لماذا الريفيت هو مستقبل برامج التصميم المعماري؟
لماذا الريفيت هو مستقبل برامج التصميم المعماري؟
قد تكون من مُستخدمي أتوديسك أتوكاد، بل ومن المُتعصّبين له؛ إمّا لتعوّدك عليه طوال السّنوات الماضية، وإمّا لأنّك تخشى الجديد.
عددٌ كبيرٌ من الشّركات الهندسيّة والمقاولات والمؤسّسات الإنشائيّة انتقلت إلى استخدام أتوديسك ريفيت؛ لأنّهم يبحثونَ عن وسيلةٍ جديدةٍ لنمذجةِ المباني، مع قُدرتهم على مُراقبة سير العمل وتطوّره من بداية الخطّ الأوّل المرسوم حتّى الانتهاء من المبنى تمامًا.
وَفْقًا لمنظمّة الإخاء العالميّة للمُهندسين المعماريّين (GFA): فإنّ الريفيت هو: المُستقبل، خصوصًا للمشروعات الّتي تتطلّبُ قدرًا كبيرًا من الدّقّةِ والكفاءة. لمعرفة سبب ادّعاء المُنظّمة هذا الادّعاء، نحتاجُ إلى الإجابة عن السّؤال الآتي:
موضوع مُميّز: [ما الفرق بين الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري؟].
ما الفرق بين الأتوكاد والريفيت؟
أتوديسك ريفيت ليس برنامج (CAD): Computer-aided design، إنّما هو تقنيةٌ مُختلفةٌ تمامًا، هي قاعدةُ بياناتٍ قويّةٍ لإنشاء الرّسوماتِ المعماريّة، وهذا ما لهُ أثرٌ كبيرٌ في تعزيز الأداء، أسمتهُ أتوديسك: نمذجةُ معلوماتِ البناء واختصاره (BIM)، فهو يعني: استخدامُ ملفٍّ واحدٍ يرتكزُ على قاعدةٍ بيانيّةٍ تربطُ بين مكوّنات المشروع الواحد.
تسمحُ تقنية BIM بتنفيذِ تغييراتٍ عديدةٍ على النّموذج تنعكسُ على جميع أجزاء المشروع من دون تدخّل المُستخدم، على حين يحتاجُ برنامج الأتوكاد إلى قدرٍ من تدخّل المُستخدم في العمل بسبب عدم احتوائه وظائف مُماثلة كالموجودة في الريفيت. في الأتوكاد يحتاجُ المُستخدم إلى مُراقبة جميع أجزاء المشروع وتنسيق رسوماته؛ إلّا أنّ الريفيت لا يتطلّب أيّ إدارةٍ من المُستخدم على الإطلاق؛ فالريفيت له القدرة على مُراقبة الارتفاعات، والتّفاصيل، وجداول الحصر، وغيرها من عناصر المشروع، وتحديثها تلقائيًّا وتنسيقها من دون تدخّل المُستخدم، وهذا يعني: أنّ أيّ تغيير في مكانٍ واحدٍ يظهرُ تأثيره في بقيّة الأماكن فورًا، وهذا –بالتّأكيد- شيءٌ يعجزُ عن تحقيقه الأتوكاد، ويُعدُّ ثورةً تكنولوجيّةً مُدهشة.
فوائدُ استخدام الريفيت
غنيٌّ عن القولِ إنّ تقنية الـ BIM تُستخدمُ في:
- تيسيرُ عمليّة التّصميم والرّسم، والبناء.
- التّسعير، ودراسة نفقات المشروع.
- التّثبّت من سلامة المبنى، باكتشافِ الأخطاء بسهولةٍ؛ ما يُقَلِّلُ المخاطر.
- دراسةُ المبنى بيئيًّا؛ ما ينعكسُ على الحياةِ الاجتماعيّةِ والصّحيّة.
- اختصار الوقت والجهد.
- تنسيقٌ وتعاون أكبر مع تخصّصات الهندسة المُختلفة.
- زيادةُ ثقة العملاء والجمهور.
- زيادة إنتاجيّة الموظّف.
مع جميع الميزات المذكورة آنفًا، إلّا أنّ هناك حواجزَ تمنعُ بعضهم من التّحوّل إلى الريفيت، فهم غير مستعدّين لتبديل ما اعتادوا استخدامه.
الحواجزُ الّتي تحولُ دون الانتقال إلى الريفيت:
- مَخاوفُ سير العَمل الّتي تتملّكُ المُبتدئ.
- حجمُ الشّركةِ وتخصّصها.
- مُستوى مهارة المُستخدمين الحاليّين ومدى استعدادهم للتّطوير.
- تكلفةُ التّدريب.
- عدم الاستعداد الذّهني لقَبولِ فكرة التّحوّل إلى تكنولوجيا حديثة.
- عدم الرّغبة في استثمار الوقتِ والمال اللّازمين للانتقال إلى منصّةٍ جديدة.
وهذا ما يجعل الأتوكاد خيارًا مُهمًّا لسنواتٍ عديدةٍ قادمة.
يتطلّبُ الانتقال إلى الريفيت تغييرًا في طبيعة التّفكير السّائدة حول نمذجة المشروعات وبنائها، ويحتاجُ إلى تطوير عمليّات الإدارة؛ فالانتقال إلى الريفيت يعني تخفيض عدد العَمالة وتقليل الموظّفين؛ ولكي يحدثُ ذلك؛ يحتاجُ الانتقال إلى تطوير الكادر الوظيفي الحالي، وهذا قد يكون شاقًّا على الأشخاص الّذين اعتادوا على الأتوكاد وائتلفوا معَه.
مع ذلك، يجبُ التّفكيرُ في الفوائد والمنافع الّتي يُمكن جنيها من التّحول إلى الريفيت، ولا أحد تعرّف إلى الريفيت إلّا ودُهِشَ من أدائهِ، وقدرته على تحسين المبنى ورؤيته وتوثيقه، مع ما فيه من منافع الحفاظ على سلامته ومتانته.
كلّ ذلك يُلخّص حقيقة: أنّ الأتوكاد والريفيت وجميع مُنتجات شركة أتوديسك هي مُنتجاتٌ رائعة، وقرارُ الانتقال إلى الريفيت أو إلى غيرهِ يخصُّ المُستخدم وحده بما يتلاءم مع احتياجاته.
من الأهم: الأتوكاد أم الريفيت؟
دائمًا أقولُ: إنّ لا غنى عن البرنامجين؛ فالأتوكاد هو أهمُّ برنامجٍ ثُنائي الأبعاد في العالم، وهو يعمل بأسلوبٍ وتكنولوجيا خاصّة به. أمّا الريفيت فهو أهمّ برنامج في العصرِ الحديث يستخدم تكنولوجيا BIM؛ لذلك يُفضّل أن يكون لدى المُستخدم القدر الكافي من معرفة كلا البرنامجين، مُبتدئًا بالأتوكاد ومُنتهيًا بالريفيت.
لذلك، أنا لا أُشجّع ترك الأتوكاد على وجهٍ كاملٍ والانتقال إلى الريفيت، إنما تطويرُ معرفتنا وخبرتنا بتعلّم الريفيت وإجادته جنبًا إلى جنب مع الأتوكاد، وعندما يُسْقِطُ العالمُ الأتوكاد من حسَاباته، وقتئذٍ أقول لك: انسَ الأتوكاد.
هل فكّرت في خطوة الانتقال من الأتوكاد إلى الريفيت؟ هل انتقلت فعلًا؟ أم استبعدتَ الفكرة؟ اسمحْ لي أن أعرف ذلك في التّعليقات!
# لماذا الريفيت هو مستقبل برامج التصميم المعماري؟ By محمود قحطان،
بالتّأكيد، شُكرًا لك.
نا اتبع دروسك التعليمية والحمد لله الامور تمضي بسلاسة مع الريفيت
فانت انسان في غاية الروعة والجمال انت انسان مهذب جدا
شكرتُ مُتابعتك واهتمامك.
السلام عليكم ،
شُكرا لك أستاذي الفاضل. بالفعل لقد شاهدت منذ قليل فيديو في يوتيوب تحت مسمى : Revit Architecture Vs Archicad 17 . وما خَلُص إليه الفيديو هو أن الأركيكاد أخف وأسرع إضافة إلى كون الدقة أكبر في الأركيكاد منها في الريفيت ، فما رأيك الشخصي ؟
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
رأي أنّ فرق السّرعة بينهما ضئيل جدًّا ولا يُمكن أن يكون سببًا في اختيار برنامج عن الآخر.
أمّا الدّقة فكلاهما دقيقان مهما حاول الفيديو إظهار أحدهما أضعف من الآخر.
أنا يهمّني التّوافق بين البرنامج وبقيّة برامج الشّركة الأخرى، وهذا لا يُحقّقه سوى الرّيفيت.
إضافةً إلى أنّ مُعظم شركات العالم الآن تخترع إضافات من أجل الرّيفيت، أي أنّ أتوديسك ليست وحدها من عدّ الرّيفيت هو برامج التّصميم والإظهار المعماري المُستقبليّة.
بالفعل أنا أشاطرك الرأي في نقطة كون الريفيت أسرع انتشارا عبر العالم بحكم ان اوتوديسك واحدة من أكبر الشركات حاليا . لا شك في أن الريفيت له مستقبل زاهر ، وفي الحقيقة انا في حالة تلخبط هههه ، لا أدري إن كان علي التركيز فقط على الريفيت أو ان اتعلم الريفيت والأرشيكاد معا . مع العلم أني أدرس هندسة معمارية.
بالمناسبة ، أنا اتبع دروسك التعليمية والحمد لله الامور تمضي بسلاسة مع الريفيت لكن لدي اشكال واحد مع المكتبة لا استطيع تعريفها في البرنامج. ففي كل مرة احاول ادخال باب او نافذة مثلا يطلب مني البرنامج ان احمل الملف فاجد نفسي مجبرا على البحث عن الملف في حاسبي ومن ثم تحميله ( upload ) من مجلد المكتبة.
إذا لا تُجيد أيّ منهما وما زلت تبدأ، فابدأ بالرّيفيت، أمّا إن كُنتَ مُستخدمًا جيِّدًا للأركيكاد، فلا معنى من انتقالك إلى الرّيفيت سوى ضياعِ الوقت والجهد.
**
راجع الدّرس الأوّل من دروس: مشروع في الرّيفيت المعماري؛ لترى كيف نُعرّف مسار المكتبة.
السلام عليكم اخي العزيز سوءال بسيط انا من مستخدمي archicad ما هو الفرق بين البرنامجين و ما هو الافضل في راءيك و شكرا
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
البرنامجان رائعان.
إن كُنتَ تُجيد الأركيكاد، فلا تنتقل إلى الرّيفيت؛ لأنّهما توأمان.