مقالات في العمارة والأدب والحياة

ارتباط دون معيشة مشتركة

Living Apart Together or LAT

اقرأ في هذا المقال
  • العيش منفصلين
  • ما معنى ارتباط دون معيشة مشتركة LAT؟
  • من يختار الارتباط دون معيشة مشتركة LAT؟
  • لماذا قد يختار الأزواجُ أن يعيشوا علاقاتهم منفصلة؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

 

 

العيش منفصلين

ثمّةَ ظاهرة اجتماعية social phenomenon تحدثُ الآن، وصارت شائعة جدًّا ومشهورة بوجهٍ كبيرٍ في جميع أنحاء العالم. يُطلقُ على هذه الظّاهرة العيش مُنفصلين أو ارتباط دون معيشة مشتركة (Living Apart Together or LAT).

ظاهرة اجتماعية social phenomenon  - ارتباط دون معيشة مشتركة
ظاهرة اجتماعية social phenomenon

من المُتوقّع بمرور الوقتِ زيادة في هذا النّوع من أنواع بناء الأُسرة، وإذا كنت تتساءل عمّا إذا كان ذلك مناسبًا لك، اعرف أوّلًا ما يدورُ حولهُ الأمر.

اقرأ أيضًا: استئجار عائلة

ما معنى ارتباط دون معيشة مشتركة LAT؟

العيش منفصلين - ارتباط دون معيشة مشتركةيشيرُ مصطلح «العيش منفصلين» أو «ارتباط دون معيشة مشتركة» إلى الأزواج الّذين تربطهم علاقةٌ مُستقرّةٌ، ولكنّهم لا يعيشونَ مع بعضهم بعضًا.

يعتمدُ كلّ المتزوّجين وغير المتزوّجين أسلوبَ الحياةِ هذا. قد يكونونَ مُنفصلين جغرافيًّا أو قد يكون الارتباطُ دون معيشةٍ مُشتركةٍ أيسرَ من ذلك، مثل وجود غرفِ نومٍ منفصلةٍ في مساحةِ المعيشةِ نفسها. بمعنىً آخر، هم ربّما لا يُحبّونَ ذلك؛ ولكنّهم في مرحلةٍ ما يقبلونه.

عندما تنظرُ إلى بياناتِ التّعدادِ Census data أو بيانات المسح الاجتماعيّ العامّة social survey data في الولاياتِ المتّحدةِ، وكندا، وهولندا، أو حتّى في بعض الدّولِ العربيّة والدُّول الإسلاميّة الّتي انتشرَ فيها «زواج المسيار»؛ سنُلاحظ زيادةً في نسبةِ الأشخاصِ الّذين يختارونَ هذا النّوع منَ التّدبير الاجتماعي، (الارتباط دون مَعيشة مُشتركة).

العلامةُ الفارقةُ distinction في هذا النّوعِ منَ العلاقاتِ هو أنّ الأزواجَ الّذينَ يعيشونَ مُنفصلينَ يفعلونَ ذلك باختيارهم؛ أي أنّ بإمكانهم العيش معًا ولكنّهم لا يَرغبونَ بذلك؛ فمعَ أنّهم يُريدونَ علاقةً عاطفيّةً أو حميمةً intimate؛ إلّا أنّهم لا يُريدونَ -بالضّرورةِ- العيشَ معَ شخصٍ ما.

من يختارُ الارتباط دون معيشة مشتركة LAT؟

نَمَتْ شعبيّةُ هذا الاتّجاهِ إلى حدٍّ كبيرٍ بفضلِ مجموعةٍ واحدةٍ منَ النّاسِ.

غالبيّةُ أزواج LAT هم منَ الشّبابِ. تتراوح أعمارهم بين (25) و (29) عامًا. ثمّةَ اتّجاهٌ مُتزايدٌ الآنَ يشملُ البالغينَ في مُنتصفِ العُمرِ (40-65)، وكبارِ السّنِّ (+65)، وهي مدفوعةٌ منْ جيلِ طفرةِ المواليدِ baby boomers أيضًا. (الأطفال الّذين وُلدوا بعد الحربِ العالميّةِ الثّانية بين عامي 1946 و1964).

على وجهِ التّحديدِ، مِنْ جيلِ طَفرةِ الإناثِ المواليدِ اللّاتي تعرّضنَ لما يُعرَفُ بالطّلاقِ الرّماديِّ gray divorceطلاقٌ في أواخرِ سنواتِ مُنتصفِ العُمر.

مجموعة طفرة المواليد هي المجموعةُ الّتي تدفعُ نحو ترتيباتِ العيشِ المنفصِلِ لأنّهم يُريدونَ الحفاظَ على استقلاليّتهم.

لماذا قد يختار الأزواجُ أن يعيشوا علاقاتهم منفصلة؟

لقد شهدنا انخفاضًا في مُعدّلاتِ الزّواج وزيادةً في عددِ الأشخاصِ الّذين يَعيشونَ بمُفردهم. مثلًا أنا، أعيشُ بمُفردي قبلَ أكثر من ثماني سنواتٍ.

يعودُ الأمرُ -حقًّا- إلى جيلِ طفرةِ المواليدِ الّذين يجعلونَ منَ الارتباطِ دونَ مَعيشةٍ مُشتركةٍ LAT وضعًا طبيعيًّا جديدًا.

صحيحٌ أنّ غالبيّة من يتبعونَ نمطَ الحياةِ هذا مِنَ الشّبابِ كما ذُكرَ آنفًا؛ ولكنّنا يُمكنُ أن ننظرَ إليهم كأشخاصٍ قليلي الخِبرة فلا نعتدُّ بما يفعلونهُ.

في حين أنّ كبار السِّنِّ لديهم الحِكمة والخبرة والمعرفة فعندما يفعلونَ ذلك يُصبحُ مقبولًا أكثر ويكتسبُ مشروعيّةً أعلى.

في الختامِ، ظاهرةُ الارتباط دون معيشة مشتركة ظاهرةٌ اجتماعيّةٌ مدفوعةٌ إلى حدٍّ كبيرٍ باهتماماتِ المرأةِ واحتياجاتها. نعم، يوجدُ كثيرٌ منَ النّساءِ المستقلّاتِ ماليًّا؛ ولكنّهنّ يَحتجنَ إلى الدّعمِ العاطفيِّ الّذي يأتي مِنْ علاقةٍ مُلتزمةٍ committed relationship.

العلاقاتُ المُلتزمة هي العلاقاتُ الملتزمةُ بالاستقلالِ. أي يُريدونَ بعضهم بعضًا؛ ولكن يُريدون الاستقلال أيضًا.

# ارتباط دون معيشة مشتركة By محمود قحطان،

محمود قحطان

استشاريٌّ مِعماريٌّ باحثُ دراساتٍ عُليا في التّصميم البيئيّ وكفاءة الطّاقة في المباني. مُدقِّقٌ لُغويٌّ، وشاعرُ فُصحى. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشِرت عنه رسالة ماجستير، ونُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وتُرجِم بعضها. أصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!