مقالات في العمارة والأدب والحياة

السمات الخفية في المرأة

السمات الخفية في المرأة

المرأةُ قضيةٌ لذا لا بدَّ لأيِّ شاعرٍ من أن يدرسَ أوراقَها. المرأةُ موقفٌ وثورةٌ وانتماءٌ، من يؤمنُ بها يُمكنهُ بعدئذٍ أن يكتبَ شعرًا. المرأةُ هي بطاقةُ دخولي إلى قلوبِ قرّائي وأرواحهم وعقولهم.
المرأةُ سفينة الفضاء الّتي تحملني إلى أعلى كلَّما فكَّرتُ باصطيادِ القمر. لم تكن جُرحًا أُخبِّئُهُ ولا وسادةً أستهلكُها، ولن تكون مجرَّدَ جسدٍ أسحقهُ ببطولاتي.

المرأةُ أُنثى، والأُنثى هي الوردةُ. هي شرنقةُ الحريرِ. هي صرخةُ النَّدى عند كرومِ الفجرِ. هي الهزَّةُ والقشعريرةُ الّتي تلبسُكَ حين يَلمسكَ أريجها. أُحبُّها، وأُحبُّ مواقفها. وأُسعدُ دائمًا حين تأخذني من يدي لنمشي في رحلتها. المرأةُ هي الرَّغبةُ والتطوُّرُ والتحوُّلُ والحضارة. نعم، إنَّ المرأةَ حضارةٌ، ولا يُمكنني إلَّا أن أنثرَ زجاجها الملوَّن على بساطِ حواسي، فما أجملَ المكوث في عينِ امرأةٍ تُحيلُ هذا الكون إلى خُرافةٍ، إلى عالمٍ خيالي، لتدركَ عندئذٍ أنَّها أليس Alice وأنَّكما دخلتما بلادَ العجائبِ.

كلُّ امرأةٍ ألتقيها، أُحبُّها، أكتبُ عنها، هي عندي كلُّ النِّساء، والقصيدةُ الّتي لم تُكتبْ، هي امرأةٌ لم تحجزْ مكانًا لها في ذاكرتي.
لكن تتعدَّدُ مواقفي في شعري تجاه المرأة؛ فأنا شاعرٌ -كأيّ شاعر- يتغيَّرُ مزاجي من حينٍ إلى حين. ورغباتي قد تختلف في أيِّ ساعة. إضافةً إلى أنَّ المرأةَ ليستْ كائنًا ملائكيًّا في معظمِ الأوقاتِ، ولا موضوعًا لا يُمكنُ تناولهُ بأكثرِ من طريقة. كلُّ امرأةٍ أُصادفها في واقعي أو في خيالي، تُحفّزني إلى تكوين فكرةٍ حولها؛ ومن ثُمَّ اتّخاذ موقفٍ تجاهها، فالشَّاعر يستطيع أن يكتب قصَّته أيضًا.
المرأةُ ليست نهاية طموحاتي؛ ولكنَّني أعتقدُ أنَّ خيط بدايةَ كلّ شاعر يبدأُ من عندها.

# سمات المرأة الخفيّة By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. انت كباقي الرجال لا او قل كباقي البشر
    ففي زمن زاد فيه الصخب ،صخب كل شيء
    فللشهرة صخب، وللمال صخب
    صارت المراة وكما قلت انت سفينة الفضاء التي تركبونها لتحققوا ماربكم
    التي هي عنصر من عناصر الصخب
    اقول دعو المراة لتعيش في محراب حياتها متلألأة بخصوصيتها وجمالها بعفتها ووقارها
    لا تجعلوها وسيلة لتحققوا شهرتكم وعالميتكم ولا اموالكم
    ابحثوا عن وسائل اخرى

    1. أهلًا بكِ.
      رُبَّما أزعجكِ تعبير (أركبها). صحيح، فالكلمة رُبَّما تحملُ مدلولًا آخر. أو تعبيرًا بالفوقيّة والاعتلاء.
      اعذريني، سأحاولُ استبدالها.

      رُبَّما ظننتِ أنَّ الشُّعراءَ يوظِّفُون المرأة كي يحقِّقوا مكاسبًا من ورائها. ورُبَّما فهمتِ بأنَّهم يُتاجرون بها ويستغلُّونها كأداةِ ترويجٍ ودعايةٍ رخيصة، وأنَّ لا قيمةَ لها لديهم. صدِّقيني، ليس لنا هذا النُّفوذ الإعلامي، ولسنا بهذا المكر. نحنُ لسنا إلَّا كلماتٍ على الورقِ الأبيض.
      سعيد بحضورك.

  2. شكرا على سعة صدرك.. بصراحة كنت حابب اسالك يعني هل انت خاطب او متزوج وهل ما تكتبه من شعر فعلا تجده في الحياة الواقعية.. بصراحة انا اسمع عن الحب ولا اشعر بوجوده وكانه فقط في الشعر والقصص الرومانسية..

    والبنسبة للشعر الذي تكتبه ردك كان متواضع كالعادة، لانه من وجهة نظري انه جميل جدا وعذب وانا متاكد انك وصلت لمرحلة جيدة جدا…

    تقبل خالص تحياتي.

    1. بالتّأكيد، ليس كل ما يُكتب يُعبِّر عن تجربة. فلا يُمكن أن يمرَّ الشَّاعر بواقعِ كلّ قصائده. في الغالب يتقمَّص الشَّاعر حالة ليُعبِّر عنها.
      الحبُّ شيء، والزَّواج شيء آخر. بالتَّأكيد ستجد الحب، ولكن لا تبحث عنهُ لأنَّهُ هو من سيجدك!

  3. كلمات معبرة عن حالة حب او وجد او عشق او تيم الى اي مرحلة وصلت بشعرك؟؟ بصراحة غيرت السؤال لكي لا احرجك.

    تحياتي لك.

    1. أهلًا بكَ.
      أين السُّؤال، ولماذا غيَّرتهُ؟ ولماذا تظنُّ أنَّكَ ستحرجني؟
      لا تقلق
      ضع سؤالكَ مباشرةً.

      أمَّا إلى أي مرحلة وصلتُ بشعري؟ صدِّقني لم أصل بعد!

  4. غربهـ،

    لا عليكِ يُعجبني أن تُفكِّري بصوتٍ عالٍ…
    بالتَّأكيد في الأمرِ مُبالغة. أليس هذا من طبعِ الشُّعراء؟
    حينما تتملَّك الشَّاعر امرأةٌ ما، في لحظةٍ ما، فهو يراها كلَّ النِّساءِ. لا يُمكن أن تُحَبَّ لأنَّها امرأة فحسب، ولكن المرأة الّتي لم تحجز لها مكانًا في ذاكرة الشَّاعر، تعني أنَّها لم تكن مُلهمة بالقدرِ الّذي يُدغدغ (شيطان شعره). هُنا أتحدَّث عن دور المرأة لدى للشَّاعر، عن دورها في إبداع قصيدةٍ ما. تلك المرأة الّتي يمكن أن تكون شخصًا حقيقيًّا صادفه، ورُبَّما يرسمها على الورق طيفًا أو خيالًا، أو يزرعها على بطانةِ ذاكرته. لا أتحدَّثُ عن العلاقة الّتي يجب أن تكون بين رجلٍ وامرأة.
    اعذريني، رُبَّما لم أُحسن التَّعبير.

    ……….
    سؤال:
    ثمّة شخصيّتان من (هدى شعراوي)، أيُّهما أنتِ؟
    المُمثِّلة السُّورية؟
    أم النَّاشطة المصريّة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!