تطوير الذات والتنمية البشرية

ثلاث نقاط لتحفيز نفسك لتأدية عملك بفعالية

ثلاث نقاط لتحفيز نفسك لتأدية عملك بفعالية

التّحفيز في العمل هو: العصا السحريّة الّتي تولّد النّشاط والفعاليّة ويُمسك بها المدير لتحريكِ موظّفيهِ نحو الأفضل، فالشّعور الرّائع الّذي يحصلُ عليه الموظّف نتيجة التّحفيز هو ما يدفعه لأداء أفضلِ ما عنده.

دونك ثلاث نقاط لتحفيز نفسك لتأدية عملك بفعالية:

النّقطة الأولى: اعرف دوافعك

يُغيّرُ سحرُ الدّوافعِ الحياةَ بقوّةٍ غير مرئيّة، هي قوّةٌ نابعةٌ من الإيمانِ بفائدةِ ما نفعلهُ، وحاجةٌ مُلحّةٌ لتأديةِ ما علينا فعلهُ. تجعلُ الدّوافعُ لأنشطتنا مكانًا مفروضًا في جدولِ أوقاتنا لأنّها مُرتبطةٌ بحقيقتِنا، وبحاجاتنا الأساسيّةِ في الحياةِ.

يُظهرُ دافعُ القبولِ الاجتماعيّ التّنافسَ على الرّقم واحد في جماعةٍ من النّاسٍ وليس الرّقم الأخير، وفي السّعي إلى السّلطةِ وتحقيق الذّات، ومن يتقدّم لديه هذا الدّافع سيسعى إلى الزّعامةِ والوجاهةِ والتّميّزِ ولفتِ الأنظار؛ في حين من ليسَ هذا دافعهُ الأساسيِّ في الحياةِ سيجدُ أنّ مجرّدَ التميّزَ في عملٍ مُعيّنٍ ووجود قدرٍ من القَبول الاجتماعي كافٍ لديه.

من يتصدّر دوافعهُ دافع الأمنِ والطّمأنينةِ سيتفادى كلّ ما قد يُعرّضهُ إلى المُخاطرة، وكلّ ما هو مجهول النّتائج، يُفضّلُ البعد عن الأضواءِ والمسؤوليّاتِ والنّفقاتِ، ويحرصُ على السّلوكيّاتِ التّقليديّةِ، وتبقى أمنيّتهُ في الحياةِ أن يكونَ (واحدًا من النّاسِ) دونَ الحاجةِ إلى أنْ يكونَ في المقدّمةِ، فربّما كانتِ المقدّمةُ محفوفةً بالمخاطرِ ومُعرّضة للضّرباتِ أكثر!

يسعى الإنسانُ بفضلٍ دافع الثّقة إلى تكوين علاقاتٍ قريبةٍ مع أشخاصٍ يعدّهم مثلًا أعلى، ويُقدَّمُ هذا الدّافع لديه على الرّغبة في المكانةِ وعلى الرّغبةِ في الأمنِ والطّمأنينة، فهو مُستعدٌ لأن يتخلّى عن شخصيّتهِ ومطالبهِ وطموحهِ ويتبنّى أفكارَ ومطالبَ وطموحَ الطّرف الآخر، وصاحب هذا الدّافع يكون الطّرف الحريص على نجاحِ علاقاتِ الزّواج والشّراكةِ والصّداقة لأنّه يجعلُ هذه العلاقة محورَ حياتهِ، ويُضحّي لأجلها بكلّ شيءٍ، ويتمتّعُ بمرونةٍ عاليةٍ في التّعامل مع الطّرفِ الآخر، ويُكِنّ محبّةً صادقةً له.

أمّا دافع احترام الذّات فيجعلُ الإنسانَ دقيقًا ومهتمًّا بالأنظمةِ والقوانينِ، وشديدَ التمسّكِ برأيهِ، وربّما يفقدُ الرّوح الإيجابيّة المرحة، فيُصبح الشّخصُ جادًّا ومستقيمًا يُمكنُ الاعتماد عليه؛ ولكنّه يفقدُ كثيرًا من العلاقاتِ القريبةِ مع من حولهِ؛ لمثاليّته، وعدم قَبولهِ المساوماتِ والحلولِ الوسَط، وللنّظرةِ السّلبيّةِ المتشائمةِ الّتي تُسيطرُ عليه، فيُفضّلُ العُزلةَ حتّى في أنشطةِ أوقاتِ فراغه.

عندما يعتلي دافعُ الاستقلالِ وتحمّلُ المسؤوليّةِ هرمَ الدّوافعِ الأساسيّةِ لشخصٍ ما؛ فإنّ سلوكه سيتّسمُ بالاستقلاليّةِ والمسؤوليّةِ الكاملةِ عن نتائجِ ما يتّخذهُ من قراراتٍ، ويحتاجُ إلى أن يحصلَ على حيّزهِ الخاص في الحياةِ العمليّةِ والعائليّةِ ليكون صاحبَ المسؤوليّةِ الكاملةِ فيه؛ ومع أنّ هذا الشّخص لا يسعى إلى المناصبِ والمسؤوليّاتِ الكبرى، فسوفَ يصلُ إليها؛ لأنّ طبيعتهُ الشّخصيّة تجعلهُ في مواقعِ اتّخاذِ القرارِ والمسؤوليّةِ، وعندما يتوافقُ شكلُ أنشطةِ الإنسانِ ومضمونهِ وعلاقاتهِ مع الدّافعِ الأساسي لديه؛ فإنّه سيدخلُ في حالةٍ من الرّاحةِ والحريّةِ والانشراحِ كتلك الّتي يشعرُ بها عندَ ممارسةِ هوايتهِ المفضّلة، حالة خاصّة تُشعرهُ بأنّه إنسانٌ فعلًا.

النّقطة الثّانية: حدد خططك (استراتيجيتك)

لك في حياتك الماضية تجارب ناجحة، ولك طريقتك الخاصّة في العملِ أو الدّراسة الّتي تُعرف بـ(الاستراتيجيّة). عندما تُكلّف بعملٍ جديدٍ تذكّر خططك السّابقة الّتي استخدمتَها لتسريعِ أداء العمل وضمان جودتهِ، واعلمْ أنّ أداءَك لعملٍ أدّيتهُ سابقًا لن يحتاجَ منك إلى وقتٍ طويلٍ كما استغرقَ في المرّات السّابقة، فالوقت الّذي تحتاجُ إليهِ في كلّ مرّةٍ يَقِلُّ عن المرّةِ الماضية نتيجة فرق الخبرةِ والتّدريب.

النّقطة الثّالثة: استخدم المحفّزات الماديّة والمعنويّة

لا تشعر بالخجلِ من التّفكير في العائدِ المادّي من عملك وعَدّهِ مُحفّزًا؛ فالمعزّزات الماديّة هي: طريقة مُتّفق عليها عالميًّا في التّحفيز لأداءِ الأعمال، على ألّا تفقد القدرة على العملِ دونَ مُقابلٍ مادّي حين يتطلّبُ الأمر ذلك، فسيّدنا عبد الرّحمن بن عوف -رضي الله عنه- لم يفزعْ حين هاجرَ من مكّةَ إلى المدينةِ دونَ أموالهِ، بل قال عبارتهُ المشهورة الّتي تدلّ على ثقتهِ الكاملةِ الثقة في قدراته التّجاريّة: «دلوني على السوق»، وعملَ رضي الله عنه حتّى أصبحَ من أثرياء المدينةِ، فالقُدرة على العملِ وتحفيزِ النّفسِ للإنجاز هي: الثّروةُ الحقيقيّةُ الّتي لا تضيعُ أبدًا.

حاول دائمًا أن تقوّي أحاسيسك ومشاعرك الدّاخليّة الّتي تدفعك قدمًا لتحقيق ما تصبو إليه وتستهدفه، ولا تنسَ أنّ: «النّجاحُ لا ينتظر أحدًا، بل يتطلّب الكثير من الجهدِ والعملِ الشّاق، وانتهازِ الفرصِ».

ثلاث نقاط لتحفيز نفسك لتأدية عملك بفعالية By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مقال رائع اخى ولكن هناك بعض الأشخاص تريد أن تكون الأول دائما وفى محاولاتها لبلوغ هدفها تدوس على الآخرين ويفقدون اخلاقهم وكما تقول لا عيب أن نحفز أنفسنا بالمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!