الأرض… 2
لا تنسَ قراءة الجزء الأوّل
مُجتمع الأرض المُسطّحة:
أنشأ صموئيل شنتون في عام (1956) «الجمعيّة الدّوليّة للأرض المُسطّحة» في مدينة دوفر في بريطانيا، وبعد وفاته أنشأ تشارلز ك. جونسون «الجمعية الدّوليّة لأبحاث الأرض المُسطّحة» في أمريكا. يصلُ عدد أعضائها الحاليّين نحو (3500) عضو. نموذجهم عن كوكبِ الأرضِ أنّ القطبَ الشّمالي يقعُ في وسط مُعظم خرائطِ الأرض المسطحة وعلى حوافِها جدارٌ من جليدِ القارّةِ القطبيّةِ الجنوبيّةِ Antarctica بارتفاع (45) مترًا، يحضُنُ كلّ شيءٍ فيها. فهل من المُصادفة أنّ هذا النّموذج يُشبه رمز الأُمم المُتّحدة؟ وما دلالته؟
يرفضُ أعضاء الجمعيّة صورَ كروية الأرض وأدلّتها فهي ليست أكثر من مُؤامرة من ناسا. إضافةً إلى أنّ الشّمسَ والقمر كوكبان كُرويّان على ارتفاع (37) كلم فحسب، وأنّهما لا يغربان تحت الأرض المسطحة بل يدوران فوقها على مسافةٍ قريبةٍ ما يُسلّطُ ضوئهما على المناطقِ الّتي يدوران فوقها، وهذا هو سبب حدوثُ اللّيل والنّهار.
أمّا أدلّتهم وأسئلتهم فهي كثيرة، منها:
- استقامةُ خطِّ الأفقِ بغضّ النّظر عن بعد المسافةِ والارتفاع.
- تدفّقُ الأنهارُ في الاتّجاهاتِ كافّة؛ فلو كانت كرويّة لوجب تدفّقها مع حركةِ دورانِ الأرض.
- سكونُ مياه البحار والمُحيطات؛ فلو كانتِ الأرضُ كرويّةً وتدورُ بسرعةٍ كبيرةٍ فسوف يُؤدّي دورانها إلى حركة مياه البحار والمُحيطات باستمرار.
- ما دامتِ الأرضُ تدورُ فليس على الطّائرةِ سوى الارتفاعِ والثّباتِ عموديًّا إلى أن تأتي إليهم المنطقةُ المرغوبةُ.
- لو الأرضُ تدورُ فلن تتمكّن الطّائراتُ من الوصولِ إلى وجهتها بسبب سرعة الرّياح المُعاكسة الّتي تبلغ (805) في السّاعة.
- يُؤدّي دورانُ الأرضِ إلى سقوط الرّصاصة الّتي أُطلِقت عموديًّا إلى أعلى، إلى سقوطها في مكانٍ بعيدٍ عن مكان إطلاقها؛ ولكن هذا لا يحدث.
- ما دامتِ الأرضُ مائلة، لماذا لا يُراعى هذا الميل عند تصميم السّكك الحديديّة والأنفاق؟
- ما دامتِ الأرضُ كُرويّة، لماذا تطيرُ الطّائرةُ على خطٍّ أُفقيٍّ ولا يُخفضُ الطّيار طائرته ويُغيّر ميلانها باستمرار كيلا يطير إلى الفضاء؟
- لماذا تُثبّت صحون الدّش بزاوية (45) درجة بدلًا من توجيهها عموديًّا بزاوية (90) درجة ما دامت الأقمار الصّناعيّة على ارتفاعِ مئات الكيلو مترات؟
- لو الأرض كرويّة لكان الكسوف والخسوف حدثًا سنويًّا.
- إذا كانتِ الأرضُ تدور والشّمس ثابتة وكبيرة فلماذا يبدو قرص الشّمسِ كبيرًا في بعض البُلدان وصغيرًا في غيرها؟
- ما دامتِ النّجومُ بالملياراتِ لأضاءتِ السّماء ليلًا؛ إلّا أنّ الفضاءَ مُعتم.
- خريطة العالم الكرويّة كلّها خطأ، فعلى سبيل المثال لو نظرت إلى حجم جرينلاند وقارة أفريقيا فإنّهما يبدوان بالحجمِ ذاته تقريبًا؛ مع أنّ أفريقيا أكبر بنحو (14) مرّة!
- مسارات رحلات الطّائراتُ الجويّة تُثبتُ أنّ الأرض مسطحة.
ممّا يعتقدونه:
- الأرضُ ثابتةٌ لا تتحرّك ولا تدور.
- الشّمسُ والقمرُ قريبانِ وصغيرانِ ويدورانِ في فلكٍ أفقيٍّ حولَ مركزِ الأرض (القطب الشّمالي).
- يحدثُ اللّيلُ والنّهارُ بسبب دوران الشّمسِ فوق الأرض أفقيًّا حول مركزها.
- القمرُ ذاتي النّور.
- تحدثُ الفصولُ الأربعة عندما ينتقلُ مدار الشّمس شمالًا (مدار السّرطان) وجنوبًا (مدار الجدي).
- يحدثُ الصّيف عندما تصلُ الشّمس إلى أقصى الشّمال (مدار السّرطان).
- يحدثُ الشّتاء عندما تصلُ الشّمسُ إلى أقصى الجنوب (مدار الجدي).
- يحدثُ الاعتدالين عندما تكون الشّمسُ عند خطِّ الاستواء.
- شمالُ أيّ نقطةٍ على الأرض هو الاتّجاهُ الّذي يُشيرُ إلى مركزها (القطبُ الشّمالي).
- الجنوبُ ليس جهةً مُعيّنة لأنّهُ دائرة من (360) درجة.
- يُحيطُ بالقاراتِ والبحار والمُحيطات جدارٌ جليديّ اسمه انتاركتيكا.
- حوافُ الأرضِ لا نعلمها ولم يصلْ إليها أحد.
- يوجدُ تحت أرضنا ستّة أراضون أُخرى.
- السّماءُ سقفٌ محفوظ لا يُمكن اختراقه، ولا أحد يُمكنهُ الخروج من الأرض.
- لا يوجد جاذبيّة للأرض، وسقوط الأجسام سببهُ كثافة الجسم بالمُقابلة مع الوسط المُحيط به.
- لا تُوجد أقمارٌ صناعيّة. كلّها محطّاتٌ أرضيّة فحسب.
الأرضُ الكُرويّة:
آمنت مُعظم الحضارات القديمة بفكرة الأرض المسطحةِ إلى أنّ طُوّر نموذج الأرض الكرويّة بفضل اليونانيين على يد فيثاغورث في القرنِ السّادس قبل الميلاد، وفي العام (330) قبل الميلاد بدأت فكرة الأرض الكروية بالانتشار، وقد أجمعَ مُعظم الفلكيّين المُسلمين والفقهاء على كروية الأرض.
أمّا أدلّتهم فهي كثيرة، ومنها:
- عند حدوث الخسوف يكون ظلّ الأرضِ على القمر مُستديرًا.
- بسبب كروية الأرض فإنّ النّظر إلى الأفق من سطحِ الأرض ذو مدى أقصر ومجال نظرٍ أضيق بعكس الرّؤية من أعلى.
- اختلافُ التّوقيت بين البلدان لا يحدثُ إلّا إذا كانتِ الأرضُ كُرويّة وتدورُ حول محورها.
- تُثبتُ الصّورُ المُلتقطة من الفضاءِ كروية الأرض.
- عند النّظرِ إلى أفقِ البحر تظهرُ السّفن شيئًا فشيئًا ولا تظهرُ فجأة بسبب كروية الأرض.
- تبتعدُ التّجمّعات النّجميّة وتختلف كلّما ابتعدت عن خطّ الاستواء، فلو كانت الأرض مُسطّحة سترى التّجمّعات النّجميّة نفسها على أيّ نقطةٍ من الأرض.
- عدم تطابق ظلّ عمودين مُتطابقين في منطقتين مُختلفتين يُشيرُ إلى كروية الأرض، مثل تجربة إراتوستينس اليوناني قبل 2000 سنة، عندما لاحظَ أنّ القضبانَ العموديّةَ لمعبدٍ في أسوان لا يُلقي ظلالًا في ظهيرة يوم (21) يونيو كما تُلقيها القضبان ذاتها في اليوم ذاته في الإسكندريّة.
- يُمكنك مُشاهدة تقوّس سطح الأرض من نافذة طائرة.
- يفطرُ الأشخاصُ الموجودون في أعلى برج خليفة بعد دقيقتين من إفطار الموجودين في أسفله؛ لأنّهم يرون أبعد، وهذا دليلٌ على كروية الأرض.
- اقتناعُ أصحاب نظريّة الأرض المسطحة بأنّ كلّ الأجرام السّماويّة والكواكب جميعها كروية، ونظرًا للخصائص المُشتركة بينها وبين الأرض، فما مُسوّغ اختلاف شكل كوكب الأرض عنهم؟
- تسحبُ الجاذبيّة الأجسام إلى مركزِ الكُتلةِ؛ ولأنّ مركز جاذبيّة الكُرة في مركزها سيقعُ عليك تأثير الجاذبيّة نفسه وستسحبُك إلى الأسفل (مركز الكُرة) بغضّ النّظر عنِ المكان الّذي تقفُ فيه؛ في حين إذا كانت مُسطّحة فإنّ مركز الجاذبيّة في المُنتصف، وإذا كنت في الطّرف ستسحبك الجاذبيّة إلى المنتصفِ (جانبيًّا) وليس إلى الأسفل، وهذا يُناقضُ حقيقة ما يحصلُ على الأرضِ.
- طريقة احتساب قطر الأرض الّتي استخدمها عالمُ الفلكِ المُسلم البيروني قبل (900) سنة تُثبت كروية الأرض.
- تنصُّ نظريّة فيثاغورس على أنّ مجموع مربّعي طولي ضلعي الزّاوية القائمة مُساوٍ لمربّع طولُ الوتر. بتطبيق هذه النّظريّة على مساحةِ أرضٍ كبيرٍة فإنّ النّتائج لا تتطابق معها. على سبيل المثال: برسم ضلعٍ نقطتهُ الأولى مرفأ موكو في جنوب كوريا، والنّقطة الثّانية في جزيرة ساموس اليونانيّة، وبرسم زاويةٍ قائمةٍ من هذه النّقطة إلى السافانا في جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة، فإنّ ناتج حسابات طول الوتر أكبر بكثيرٍ من حاصل جمع مُربّعي طولي الضّلعين الآخرين. السّببُ أنّ أقصرَ مسافةٍ بين نقطتينِ ليس خطًّا مُستقيمًا كما هو مُفترض في الهدسةِ المُستوية، بل قوسٌ مُنحني، وهو المسافة على امتدادِ دائرةٍ ضخمة تجمعُ هاتين النّقطتين.
#هل لديك أدلّة للطّرفين يُمكن إضافتها؟ اكتبها في التّعليقات!
يُتبع …To be continued