… خلفَ
مَسافاتِ الليلِ دهرا
أنا لا أبحثُ عَنْ..
وَهْم ٍأوْ سَرَابْ
أوْ مَاضٍ سَجينْ
أو عَقْدٍ أصَابَهُ العُقْـمُ
فإِذا مَا تَأخَّـرَ…
استحالَ لليقينْ..
(4)
لا أبْحَثُ عَمَّنْ
تُحْصي الرِجَالَ بنهْدَيْهَا
وتَمْلأ ُحُجْرَتهَا…
بلِقَاءَاتٍ خَرْسَاءْ
وتُضَاجِعُ كُلَّ الخطايَـا
لأُغادِرَ عُنوَانهَا..
مَطعوناً..
بِغـُرْبَةِ الغِيابْ
صَائِحـاً..
مَنْ يُشْعلِ النُّورَ
قبلَ تَثَاءُبِ الشِفَاهْ!!
(5)
كنتُ أعرفُ… سِرَّ القَلقِ الدفينْ
وتمزقِ الآهَاتِ في..
ليلِ الظنونْ
لكنَّني الآنْ… بتُّ لا أدْري
إلى أينَ..
يقُودُني الحَـنينْ
لِحَكايَـا امْرَأةٍ…
رُبـَّمَا تُـشْـبهكِ
رُبَّما..
هيَ بعضٌ منكِ
فإليكِ، ربَّما
قد حانَ وقتُ العبور!
# آتية من حلم By محمود قحطان،
الشاعر المبدع، الصديق العزيز محمود قحطان
قرأت قصيدتك هذه عدة مرات. وفي كل مرة أكتشف منعطفات وزوايا تنار أمامي فجأة. النص بمجمله جيد وهناك تطور في التقاط الصور المدهشة مثل:
لأُغادِرَ عُنوَانهَا..
مَطعوناً..
بِغـُرْبَةِ الغِيابْ
صَائِحـاً..
مَنْ يُشْعلِ النُّورَ
قبلَ تَثَاءُبِ الشِفَاهْ!!
مقطع خاطف غني بالحركة والتصوير والديناميكية
أحسنت وأجدت
ولكن بالمقابل هناك وقوع في السردية أحيانا، فتلجأ لنثرية المباشرة كما في:
خانته، باعته، قامرت به
لم ترحم وجهه الحزين
مع فائق مودتي وتقديري واحترامي
أيها الصديق العزيز
– صديقي الجميل الأستاذ/ يوسف شغري،
يُسعدني جدًّا أن أقرأ هذا الكلام حول نصٍّ من نصوصي،
خاصَّةً هذا النَّص، الذي أعتبرهُ أول نصوصي الشعرية، لذا هو قريب من قلبي…
.
.
السردية، ليست عيبًا حينما يتطلبها الموضوع الشعري،
لكنَّني معكَ في جمالِ التخلُّصِ منها.. ليكون النثر أقوى.
مع فائق احترامي يا كريم،
سأبدأ من العنوان (أتيةٌ من حلم) هذه المرأة/ الكابوس على ما أرى،
شحنت روح الشاعر ببعض الدمارات وحفرت مسارات حزينة كان لها إيجابيات في الواقع لصالح الشعر إذا تدفقت صورًا مشتعلة غاضبة تنساب كالعواصف في نفس القارئ وكاللهب من أنفاس الشاعر …
السطر الأول: كنت أرى من الأفضل أن تقول
لم أعرف امرأةً اختصرت كل النساء
بدلًا من (أخلصت)
حاول أن تتخلص من القافية في قصائد النثر
متابعة لك دائمًا
– الأستاذة القديرة/ إباء اسماعيل،
سعيدٌ بحضوركِ وتحليلكِ المختصر الجميل،
هي امرأةٌ آتيةٌ من حلمٍ، أراها.. ولا.. أراها! حين أشعرُ أنَّها قريبةٌ تتسرَّبُ سريعًا في سرابِ الواقع! لأظن أنَّها أبعد منَ (الزهرة)!
لا أبحثُ عن وهمٍ أو سراب، أتمنَّى أن أجدها حقيقةً حتَّى وإن أشبعتني بحثًا وتطويقًا لكلِّ نساءِ الأرض..
جميلٌ أن تكون لهذهِ الأنثى قوَّةً شعريةً تضخّها في أناملي وتُشبع بها عقلي وتملأُ قلبي.
.
.
.
رؤيتكَ للسطر الأول أُقدِّرُها.. لكنَّها لا تُحقِّق رؤيتي..
.
.
القافية، حينما تُصبح انسيابًا شعوريًا، بعيدًا عن الحشو الكلامي.. لتكون من بعدها جزءًا أساسيًا من الجملةِ الشعرية،
لا أعتقد أنَّها متكلِّفة.
شكرًا لكِ أيَّتها القديرة،
_بحاري 2009،
جميلٌ أن أراكَ هنا..
فجميع الفضاءات واحدة
شكرًا لأمنياتكَ لي،
سعيدٌ بمعرفتك.
_أرين،
ستكتشفين الرجل بنفسكِ
تحتاجين مزيدًا من الوقت لا أكثر..
سعدتُ بكِ،
أتمنى لك المزيد من التألق والابداع وستصل حتما الى القمة يوما ما وأتمنى أن أدرك هذا اليوم فقد أوشك أن يكون قريبا جدا
هذه موهبه الشاعر
انني اتفهم موقفك
ربما هذا اختلاف بين المرأه والرجل
في رأيي المرأه مهما عرفت من رجال
في النهايه بتحب واحد
ولا ادري عن الرجل (*7(
– مريم..
ربَّما نعم.. وربَّما لا..
فما زالتْ عروقي نابضةٌ.. وما زالَ في القلبِ الكثير، وبعقلي تتناسلُ أوردةُ الأسئلة!
محمود
ألم تجدها بعد؟
[quote comment=”1867″]اشكرك على هذي التدوينة
وعجبني منها الثالثة
تحياتي لك[/quote]
تحيَّتي لكَ صديقي على تشريفكَ مدونتي،
أتمنَّى أن تعجبكَ البقية.
مودَّتي وتقديري.
اشكرك على هذي التدوينة
وعجبني منها الثالثة
تحياتي لك