نحو وإملاء

حالات نصب الاسم: الحال والتمييز

حالات نصب الاسم: الحال والتمييز

الحال

اسمٌ نكرةٌ منصوبةٌ وهي وَصْفٌ يُبيِّن هيئةَ الفاعلِ أو المفعولِ بهِ عندَ صُدورِ الفِعْلِ (الحَدَث)، ونسألُ عنه بعبارة: «كيف الحال؟».
[جاءَ الرَّجُلُ مُسرِعًا]. (مُسْرِعًا): حالٌ منصوبةٌ وعلامةُ نصبها تنوين الفتح، وهي وقعت في جواب: كيفَ حدَثَ الفعل. فكيفَ جاءَ الرَّجُلُ؟ جاءَ مُسْرِعًا.

فائدة: تُعرَبُ (مَعَ) ظرفَ زمانٍ أو مكانٍ وما بعدَها مُضافًا إليهِ إلَّا إذا نُوِّنَتْ بالنَّصبِ فتُعرَبُ حالًا. [جاءَ المُصَلُّونَ مَعًا].

صاحبُ الحالِ

يُسمَّى الشَّخصُ الموصوفُ الَّذي يُبيِّنُ الحالُ هيئته «صاحب الحال»، ويكونُ معرفة؛ لأنَّهُ محكومٌ عليه والمحكومُ عليهِ يجبُ أن يكونَ معلومًا ليكونَ من الحكمِ فائدةٌ، ولا يكون إلَّا فاعلًا أو مفعولًا أو مجرورًا.
صاحبُ الحالِ في مثال جاءَ الرَّجُلُ مُسرِعًا هو: (الرَّجُلُ)، وهو فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعهِ الضَّمَّة.
[أقبَلَ محمودٌ مُبتسِمًا]. (مُبتسِمًا) وضَّحَتْ هيئة محمود، ومحمود هو صاحب الحال (فاعل).
[أكلتُ تُفَّاحَةً طازجةً]. (طازجةً) وصَفَتْ هيئة التُّفَّاحةِ، فهي الحال المنصوب، وصاحبُ الحالِ هي (التُّفَّاحة) وجاءت مفعولًا بهِ.

أنواعُ الحالِ:

  • اسمًا ظاهرًا: [شَرِبْتُ الشَّايَ ساخنًا]. (ساخنًا): حالٌ منصوبةٌ وعلامة نصبها تنوين الفتح.
  • شِبهُ جملة (ظرفٌ أو جارٌّ ومجرور): [شاهدتُ الطَّائرَ فوقَ الغُصْنِ]. (فَوقَ الغُصْنِ): شبهُ جُملةٍ مُكوَّنة من ظرفِ مكانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مُضاف، و(الغُصْنِ): مُضافٌ إليهِ مجرور وعلامة جرِّهِ الكسرة.
  • جُملةً اسميَّةً: [استيقظتُ والطَّقسُ باردٌ]. (الواو): واو الحال، وهي تربطُ الحالَ بصاحبِ الحال. (الطَّقسُ باردٌ): جُملةٌ اسميَّةٌ في محلِّ نصبِ الحالِ.
  • جُملةً فعليَّةً: [غادرتِ الزَّوجَةُ تبكي]. (تبكي): جُملةٌ فعليَّةٌ في محلِّ نصبِ الحالِ.

فائدة: الاسمُ الظَّاهرُ الَّذي يقعُ حالًا يكونُ -عادةً- وصفًا نكرة، وهو يُطابقُ صاحب الحالِ في النَّوعِ والعددِ.
فائدة: يُمكنُ ربط الحالِ بصاحبِ الحالِ بالواو، أو بالضَّمير، أو بالواوِ والضَّميرِ معًا.
ألقى محمودٌ قصيدتهُ وهو واقفٌ. (وهو): واو الحال وضمير يربطان الحال بصاحب الحال.

المفاعيل

تعدّدُ الحال:

إنَّ الحالَ مفردةً كانت أو جُملةً تأتي مُتَعَدِّدةً.
[أقبَلَ النَّاجِحُ مُنتصِرًا سعيدًا]. (مُنتَصِرًا) حال، و(سعيدًا) حال.
[جاءَ زيدٌ ماشيًا مُبتَسِمًا]. (ماشيًا) حال، و(مُبتَسِمًا) حال.

تقدُّمُ الحال على صاحبها:

حُكمُ الحالِ أن تُؤخَّر عن صاحبها ولكن يُمكنُ تقديمُها على صاحبها:
[مُسْرِعًا خرجَ الرَّجُلُ]. (مُسْرِعًا): حالٌ منصوبةٌ وعلامة نصبه تنوين الفتح.

كلماتٌ إعرابها دائمًا حال:

[أوَّلًا وثانيًا وثالثًا… إلخ، ومادّيًّا وأدبيًّا وسياسيًّا وما شابهها، وجميعًا، وعوضًا، وبدلًا، وعامًّةً، وقاطبةً، وعمدًا، وخطأً، وسهوًا، وسويًّا، ومعًا، وأخيرًا، وقصدًا، ومعًا، وفجأةً، وبغتةً، وكافَّةً، وعامَّةً، ودائمًا، وهنيئًا، وأجمعين، وخصوصًا وخاصَّةً وخِصِّيصًا وبخاصَّةٍ إذا جاءت في نهاية الجُملة، و(وحد +ضمير)].

فائدة: يُعرَبُ الاسمُ النَّكرةُ المنصوبُ الواقعُ بعدَ كانَ أو إحدى أخواتها خبرٌ منصوبٌ وليس حالًا.
مثل: كان يوسفُ كسولًا، ثمَّ أصبح نشيطًا.

تذكَّر! في الجُملةِ الفعليَّةِ:

  • يأتي الحالُ بعدَ اسمِ معرفةٍ: جاءَ الشَّاعرُ يُنْشِدُ.
  • تأتي الصِّفةُ (نَعْت) بعدَ  اسمِ نكرةٍ: جاءَ شاعِرٌ يُنْشِدُ.

التمييز

هو اسمٌ نكرةٌ منصوب يُذكَرُ لتوضيحِ جملة قبله وإزالةِ الغموضِ عنها مُتضمِّنًا معنى حرفِ الجرِّ: مِنْ.

  • [ازداد الطُّلابُ عِلْمًا]. لو قُلنا ازداد الطُّلاب وسكتنا لن يفهمَ السَّامعُ ماذا ازدادوا؛ وذلك لأنَّ كلمة (ازداد) مُبهمة، فعندما قُلنا (عِلْمًا) ميَّزنا المُراد من الزِّيادةِ، وكلمة (ازداد) هي العامل.
  • [لديَّ رَطْلٌ زيتًا]. لديّ رَطلٌ من ماذا؟ مِنَ الزَّيتِ. (رَطْلٌ): مُبتدأٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعهِ تنوين الضَّمِّ، (زيتًا): تمييزٌ منصوبٌ وعلامةُ نصبهِ تنوين الفتح.
  • [التُّجَّارُ أكثرُ النَّاسِ دهاءً]. التًّجَّارُ أكثرُ النَّاسِ ماذا؟ دهاءً.

فائدة: لا يجوزُ تقديمُ التَّمييزِ على عَامِلِهِ مُطلقًا.

ألفاظٌ يُعرّبُ ما بعدها تمييزًا منصوبًا

[زاد – ازداد – استزاد – مِلء – ملأ – امتلأ – قلَّ – نقص – اشتدَّ – قَوِيَ – ضعفَ – كفى – طاب – ضاقَ – كبُرَ – حَسُنَ – فاضَ – استفاضَ – اشتعل – اضطرم – استشاط – نعم – بئس – حبَّذا – لا حبَّذا – كمْ مِنْ – كأيِّن مِنْ – أبغي – وزن (أفعَل التَّفضيل) – وزن (فعُلَ)، الوزن – الكيل – المساحة – العدد ومُلحقاته – خيرٌ – خيرٍ – شرٌّ – شرٍّ – ساءَ – النِّداء التَّعجُّبي – النَّكرات المنصوبة بعد اسم المفعول والاسم المنسوب ولا سيَّما وبعد صيغ التَّعجُّب].

تمييزُ العدد

يكونُ تمييزُ العددِ (أي الاسم النَّكرة الَّذي يأتي بعدَ العددِ) مجرورًا أو منصوبًا على الوجهِ الآتي:

  • تمييزُ العددِ من (3) إلى (10) يكونُ جمعًا مجرورًا. مثل: [صافَحتُ خمسةَ رجالٍ]. (رجالٍ): تمييزٌ مجرورٌ وعلامةُ جرِّهِ الكسرة.
  • تمييزُ العددِ من (11) إلى (99) يكونُ مُفردًا منصوبًا. مثل: [شاهدتُ من المُسلسلِ ستَّ عشرَ حلقةً]. (حلقةً): تمييزٌ منصوبٌ وعلامةُ نصبهٍ تنوين الفتح.
  • تمييزُ المئة والألف ومضاعفاتهما يكونُ مفردًا مجرورًا. [قرأتُ ألفَ كتابٍ]. (كتابٍ): تمييزٌ مجرورٌ وعلامةُ جرِّه الكسرة.

يكثرُ مجيء التَّمييز بعد صيغةِ التَّفضيل الَّتي على وزنِ (أَفْعَلْ).
{أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}. (مالًا) و (نفرًا): تمييزٌ منصوبٌ وعلامة نصبهِ تنوين الفتح.

الحال والتمييز

يتَّفِقُ الحالُ والتَّمييزُ في أنَّهما:

  • اسمانِ.
  • نكِرتانِ.
  • فَضْلَتانِ.
  • منصوبتانِ.
  • رافعتانِ للإبهامِ.

بعض ما يفترقانِ فيه:

الحال التَّمييز
تأتي جُملةً وظرفًا. لا يكونُ إلَّا اسمًا.
مُبيِّنة للهيئاتِ. مُبَيِّن للذَّواتِ.
تتعدّدُ بعطفٍ ومن دونِ عطفٍ. تمييزُ النِّسبةِ لا يتعدَّدُ إلَّا بالعطفِ.
تتقدَّمُ على عاملها. لا يتقدَّمُ على عاملهِ.

# حالات نصب الاسم: الحال والتمييز By محمود قحطان،

محمود قحطان

استشاريٌّ مِعماريٌّ باحثُ دراساتٍ عُليا في التّصميم البيئيّ وكفاءة الطّاقة في المباني. مُدقِّقٌ لُغويٌّ، وشاعرُ فُصحى. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشِرت عنه رسالة ماجستير، ونُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وتُرجِم بعضها. أصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!