الخيبة التي تولد من سماء دون مطر
الخيبة التي تولد من سماء دون مطر
حلَّلتُ كثيرًا من الأمورِ حتّى اكتشفتُ أنَّ موتي لن يكون سهلًا، فكلُّ شيءٍ يُعربِدُ في صَدري ويستلُّ هوائي لن يُضعفَني ويُحيلني إلى جبَان؛ ومع أنّ شيئًا من ضِلعي انفَتقَ إلّا أنّني لا أُكنُّ كراهيَّةً لأحد، ولا أحسدُ الآخرين على أنّهم أحياء.
ثُمّ اكتشفتُ أنّ أكثر ذبحات الصّدر وارتفاع الضّغط وتكدّس السّكّر والعدوى بأيبولا تُصيبُ -أكثر ما تُصيبُ- هؤلاء الّذين يحسدون الجملَ على صبرهِ، والفراشةَ على جمالها، والله على ألوهيّته! لذلك؛ أنا لا أَضيقُ بكلّ الّذين يُطوّقونني بكرههم، ويُحدّقون في فوّهةِ ضميري، ويتقاطَرونَ يُتمًا غير موزونٍ؛ ليستقطعوا عُنُقي.
إنّها الخيبةُ الّتي تُولدُ من سماءٍ دون مَطرٍ، والحسرةُ الفَادحةُ الّتي تنزوي في قلوبهم الضّيقة الضّعيفة المُتجعّدة الّتي انفجرتْ من قوّة كراهيتهم.
هو موتٌ بطيءٌ، وعزلةٌ مقيتة، لذا؛ تعوّدتُ أن أُودّعهم بألحانٍ جنائزيَّةٍ حزينةٍ كما أُودّعُ شبحًا منفيًّا انشقّ عن ظلّهِ.
فالموتُ –أيضًا- يُقرّرُ من سيُلطّخ وجههُ بالرُّغاءِ الأسود، وفي الغالب يكونونَ منَ المُتشدّقينَ الّذين يُعانونَ من الهشاشةِ!
# الخيبة التي تولد من سماء دون مطر By محمود قحطان،
موضوع في غاية الروعة
شكرًا لك.