دكتور أم دكتورة
دكتور أم دكتورة؟
دكتور أم دكتورة؟ اختلفَ الرّأي في الماضي والحاضر بينَ أهلِ العِلمِ حول تذكير أسماء الوظائف والمناصب والألقاب وتأنيثها. أتظلُّ مُذكّرًا معَ الإناث، أم تجبُ المُطابقة في التّذكير والتّأنيث في الصِّفات؟
التذكير والتأنيث في القرآن الكريم
هل أقول: «أجرتْ الدّكتور فُلانةُ الأستاذ المُساعد مُحاضرةً في الجامعة».
أم أقول: «أجرتْ الدّكتورة فُلانةُ الأستاذة المُساعدة مُحاضرةً في الجامعة؟».
هل أقول: «تعملُ المُهندس فُلانةُ في أحد المشروعات الكبيرة في الدّولة».
أم أقول: «تعمل المُهندسة فُلانةُ في أحد المشروعات الكبيرة في الدّولة».
هل أقول: «فلانةُ أمينُ مكتبة أمينٌ».
أم أقول: «فلانةُ أمينةُ مكتبةٍ أمينةٌ».
هل أقول: «فُلانةُ مُدرِّسٌ ناجحٌ».
أم أقول: «فلانةُ مُدرِّسةٌ ناجحةٌ».
هل أقول: «أصدرت فُلانةُ وكيل الكُليّة قرارًا جديدًا».
أم أقول: «أصدرت فلانةُ وكيلةُ الكُليّة قرارًا جديدًا».
سببُ الخِلافِ أنّ أسماء الوظائفِ، وتلك الصِّفات والألقاب كانت تشيعُ في الرّجال ويندرُ وجودها في النّساء، فكان يَجري تذكيرها معَ النّساءِ لأنّ التّذكير هو الأصل.
فمثلًا، جاء في «المُغرِب في ترتيبِ المُعرِب» للمُطَرِّزي (أمم):
«والإمام: من يُؤتَمُّ به، أي يُقتدى بهِ ذكَرًا كانَ أو أُنثى»، ومنهُ: «قامتِ الإمامُ وسطهنّ»، وفي بعضِ النّسخ (الإمامة)، وتركُ الهاءِ هو الصَّواب؛ لأنَّه اسمٌ لا وصفٌ». [45].
وجاء في «المِصباح المُنير في غريبِ الشَّرحِ الكبير»:
«وَليسَ بِخَطَأٍ أَن تَقولَ وَصِيَّةٌ وَوَكِيلَةٌ بالتَّأْنيثِ لِأَنَّهَا صِفَةُ المَرأَةِ إذا كانَ لهَا فيهِ حَظٌّ…». [24].
ثمّ أصدرَ مجمع اللّغةِ العربيّةِ في القاهرة في عام (1978م) قرارًا يقضي بإلزام أي بوجوب وصف المرأة بعلامةِ التّأنيثِ في الألقابِ والمناصب والأعمال، أسماء كانت أو صفات، ونصّ القرار:
«لا يجوزُ في ألقابِ المناصبِ والأعمالِ –اسمًا كانَ أو صفةً- أن يُوصَفَ المؤنَّث بالتّذكيرِ، فلا يُقال: فلانةُ أستاذ، أو عضو، أو رئيس، أو مدير».
كتبَ الدّكتور أحمد مُختار في كتابهِ «مُعجم الصّواب اللّغوي» تعليقًا على قرارِ المجمعِ مُعترضًا على إلزامِ القرار بالوجوب:
«وإنْ خانَ المجمعُ الصّواب حين جعل ذلك واجبًا، فيجوز إلى جانب رأي المجمع إطلاق المذكّرِ على المؤنّثِ إذا كان في الكلام ما يدلُّ على جنسِ المتحدَّث عنهُ وكان اللّفظ اسمًا عامًّا لوظيفةٍ عامّةٍ يشغلُها الرّجالُ والنّساء على السّواء؛ وبذا تتّضحُ فصاحة الاستعمالين».
الخُلاصةُ:
يجوزُ تذكير الوظائف والألقاب والأوصاف للمؤنّث، ويجوز تأنيثها. اعرف القاعدة، واتبع الفئة الّتي تُريدها؛ ولكن من دون انتقاء. بمعنى: لا تُخاطب المؤنّث مرّةً بالمُذكّر ومرّةً بالمؤنّث بحسبِ مزاجك. وَحِّد خطابك، فلا تُخاطب المُؤنّث وتقول: «دكتور» وفي الوقتِ نفسه تُخاطبها بقولك: «مهندسة» و «وكيلة»…. هي إمّا «دكتورة ومُهندسة ووكيلة» طوال الوقت، وإمّا «دكتور ومُهندس ووكيل» طوال الوقت.
ختامًا:
فلانةُ وفلانٌ:
لأنّ الشّيءَ بالشّيءِ يُذكر، لا يجوز تنوين كلمة «فُلانة» لأنّها وردت عنِ العربِ ممنوعةٌ منَ الصّرف، وهي من أعلام الأجناس. «فلانةُ» كناية عن العَلَمِ المؤنّث العاقل، وهي ممنوعةٌ منَ الصّرفِ للعلميّة والتّأنيث، إضافةً إلى أنّها لم ترد في المعاجمِ مُنوّنة. أمّا «فلانٌ» فلأنّها كناية عن العَلمِ المُذكّرِ العاقل فهي مُنوّنةٌ دائمًا.
الآن اسأل نفسك: لماذا تُضيف تاء التّأنيث لكلّ أسماء وظائف المرأة ولا تُضيفها إلى كلمة «دكتور»؟!
# دكتور أم دكتورة By محمود قحطان،