مقالات في العمارة والأدب والحياة

الفرق بين الأتوكاد والريفيت AutoCAD VS Revit

AutoCAD VS Revit

لمعرفة الفرق بين الأتوكاد والريفيت علينا أوّلًا معرفة أنّ البرنامجين يُستخدمان على نطاقٍ واسعٍ لإنشاءِ رسوماتٍ ثُنائيّةِ الأبعادِ، مثل: مخطّطات الطّوابق والمستويات والتّفاصيل وما إلى ذلك، والنّماذج ثُلاثيّة الأبعاد ووثائق البناء  وغيرها؛ إلّا أنّ ثمّةَ اختلافات عديدة بين AutoCAD VS Revit، فغالبًا ما يُستخدم البرنامجان داخل المؤسّسة أو المكتب أو الشّركة نفسها. فدعونا نتعرّف إلى الفرق بين الأتوكاد والريفيت AutoCAD VS Revit في هذه المقال.

الفرق بين الأتوكاد والريفيت AutoCAD VS Revit

مقالات ذات صلة

الفرق بين الأتوكاد والريفيت الرّئيس هو أنّ AutoCAD في المقام الأوّل أداة صياغةٍ لإنشاء هندسة أساسيّة تُعبّر عن الأشكال الحقيقيّة؛ في حين يُستخدم Revit لإنشاء هندسةٍ مزوّدةٍ بمعلوماتٍ واقعيّةٍ؛ لأنّهُ  يُحدّدُ كلّ مكوّنِ بناءٍ من وظيفتهِ، ويتضمّنُ ملفُّ المشروعِ البياناتِ التّقنيّة والتّسعير.

على سبيل المثال: قنوات HVAC في AutoCAD ليست إلّا خطوط مجاري الهواء. أمّا الريفيت Revit فيُمكنهُ التّعرّف إليها كمكوّنات HVAC معَ المواصفاتِ الفنيّةِ المُرتبطةِ بها؛ إذًا يُمكنُ استخدام Revit كأداةٍ لنمذجةِ معلومات المباني، وهو أمرٌ غيرُ ممكنٍ باستخدام AutoCAD.

خلفيّةٌ مُوجزةٌ

في الثّمانينيّات وتحديدًا سنة (1982) حدثَ شيءٌ مذهل! أصبح AutoCAD انفراجةً ضخمةً في مجال البِناء حين أصدرتهُ Autodesk. تحوّلتِ الأوراقُ الّتي كان يرسمُ عليها المُهندسون المعماريّون إلى شكلٍ رقميٍّ يُمكن نسخها ولصقها بلا نهاية. بمعنى آخر، بدلًا من التّصميم باستخدامِ مسطرةٍ وقلمٍ، يُتيحُ لنا AutoCAD رسم خطوطٍ ثُنائيّةِ الأبعادِ تُمثّلُ العناصر الحقيقيّة، ومن هنا يكون المصطلح: «تصميم بمساعدة الحاسوب» أو CAD.

رُقِّيَ البرنامج باستمرارٍ، وتميّزت أحدث إصداراته بقدراتِ التّخزينِ السّحابيّ وتوافقِهِ مع الأجهزةِ المحمولةِ، وبفضل وجودهِ لأكثر من ثلاثةَ عقودٍ؛ فقد وضَعَ أوتوكاد نفسهُ برنامجًا رائدًا في السّوقِ بين برامجِ الرّسم والتّصميم.

بعد مرور نحو (20) عامًا، ظهر Revit وأصبحَ تدريجيًّا ظاهرةً جديدةً لأنّهُ يُفكِّرُ بطريقةٍ مُختلفةٍ، إنّهُ أقربُ إلى مبنىً حقيقيّ؛ نبني مكوّناتٍ ثُلاثيّة الأبعاد مزودة بمعلوماتٍ واقعيّةٍ؛ ومن هنا مصطلح: «نمذجة معلومات البناء» أو BIM؛ ومع ذلك، وكما أنّ الانتقالَ من الوَرقِ إلى الشّاشةِ لم يحدثْ بين عشيّةٍ وضُحاها، فلا يزال هناك تردّدٌ اليومَ في التّرحيب ببرنامج Revit بأذرعٍ مفتوحةٍ.

أَطلقت Revit Technology Corporation النّسخةُ الأُولى من Revit في عام 2000 واسمه “revise-it“. رَمى Revit إلى تجاوز المُخطّطاتِ اليسيرة ثُنائيّةِ الأبعاد؛ ليسمحَ بإنشاءِ نماذج بناءٍ ذكيّةٍ باستخدامِ الحاسبِ الآلي. اشترت Autodesk شركة Revit Technology Corporation في عام 2002 بعد إدراك إمكاناتِ حزمةِ البرنامج. من هنا بدأ AutoCAD VS Revit

أوتوكاد AutoCAD

الأتوكاد AutoCAD هو برنامجُ رسمٍ عامٍّ دقيقٍ جدًّا يستخدمهُ فئةٌ كبيرةٌ من الرّسامين والمُهندسين والمُتخصّصين، مثل: المعماريّين والإنشائيّين ومُهندسي التّكييف والميكانيكا، وعلم الطّيران، وهندسة السّيارات، وهندسة تنسيق المواقع، والتّصميم الكهربائيّ، ورسم الخرائط، والتّصميم الصّناعيّ… إلخ.

بعبارةٍ يسيرةٍ يُمكن تعريف AutoCAD أنّهُ أداةُ صياغةٍ رقميّةٍ؛ ما يعني تمثيل المشروعات هندسيًّا. نرسمُ فيهِ كلّ عنصرٍ على حِدَةٍ. للتّصميم، نحن نعملُ على مسقطٍ ثمّ على واجهةٍ ثمّ في قطاعٍ… يُمكن أن يكون التّفكير حرًّا نوعًا ما لأنّ الرّسومات لا ترتبط ببعضها بعضًا.

لدى البرنامج، جميع مكوّنات المبنى هي أرقامٌ هندسيّة ولا توجد معلوماتٌ حول خصائصها الفيزيائيّة أو كيفيّة تفاعلها مع بعضها بعضًا. يُمكن وصف المفهوم بالمثال الآتي:

لنأخذ الأداة الإنشائيّة الجدار Wall الموجود في الريفيت، في الأتوكاد تحتاجُ إلى استخدام أمر الخطّ Line ليُمكنك رسم خطّين مُتوازيين يُعبّران عن حدودِ الجدار الخارجيّة، ثمّ قد تحتاجُ إلى إضافةِ خطوطٍ أُخرى داخليّة تُعبّر عن طبقاتِ هذا الجدار، ولإتمام رسم جدران المشروع ستحتاجُ إلى تَكرار هذا الإجراء طوال مُدّة الرّسم لإنهاء رسم الجدران كافّة، وفي مرحلةٍ مُتقدّمةٍ قد تحتاجُ إلى حساب مساحاتِ الجدران أو حصرها لمعرفة كم ستحتاجُ من الدّهاناتِ أو موادٍّ أُخرى، أو ستحتاجُ إلى حساب حجوم الجدران لتحسب كم طوبة Brick ستستخدمها للبناء.

قد تحتاجُ إلى شخصٍ آخر ليُساعدك على إنشاء مُستندات الإكسيل Excel لإجراء الحساباتِ وحصر كلّ ما تحتاجُ إليه من هذه الجدران؛ بعدئذٍ ستحتاجُ إلى إجراء الحساباتِ الإنشائيّة وغيرها. في النّهايةِ ستحصلُ على مُستنداتٍ (ملفّاتٍ) مُختلفةٍ غير مُرتبطةٍ ببعضها (منفصلة). فإذا قرّرت إجراء تغييرٍ في المشروع في أحدِ ملفّاتهِ وليكن تحريك جدار، ستحتاجُ إلى التّدخّل ذاتيًّا لتحديث هذا التّغيير في جميع ملفّات المشروع وملفّات الإكسيل بوجهٍ فرديٍّ.

التّعديلاتُ تكون دائمًا يدويّةً وتستغرقُ وقتًا طويلًا في AutoCAD، وتكون هذه العمليّات خطيّة تمامًا، وتتضمّنُ ذهابًا وإيابًا بين جميع الأطراف دائمًا. في النّهايةِ كلّ ذلك يُصبحُ عبئًا على المُستخدم وعملًا شاقًّا يُقلّلُ من فعاليّةِ مكتب الرّسم الإنتاجيّة. بالتّأكيد كلّنا نعرفُ مزايا الرّسومات المرجعيّة الخارجيّة أو XREF؛ ولكن هذا لا شيء إزاء قوّة BIM.

لهذا السبب، يُعَدّ أوتوكاد فعّالًا لصياغةٍ ثنائيّةِ الأبعاد وأعمالٍ خطيّةٍ دقيقةٍ؛ ولكن بالمعنى الدّقيق للكلمة، فهو ليس أداةً لنمذجة المباني؛ معَ أنّ AutoCAD يمكنهُ إنشاء نماذج ثلاثيّة الأبعادِ أيضًا، فمن المهمّ أن تُدرك أنّها لا تزال نماذج هندسيّة من دون معلوماتِ مُكَوِّن.

عند التّصميم باستخدام AutoCAD، يكون التّنسيق الدّقيق بين التّخصّصاتِ المختلفة ذا أهميّةٍ قُصوى؛ لأنّهُ يجبُ تحديث التّغييراتِ على وجهٍ فرديٍّ لكلِّ مجموعةٍ من المستنداتِ؛ لأنّ ملفّات الأتوكاد DWG لا تسمح إلّا لمُستخدمٍ واحدٍ في العملِ على الملفّ؛ لذلك قبل إجراء التّغيير، من الضّروري التّحقّق من أنّه لن يتعارض مع أنظمةِ المباني الّتي تُصممها الفِرقُ الأخرى أيضًا.

متى يُوصى باستخدام AutoCAD؟

يكون AutoCAD فعّالًا عند العمل مع إجراءاتِ التّجديدِ والتّرقيةِ في المباني الحاليّة التي أُنشئتْ قبل ظهور BIM وصِيغت مُخطّطات الإنشاء الأصليّة في AutoCAD. يٌوفّر البرنامج توافقًا ممتازًا بين الإصدارات من سنواتٍ مختلفة؛ لذا فإنّ التّعامل مع الملفّاتِ من إصدارٍ سابق ليس مُشكلة.

غالبًا لدى مُديري العقاراتِ والشّركات الهندسيّةِ قواعدُ بياناتٍ كبيرةٍ من ملفّاتِ AutoCAD تنسيق DWG، ويُمكن أن يتضمّنَ إنشاء نماذج Revit لكلّ هذه المشروعاتِ عددًا كبيرًا من ساعاتِ العملِ الّتي يُمكن استخدامها بوجهٍ أفضل في المشروعاتِ الجديدة.

تُتيحُ الإصدارات الحديثة من AutoCAD تكاملًا مُحسّنًا مع ملفّات PDF، وهي ميزةٌ مفيدةٌ جدًّا عندما لا تُتاح مُخطّطات المشروع الحاليّة بتنسيق DWG. يمكن استيراد ملفات PDF وتحويلها إلى DWG أيضًا، مع التّمييز بين الخطّ والنّصِّ بطريقةٍ صحيحة. إضافةً إلى ذلك يدعمُ مشاركة الملفّات في السّحابة، ويمكن أن يُشاهدها أعضاء الفريق الآخرين في تطبيق الويب دون الحاجةِ إلى تثبيتِ أيّ شيء.

ميزةٌ أخرى مبتكرةُ في AutoCAD وهي التّوافق مع الطّباعة ثُلاثيّة الأبعاد؛ ما يُيَسِّرُ إلى حدٍّ كبيرٍ إنشاء النّموذج الأوّلي.

موضوع مُميّز: برنامج الأتوكاد 2019 النواة 64 بت

ريفيت Revit

 الريفيت Revit هو حزمةُ برامج قوّيّةٌ وقادرةٌ على إنشاءِ نموذجٍ ثُلاثيّ الأبعاد لمشروعٍ يتضمّنُ خصائص عناصر المبنى الفيزيائيّة وتفاعلها ضمن مكوّنات المبنى. على سبيل المثال:

إذا لديك عددٌ من الرّسوماتِ لمُخطّطٍ معماريٍّ وغيّرت في أحدها؛ فإنّ التّغيير ينعكسُ على النّموذجِ الفعليّ ويجري تحديث جميع الرّسوماتِ الأخرى وَفقًا لذلك. هذه إحدى نقاط القوّةِ الرّئيسة في Revit؛ ما يسمحُ بإكمالِ وثائق المشروع بوجهٍ أسرع؛ لذلك فإنّ العمل مع ملفّ مشروعٍ واحدٍ يعني أنّ لديك كلّ أنواع المعلوماتِ المُختلفةِ في المشروع.

الرّيفيت أداةُ رسمٍ قويّةٍ جدًّا ومرنةٍ وذات فائدةٍ عاليةٍ، يسمحُ بتصميم المنازل والمباني بسرعةٍ كبيرةٍ كنماذجَ ثُلاثيّة الأبعاد؛ ومن ثمّ يُمكنهُ إنتاجُ مجموعةٍ كاملةٍ من الرّسوماتِ ترمي إلى إنشاء مُستندات (مُخرجات) المشروع الضّروريّة لإنشائهِ وتنفيذهِ.

لذلك عندما نناقش الفرق بين الأتوكاد والريفيت فإنّ الريفيت أفضل لإنتاج مُستندات المشروع؛ لأنّهُ يستخدمُ الأشكالَ الذّكيّة، فالعناصر أو الأدوات الموجودة في الريفيت تُنشئ -نوعًا ما- بناءً حقيقيًّا يُحاكي البناء في الواقع.

في Revit، علينا أن نُفكّر في جميع جوانب المبنى في وقتٍ واحدٍ؛ وذلك لأنّ كلّ ما يجري فعله في المسقطِ يجري إنشاؤه في تصميم أيّ واجهةٍ أو قطاعٍ أو عرضٍ ثُلاثيّ الأبعاد. للوهلةِ الأُولى، قد يبدو ذلك مرهقًا؛ ولكنّهُ في الواقع يُتيحُ مزايا هائلة. إنّها تساعدنا على التّفكير كمُهندسين، ونُفكّرُ في التّصميم -دائمًا- على أنّه جزءٌ واحدٌ لا يتجزّأ.

يُقدّمُ Revit ميزةً كبيرةً: يُمكن ربط النّماذج الهيكليّة والميكانيكيّة والكهربائيّة بالنّموذجِ المعماريّ الرّئيس لكشفِ أيّ تعارضٍ بين العناصرِ في الوقتِ الفعليّ وتتبّعها، ويُلغي Revit تعقيد إدارة التّرقيّاتِ أيضًا؛ لأنّ جميع فرق التّصميم تعملُ في الوقتِ نفسهِ على نموذجِ المبنى ذاته.

على سبيل المثال: إذا كان التّغيير في مُخطّطِ السّباكةِ يُسبّبُ تعارضًا مع إجراءاتِ تثبيت HVAC، يُمكن أن يكتشفَ Revit ذلك على الفور ويُنشئ رسالةَ خطأ. تُعَدُّ إدارة التّغييراتِ في Revit أيسرَ كثيرًا؛ نظرًا لأنّ أحدَ التّعديلاتِ ينعكسُ على الفورِ في جميع الملفّاتِ الحاليّة؛ في AutoCAD، غالبًا ما تُجبرُ التّغييراتُ جميعَ الفرقِ على تحديثِ عملهم يَدويًّا.

يُعَدُّ Revit أداةً قويّةً جدًّا عند حسابِ قوائم الموادِ أو إعداد عروض أسعارِ المشروعاتِ؛ لأنّها تحتوي على جميعِ معلوماتِ المواصفاتِ الفنيّةِ والأسعارِ الأساسيّة، ويُمكنها توليد جداول النّفقات تلقائيًّا.

القيدُ الرّئيس عند استخدام Revit هو أنّ نموذج المبنى يجبُ أن يتبعَ مجموعةً من القواعدِ، وينطبقُ هذا على الرّسوماتِ ثُنائيّةِ الأبعاد والمسوّدات في الرّيفيت. أمّا عندَ العمل بوجهٍ حصريٍّ مع الخطوطِ الدّقيقة ثُنائيّةِ الأبعاد، يُتيحُ AutoCAD مرونةً أكبر لأنّ لا قواعدَ تحكمها، أنت حرٌّ تمامًا.

متى يُفضّلُ استخدام  Revit؟

لمّا كان Revit هي أداة BIM؛ فإنّها يُمكنُ أن تكونَ قويّةً للغايةِ عند تخطيطِ المباني الجديدةِ وتصميمها وتشييدها وتشغيلها. حتّى بعد اكتمالِ المشروع، يعملُ برنامجُ Revit على تيسيرِ الصّيانةِ والتّحديثاتِ المستقبليّة.

تصبحُ فوائدُ استخدام Revit أكثر وضوحًا مع نموّ مقياسِ المشروع. عند التّصميم باستخدام AutoCAD بمفردهِ، قد يشتملُ تغيير التّصميم المعماريّ على تحديثِ العشراتِ من المُخطّطاتِ ثُنائيّةِ الأبعاد؛ في حين يجري تحديثها تلقائيًّا في Revit، ويُمكن للفرقِ الهندسيّةِ الأُخرى التّركيز على تحسين أنظمةِ عملهم. تجري إدارةُ تعديلاتِ تخطيطِ المبنى وتعارضات المواقع تلقائيًّا في الخلفيّةِ، في Revit.

لماذا لا نتعلّم الريفيت مُباشرةً بدلًا من الأتوكاد؟

الريفيت برنامج مُعقّد؛ لذلك تحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ لفهمِه وتعلّمهِ واحترافهِ، إضافةً إلى ذلك إن كنت طالبًا، ففي بدايةِ تعلّمك لن تحتاج إلى كلّ مُميّزاتِ الريفيت ووظائفهِ، في الغالبِ ستحتاجُ إلى (10-20%) من إمكانيّات الريفيت؛ لذلك فإنّ الأتوكاد هو الأنسب لك في مرحلة البدايةـ فهو أسهل ولا يحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ لتعلّمه.

الأمرُ الأكثر أهميّة أنّ الأتوكاد هو أفضل برنامج ثُنائي الأبعاد في العالم؛ لذلك هو مُهمٌّ، فحتّى بعد تخرّجك واحتكاكك بالواقعِ العملي ستكتشف أنّ مُعظم المكاتب الهندسيّة والشّركات وأكثر المُهندسين المُحترفين ما زالوا يستخدمونَ الأتوكاد؛ ولكي يُمكنك التّعاون معهم ستحتاجُ إلى إجادة برنامج الأتوكاد. بالتّأكيد ثمّة توجّهٌ لاستخدام الريفيت؛ ولكن لا أحد ينوي استبدال الريفيت بالأتوكاد في الوقتِ الحالي؛ نظرًا لتعدّد استعمالات الأتوكاد.

إضافةً إلى أنّ دراسة الريفيت تحتاج إلى أن يتحوّل عقلك تحوّلًا حقيقيًّا من (التّخطيط) إلى (البناء)، يحتاجُ العقلُ إلى أن ينتبهَ باستمرارٍ إلى أنّ أيّ تحريكٍ لعنصرٍ سيكونُ له عواقب في كلّ مكانٍ في النّموذج. وهذا يحتاجُ -بالتّأكيد- إلى وقتٍ لإتقانهِ وفَهمه، وتخيّله.

كيف تنجح في استخدام Revit في شركتك الهندسيّة؟

لمّا كان برنامج AutoCAD قد مضى أكثر من ثلاثينَ عامًا على إطلاقهِ، فمن غير المفاجئ أن تكونَ حصّتهُ في السّوق أكبر أيضًا، فقد أصبحَ برنامج الرّسم الافتراضي في عددٍ كبيرٍ من الشّركاتِ الهندسيّة؛ ولكن ضع في اعتبارك أنّ صناعةَ التّشييد تتطوّرُ بسرعةٍ، والشّركاتُ الّتي تتجاهلُ اتّجاهات نمذجة معلومات البناء (BIM) فإنّها تفعلُ ذلك على مسؤوليّتها الخاصّة.

سيستمرّ AutoCAD في كونه عنصرًا أساسيًّا في مجموعةِ أدواتِ تصميمِ المُهندس؛ وذلك بفضلِ تنوّعهِ وتوافقهِ مع ملفّات DWG  القديمة. تميلُ الشّركاتُ الهندسيّةُ إلى تجميعِ كميّاتٍ هائلةٍ من ملفّاتِ المشروعات، ويُمكنُ أن يتطلّب تحويلها جميعًا إلى نماذج Revit عددًا هائلًا من ساعاتِ العمل. بمعنى آخر، يجبُ التّعامل مع Revit كأداةٍ جديدةٍ، بدلًا من استبدال AutoCAD.

فيما يأتي بعض التّوصيات لاعتماد الريفيت بأقلِّ قدرٍ من الاضطراب:

  • يُوصى باستخدام برامج أتوديسك والتّدرّب عليها؛ ولكن الخطأ فيها قد يكونُ مُحبطًا ويستغرقُ وقتًا طويلًا. إنّما تُعطيك Autodesk برامجَ تعليميّة لكي تتعلّمها بالسّرعةِ الّتي تُناسبك، إضافةً إلى الدّوراتِ والشّهادات.
  • لديك مشروعاتٌ جاريةٌ وانتهيت من أعمال التّصميم باستخدام AutoCAD، اتركها على هذه الطّريقةِ ما لم تكُن ثمّة فائدةٌ كبيرةٌ من تحويلها إلى نماذج ريفيت Revit.
  • ضعْ في اعتبارك، أنّك إذا قرّرت التّحوّل إلى Revit فإنّ مُنحنى التّعلّمِ طويلٌ؛ ولن يُحقّق فريق عملك أقصى قدرٍ من الكفاءةِ مع Revit على الفور. مع ذلك، فإنّ الفوائدَ طويلةُ الأجلِ تفوقُ بكثيرٍ جهد التّعلّم الأوّلي.

تضمّ أحدث إصدارات AutoCAD و Revit المُشاركة السّحابيّة. يمكنُ استضافة ملفّات المشروعاتِ الرّئيسة في قاعدةِ بياناتِ الويب، وتيسير العمل، والسّماح بإدارةِ إصداراتٍ مُتعدّدةٍ من الملفّات. إنّ ميزاتِ الحوسبةِ السّحابيّةِ المضافة إلى أحدث إصدارات هذه البرامج تجعلُ العملَ الجماعيّ أكثر سهولة؛ ما يسمُح بالتّعاونِ بيُسرٍ وتحقيق قدرٍ أكبر من التّآزر ويقضي على متاعبَ توزيعِ ملفّاتِ المشروعاتِ من طريقِ البريد الإلكتروني أو وسائط التّخزينِ المحمولة.

يُعدّ كلًّا من AutoCAD و Revit من الأدوات الهندسيّة القويّة الّتي يُنظر إليها بوجهٍ عامٍّ على أنّها مُنتجاتٌ مُتنافسة؛ ولكن بإتقانِهما معًا، فإنّ شركةً هندسيّةً ستكون مجهّزةً ومُستعدّةً بوجهٍ أفضل لتأديةِ مشروعاتٍ من أيّ نوعٍ، وتصميمِها وتنفيذِها.

موضوع مُميّز: برنامج الريفيت 2019 Revit النواة 64بت

الفرق بين الأتوكاد والريفيت: ماذا أفعلُ أنا؟

شخصيًّا، أستخدمُ الأتوكاد في مرحلةِ التّخطيط ثُنائي الأبعاد، فهو أسرع وأكثر مرونة في تقديري، ثمّ عندما أصلُ إلى (90%) ممّا أُريدُ؛ عندئذٍ يُمكنني تحويلُ هذه الرّسومات الثّنائيّة إلى الريفيت لإنشاء مُستندات المبنى المُختلفة والحصول على منظورٍ ثُلاثي الأبعاد يُمكنُ دراسته وتقييمه.

أخيرًا: في حين أنّ كلتي الأداتين تُحقّقان نتائج رائعة في المُمارسةِ المعماريّةٍ؛ فإنّ طبيعتهما مُختلفة تمامًا. يُمكن أن نُعبِّر عن الأتوكاد بالقلمِ وورقةِ الرّسم (المُخطّطات) في مُقابلةٍ مع بناءِ نموذجٍ مُصغّرٍ للمبنى. كلتا الأداتين مُناسبة للاستخدامِ في حالاتٍ مُختلفةٍ؛ ولكن لأسبابٍ مُختلفةٍ للغاية. 

أنا أشعرُ بالفضولِ لمعرفةِ ما أكبر مخاوفك بشأنِ هذه القضيّة! إذا كنت ترغبُ في البقاء على اطّلاعٍ على موضوعاتٍ مماثلةٍ، فلا تتردّد في متابعةِ مقالاتي والاشتراكِ في القائمةِ البريديّة. في هذه الأثناء، اترك أسئلتك الغريبة في التّعليقات وسأكونُ سعيدًا بمناقشتها معك!

# الفرق بين الأتوكاد والريفيت By محمود قحطان، 

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. تقيم لي البرنامجين Autcad و الريفت قيم وممتاز وانا مثلك استخدم البرمجيات معا
    في كل مشارعي الهندسه وحينما أفضل برامج الاتوكاد في الرسم بعض المخططات الهندسه عن برامج الريفت فحين أفضل برامج الريفت في الاظهار
    الشكل النهائي لي المشروع وبعض الاحيان أتوجه الي برامج لميون الذي يتفوق علي برامج الريفت من ناحية الجوده الصوره والرحمه والإضاءة
    فكل برنامج له ميزاته وعيوب .وكل منهما يكمل الاخر
    في الأخبار نشكرك علي جدك وبحوزتهم المراسله مع
    مع تحيات المهندس الإنشائي:عبد الله مولود

    العنوان علي الفيس بوك:abdallahi mohamed Mauloud

  2. المشكلة الاساسية في الريفيت هو عدم مرونته الكاملة في رسم المخططات وتحتاج الى نوافذ التعديل editor وهي عالم ثاني بالريفيت حتى تحصل على الاشكال او المخططات التي تحتاجها
    وقضية الدمج بين الا توكاد والريفيت مستحسنة للغاية.
    شكرا على معلوماتك القيمة استاذ محمود.

    1. صحيح.
      يظنّ كثيرٌ من المُستخدمين أنّ مجرّد قُدرتهِ على رسم المساقط باستخدام Revit أنّهُ صار مُحترفًا في استخدام البرنامج. العوائل families الّتي هي بيئةٌ أُخرى ومُختلفةٌ داخل الريفيت تحتاجُ بمُفردها إلى وقتٍ وتركيزٍ كبيرين لإتقانها، وحتّى بعد إجادتها سأظلّ مُحتاجًا إلى البرنامجين معًا.
      شكرتُ لك تعليقك.

Average
5 Based On 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!