قصائدي وأشعاري

هاكَ الأملَ المفقودْ- محمود قحطان

هاك الأمل المفقود

امرأةٌ حُبلى تدفعُ عنها.. كلَّ زناةِ الأرضِ لتحيا لنْ تجدوا فيها غيرَ سَريرٍ أحمرْ، ولحافٍ أحمرْ وبقايا لحمْ! كانوا ستَّة: طفلًا وصبيًّا وفتاتينِ وأبًا والأمَّ المجهدةَ الحُبلى يفترشونَ الوجهَ العربيَّ المتأرجحَ بينَ الشَّكِّ وبينَ خُرافاتِ طبولِ الحربِ المقروعةْ هربوا ليلًا مِنْ مذبحةٍ في القُدسِ الشَّرقيَّةْ الأبُ مجروحٌ في إحدى قدميهِ يتذكَّرُ دومًا مذبحةَ الحَرمِ الإبراهيميِّ ومشاهدَ أشلاءِ القتلى تتواردُ في خاطرهِ الآنَ فقطْ.. صلَّى معهمْ حملَ الأجسادَ مُخَضَّبةً بالدَّمْ عجبًا! الآنَ فقطْ! قبلَ ثوانٍ ينمو معهمْ ورجيعُ الآمِينَ العالي يتردَّدُ في جنَبَاتِ المسجدْ أحدٌ من أبناءِ القِرَدةْ.. أسكتَ آمينًا برصاصاتِ سلاحهْ حُسَّادٌ هم أبناءُ القِرَدةْ.. حتَّى الآمِينْ!

* * *

في الجزءِ الآخرِ مِنْ قلبي العربيِّ المُحتلْ يتزايدُ أبناءُ القِرَدةْ! والخنزيرُ العربيُّ، تتزايدُ رغبتُهُ في رفعِ عقيرتهِ بنشيدِ الموتْ وممارسةِ العاداتِ السِّريَّة! غزَّةُ تُقْصَفُ فجرًا/صُبْحًا/ظُهرًا/عصرًا/ليلًا شرقًا/وشَمالًا/غربًا/وجنوبًا والقتلُ يزيدُ على ألفينْ وتحَاصَرُ غزَّةُ برًّا/بحرًا/جوًّا لا شيءَ يُعيدُ الإثنينْ! أمَّا الوجهُ العربيُّ الآخرْ يرقصُ تلكَ اللَّيلةَ مِنْ نشوتهِ طربًا وأصابعُ كفِّ العازفِ تعزفُ لا تلعبْ بالنَّارْ وكؤوسٌ تتناطحُ، تنضَحُ خمرًا والأوراقُ الخضراءُ المشبوهةُ تُنثرُ نثرًا وصدورٌ تهتزْ.. وجيوبٌ تُبتزُّ لتدفعَ قيمةَ قارورةِ (ويسكي) أضعافًا وتحاصرُني صورٌ منسيَّةْ وجباهٌ محنيَّةْ وضَياعُ هُوَيَّة!

مقالات ذات صلة

* * *

شُهَدَاء.. أسمعُ صوتَ الضَّحكِ الصَّاعدِ ألتفُّ يمينًا ويسارًا خلفًا فأمامًا تتبسَّمُ روحٌ مِنْ أعلى وتشيرُ يَميني قائلةً: «هاكَ الأملَ المفقودْ!».

#هاك الأمل المفقود bY محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!