نحو وإملاء

حالات نصب الاسم: المفاعيل: المفعول به

حالات نصب الاسم: المفاعيل: المفعول به

المفعولُ به: هو كلّ من حدَّثت عنه أنَّهُ فُعِلَ به، أو لم يُفْعَل، أو لن يُفْعَل، أو سيُفْعَل، فهو مفعولٌ به، هو منصوبٌ دائمًا، وهو فَضْلَةُ الجُمْلةِ، ويُسألُ عنه بـ (ماذا؟).

المفعول به لا يأتي إلّا مع الأفعال المُتعديّة، والفعلُ المُتعدّي:

  • قد ينصبُ مفعولينِ أصلهما مُتبدأ وخبرًا. تُسمّى هذه الأفعال (أفعالُ القلوب). هي أفعالٌ تدخلُ على المُبتدأ والخبرِ بعد استيفاءِ فاعلها فتنصبُهما مفعولينِ لها، وهي ثلاثة أنواع:
    • أفعالٌ تُفيدُ الرّجحان: [ظَنَّ، خالَ، حَسِبَ، زَعمَ، جَعلَ، عَدَّ، حَجا، هبْ]. مثال: [ظَنَّ الرَّجُلُ الأمرَ صَعبًا].
    • أفعالٌ تُفيدُ اليقين: [رأى، عَلِمَ، وَجَدَ، ألفَى، دَرَى، تَعلَّم]. مثال: [رأى الرَّجُلُ الشًّمسَ بدرًا].
    • أفعالٌ تُفيدُ التّحويل: [صَيَّرَ، ترَكَ، غَادَرَ، وَهَبَ، تَخذَ، اتَّخَذَ]. مثال: [صَيَّرَ الرَّجُلُ الرَّملَ ذَهبًا].
  • قد ينصب مفعولين ليس أصلُهُما مُبتدأ وخبرًا. من تلك الأفعال: [كَسا، رَزَقَ، أَطعَمَ، سقَى، زَوَّدَ، أسْكنَ، أعطَى، أنسى، حَبَّبَ، جَزى، أنشدَ، استصنْعَ]. نحو: [كسَا أخوكَ الفقيرَ ثوبًا].
    هناك أفعالٌ تنصبُ مَفعولينِ يُستعاضُ فيها عن المفعولِ الثّاني بالجارِّ والمجرور، من الأفعال: [أَمرَ، استغفرَ، اختارَ، كَنَّى، سَمَّى، دعا، صدَقَ، زوَّجَ، كالَ]، نحو: [تأمرونَ النّاسَ خيرًا/بالخيرِ].
  • قد ينصبُ ثلاثةَ مفاعيلَ، أصلُ الثّاني والثّالث المُبتدأ والخبر، وهي سبعة: [أرى، أعلمَ، حدَّثَ، خَبَّرَ، أخْبَرَ، أنْبَأَ، نَبَّأ]، نحو: [أرى اللهُ المُذنبينَ أعمالهمْ حسراتٍ]. مع مُلاحظة أنّهُ يُمكن إعراب المفعول الثّالث على أنّهُ حالٌ. إضافةً إلى أنّ الأفعال الخمسة الأخيرة لم تأتِ إلّا وهي مبنيّةٌ للمجهول، نحو: [أُنبئتُ زيدًا فاضلًا].

تقدّم المفعول به

يتقدّمُ المفعولُ بهِ على الفاعلِ في الحالات الآتية:

  • إذا كان الفاعلُ محصورًا (أي أنّ الفعلَ محصورٌ وقوعهُ من هذا الفاعل دون غيره)، نحو: [قرأ الكتابَ مُحمّدٌ].
  • يجوزُ عند وجودِ قرينةٍ معنويّةٍ أو لفظيّةٍ، نحو: [قطعَ الثوبَ الولدُ].
  • يجبُ إذا كان المفعول به ضميرًا مُتّصلًا والفاعلُ اسمًا ظاهرًا، نحو: [زارني صديقي].
  • يجبُ إذا اتّصل بالفاعلِ ضميرٌ يعودُ إلى المفعولِ، نحو: [ابتلى أيّوبَ رَبُّهُ]. يجوزُ في الشّعرِ ويُعدُّ من الضّروريّات الشّعريّة.

يتقدّمُ المفعولُ بهِ على الفعلِ والفاعلِ معًا في الحالاتِ الآتية:

  • يجبُ إذا كان المفعول به من أسماء الصّدارة، أي: لهُ صدر الكلام، مثل: أسماء الاستفهام وأسماء الشّرط. نحو: [ماذا قرَأتَ؟]، الفاعل: أنتَ. ونحوُ: [أيَّهُم تُكرِمْ أُكرِمْ].
  • يجبُ إذا وقعَ الفعلُ بعد فاء الجزاء في جوابِ (أمَّا)، نحو: [فأمَّا اليتيمَ فَلا تقهرْ]، الفاعلُ: أنتَ.
  • إذا كان المفعول به ضميرًا مُنفصلًا، نحو: [إيَّاكَ نَعبدُ]، الفاعلُ: نحنُ.

حذفُ المفعول به

  • يجوزُ حذف المفعول بهِ ويجبُ، إذا دلّت عليهِ قرينةٌ بيّنة، نحو: [شَرِبَ أحمدُ فَسَكِرْ]، أي: شربَ الخمرَ.
  • إذا كان معروفًا، نحو: [رَعَتِ الماشيةُ]، أي: العُشبَ.
  • طلبًا للاختصار، نحو: [يغفرُ اللهُ لمن يشاء]، أي: يغفرُ الذّنوبَ.

حذفُ فعلهِ

  • يجبُ حذفُ فعلهِ في الأمثال ونحوِها ممّا اشتُهر بحذفِ الفعل، نحوُ: [الكلابَ على البقرِ]. الكلابَ: منصوبٌ بفعلٍ محذوف تقديره: أرسل.
  • يجوزُ حذفُ فعلهِ لدليلٍ، نحوُ: عند الإجابة عن سؤالٍ مثل: [من أُطعِمُ؟]، فتقول: [الفقراءَ]، أي: أطْعِمِ الفقراءَ.
  • يجوزُ

فائدة:
أيّ كلمة من الآتي:
(أهلًا-سهلًا-مرحبًا-ويحكَ-ويلكَ)
تُعرب مفعول بهِ لفعلٍ محذوف.

الحال والتمييز

علاماتُ نصب المفعول به:

  1. الفتحةُ الظّاهرة، إذا كان:
    • مُفردًا، نحو: [قرأتُ الكتابَ].
    • جمع تكسير، نحو: [قاتلتُ الأعداءَ].
    • اسمًا منقوصًا، نحو: [قابلتُ القاضيَ].
  2. الكسرةُ الظّاهرة، إذا كان جمعًا مؤنّثًا سالمًا، نحو: [رأيتُ التّلميذاتِ].
  3. الفتحة المقدّرة، إذا كان:
    • اسمًا مقصورًا (للتّعذّر)، نحو: [رأيتُ هُدى].
    • مُضافًا إلى ياء المتكلّم، نحو: [قابلتُ أُختي].
  4. الياءُ، إذا كان:
    • مُثنّى، نحو: [رأيتُ التلميذينِ].
    • جمع مُذكّر سالم، نحو: [رأيتُ المُعلّمين].
  5. الألف، إذا كان من الأسماء الخمسة، نحو: [قابلتُ أخاكَ].
  6. مبني في محلّ نصب مفعول بهِ، إذا كان ضميرًا، نحو: [قابلتُكَ].

فائدة:
إذا دخلت (نا) على الفعل الماضي
وكان الفعل مبنيًّا على الفتح،
تُعرب ضمير مبني في محلّ نصب مفعول به.

حالاتُ المفعول به، يكون:

  1. اسمًا ظاهرًا، نحو: [شربَ الولدُ الماءَ]. الماءَ: مفعولٌ به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  2. ضميرًا مُتّصلًا، نحو: [ضربتُهُ]. الهاء: ضمير مُتّصل مبني على الضّم في محلّ نصبِ مفعول به.
  3. ضميرًا مُنفصلًا، نحو: [إيَّاكِ أُريدُ]. إيَّاكِ: إيَّا ضميرٌ مُنفصلٌ مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول به، والكاف حرف خطاب.
  4. اسمًا موصولًا، نحو: [انظرْ ما تفعل]. ما: اسم موصول، مبني على السّكون، في محلّ نصب مفعول به.
  5. اسم إشارةٍ، نحو: [قرأتُ ذلكَ الكتابَ]. ذلكَ: اسم إشارةٍ مبني على الفتح، في محلّ نصب مفعول به.
  6. اسم استفهام، نحو: [ماذا تقول؟]. ماذا: اسم استفهام مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول به مُقدّم للفعل قال.
  7. جارٌ ومجرورٌ، نحو: [مررتُ ببيتكَ]. بيتِك: مجرورٌ بالباءِ، وهو في محلِّ نصبٍ مفعولٌ بهِ غيرُ صريحٍ لمررتُ.
  8. منصوبٌ على نزعِ الخافض (حذف حرف الجر)، نحو: [تمرّونَ الدِّيارَ]. الدّيارَ: منصوبٌ بنزعِ الخافض، إذا الأصل تمرّونَ بالدّيار.
  9. مصدرًا مُؤوّلًا، نحو: [علمتُ أنّكَ ناجحٌ]، أنَّكَ ناجحٌ: مُؤوّل بمصدرٍ منصوبٍ مفعولٍ به لعَلمتُ. والتّأويل: عَلِمتُ نجاحكَ.

فائدة:
إذا اتّصلت الضّمائر
(ياء المُتكلّم، وكاف المُخاطب، وهاء الغيبة) بالفعل،
تُعرب مبنيّة في محلّ نصب مفعول به.

ألفاظٌ تُعرَبُ مفعولًا بهِ منصوبًا لفعلٍ محذوف

[أهلًا – سهلًا – مرحبًا – ويلك – ويحك – المختص – المغري به – المحذر منه].

ألفاظٌ يُعرَبُ ما بعدها مفعولًا به منصوبًا

[ما خلا – ما عدا – ما حاشا – ما أفعل! خصوصًا – خاصَّة – خصِّيصًا]. إذا جاءت (خصوصًا، وخاصَّةً وخصِّيصًا) في سياقِ الجُملة تُعرب مُفعولًا مُطلقًا وما بعدها يُعرَبُ مفعولٌ بهِ منصوب، أمّا إذا جاءت في نهاية الجُملة تُعرَبُ حالًا.

# حالات نصب الاسم: المفاعيل: المفعول به By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!