الغنيمة!
.
.
تَمـاهيْتُ حُبًّا وعِشقًـا بِها
وصارَ لذاكَ يُرَى ليْ دَليلُ
فعقليَ صـارَ شـريدًا وقدْ
بَلاني هوَاها.. فجِسْمي نَحيلُ
وقدْ كنتُ أخْشَى صُدُودًا بِها
وبَوْحِي ووصْلي لها مُسْتحيلُ
ألا رُبِّ يومٍ بَعثْتُ لها
منَ الشِّعرِ بيتينِ، صَبرِي ضَئيْلُ
فبَيتٌ غَرَزْتُ بهِ الدَّمعَ شَوْكًا
وبيتٌ تفجَّرَ وَدْقًا هَطُولُ
فأرويتُ منها كُمَيْتُ الَّلمَى
وأَحيَيْتُ في قَلبِها ما يَحُولُ
وعيني بدتْ لا تَرى في الوجودِ
سِوى مُقلتَيْها.. فَحُبِّي أصِيلُ
فجَاءَتنِي أخبَـارُها بعدَما
رحلتُ وقلْبي إليهَا يَميلُ
بأنَّ فُـلانًا رَنَا نَحـوَها
وقدْ عَدَّها مَغنَمًا لا يَصُولُ
بمَكـرِ الثَّعـالبِ قدْ غَرَّها
فلمْ تَتَبَيَّنْ.. ضُبَاحًا يَعُولُ
ألمْ تَعلمي يا سَنَا ظُلمَتي
بأنَّكِ حُبِّي العَفيـفُ النَّبيلُ
فأنتِ السَّرابُ الذي عِشتُهُ
وأنتِ الحَقيقـةُ والمُسْتحيلُ
وأنتِ الدُّموعُ التي انْذَرَفَتْ
فصَارتْ على الخدِّ تترَى تَسِيلُ
لأجْلِكِ هاجرتُ نحو الخيالِ
ودومًا لذِكراكِ نفْسِي تؤُولُ
إذا ما التَقينا يطـولُ الكلامُ
يُؤَخِّرُ وقْتِي المدَى والرَّحيلُ
وإنْ كانَ لُقياكِ دومًا مُحالاً
فرُؤْيَايَ جُوعٌ، وفِكري ذُهُولُ
وبعدَ الذي كانَ صِرتِ كَمَنْ
يخونُ الهَوى.. إنَّ ظلِّي قَتيلُ!
***
إلى اللهِ، أشْكُو الَّذي خانَنِي
وفارَقَني، ما لديكِ قَـليلُ!
