بين راحتين من ورق

ترويض الأسود

ترويض الأسود

هل تعاملت من قبل مع أصحاب سُلطةٍ في حياتك فشعرت أنّك تتعاملُ مع أسودٍ ضارية؟ إنّ نظريّة إداريّة وضعها ستيفن ل. كاتز Steven L. Katz الّذي استطاع العمل مديرًا تنفيذيًّا ومُستشارًا لدى عددٍ من القادةِ والمسؤولين رفيعي المُستوى في مجال السّياسة والأعمال تقول:

«إنّ التّعامل معهم يُشبه في كثيرٍ من جوانبه ترويض الأسود»،

فقرّرَ أنْ يستخدمَ خبرةَ مروّضي الأسود حولَ العالم وقواعد عملهم في مكاتب العمل، وحتّى في الحياةِ الأُسريّة!

لا يُمكن أنْ تكون الأسودُ وديعةً، فجدْ طريقةً للتّعايش مع ذلك

أهمّ قاعدة في قواعد ترويض الأسود ألّا تأخذَ الأمورَ على محملٍ شخصيٍّ، إنّهم أسودٌ، دعهم يزأرون، حينئذٍ ستستطيع الاستماع إلى مُحتوى ما يقولونه وتستفيد منه في فهم دوافعهِ واحتياجاتهِ، أمّا إذا تركت نفسك للشّعورِ بالإهانةِ والجرحِ فإنّك لن تستطيع الاستمرار، وهو ما وصفته مُديرة عمليّات رفيعة المُستوى بالتّجاهل المدروس، وعدّتهُ استراتيجيّتها الرّئيسة في التّعامل مع رؤسائها.

يحتاجُ التّعامل مع الأسود إلى المبادرةِ لا الدّفاعيّة، والمُراقبة قبل ردّ الفعل، فمن المُهمّ أنْ تتذكّر دائمًا أنّ الأسدَ جنسٌ مختلفٌ من المخلوقاتِ؛ لذلك تحتاجُ إلى أن تكونَ معهُ في أعلى درجاتِ الانتباه والحذر، وألّا تتسببَ بردودِ أفعالك الاندفاعيّة في وضعِ رأسك بين فكّيهِ.

أفضلُ ردٍّ على هجوم الأسد هو تحاشيه

تُوصف القوّةُ في التّعاملِ مع الأسود بأنّها: القدرةُ على توقّع المواقف الّتي تستثيرُ انفعالهم والبعد عنها، وتجنّب تحدّيهم أو استعراض القوّة إزاءهم؛ فوظيفتك كمروّضٍ هي: إظهارُ قوّةِ الأسودِ وليس قوّتك، فهي الحالة الوحيدة الّتي تُؤكّد لهم أنّ من مصلحتهم العمل معك.

غرائزُ الأسودِ الأربع الأساسيّة، هي: البقاءُ، والسّيطرة، والتّملّك، والمكانة الاجتماعيّة الأعلى، فإذا كنت تشكل تهديدًا لهم في أحد هذه الجوانب فإنّهم سيقصونك حتّى لو كنت تُؤدّي عملك على وجهٍ مُيمّز؛ لأنك حينئذٍ ستُصنّف كعدوٍ.

يعدّ الأسود من حولهم من غير الأسود في إحدى دوائر ثلاث: إمّا أن يكونوا أعداءً، أو فرائس، أو مُتجاهلين؛ ومهارتك تكمُن في أن تُلفت انتباههم لتخرُج من دائرةِ المُتجاهلين إنّما من دون أن تُعَدّ تهديدًا لهم فتدخلُ دائرةَ الأعداء؛ ولذلك يُعَدّ موقع المروّض أفضل المواقع الّتي يُمكن أن تحظى بها حول الأسد، بدلًا من أن تكون مُتجاهلًا أو عدوًّا أو فريسة.

يُمكن للأسود أن تقتلَ دون أن تفعلَ ذلك لتأكل

فإذا لم تخفْ منهم فأنت في خطر! عليك أنْ تعرفَ متى تخرج من القفص، وعادةً ما يكون ذلك حين تسلك سلوكًا عدوانيًّا تجاه الأسد، ففي تلك الحالة عليك أنْ تعلم أنّك لن تنجو من العدوانيّة المُضاعفة الّتي سترتدُّ إليك، الّتي كنت ستتفاداها لو أنّك تحلّيت بالصّبر وضبط النّفس، فليست الشّجاعة هي الصّفة التي اختارها مروضو الأسود حول العالم كمتطلبٍ أساسيٍّ لمهنتهم، وإنّما الصّبر.

حتّى لو لم تكن الموجة العنيفة المُقبلة ناتجة عن سلوكٍ فعلتهُ، عليك أن تُطوّر قدرتك على الانتباه إلى العلاماتِ التّحذيريّة الّتي تدلّك على الوقتِ الّذي يجبُ أنْ تبتعدَ فيهِ من المَكان، كأن تشعرَ بغضبِ الأسد وإحباطِه وضغطه.

لا تجعل نفسك في وجهِ العاصفةِ؛ بل ابتعد بذكاء، فأهمّ عروض مروضي الأسود تدومُ لمدّةِ خمس عشرة دقيقة! لأنّها لو استمرّت إلى ساعاتٍ فسيتعاملُ المروّض مع أسدٍ متعبٍ أو غاضبٍ؛ وحينئذٍ لن تكون النّتائج مضمونة، فلا تُكثر من احتكاكك بالأسد، واعرف متى عليك أن تكون بعيدًا ومتى تقترب.

يستخدمُ المروّضون الكرسي والعصا لتوجيهِ الأسد، فمروّض الأسود البشريّة يُمكنهُ تطوير أدواتهِ المُلائمة كالقدرةِ على تغيير الموضوع، أو التّحلّي بروحِ المرَحِ والدّعابةِ، أو حتّى الصّمت الّذي يُربكُ الأسدَ ويجعلهُ يُفكّر في حديثهِ الّذي بدا وكأنّهُ غير مفهومٍ، وكما يملكُ الأسدُ مِنصّةً يُعيده المُروّض إليها حين يريدُ تهدئتهُ؛ فإنّ بإمكانك مُلاحظة متى يكونُ الأسدُ في مزاجٍ أفضل ليُمكنك الحديث معهُ فيهِ عَنِ الأمورِ الجديّةِ.

تُؤثّرُ هيئةُ المُروّض نفسهُ ومكان وقفتهِ وجلوسهِ؛ لذلك فإنّ المُلاحظة مُهمّة لتحديد منصّة الأسد والمروّض لتسهيل التّعاملات، فكثيرٌ من المُديرين يستخدمونَ طاولةَ مكتبهم، وفي أوقاتٍ أُخرى يستخدمونَ طاولةَ الاجتماعاتِ، وأحيانًا طقمَ الجلوسِ المكتبيِّ، أو يزورونَ الموظّفين في مكاتبهم. لا بدّ من أنّ كلّ موقع من هذه المواقع يحملُ سياقًا ومَعنًا مُختلفًا لدى الأسد يُمكن ملاحظتهُ من مراقبةِ حالتهِ المزاجيّة وطبيعةِ قراراته في المَكان.

السّؤال المهمّ هو: كيف تجعلُ الأسدَ يقتربُ منك دون أن يُهاجمك؟ فالقرب الشّديد يُشعِرُ بعدم الارتياح، والوجود في موقعٍ أعلى منهم (كأن تكون جالسًا وهو واقف) يُصعّبُ التّواصل ويثير حفيظتهم. إنّك تحتاجُ إلى موقعٍ يشعرُ الأسدُ فيهِ بالقوّةِ والسّيطرةِ، ويكونُ مُطمئنًّا لعلوّ مكانهِ؛ وعندئذٍ سيكون أقلّ مُقاومةً وأفضل تواصلًا لأنّك عندئذٍ لن تكون تهديدًا لهُ، فإذا لم يبدو الأسدُ عظيمًا فلن تستطيع أنْ تُحقّقَ ما تريدُ وتكون عظيمًا.

موضوع مُميّز: شخصٌ ما يُراقبك!

ساعدهم على أن يظهروا أقوياء في عين الأسود الأخرى

عندما تكون في علاقةِ واحد لواحد مع الأسد؛ فإنّه سيكون مختلفًا كثيرًا عنهُ عندما يكون وسط مجموعةٍ من الأسود أو إزاء الآخرين، فبقدر ما سيحتاجُ إليك في تحضير مُحتوى الاجتماع، أو إعداد الكلمة الّتي سيُلقيها، أو جمع معلومات المشروع المُهمّة؛ فإنّهُ سيتجاهلك تمامًا قبالة الناس وربّما يُسيءُ إليك رغبةً في أن تذهبَ بعيدًا.

حين تجدُ نفسك وسط مجموعةٍ من الأسود: كاجتماعاتِ مجلس إدارة الشّركات، ومجالس الشّيوخ والبرلمان وما إلى ذلك، ففي مثل تلك الاجتماعات يكون الأسدُ في تحدٍّ كبيرٍ ليُثبت مكانهُ كأسد، فأيّ مُحاولة منك لاستعراض قدراتك سيُدمّر كلّ شيء، فلا تُحاول التّعامل مع الأسد في المُجتمعات العامّة على وجهٍ قريبٍ أو كما اعتدت التّعامل معهُ؛ لأنّك ستُفاجأ بردِّ فعلٍ جارحٍ ليُثبت للآخرين مكانتهُ وأفضليّتهُ عليك.

لا يشعرُ الأسودُ بأيّ كبتٍ اتّجاه إظهار قوّتهم بوجهٍ يُمكن أن يكونَ خطيرًا

يستهينُ كثيرٌ بقوّةِ الأسدِ فيضعونَ رأسهم في فمهِ! تضمُّ سلوكيّات وضع رأسك في فم الأسد أنْ تجلسَ بجانبهٍ دون أن يدعوك لذلك، أو أن يَطغى ظهورك على ظهورهِ. المساسُ بأناتهِ وغرورهِ من طريق إحراجهِ أو التّنافس معهُ أو إخراج معلوماتٍ عنه، وحتّى إخبارهُ بأنّهُ مُدِحَ وأُثنِيَ عليهِ في أمرٍ مُعيّن، ونسب فكرةٍ مُهمّةِ أو نجاح مُعيّن لهُ حتّى لو كنت أنت من حقّقهُ بالفعل، وإظهار كونهِ يعتمدُ عليك، أو استغلالهُ لتحقيق مصالحك، أو دفعه لتنفيذِ أمرٍ لا يُريدهُ أو يخافُ منه؛ فعليك أن تكونَ شديد الانتباه ألّا تمسّ الأسدَ بشيءٍ يتعلّقُ ببقائهٍ أو سيطرتهٍ أو مكانتهٍ الاجتماعيّة أو ملكيّته.

لن أدخلَ القفص أبدًا دون أن أعرف طبيعة اليوم الّذي يمرّ بهِ الأسد

إنّ التّواصلَ الالكترونيّ مع الأسدِ يُعدّ شديدَ الخطورةِ؛ لأنّك لا تعلم حالتهُ المزاجيّة وظروف يومه. إضافةً إلى أنّك لا تعرف من يقرأ معهُ الرّسالة ويُمكن أن يُؤثّر في تقبّله لها، ولا ترى انطباعاته لتعرف إن كنت ارتكبتَ خطأً ما فتعمل على تعديله فورًا أو توضيح ما تعنيه.

إنّ التّواصلَ الالكترونيّ كثيرًا ما يجعلك تشعرُ بالأمان لكونك لا ترى الأسدَ، فقد تُرسلُ شيئًا أكثر قربًا أو سلطةً ممّا يجدرُ بك؛ لذلك عليك الانتباه الجيّد لتواصلك والشّعور بخطورةِ مُحتواه، فربّما يكون سببًا فيما نسمعهً كثيرًا من أشخاصٍ تحوّلوا إلى مغضوبٍ عليهم من رؤسائهم دونَ أن يستطيعوا أن يعرفوا متى بدأ ذلك بالضّبط؟!

بمُجرّد أن تبدأ العمل في مكانٍ فإنّ عليك أن تعرفَ طبيعةَ فريق العمل الموجود، الّتي ليست بالضّرورةِ على الوجهِ الّذي تبدوا عليه، ولا تتبع دائمًا التّراتبيّة الوظيفيّة. حدّد الفريق الفعليّ وطريقة التّعاملات والعلاقات داخلهُ لتجد لنفسك مكانًا داخل فريق الأسد؛ لأنّ العملَ مع فريقٍ يتميّز بروح التّعاون وتقسيم الأدوار، وهذا يختلفُ عن عملِ الشّخص وحده الّذي قد ينطوي على إحساسٍ تنافسيٍّ تجاه زُملائه.

عندما يقفزُ الأسدُ من خلال دائرةِ النّار؛ فإنّهم لا يُريدونَ أنْ يظهروا وكأنّ شخصًا ما جعلهم يفعلونَ ذلك

منَ الجميل معرفة أنّ كلّ أسدٍ لا يتمتّعُ بقوّةٍ وسلطةٍ مُطلقة، وهو يَعرفُ ذلك جيّدًا؛ لذلك فهو يُحدّد حدود مملكتهِ، ومهما أنشأَ علاقاتٍ فإنّهُ يعودُ إلى المركز الّذي تتركّزُ فيهِ قوّته، وهذه فرصة جيّدة لأنّه في هذه الحالة سيحتاجُ إلى من هو أكثر حريّة في التّحرّك ليُمثّله ويؤدّي مهامه ويجمعُ له المعلوماتِ من الدّوائر الأكبر، الّتي لا يُريد أنْ يُعرِّضَ نفسه للوجودِ والعمل فيها؛ لكونها خارج نطاق مكانتهِ وسيطرتهِ، بما في ذلك التّقريب بينهُ وبين موظّفيهِ؛ الأمر الّذي لا يرغبُ –بالتّأكيد- في فِعْلهِ بنفسه؛ لتفعل تحتاجُ إلى أن تكون بنفسك خبيرًا في فريق الأسد، وليس مُنافسًا له، بذلك سيستطيع الاعتماد عليك دونَ أن يُهاجمك، وهذا يحتاجُ منك أنْ تُوضّحَ نواياك وانتمائك للأسد باستمرارٍ ليعرفَ المعنى المقصود من جهودك وكونها تصبُّ في مصلحتهِ قبل مصلحتك.

يأخذُ الأسودُ جميع الأمور ويُفسّرونها تفسيرًا شخصيًّا؛ لأنّ نظرةَ الآخرين لهم أمرٌ جوهريٌّ لديهم، ولتستطيع تحمّل كلّ هذه المشاق تذكّر أنّك تُمَهِّدَ طريقَ نجاحك الشّخصيّ، وتتدرّبُ على أن تكون أسدًا وقائدًا في يومٍ من الأيّام.

عليكَ أن تعرفَ متى تخرج من القفصِ

من المُهمّ أن تكون مُستعدًّا لحقيقةِ أنّهُ بقدر ما تبذل من جهدٍ، وبقدرِ ما تبني من علاقةٍ فإنّ الأسودَ يستعرضونَ –غريزيًّا- قوّتهم واستقلاليّتهم وغناهم عن الآخرين بتبديل كلّ من حولهم، والمُحرّكُ لهذا التّغيير هو أنْ: تَلوحَ فرصةٌ جديدةٌ في الأفق بوجودِ أشخاصٍ أو فريقٍ يُمكنهم أنْ يُقدّموا كثيرًا للأسد، والميل للفرصِ الجديدةِ أحد المَهارات الغريزيّة في القادّة، وهُنا يُصبح من المُهمّ أن تكون مُتيقّظًا فتنتبه لحدوث هذا مُبكّرًا؛ فيُصبح بإمكانك أن تأخذَ أنت المُبادرة منهم، كأنْ تطلب نقلك من موقعك إلى موقعٍ آخر مُناسب قبل أن يُقيلك هو!

حينَ يشعر المروّضون في القفصِ برغبةِ الأسدِ في الهُجومِ يُظهرونَ ثباتًا عاليًا وثقةً في النّفسِ تُوازي ثقتهُ في نفسهِ؛ ما يجعلهُ يُعيد التّفكيرَ في قرارِ الهجوم لاحتمالِ وجود قوّة هي سبب ثبات المُروّض! فأنت تُوحي بالقوّةِ دونَ أنْ تُشهرها أو تستخدمها، وتفعلُ تحركات سريعة تسبقُ تحرّكاته، مع الحرصِ التّام على السّيطرةِ على النّفسِ، وألّا تفقد أعصابك في موقفٍ كهذا.

مثل هذه المَواقف تحتاجُ إلى تحضيرٍ سابق، وتدريباتٍ ذهنيّةٍ، ودراسةِ الاحتمالات، ومقدراتٍ تُبنَى بالتّدريجِ في السّيطرةِ على النّفس، ودراسةِ الخياراتِ، واتّخاذِ القرارِ في الوقتِ المُناسب، فمثل هذه الاستعدادات الذّهنيّة تُؤدّي العملَ غريزيًّا عندَ الحاجةِ إليها.

مواقف خاصّة

تُعَدُّ بعض المواقف تحدّيًا كبيرًا لقُدرتك كمرّوضٍ، فعليك أن تكونَ مُستعدًّا للتّعامل معها، مثل أنْ يغضبَ الأسدُ غضبًا مُدمّرًا يُمكن أنْ يضرّ مكانهُ أو يضرّ العمل، وفي هذه الحالة عليك أنْ تُخبرهُ بذلك، وعندما يكون هناك أخبارٌ سيّئةٌ فلا تتأخّر في إخبارهِ بها، فحتّى لو ظننت أنّ ذلك سيُغضبه فاعلم أنّ غضبهُ بتأخيرِ إيصال هذه المعلومات إليهِ بعد أنْ وصلت إليك سيكون أكبر، وتذكّر دائمًا أنّ كلّ ما عليك هو إخبارهُ بعاقبةِ أمرّ مُعيّنٍ أو باحتمالاتِ أمورٍ أُخرى، فهو يظلّ المسؤول الأوّل عن تصرّفاتهِ واختياراتهِ، وتنتهي مُهمّتك بتوسيعِ المنظور لهُ وتذكيرهِ بالعَواقب.

تذكّر أنّ هذهِ الجوانب غير المُحبّبة في التّعامل هي أحد الأسباب الّتي تُؤدّي إلى اختيارك مروّضًا، حتّى لو عُرِّضت إلى زئيرِ الأسدِ وزمجرتهِ وتكشيرهِ، لا تأخذِ الأمرَ على محملٍ شخصيٍّ ودعهُ يمرّ، ستكتشفُ بعدئذٍ أنْ قولَ (لا) والتّحذير مُهمّ في بعضِ الأحيان، وأنّ بعضَ زئيرِ الأسودِ قد يَعني أنّك قد حُزت ثقتهم بِعَدِّك شخصًا مسؤولًا يمكنهم الاعتمادُ عليه، حتّى لو لم يكُن الحديث قد راقَ لهم في لحظتها.

يسير كلُّ شيءٍ على نحوٍ أفضل عندما يظلّون هم الأسود

يُمكن إجمال طريقة التّعاملِ مع الأسدِ في أنْ تتركَ له مجالًا مكانيًّا ولفظيًّا، وأنْ تتواصلَ معهُ بعينيك وتتحدّث بنبرةِ صوتٍ حازمَةٍ وإيجابيّةِ في الوقتِ نفسهِ، وأنْ تكونَ واضحًا ومختصرًا، وأنْ تدعهم يزأرونَ كما هي طبيعتهم.

يعرفُ الأسودُ أنّهم أسودٌ؛ يعرفونَ قوّتهم ومكانتهم، ويحتاجونَ إلى تأكيد ذلك، والتّحقّق من أنّك تعرفُ ذلك جيّدًا.

# ترويض الأسود By محمود قحطان،

محمود قحطان

باحثُ دراساتٍ عُليا، وشاعرُ فُصحى، ومُدقّقٌ لغويُّ، ومُهندسٌ مِعماريٌّ استشاريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!