أفكار ونصائح في الكتابة

69 نصيحة لكتابة الشعر

69 نصيحة لكتابة الشعر

الشِّعرُ هو من أكثر أشكال الكتابة الأدبية فنيَّةً وابتكارًا. يتطلَّبُ موهبة، والموهبةُ تحتاج إلى صقلها بالتَّعلم والتَّجربة للإلمام بأداواتِ الشِّعر كاملة. يُمكنكَ كتابة ما تشعر بهِ بصورةٍ واضحة، أو غامضة بالتَّورية أو استخدام الرَّمز الّذي يُلجأُ إليه حين تعجزُ الحقيقة عن كشفِ نفسها.

الشِّعرُ صور، والصُّور الشِّعرية لا مدى لها، هناك مئات الصُّور الجاهزة (كليشهات)، وللصُّورة تأثيرٌ كبير في المعنى، يُمكنها أن تكون صورةً سخيفةً، مملّةً، وتافهةً؛ ويُمكنها أن تكون صورة مُحبَّبةً، غامضةً، وغير مسبوقة.

ميزة الشِّعر؛ أنَّهُ يُتيحُ لكَ الكتابة بحُرِّية، يُمكنكَ أن تقول أيّ شيء، وأن تكتبَ أيّ شيء؛ لكن لحرّية الكتابة الشّعريّة قواعد تحكمها؛ ولهذا ظهر (الشِّعرُ الحر) أو (قصيدة التَّفعيلة). والحُرِّية هُنا، حُرِّيةِ الاسترسال في المعنى والحالة العاطفيّة، وحرّية تكرار التَّفعيلات في السَّطر الشِّعري الواحد، دون التَّقيّد بعددٍ مُحدَّد، بعكس “البيت” في القصيدة العمودية إذْ أنتَ حُر في السَّفرِ في اتِّجاهاتٍ مُختلفة، والتَّحليق في فضاءِ الكتابةِ بلا قيدٍ في التَّعبير؛ ولكن بشروطٍ تُحدِّد الأسلوب والطَّريقة الّتي ستستخدمها. يختلف عنها ما يُسمَّى (قصيدة النَّثر)، فهي بلا شروطٍ ولا قيدٍ، بلا وزنٍ ولا قافية. وهي مع أنَّها تبدو سهلةً؛ إلَّا أنَّها تحتاجُ إلى إبداعٍ من نوعٍ خاصٍّ لخلق شاعرٍ حقيقيٍّ يكتب هذا النَّوع من الشِّعر.

دونك 69 نصيحة لكتابة الشعر تشملُ بعض التّقنيات والأدواتِ الّتي يستخدمها الشَّاعر، هي ليست كلّ شيء، بالتَّأكيد هناك المزيد. كما أنَّها ليست للشُّعراء فحسب، يُمكن الاستفادة منها في أنواعِ الكتابة الأخرى. إضافةً إلى أنَّها اجتهاداتٌ وقناعاتٌ شخصيّة لا أكثر، فالشِّعر يصعبُ مُحاصرته بمُخطَّطٍ ما.

نصائح كتابة الشعر:

  1. اقرأ أطنانًا من الشِّعر؛ القراءةُ اليوميّةُ كفيلة بأن تُلهمك، وأن تجعلك أفضل.
  2. اكتبْ باستمرارٍ ويوميًّا.
  3. احفظ كثيرًا من القصائد، وأنصحُ بحفظ أوَّل ديوانين لنزار قبّاني (قالت لي السَّمراء) و (طفولة نهد).
  4. استخدامُ هاتفك أو تعيين دفتر للمُلاحظات بجانبك؛ لكتابة كلّ ما يخطر في فكرك من كلماتٍ، ومعانٍ، وموضوعات.
  5. الاستماعُ إلى الشِّعر باستمرار لتربية الأذن الموسيقيّة والتَّدرّب على الإلقاء.
  6. يتميَّزُ الشِّعرُ بالصُّورِ المُدهشة، والاستعاراتِ الأنيقةِ، ابتعدْ عن الصُّورِ والاستعاراتِ المُكرَّرةِ والجاهزةِ والسَّهلة، وأبدع جديدك.
  7. الانضمامُ إلى المنتدياتِ الأدبيّةِ على الإنترنت يُساعدك على صقل تجربتك.
  8. المُشاركةُ في الصَّالوناتِ الأدبيّةِ، وفي المِهرجاناتِ الشِّعرية؛ للنِّقاش ورفع ثقتك.
  9. مُراسلةُ المجلَّاتِ الأدبيّةِ والشِّعريّةِ والصُّحفِ؛ للانتشارِ وتعريف النّاس بك.
  10. اعرضْ ما تكتبهُ على شُعراء أكثر خبرة ودراية منك؛ لمُناقشتهم والاستفادة من مُلاحظاتهم.
  11. أنشئ مُدونةً لتكون بمنزلةِ فضائك الشَّخصي؛ لتبادل الأفكار ونشر إبداعك.
  12. إن كُنتَ ستحترفُ الشِّعر العمودي أو شعر التّفعيلة، ستحتاج إلى تعلُّم (علم العَروض): وهو علم موسيقى الشِّعر.
  13. اقرأ قصائدَ الكبارِ واعرفْ سبب احتكارهم القمَّة، ولا بأسَ أن تُقلِّد -في البدايةِ- وتقتبسَ منهم، حتَّى تصنعَ شخصيّتك الأدبيّة الخاصَّة بعدئذٍ.
  14. اقرأ في النَّقدِ الأدبي، اقرأ نماذجَ تحليليّةٍ لقصائدَ عظيمة لتعرفَ سرّ عظمتها.
  15. اقرأ سِيَرِ الشُّعراءِ، فتاريخهم وتجاربهم تُسهمُ في صنعِ حاضرك.
  16. اعطِ وقتًا لمُراجعة ما تكتب بتنقيحهِ من الحشو الزَّائدِ، والمعاني المُكرَّرةِ والضَّعيفة. 
  17. ابحثْ في القاموسِ عن الكلماتِ والمُرادفات البديلة.
  18. اتركْ الموضوعات المُكرَّرة وابحث عن المُثير والجديد. لا تهرب وتبتعد عن الموضوعاتِ الّتي تُخيفك، أو الّتي لا تُشعرك بالرَّاحة.
  19. اكتبْ بلغةٍ يفهمُها الآخر، وأسلوبٍ يُقنعُ جماهيرَ عديدة.
  20. تهجمُ القصيدةُ فجأة! لكن يُمكن تهيئة النَّفس لكتابتها، بتهيئةِ الجو المُناسب بالمشي أو التَّأملِ أو الاستماع إلى الموسيقى مثلًا.
  21. ابتكر لنفسك حافزًا. يختلفُ الحافز من شخصٍ إلى آخر.
  22. الشِّعرُ نصفهُ إلقاء، سَجِّل صوتك في أثناء قراءتك لشعرك؛ لتدريب صوتك ومعرفة مواطن ضعفه وقوّته.
  23. النَّقدُ لن يُميتك، فاستمع لهُ وحاولْ أن تتعلَّمَ، فالمديحُ والشَّتيمةُ وجهانِ لقارئٍ واحدٍ!
  24. لا تخَفْ ولا تتردَّدْ في كتابةِ قصيدةٍ سيّئة، فربَّما بيت أو سطر منها كفيل بإعطائها قيمة ما.
  25. اكتبْ في كلِّ شيء، الحسن والقبيح. الشَّعرُ لا دور وظيفي لهُ، ولا دور اجتماعي.
  26. الكتابةُ مُتعةٌ، فلا تكتبْ حينَ لا تكون مضطَّرًا إلى الكتابة.
  27. لا تفرضْ على نفسك قالبًا مُعيِّنًا، يُمكنكَ قول ما تُريد بجميع الأشكال الشِّعرية المُتاحةِ، المُهمّ أن تفهمَ الفرق -جيِّدًا- بين شكلٍ وآخر.
  28. في 10 دقائق اكتبْ ما تُريدُ على الورقِ، وفي 30 دقيقة حوِّلها إلى قصيدةٍ، وفي 20 دقيقة نَقِّحها.
  29. عنوانُ القصيدةِ مُهمٌ بقدرِ أهميَّةِ القصيدةِ نفسها، به يُمكنك معرفة الآتي، فهو يؤثِّر في كلِّ ما يأتي بعده.
  30. كلُّ من يكتبَ قصيدةً يرغبُ بنشرها فورًا، لا تنشُرْها إلَّا بعد أن تُعطيها وقتًا من التَّأمّل؛ لأنَّها متى ما نُشرتْ لم تعدْ ملكك.
  31. كنْ مُستعدًّا للتَّقدُّمِ إلى الأمام، فبعضهم لا يقبلُ برمي كتاباتهِ القديمةِ على أملِ العودةِ إليها.
  32. تعلَّمْ بعضَ قواعدِ النَّحو، وبعضَ أساليبِ البلاغة، وطريقةَ تشكيلِ الكلمات؛ جميعُها مُهمَّة عند كتابةِ الشِّعر.
  33. في كتابةِ الشِّعر يجبُ مُراعاة الإملاء والتَّشكيل، لا تعتمدْ على البرامج الّتي تُنفّذ ذلك، حتَّى برامج وزن الشِّعر، جميعها سيِّئة.
  34. لا تشغلْ بالك بالوزنِ والقافيةِ، يُمكنكَ مراجعتهما فيما بعد.
  35. الشَّاعرُ قارئُ نفسهِ.
  36. «الكتابةُ عملٌ انقلابي». حاولْ قلب العاداتِ رأسًا على عَقِب، واجبرْ القارئ على بذل جُهدٍ ما.
  37. الشِّعرُ الجيِّدُ يخرجُ من رَحِمِ المُعاناةِ، فلا تظنّ أنَّ طريقكَ سهلًا دائمًا، اجتهدْ في إيجاد مُعاناتك.
  38. الشِّعرُ كالعِمارة! عندما أُفكِّر أين سأضع الأعمدة أفقدُ القدرة على التَّصميم الجيِّد، لا تُفكِّر، ودعْ وحشُ الكتابةِ يلتهمُك دفعةً واحدةً.
  39. لا شاعرَ إلَّا وبدأ بالحبِّ، اجعلهُ جواز مرورك الأوَّل؛ لكن تذكَّرْ أنّ (90%) من الشُّعراء يكتبونَ عن الغزل، المهم: كيف ستكتبه أنت؟
  40. اللّغةُ في حركةٍ وتطوّرٍ دائمَين، طوّرْ لغتك بمتطلّبات عصرك، استفد من الموروث اللّغوي، فالشَّاعرُ هو حامي اللّغةِ ومرآةُ واقعهِ.
  41. البلاغةُ والغموضُ ليسا دليلًا على الثَّقافة وأهميَّة القصيدة، اكتبْ بيسرٍ، المُهمّ ألّا تكتبَ بوضوحٍ وسذاجة تُقرِّبكَ من الحمَاقة.
  42. تجديد الشِّعر هو هاجس كلّ شاعر. وكلُّ شاعر يجتهد لابتكار شخصيّته. والزَّمن والظُّروف المُحيطة كفيلة بذلك. فلا تستعجل.
  43. إنْ لم تكن دارسًا للأدب العربي، قد تحتاج إلى التَّعرُّفِ إلى مُدقِّقٍ نحويٍّ ولغويٍّ لتنقيحَ نصوصك قبل عرضِها، ابحث عنه.
  44. قيمةُ الشِّعر في إعادةِ اكتشافِ الأشياء، فلا تكتبْ للنَّاس ما يعرفونه، فاجئهم، وباغتهم، واستفزّ عقولهم وأفكارهم التَّقليديّة.
  45. الشِّعرُ رحلةٌ في ذواتِ الآخرين، فاتَّجه دائمًا نحوهم، ولا تبقَ تدورُ حول ذاتك.
  46. الشَّاعرُ والجمهور طرفا مُعادلةٍ واحدة فتعلَّم قواعدها، لا تتعالَ عليه فتفقد ثقتهُ، ولا تتنازلْ فتخسَره.
  47. حين يتدخَّلُ الدِّين يُصبحُ الشِّعرُ تُهمةً! يُعرَّضُ إلى الضَّغطِ والمُساءلة؛ فإمَّا أن تضطَّر للتَّحايل واللّجوءِ إلى الرَّمز، وإمَّا أن تظلّ صامتًا!
  48. الشّعرُ الجيِّد هو الشِّعرُ الّذي لا يلتزمْ بأيّ قوانينَ وضعتها الطَّبيعة البشريّة والأعراف الاجتماعيّة. الشّعرُ الجيّدُ هو الشِّعرُ الذي يُناقضُ عصره.
  49. القصائدُ عبرَ الزَّمنِ هي نماذجُ مُكرَّرة، فإمَّا أن تدفنَ نفسك في التَّاريخ، وإمَّا أن تثورَ على الذَّاكرة وتُبدع زمنك الخاص.
  50. موسيقى الشِّعر ليست في الوزنِ والبحورِ الخليليّة فحسب، الإيقاعُ يُمكن أن يوجد في النَّثرِ أيضًا، المهم أن تكون قادرًا على العزف.
  51. تأتي الجملُ الشِّعريّة بغتةً، لا زمانَ ولا مكانَ يحكمها، ومن تواتر هذه الجُمل تُنشئُ القصيدة، فلا تُحاول اغتصابها بالكلماتِ!
  52. الصِّدقُ أزمةُ الشَّاعر، لكي تكتب عن الحُبِّ مثلًا، يجب أن تكون واقعًا في الحبِّ.
  53. لديك خياران: إمَّا أن تُصبح (مُهادنًا) وإمَّا (مُعارضًا). في الأولى ستتحوَّل إلى شاعر (مُدَجَّن) وفي الثَّانية ستكون مُبدعًا حقيقيًّا.
  54. خُرافة الكأسُ والشَّاعر بدعة، والكتابةُ تحت تأثير السُّكرِ أو العقاقير أو إدمانِ شيءٍ ما، كلعبة الرُّوليت ضربةٌ من ضرباتٍ الحظّ.
  55. اكسر تمثالك ولا تُضجِرنا، فالشِّعر مُملٌ حين يبقى على الوجهِ نفسه. الحلّ: أن تتدرَّب على تغييرِ عاداتك واكتسابِ عاداتٍ جديدة.
  56. الشِّعرُ لا يحتمل الثَّرثرة. فلا تُلبسه زوائد البلاغةِ ولا حشو الكلامِ، ولا تقتل القصيدة بمزيدٍ من الشَّرح والإيضاح.
  57. الشِّعرُ كالقمار، يعرف صاحبه متى يحتفظ بأوراقه ومتى يُلقيها.
  58. الشَّاعرُ مرآة مُجتمعه، حاول أن تعكسَ الصُّور الّتي تلتقطها في تفصيلاتِ حياتك وواقعك الاجتماعي.
  59. ليسَ للشِّعر جنسيّة، ولا أحد يستطيع تعريفه، فلا تُضيِّع وقتك في محاولة تنظيره والتَّفتيش عن جذوره.
  60. لا تُقلِّل قَدرَ جمهورك، ابحث عمَّا يُعجبهم فيك، أو ما يبحثون عنه، وتوجَّه بهِ إليهم.
  61. لا تدع أحدهم يُجبرك على تفسير شعرك، لست مُطالبًا بشيء. فالشِّعر يفقدُ كثيرًا من بريقه بل ويُغتالُ حين يُفسَّر.
  62. حياءُ المُجتمعِ كذبةٌ كبيرةٌ، فلا تُصدِّقها، ولا تخجلْ من خدشِ قناعاته الوثنيّة.
  63. ادرسِ الموسيقى إن لزم الأمر، أو استمعْ إليها لتربية الحسّ الإيقاعي لديك.
  64. حاول أن تبتعد عن القوافي المُستهلكة، وتطلَّع إلى استخدام القوافي الذَّكيّة غير المتوقَّعة.
  65. الشَّاعرُ شخصٌ مُتناقضٌ يُمثِّلُ عدَّة شخصيّات؛ لذا اكتبْ في كلِّ حالاتك النَّفسية والحياتيّة ولا تخشَ من ألّا يتعرَّفوا إليك!
  66. ابتعدْ عن النُّكوصِ والكسلِ وإضاعةِ وقتك، وتشتيتِ نفسك، باختصار: أغلق (الفيس بوك)، وركِّز!
  67. هناك أعذارٌ لكلِّ شيء إلَّا في الكتابةِ، دائمًا اجعل الكتابةُ هي العذر لعدم تنفيذِ أشياء أخرى.
  68. الكتابةُ موهبةٌ قبل أن تكون رغبةً، فإن كُنتَ لا تملكها، لا تخسر وقتك فيما لا ينفعك.
  69. لا أحد يملك خلطةً سحريّةً أو وصفاتٍ جاهزة لكتابةِ قصيدة. هناك نصائح ومقترحات فحسب، فلا تبحث عمَّن يبيعك وهمًا.

69 نصيحة لكتابة الشعر مفيدة وفيها كثيرٌ من الأفكار المُلهمةِ لكلِّ من يريدُ أن يصبح شاعرًا؛ ولكن مُتابعة كل خطوةٍ ليست سهلة. التَّركيزُ والعملُ الجاد ضروريّان للوصولِ إلى ما ترمي إليه وتستهدفه.

أخبرني عن قائمتك، هل لديك بعض النَّصائح لإضافتها؟ اتركها في التَّعليق!

 # 69 نصيحة لكتابة الشعر By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫9 تعليقات

  1. أكادُ أجزم أنّ جميع ما جاءَ في هذا النصّ البعيد جدّاً عن الروتين و الكلام المسبوق ، ينتمي إلى جوهر موضوعة صناعة الشعر و الشاعر .. اتمنّى لكم المزيد من التوفيق والسداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!