علامات التّرقيم

علامات الترقيم: علامة الحذف أو القطع . . .

علامة الحذف أو القطع . . .

تراها في كلّ مكان؛ ولكن مُعظم النّاسِ لا يعرفون ما يُطلقون عليها أو كيفيّة استخدامها على وجهٍ صحيح. غالبًا ما يُشار إليها باسم: (نقطة، نقطة، نقطة) هذه هي علامة الترقيم الحذف.
هي سلسلة في صفّ واحد من ثلاث نقاط مُتتاليّة، أحيانًا يسبقها أو تليها علامة ترقيم أُخرى. والحقيقة هي ليست سهلة الإتقان، ونتيجةً لذلك، كثيرًا ما يُساء استخدامها، إنّما هي أسهل من الفاصلة المنقوطة.

نحنُ نميلُ إلى استخدام علامة الحذف للتّركيز على ما نقوله وإعطاء أنفسنا فرصةً لجمع أفكارنا. تعني علامة الحذف في الكتابة الاحترافيّة: انتهاء الأفكار؛ لذلك يجب أن تُستخدم بحكمة، ونادرًا.

تُشبهُ علامة الحذف علامة التّعجب في استخدامها، فكلاهما يجبُ أن يُستخدما بحذرٍ وعند الحاجةِ فحسب.

استعمالاتها:

  1. للإشارة إلى الإغفال، أي: إغفال جزء من النّص، مثل عند استخدام علامتي الاقتباس لاقتباس نصٍّ ما؛ ولكنّك تُريد القفز على جزءٍ منه للتّركيز على غرض الاقتباس خاصّة إذا كان الاقتباس طويلًا، أي حذف ما لا طائل منه ولا فائدة.
  2. للدّلالة على كلامٍ مَحذوف، مثل: حكّام المملكة العربيّة السّعوديّة: عبد العزيز آل سعود، سعود بن عبد العزيز آل سعود، فيصل بن عبد العزيز آل سعود،
  3. عندَ تعثّر الكلام أو توقّفه

                «في الواقع، أنا أحبُّ حسنًا لا عليك».

  1. توقّف، في نهاية الجُملة وتركها مفتوحة.

                يُمكننا استخدام علامة الحذف (القطع) للإشارة إلى وقفة أو إلى أنّ الفكرة لم تنتهِ.

  1. قبل كلمة الاختزال إلى آخره ( إلخ) أو بعدها (إلخ).

علامة الحذف لكاتبٍ كسلان تعني: وهلُمَّ جَرَّا الّتي تدلُّ على تتابع تكرار الفعل. أو إلى آخره (إلخ). في الرّسائل النّصيّة ووسائل الإعلام الاجتماعيّة يستخدمُ كثيرٌ من النّاسِ علامة الحذف لاعتقادهم أنّ القارئ يفهمُ ضمنيًّا الآتي ويُدركه تلقائيًّا، نحو:

              أشكال التّرتيب الأبجدي: أبجد، هوَّز، حُطِّي، كَلَمن، سعُفَص، قُرِشَت، ثَخَذَ، ضظع، ورُسم التّرتيب الألفبائي على نحو: أ، ب، ت، ث،

  1. عندما لا نعرف تاريخ ميلاد شخصٍ ما.

             امرؤ القيس بن حجر الكندي واسمه حُندج – 565م، شاعر وفارس عربي.

  1. للتّهرّب من ذكر لفظٍ مُعيب مُحرج للكاتب.

من أمثلتها الشّتائم والحديث عن الأعضاء التّناسليّة. نحو: ما قاله أحمد مطر في قصيدته «إرادة الحياة» الّتي جارى فيها قصيدة أبي القاسم الشّابي، بقوله: فكيف سيُمكن رفع الجباه / وأكبر رأس لدى العرب ط ؟!

التنسيق

 تُكتب علامة الحذف بطريقتين: إمّا ثلاث نقاط مُتباعدة (. . .)، وإمّا ثلاث نقاط من دون تباعد () وهي الأكثر شيوعًا، ولا أحد يعرف سبب كونّها ثلاث نقاط، وهناك من يكتبها بأربع نقاط (….) وخمس نقاط (…..).

في الغالب لا تُستخدم علامة الحذف في بداية الفِقرة إلّا إذا كانت ضمن علامة تنصيص، وهنا يَفترضُ الكاتب أنّ القارئ على علمٍ بالنّصِ أو الفكرةِ أو المعنى المحذوف. أمّا الأكثر استخدامًا هو وجودها في وسط الجُملة أو في نهايتها.

إذا أردتَ التّحقّق من أنّك تستخدم قواعد اللّغة وعلامات الترقيم بوجهٍ صحيح ومُستمرٍّ في كتاباتك، اقرأ عدّة كُتب للغويّين معروفين وستجد أنّ قواعد كتابة علامات الترقيم وتنسيقها غير واضحة المواقف؛ لأنّ لأسلوب الكاتب نصيبًا من كتابتها.

علامة الحذف والشّعر

هناك مصادر كثيرة تُخبرك عن طريقة تعلّم استخدام علامة الترقيم الحذف في النّثر؛ ولكنّك ستيأس في العثور على طريقةٍ تُمكّنك من فهم طريقة استخدام علامة الترقيم الحذف في الشِّعر. هل تستخدمها في نهاية السّطر، أم في نهاية الجملة، أم في نهاية الفكرة؟ وكيف تربط الجُملة الحالية بالجملة الّتي تليها؟ هل استخدامها صحيح نحويًّا أم غير صحيح؟

الحقيقةُ أنّه لا توجد قواعد مُحدّدة لاستخدام علامات الترقيم في الشِّعر عمومًا، ففي الغالب ما ينطبق على الكتابة النّثريّة ينطبق على الشِّعر، وأفضل طريقة لتعلّم كيفيّة استخدام علامات الترقيم في الشِّعر، هي: قراءة شعر كبار الشّعراء المُعاصرين والشّعراء المعروفين.

يُمكنك استخدام الحذف اعتمادًا على المعلومات المذكورة آنفًا في النّثر. شخصيًّا، تُصادفني قصائد أو كتاباتٍ شعريّةٍ مع كثيرٍ من علامات الترقيم غير الضّروريّة، بل تُسهم هذه العلامات في تشتيت ذهن القارئ، مثل علامات التّعجّب والاستفهام الّتي يضعها بعضهم بعدد غريبٍ وكأنّه كلّما زاد عدد علامة التّعجّب –مثلًا- زاد حجم الدّهشة!

لأنّ كلّ سطرٍ في قصيدة يُمكنُ أن يُشيرُ إلى فكرةٍ جديدة، وفي الغالب نحنُ لا نحتاج إلى علامة الحذف في الشِّعر، في الشِّعر استخدام علامات الترقيم مسألة شائكة، فلا يُمكن أن أضع في كلّ سطر فاصلة أو شرطات أو غيرها، فكلّ ذلك يقطع استرسال القارئ في القراءة.
لذلك ينبغي لنا أن نتعلّم استخدام علامات الترقيم بوجهٍ عام، أن نقرأ لشُعراء معروفين، ومع الوقت سنعثر على نمط الكتابة الّذي يُناسبنا

 أكثر علامات الترقيم استخدامًا في الشّعر: الفاصلة، والنّقطتان الرّأسيّتان، وعلامتي الاستفهام والتّعجّب.

 إذا قرأت لنزار قبّاني –مثلًا- ستجد في نهاية بعض أسطره الشّعريّة نقطتين (..) بدلًا من ثلاث. عادةً ما نستخدم النّقطتين (..) نهاية كلّ سطر شعري لم ينتهِ البيت عنده، مثال:

إن كُنتَ قويًّا أخرجني

من هذا اليمِّ..

فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم.

تعني النّقطتان أنّ للسّطرِ الشِّعري بقيّة في الأسطر الّتي تليه، وعلى القارئ ألّا يقف في نهاية السّطر الشِّعري المُنتهي بنُقطتينِ سوى وقفةٍ خفيفةٍ دون انقطاعِ النّفسِ أو تسكينِ آخر كلمةٍ فيه، واصلًا إيّاه بما بعده حتّى تنتهي الأسطر.

أخيرًا، إذا أردت أن تتحقّق من أنّك تستخدم قواعد اللّغة وعلامات الترقيم بوجهٍ صحيح، اقرأ ما أكتبهُ في هذا الموقع عن علامات الترقيم، ثُمّ اقرأ كُتبًا أدبيّة مُختلفة ولاحظ كيف تُكتب علامات الترقيم وكيف تُستخدم.

هل أعجبك الموضوع؟ هل أستحقّ كلمة شكر؟ اتركها –إذا تكرّمت- في التّعليقات!

 # علامة الحذف أو القطع . . . By محمود قحطان،

محمود قحطان

مدقق لغوي، وشاعرُ فُصحى، ومُهندسٌ مِعماريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!