بلاغة
علم المعاني: الوصل والفصل
الوصل والفصل
الوصلُ عطفُ جُملةٍ على أخرى بالواو، والفصل ترك هذا العطف.
موضوع مُميّز: علم المعاني: القصر
مُوجبات الوصل:
يجبُ الوصل بالواو في المواضع الثّلاثة الآتية:
المُوافقة: وهي عندما تتّحدّ الجُملتان اتّحادًا معنويًّا تامًّا.
- إذا اتّفقت الجُملتان في الخبر، نحو: جاء الحقُّ، وزهقَ الباطلُ، وفي الإنشاء نحو: استمعْ واحكمْ بالحقّ.
- إذا اشتركتِ الجُملتانِ في الإعراب، نحو: الطالبُ يكتبُ ويقرأُ. (يقرأ) معطوفةٌ على (يكتب) الّتي هي في محلّ رفع خبر المُبتدأ، فهي إذن مُشتركةٌ معها في الإعراب.
- المُضادة: إذا اختلفت الجُملتان في الخبر والإنشاء بحيثُ يُوهمُ تركُ الوصلِ خلافَ المقصودِ، نحو: هل عادَ أبوك من السّفر؟ لا، وأعاده الله سالمًا.
(لا) قائمة مقام جُملة خبريّة إذ التّقديرُ (لا حاجة لي)، (وأعاده الله سالمًا) إنشائيّة. لو تركنا الوَصل فيهما لا قُلنا: (لا أعادهُ الله سالمًا)، فيتوّهم السّامعُ أنّنا ندعو عليه؛ مع أنّ المقصود الدّعاء له؛ ولذلك وجب الوصل.
مُوجبات الفصل:
المُوافقة: وهي عندما تتّحد الجُملتان اتّحادًا معنويًّا وتامًّا. ويُسمّى كمال الاتّصال:
- تكون الجُملة الثّانية بدلًا من الأولى، نحو: حدّثنا الأستاذ، شرح تفاصيل الدّرس.
- تكون الجُملة الثّانية توكيدًا للأولى، نحو: فإنّ مع العسرِ يُسرًا، إنّ مع العسرِ يُسرًا.
- تكون الجُملة الثّانية بيانًا للأولى، نحو: (فوسوسَ لهُ الشّيطان، قالَ يا آدمُ اسكنْ أنت وزوجك…
المُضادة: وهي عندما تختلفُ الجُملتان اختلافًا معنويًّا وتامًّا. ويُسمّى كمال الانقطاع:
- تختلفُ الجُملتان خبرًا وإنشاءً، نحو: سبِّح اسم ربّك الأعلى، الّذي خلقَ فسوّى. (الجُملة الأولى خبريّة، والثّانية إنشائيّة) فهما مُختلفتان خبرًا وإنشاءً.
- تختلفُ الجُملتان لاستقلال كلّ منهما بنفسه ولا ترتبطان إلّا بشبه سؤال ينشأ عن الأولى، نحو:
السّيفُ أصدقُ إنباءٍ من الكُتبِ
في حَدِّه الحَدُّ بينَ الجِدِّ واللّعِبِ.
وكأنّهُ سُئلَ عن سبب صدق السّيف، فأجاب: في حَدِّهِ الحَدُّ… وهذا يُسمّى شبه كمال الاتّصال.
- تختلفُ ثلاث جُمل لأنّ الأخيرة يصحّ عطفها على الأولى؛ ولكن في عطف الثّانية فسادٌ للمعنى فيُترك قسرًا، ويُسمّى شبه كمال الانقطاع، نحو: انتصر السلم، حلّ الحرب، فرحَ النّاس.
# الوصل والفصل By محمود قحطان،
درس جميل شكرا لك
على الرّحب والسّعة.