التوقف عن الكتابة وعرقلتها
التوقف عن الكتابة وعرقلتها
لدى كلّ منَّا طريقتهُ في كتابة الرّواية، وجميعنا يُريدُ أن يَكتبَ روايته؛ إلّا أنّ كثيرًا من الكتّاب يدخلون في حالةٍ من عدم القُدرة على التّفكير فيما يكتب أو في عدم معرفة كيف يستمرُّ قدمًا في الكتابة. مُعظم من قرّر كتابة رواية وضعَ عددًا من المعوقات الّتي تمنعهُ من تحقيق حلمه.
معوقات الكاتب
- اعتقادهُ أنّ الكتّابَ الحقيقيّون لا وقت لديهم للكتابة.
- الخوف.
- عدم وجود فكرة.
- الكسل.
- ضعفُ الثّقة.
العصفُ الذّهني لتوليد الأفكار، وتطوير الأفكار أو إيجادها هي عمليّة تنشيط مؤقّتة تُساعد على التّغلّب على ما يُسمّى الأفكار المُجمّدة. مُشكلة الكاتب أنّه يُحاول أن يحشر الفكرة في مسار القصّة عندما لا يكون لها مكان. تمهّل، فربّما إذا كان لديك فكرة يخونك التّقدير في الإعلان عنها في أثناء القصّة، ربّما تحتاج إلى تغيير مكانها ووقتها، وربّما تحتاجُ إلى كتابتها في يومٍ آخر. المُهمّ أن تستخدم أفكارك ولا تدعها تستخدمك.
الهيكل والجدول الزّمني
لتكتب رواية عليك التّفكير في شيئين: الهيكل، والجدول الزّمني.
يُساعدك الهيكل على البقاء على الطّريق الصّحيح لتحقيق ما ترمي إليه وتستهدفه، ويُساعدك الجدول الزّمني على أن تكتب وتستمرّ في الكتابة، أي: سيُساعدك على عمل شيء، مثلًا سيُساعدك على الالتزام والتقيّد بكتابة عددٍ مُحدَّد من الكلماتِ يوميًّا.
من شاهد الفيلم الوثائقي حول إيان فليمنج Ian Fleming، مؤلّف سلسلة جيمس بوند James Bond. ماذا كان يفعل؟ كان يكتب يوميًّا على آلته الكاتبة عددًا من الصّفحات بقدر ما يستطيع؛ ولكنّه في بداية اليوم التّالي يُعدِّل ما فعلهُ في اليوم السّابق: يُراجع ما كتبه، يُعيد قراءته، يُحدِّد الأخطاء ويُحرِّرها. هذا ما كان يفعله، أي: التّقيّد بجدولٍ زمنيٍّ، ومهما حصل لا يتراجع عنهُ.
متى يُمكن تحديد الجدول الزّمني؟
يختلف هذا الجدول من شخصٍ لآخر، بعضهم يبدأ جدوله عندما يستيقظ، بعضهم بعد مُنتصف اللّيل، وهكذا. عليك تحديد الوقت الّذي تشعر فيه بالإلهام والرّغبة في الكتابة. يقول الرّوائي الحاصل على جائزة نوبل ويليام فوكنر: «أنا أكتب فقط عندما يكون هناك مصدر إلهام، ولحُسن الحظّ، يأتيني الإلهام كل يوم في التّاسعة صباحًا!».
إذًا لا يهمّ كم ستكتب، هل ستكتب عشر كلمات، أو خمسمئة كلمة، أو عشرة آلاف كلمة؟ لا يهم، المُهمّ أن تتمسّك بجدولك الزّمني، ولا يهمّ كم ستحتاجُ من الوقتِ لإنجاز هذا العدد، قد يأخذ منك ساعة أو ساعتين أو خمس ساعات. الهدف ليس عدد الكلمات أو الوقت اللّازم لكتابتها، ما نرمي إليه هو التّعامل مع الكتابة وكأنّها وظيفة يوميَّة، حتّى وإن جلست ساعاتٍ من دون أن تكتب كلمةً واحدة.
في المُتوسّط، يكتب الكتّاب ما يُقارب 2000 كلمة يوميًّا.
إنّما يصعب على الكاتب أن يحتفظ بالإلهام كلّ يوم، بالتّأكيد ستمرّ عليه أوقاتُ سيّئة، فهذا جزء من حياة الكاتب، إنّما مع الوقت، سيتعلّم كيفيّة التّعامل مع هذه الأيّام الّتي لا يكتب فيها أو يستفيد منها.
لكن، هل يُمكن الجلوس لمدّة ساعة ولم تكتب شيئًا على الإطلاق ثُمّ تدَّعي أنّ الإلهام مفقود؟ الحقيقةُ إنّ تكرار جلوس الفرد لأكثر من ساعة ولم يكتبْ شيئًا على الورقةِ أو على شاشة الحاسب الآلي، هذا الشّخص في الحقيقة لا شيء لديه، هو يُقارع فقط، فالكتابةُ عملٌ شاق، فإذا لا يُمكنك الاعتراف بأنّها ليست يسيرة، فأنت تضعُ نفسك في صندوق الحَمقى.
من أكثر المخاوف الّتي تُصيب الكتّاب هو شعوره أنّ ما سيكتبه سيكون سيّئًا؛ ولكن الواقع يُشيرُ إلى أنّ الكاتب إذا جلسَ وقتًا كافيًا مُقابل الورقة أو شاشة حاسوبه، فإنّه عاجلًا أو آجلًا شيءٌ ما سيخرُج. المُهم، أن تجلس لتكتب، وتستمرّ في الكتابة.
# التوقف عن الكتابة وعرقلتها By محمود قحطان،