أخطاء لغوية شائعة

التدقيق اللغوي والذكاء الاصطناعي: تعزيز الدقة والكفاءة

مُقدّمة

العامل المشترك بين التدقيق اللغوي والذكاء الاصطناعي في الكتابةِ والتّواصل هو أنّ الدّقّة والوضوح ضروريّان للنّجاح. سواء أإقتراح عملٍ كان، أم مقالًا أكاديميًّا، أم بريدًا إلكترونيًّا، فمن المهمّ التّحقّق من دقّةِ القواعدِ النّحويّة، وبناء الجملة، وعلامات التّرقيم، وغيرها؛ للحفاظِ على مصداقيّة المُحتوى وسُمعة المُؤلِّف. على هذا النّحو، من المفيدِ دائمًا قضاء قدر مناسبٍ منَ الوقتِ في التّحقّقِ من عملك قبل النّشر؛ لتجنّب الأخطاء، وتحديد أيّ أخطاء مُحتملة مُحرجة، أو مكلّفة، وتصويبها.

في السّنواتِ الأخيرة، ظهر استخدام الذّكاء الصّناعي (AI) لتعزيز إجراءات التّدقيق اللّغوي. معَ أنّ الذكاء الصناعي غير قادرٍ على استبدالِ المدقق اللغوي ذي الخبرة كلّيًّا؛ إلّا أنّهُ -بالتّأكيد- يُساعد على التّعرّفِ على المشكلات اللغويّة.

في هذا المقالة، سنستكشفُ التّقاطعَ بينَ التَّدقيق اللُّغوي والذَّكاء الصِّناعي، ونتعمّق في كيفيّة تغيير هذه الشّراكة للطّريقةِ الّتي نضمنُ بها الحصول على مواد مكتوبة دقيقة وواضحة.

منهج التّدقيق اللّغوي التقليدي

التدقيق اللغوي، هو إجراء يدويّ تقليديّ، يتضمّن مراجعة المحتوى المكتوب بعنايةٍ لتحديد الأخطاء وتصحيحها. يتطلّبُ عينًا حريصةً على التّفاصيل، وفَهمًا مُتعمّقًا لقواعدِ اللّغة، واستثمارًا كبيرًا في الوقت. حتّى في هذهِ الحالةِ، يُمكن للمدققين اللغويين أن يخطئوا عن غيرِ قصدٍ، بسببِ عواملَ، مثل: التّعب، أو الإلمام بالمحتوى.

دمج الذّكاء الصّناعي

لقد أدّى دمج الذّكاء الصّناعي في مجال التّدقيق اللّغوي إلى تقديمِ مستوىً جديدٍ منَ الكفاءةِ والدّقة. يُمكن لأدواتِ التدقيق اللغوي المدعومة بالذكاء الصناعي -الّتي تعتمدُ غالبًا على خوارزميّات التّعلّم الآليّ- إجراء فحصٍ سريعٍ للمُستنداتِ، ليس لالتقاطِ الأخطاءِ الإملائيّةِ والنّحويّةِ الواضحة فحسب؛ ولكن التّناقضات في الأسلوبِ والنّغمةِ والتّنسيقِ أيضًا. تتعلّمُ هذه الأدواتُ باستمرارٍ من مجموعاتِ البياناتِ الضّخمة؛ ما يُؤدّي إلى تحسينِ قدراتها على اكتشاف الأخطاء بمرورِ الوقت. سمحَ هذا لمجموعةٍ واسعةٍ منَ الشّركاتِ والأفرادِ بتيسيرِ التّدقيق اللّغوي ومهام التّحرير الأخرى.

فوائد التدقيق اللغوي المدعوم بالذكاء الصناعي

  • السّرعة والكفاءة: يُتيحُ الذّكاء الاصطناعي عددًا من المزايا على مستوى السّرعة والكفاءة، خاّصةً عندَ التّعامل معَ المستنداتِ الكبيرةِ. بالموازنة مع التّدقيق اللّغوي اليدوي ّالبشريّ، يُمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي مراجعة المستندات نفسها بسرعةٍ وكفاءةٍ أكبر. هذا يجعلها أداة رائعة للشّركات والأفراد الّذين يواجهونَ مواعيدَ نهائيّةٍ ضيّقةٍ أو يُحاولونَ الالتزام بمواعيدَ نهائيّةٍ صارمة؛ لأنّهُ يُمكنُ أن يُساعدهم على اتّخاذ قراراتٍ في الوقتِ المناسبِ، وإكمال المهام بسرعةٍ ودقّةٍ.
  • الاتّساق: يتمتّعُ الذّكاء الاصطناعي بالقدرة على الحفاظِ على مستوىً ثابتٍ منَ المُراقبةِ والتدقيق في جميع أجزاء المستند؛ ما يُقلّل من فرصِ التّغاضي عنِ الأخطاءِ. يجعلهُ هذا رصيدًا لا يُقدّرُ بثمنٍ في مجالاتٍ مختلفةٍ، مثل: التدقيق اللغوي، وتنظيم البيانات، والمهامّ المُهمّة الأُخرى.
  • التّعلم والتّحسين: تتعلّم خوارزميّات الذّكاء الاصطناعي من كلّ مستندٍ تُعالجه. يعني هذا أنّه بمرور الوقتِ، تُصبح قدراته على اكتشاف الأخطاء أكثر دقّة، وتتكيّف معَ الفروقِ اللغويّة الدّقيقةِ وأساليب الكتابة.
  • تحسين اللغة: إلى جانب تصحيح الأخطاء، يمكن لبعض الأدوات المعتمدة على الذّكاء الاصطناعي تقديم اقتراحات متطوّرة ومُستنيرة لتطويرِ بنية الجملة، وتعزيزِ استخدامِ المفرداتِ، وتحسينِ إمكانيّةِ القراءة العامّة بوجهٍ عام. إضافةً إلى ذلك، يُمكن لهذه الأدوات اكتشاف شعور الكتابة؛ سواء أعدوانيّةً كانت، أم فكاهيّة، أم مجرّد ثرثرة، وما إلى ذلك. يمكن عرض ما تَرمي إليه الكتابة بدقّةٍ، باستخدام هذه الأدوات الّتي تعملُ بالذّكاء الاصطناعي.
  • فعاليّة التّكلفة: يُمكن أن يكونَ الاستثمار في أدوات الذّكاء الاصطناعي الّتي تعمل الذّكاء الاصطناعي أكثر فعاليّة في النّفقات على المدى الطّويل موازنةً بتوظيفِ مُصحّحين لُغويّين، خاصّة لدى المؤسّسات الّتي لديها كميّات كبيرة منَ المستنداتِ.

الشّراكة المُتناغمة بين التدقيق اللغوي والذكاء الاصطناعي

يتضمّنُ النّهج الأكثر فعاليّة شراكةً متناغمةً بينَ المراجعين البشريّين والأدوات الّتي تعملُ الذّكاء الاصطناعي؛ لإنتاج مستنداتٍ دقيقةٍ وخالية منَ الأخطاء. يُمكن للمُدقّقين اللّغويّين التّركيز على الجوانب الإبداعيّة والسّياقيّة للنّصِّ؛ في حين يضمنُ الذكاء الصناعي طبقةً إضافيّةً منَ الدّقةِ والإحكام. يُؤدّي هذا التّعاون إلى منتجٍ نهائيٍّ مصقولٌ وخالٍ من الأخطاءِ، ويُلبّي المعايير اللّغويّة والتّقنيّة.

خاتمة

لقد أدّى التّدقيق اللُّغوي المدعوم بالذَّكاء الصِّناعي، إلى حقبةٍ جديدةٍ منَ الدّقةِ والكفاءةِ في الاتّصالِ الكتابيّ. في حين يُمكن للذّكاء الصّناعي فحص المستندات بحثًا عنِ الأخطاءِ المطبعيّة، والنّحويّة، والجمل غير المكتملة وغيرها من الأخطاءِ الصّغيرةِ الّتي يُمكنُ أن تُحدثَ فرقًا بينَ الموادّ المكتوبة؛ تظلّ اللّمسة البشريّة لا يُمكن الاستغناء عنها في الحفاظِ على جوهرِ المُحتوى. مع استمرار تطور التّقنيّة، من المرجح أن تُصبحَ هذه الشّراكة مستقبل الموادّ المكتوبة الدّقيقة والمُقنعة، وحِقبة جديدة من التّواصل الكتابيّ الفعّال.

# التدقيق اللغوي والذكاء الاصطناعي By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!