مقالات في العمارة والأدب والحياة

لقاح كورونا

يندفعُ الباحثونَ لاختبار لقاحٍ للفيروس التّاجي على الأشخاص المُصابين من دون معرفة مدى نجاحهِ في الحيوانات.

اقرأ في هذا المقال
  • تطوير لقاح يُكافح فيروس كورونا
  • اختبار اللّقاح
  • إيجابيّاتٌ أم سلبيّاتٌ؟

لقاح كورونا

إذا عرض عليك شخصٌ ما حقنةً قد تحميك من الإصابةِ بفيروس كورونا COVID-19، فهل ستقبلها؟ ماذا لو عرفت أنّهُ قد انتهى من جميع (الاستراتيجيّات) التّقليديّة لضمان أنّ اللّقاحات الجديدة آمنة وفعّالة؟

أيُّ شخصٍ يأمَلُ في التّوصّلِ إلى حلٍّ سريعٍ لوباء الفيروس التّاجي الجديد Coronavirus سيكتسب منظورًا قيّمًا ونظرةً عامّةً إلى الفوائدِ والمخاطرِ الّتي تُتيحها الجهود المبذولة لتطوير لقاحٍ مُبتكرٍ في هذا العالمِ المُضطّرب.

اقرأ أيضًا: هل نحنُ مُستعدّون لمواجهةِ خطر الأوبئة؟

مقالات ذات صلة

تطوير لقاح يُكافح فيروس كورونا

طوّرَ الباحثونَ لِقاحًا مُحتملًا لـ COVID-19 في وقتٍ قياسيٍّ.

استخدمتْ شركة كامبريدج، ماساتشوستس، مودرنا Cambridge, Massachusetts, firm Moderna نهجًا غير مألوفٍ لتطويرِ لقاحٍ جديدٍ للفيروسِ التّاجي. [يُشار رسميًّا إلى الفيروسِ المسبّب لمرضِ الفيروس التّاجي، COVID-19، وتفشّى الفيروس التّاجي 2019-20 على أنّه مُتلازمة الجهاز التّنفسيّ الحادّة الوخيمة 2، SARS-CoV-2].

في حين يتسابقُ الباحثونَ لاختبارِ لقاحٍ تجريبيٍّ يُكافحُ الفيروسات التّاجيّة، لا ينتظرُ الباحثونَ معرفةَ مَدى نجاحهِ في منعِ العَدوى في الحيواناتِ قبلَ تجربتهِ على البشرِ، وهو أمرٌ يُخالفٌ (البروتوكول) المعتاد.

أسلوبُ التّعاملِ أو هذا النّهج، الّذي يَستخدمُ بوجهٍ أساسيٍّ الجزيئاتِ البشريّةَ لصنعِ البروتيناتِ الّتي تُحفّزُ المناعة؛ لم يُستخدم -إطلاقًا- لصنع لقاحٍ يُستخدمُ على البشرِ.
السّرعةُ الّتي جرى بها تطوير هذا اللّقاح المُحتمل غير مسبوقةٍ.

اختبار اللّقاح

إنّهم يُخطّطونَ لاختبارِ اللّقاحِ الجديدِ على البشرِ دونَ استكمال التّجاربِ على الحيواناتِ أوّلًا!

عادةً يستغرقُ الأمرُ ما لا يقلّ عن عامٍ إلى عقدينِ من الزّمان لنقل اللّقاحِ إلى السّوقِ مع اختباراتٍ شاملةٍ على الحيواناتِ قبل التّجارب البشريّة. لن يكونَ هذا الإطارُ الزّمني مُفيدًا؛ لأنّ الحاجةَ إلى اللّقاحِ مُلحّة؛ مع أنّ هذه ليست الطّريقة الّتي يجري بها اختبار اللقاح اختبارًا طبيعيًّا، فالجهاتُ التّنظيميّة تطلبُ من الشّركةِ المصنّعة إظهار أنّ المنتجَ آمنٌ قبلَ أن ينتقلَ إلى النّاسِ.

نتيجةً لذلك، بدأت تجارب سريريّة في تجنيدِ Recruiting مُتطوّعين أصحّاء للحصولِ على اللّقاحِ. خضعَ اللّقاح للاختبار على سُلالةٍ من الفئرانِ غير مُعرّضةٍ Susceptible للفيروسِ التّاجي، ثمّةَ نتائج واعدة ولكنّها غير حاسمةٍ. تشملُ الخططُ الأُخرى اختبارهُ على الحيواناتِ المُعرّضة للفيروساتِ. ليسَ من الواضحِ -حتّى الآن- متى سيتلقّى البشرُ اللّقاحَ.

إيجابيّاتٌ أم سلبيّاتٌ؟

يظنّ بعضُ الخبراءِ أنّ المخاطرَ تستحقّ العناءَ؛ ولكن يختلف معهم آخرون.

يُوافقُ بعضُ الخُبراءِ على المُضيِّ قُدُمًا في التّجاربِ البشريّة، ولكن آخرون يعدّونها من التّجاربِ «المشكوكِ فيها أخلاقيًّا».
التّحدّي الكبيرُ هو تقييم Assess الإيجابيّات والسّلبيّاتِ Pros and Cons وموازنتها على المدَى القريبِ والبعيدِ.
من وجهةِ نظرٍ مُؤيّدةٍ، إذا كانَ اللّقاحُ يعمل فسوف يحمي الأشخاص من COVID-19 في وقتٍ أقرب ممّا سيكونُ عليه الحال باتّباعِ (البروتوكولات) التّقليديّة.

لا تضمنُ الدّراساتُ على الحيواناتِ نجاحَ اللّقاح، وإذا نجحت، يُمكنُ لمُبادرةِ Initiative اختبارهِ أنْ تُؤدّي إلى تحسين القدرة على إنتاج اللّقاحاتِ في حالاتِ الطّوارئ في المُستقبل. من جهةٍ أُخرى، لا أحد يعرفُ ما إذا كان سينجح. قد لا يُوفّر المسارُ السّريعُ للتّجاربِ لوقتَ الكافي لتقييم المخاطر وتقليلها. تفشلُ مُعظم مُحاولات تطوير اللّقاحات، ولم تُطوّر مودرنا Moderna لقاحًا ناجحًا. يُمكن أن تُؤدّي مُطاردة اللّقاحِ السّريعة الّتي تجري الآن إلى جعل المُتشكّكين في اللّقاحات أكثر تشكّكًا؛ ومن ثمّ يضرّ بجهود الوقاية من الأمراضِ بوجهٍ عام.

تعترفُ Moderna باحتمالِ عدم نجاح هذه المُبادرة وتُحذّر Cautioning المُستثمرينَ وغيرهم من رفعِ سقفِ آمالهم.
إذا كانت تجاربُ الفئرانِ أقلّ من واعدة، فقد تحتاجُ إلى إيقافِ التّجاربِ البشريّة.

تفشلُ غالبيّة اللّقاحات المرشّحة. إذا كان هذا المشروعُ المتسرّعُ؛ معَ كلّ الصّعابِ، ناجحًا؛ فيجبُ على الشّركةِ أن تحذرَ وتُراقبُ ما يحدثُ لهؤلاء الّذين يحصلونَ عليهِ.

إذا انتهى الأمر بمودرنا Moderna إلى اختبار اللّقاحِ على البشرِ، فسوف تحتاجُ إلى مُراقبة المتلّقين طَوالَ الوقتِ لتقييم الفوائد قصيرة المَدى وطويلة الأجل، وسواء كان هذا المسارُ غير المسبوقِ Unprecedented لتطوير اللّقاحِ يُقدّمُ في نهايةِ المطافِ فائدةً أكبر من ضررهِ؛ فلا يزال يتعيّن مُراقبته.

أخبرني الآن في التّعليقات، لو كنت مُصابًا بالكورونا، هل ستتطوّع لتجربة اللّقاح عليك؟

# لقاح كورونا By محمود قحطان،

محمود قحطان

مدقق لغوي، وشاعرُ فُصحى، ومُهندسٌ مِعماريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!