بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدُ لله الّذي بنعمته تتمّ الصّالحات. إنّهُ لشرفٌ عظيمٌ، وفخرٌ كبيرٌ أن تكون تجربتي الشِّعريَّة المُتواضعة موضوعًا لرسالة ماجستير تحملُ عنوان:
«دور الشاعر محمود قحطان في تطوير الشعر العربي المعاصر».
تُثبتُ هذه الرّسالة أنّ شهادات أستاذنا الكبير، البروفيسور عبد العزيز المقالح – رحمه الله، لتجربتي في تطوير الشعر العربي المعاصر طَوال أكثر من عشرين سنة لم تكن من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤيةٍ وبعد نظر. فقد أدرك المقالح بعمقٍ قيمة تجربتي الشِّعريَّة وأثرها. هذا التّقدير ليس مجرّد إشادة شخصيّة، بل هو دليلٌ على بصيرته الثّاقبة. إنّ تقدير قامة أدبيّة بحجم المقالح لعملي منحني دافعًا قويًّا لمواصلة مسيرتي الشّعريّة بعزيمةٍ أكبر، ووضع على عاتقي مسؤوليّة جسيمة للارتقاء دومًا بما أقدّمه من شعر. كانت شهادة المقالح دعوة إلى التّطوّر المُستمر والسّعي الدّؤوب نحو آفاقٍ جديدةٍ في عالم الشعر العربي المعاصر.
يُعَدُّ هذا الإنجاز الأكاديمي تتويجًا لمسيرةٍ طويلةٍ من العملِ الدّؤوب والإبداع المُستمرّ في مجال تطوير الشعر العربي المعاصر، ويعكسُ اهتمامًا مُتزايدًا بالشِّعر العربيّ المُعاصر في الأوساطِ الأكاديميّة والأدبيّة. وفي هذا السّياق، أتقدّم بجزيل الشّكر وعميق الامتنان لكلّ من أسهمَ في إنجاز هذا العمل البحثيّ القيّم، وأخص بالذّكر المُشرفين والأساتذة الكرام الّذين بذلوا جهودًا مُضنية في توجيه هذا البحث ودعمه. فمن دون تفانيهم وإخلاصهم، لما تحقّق هذا الإنجاز الأدبيّ المهم في مجال تطوير الشعر العربي المعاصر.
إن هذه الرّسالة ليست مجرّد دراسة لأعمالي الشِّعريَّة فحسب، بل هي في حقيقة الأمر شهادة تقدير وعرفان لكلِّ الشُّعراء المُبدعين الّذين يسعون بكلّ طاقاتهم لتطوير الشِّعر العربيّ المعاصر، وإثراء تراثه الثّقافي العريق. إنّ تسليط الضّوء على تجربتي الشِّعرية على هذا النّحو الأكاديمي الرّصين يضعُني إزاء مسؤوليّة كبيرة تجاه ما أُقدّمه من إبداعٍ شعريٍّ، ويدفعُني بقوّةٍ إلى بذلِ المزيد من الجهد والتّفكير والابتكار في أعمالي المستقبليّة، سعيًا نحو المزيد من التطوير في الشعر العربي المعاصر.
الشِّعر العربيّ، بتاريخه العريق الممتد لأكثر من خمسة عشر قرنًا، وبتطوّره المُستمر عبر العصور، يُعَدُّ ركيزةً أساسيّةً، وعمودًا فقريًّا في الثّقافةِ العربيّةِ والإسلاميّة. لقد كان لي الشّرف العظيم أن أكون جزءًا من هذهِ المسيرة الإبداعيّة الطّويلة، محاولًا بكلّ ما أوتيت من موهبةٍ وإمكاناتٍ إضافة لمسة خاصّة وبصمة مُميّزة إلى هذا الفنّ النبّيل، والإسهام في تطوير الشعر العربي المعاصر. إنّ الشِّعر في جوهرهِ ليس مجرّد كلمات تُنظم أو قوافٍ تُرصف، بل هو تعبيرٌ عميقٌ عن روح الأمّةِ وهُويّتها، ومرآة صادقة تعكس تطلّعاتها وآمالها وآلامها.
في رحلتي الطّويلة والشّاقة معَ الشِّعر، سعيتُ دائمًا وبكلّ ما أوتيتُ من قوّةٍ إلى استكشافِ آفاقٍ جديدةٍ وعوالم شِعريّة غير مطروقة، محاولاً بكل جهدي المزج بين الأصالة والحداثة، بين عمق التّراث وروح العصر. لقد كان هذا التّحدي الكبير دافعًا قويًّا لي للبحثِ المُستمر والدّؤوب عن أساليب تعبيريّة مُبتكرة، وصور شعريّة جديدة، تُحافظ على جوهر الشِّعرِ العربيّ الأصيل، مع إضفاء لمسات مُعاصرةٍ عليه تُواكب روح العصر ومُتطلّباته، وهو ما يصب في صميم عملية تطوير الشعر العربي المعاصر.
إنّ دراسة تجربتي الشِّعريَّة في إطارٍ أكاديميٍّ علميٍّ رصينٍ يفتحُ الباب واسعًا إزاء نقاشٍ أعمق وأشمل حول مُستقبل الشِّعر العربيّ المعاصر وسبل تطويره وتجديده. هذا في حد ذاته فرصةٌ ثمينةٌ لتبادل الأفكار والرّؤى والتّجارب بينَ الأجيال المُختلفة منَ الشُّعراءِ والنّقّاد والباحثين والمُهتمين بالشأن الأدبيّ والثّقافيّ، مما يسهم في دفع عجلة تطوير الشِّعر العربيّ المعاصر إلى الأمام.
لا يسعني في هذا المقام، إلّا أن أرفعَ أكفّ الضّراعة إلى الله العليّ القدير، داعيًا بكلّ خشوعٍ أن يُوفّق الجميع لما فيه الخير والصّلاح والتّقدّم، وأن يستمرّ الشِّعر العربيّ المعاصر في النّمو والازدهار والتّطوّر بفضل جهود الباحثين والمُبدعين المُخلصين. إنّ هذا الإنجاز العلميّ والأدبيّ ليس إنجازًا شخصيًّا لي فحسب، بل هو في الحقيقةِ إنجازٌ لكلّ من يُؤمن بقوّة الكلمة وتأثيرها في النّفوس والعقول، ولكل من يسعى جاهدًا في سبيل تطوير الشعر العربي المعاصر.
إنّ الشَّعر، في جوهره وحقيقته، هو رسالةٌ إنسانيّةٌ ساميةٌ تتجاوز حدود اللّغة والثّقافة والجغرافيا. وفي عصرنا الحالي، حيث تتسارع وتيرة التغيير، وتتلاحق الأحداث بوجهٍ غير مسبوق، يصبح دور الشَّاعر في تطوير الشعر العربي المعاصر أكثر أهميّة وإلحاحًا من أيّ وقتٍ مضى. فهو الّذي يحملُ مشعل الإبداع، ويسعى بكلّ ما أُوتي من قوّةٍ إلى إيقاظ الوعيّ الجمعيّ، وتحفيز التّفكير النّقديّ في المُجتمع، وتعميق الإحساس بالجمال والقيم الإنسانيّة النّبيلة.
لقد علّمتني تجربتي الشِّعريَّة الطّويلة والغنيّة في مجال تطوير الشعر العربي المعاصر أنّ الكلمة الصّادقة النّابعة منَ القلبِ لها قوّة هائلة في التّأثير في القلوبِ والعقول. وأنَّ الشَّاعر، مهما بلغت شهرته، أو علت مكانته، يظلّ في نهاية الأمر خادمًا مُخلصًا للغةِ، ومترجمًا أمينًا لأحاسيس النّاس وتطلّعاتهم وآمالهم.
أخيرًا وليس آخرًا، أودّ أن أعبّر عن امتناني العميق وشكري الجزيل لكلّ من دعَمني وسَاندني في مسيرتي الشِّعريَّة الطّويلة، من أساتذة وزملاء وقرّاء ونقّاد، فلولا دعمكم المُتواصل وثقتكم الغالية لما وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم. إنّ هذا التّقدير الأكاديميّ لتجربتي الشّعريّة يضعُ على عاتقي مسؤوليّةً كبيرةً لمواصلة العطاء والإبداع، والسّعي الدّائم والحثيث نحو تطوير أدواتي الشِّعريَّة وتوسيع آفاقي الفكريّة والإبداعيّة، بما يسهم في تطوير الشعر العربي المعاصر بوجهٍ عام.
في الختام، أسألُ الله العليّ القدير أن يُديم علينا جميعًا نعمة العلم والمعرفة والإبداع، وأن يجعلنا دومًا من المُساهمين الفاعلين في رفعة شأن أدبنا ولغتنا العربيّة الجميلة. وأدعو بكلّ صدقٍ وإخلاصٍ كلّ مُحبٍّ للشِّعر والأدب والثّقافة أن يواصل دعم الحركة الثّقافيّة والإبداعيّة في عالمنا العربيّ، فبتكاتفنا وتعاوننا وإخلاصنا نستطيع أن نرتقي بالكلمةِ العربيّةِ إلى أعلى المراتب وأسمى الدّرجات، ونُواصل مسيرة تطوير الشعر العربي المعاصر بما يليق بتراثنا العريق وتطلّعاتنا المُستقبليّة.
#تطوير الشعر العربي المعاصر
#دراسة_أكاديمية #شكر_وامتنان #محمود_قحطان
