الفيلق الأجنبي الفرنسي
الفيلق الأجنبي الفرنسي
موجز القصّة
حصلَ خمسةٌ من قُدامى المُحاربين في الحربِ العالميّةِ الثّانية من كولورادو على أعلى وسامٍ في فرنسا اليوم. مُنحَ (الليجيون دونور) وسام جوقة الشّرف The Legion of Honor للرّجالِ لإسهامهم البطوليّ في تحرير فرنسا في أثناء الحرب العالميّة الثّانية.
موضوعٌ مُميّز: جهازُ المشي.. آلةُ التّعذيب المحبوبة
تفصيلُ القصّة
يتكوّن الفيلق الأجنبي الفرنسي من جنودٍ من (138) دولةً مُختلفة. يُمكن في النّهايةِ أن يُصبحَ أفرادُ هذه القوّات مُواطنين فرنسيّين. بعدَ الخدمةِ بشرفٍ لمُدّةٍ ثلاث سنواتٍ، يُمكنهم التّقدّم بطلبِ الحصولِ على الجنسيّة؛ ولكن إذا جُرحوا في ساحةِ المعركة، يُصبحون مُواطنين فرنسيّين تلقائيًّا بسببِ نصٍّ في القانونِ يُدعى: فرنسي بالدّمِ المُراق.
على امتدادِ تاريخها، فإنّ جنود فرنسا الأجانب أراقوا دماءً كثيرة في حروبٍ ومعارك عديدة، سواء أدماء العدوّ كانت أم دماءهم.
لطالما عُدّ الفيلقُ قوّةً مُستهلكة، أي أنّ الجيش الفرنسي كان يستخدمُ هؤلاء الجنود الأجانب أوّلًا، فإذا ماتوا أحضر المزيد. أكثر من (35000) أجنبي لقوا حتفهم في خِدمة الفيلق. أولئك الّذين يُواصلون الانضمام إلى الفيلقِ اليوم يَقبلونَ إمكانيّةِ الموتِ في مكانٍ بعيدٍ، أي عليهم فِهم أنّ فرنسا قد تُرسلهم إلى دولةٍ أُخرى، رُبّما أفغانستان، رُبّما أفريقيا… المُهمّ أنّها قد تُرسلك بعيدًا وعليك تقبّل فكرة الموت هناك، فإذا لم يموتوا فإنّهم يستبدلون حياةً جديدةً بالموت. النّاسُ الّذين ينضمّون إلى الفيلق الفرنسي يُريدونَ تغيير حياتهم.
فكِّر في الأمر، لماذا تودّ الانضمام والتّطوّع في جيشِ دولةٍ أُخرى؟ يبدو الأمرُ جنونيًّا! ورُبّما إذا كنت مجنونًا حقًّا فأنت تنضمُّ لأنّك تُحبُّ قتلَ النّاسِ! لكن مُعظم المُتطوّعين يُريدون حياةً جديدةً تمامًا، يرغبونَ في بدايةٍ حديثة، وعليهم التّضحية ليفعلوا ذلك، فإذا كانوا محظوظين ولم يُقتلوا سيحصلون على ميلادِ حياةٍ جديدة.
لكن، من هم هؤلاء الرّجال الّذين انضمّوا إلى الفيلق؟ حسنًا، اعتادَ الفيلقُ قَبولَ أيّ شخصٍ، وأعني أيّ شخص: القتلة، واللّصوص، والفارّين من الجيوشِ الأُخرى. منذ تأسيسه في عام (1831)، أصبح الفيلق مكان الهروب الوحيد لأولئك الّذين لديهم ماضٍ يُطاردهم.
يجري تجريد الجنود الجدد من هُويّتهم القديمة. لا توجد أسئلة. يحصلونَ على هُويّةٍ جديدة. إنّما المجنّدون الجدد اليوم لديهم إجراءاتٌ أكثر صرامة. ثمّة اختباراتٌ جسديّة وإدراكيّة ونفسيّة قبل بدء التّدريب؛ ولكن تقليدُ منحِ المُجنّدين هُويّةً جديدةً لا يزالُ قائمًا.
يفتخرُ الفيلقيّون بقوّةِ فيلقهم وما يُمثّله. لن يستسلموا أو يخضعوا أبدًا. الفيلقيّون مغروسون في فكرةِ القتالِ حتّى الموت. إنّهم لا يفهمونَ فكرةَ الاستسلام.
بدايةُ القصّة: في أبريل (1863)، قاتلت مجموعةٌ من (65) جُنديًّا جيشًا مكسيكيًّا قوامه (3000) رجلٍ في معركةِ كمارون Camaron. من سينتصر؟ بالتّأكيد المكسيكيّون، فلديهم المُعدّات والآلات الحربيّة وعدد الرّجال الأكبر. من انتصرَ فعلًا؟ المكسيكيّون. إذًا هذا نوعٌ من الجنون! لماذا حاولَ جنود الفيلق مُقاتلتهم؟ لأنّهم رجالُ الفيلقِ الفرنسيّ الّذين لا يستسلمونَ أبدًا ويُقاتلونَ حتّى الموت. استطاعتِ القوّةُ الصّغيرةُ توجيه ضرباتٍ مُوجعة وإلحاق خسائر فادحة في القوّات المكسيكيّة ورفضتِ الاستسلام. (190) قتيلًا، وأكثر من (300) جريح. في الواقع، دعا الضّباط الفرنسيّون الجيش المكسيكي إلى الاستسلام عدّة مرّات! قاتلتْ هذه المجموعة حتّى بقي خمسة رجال فحسب قادرون على مُواصلة القتال؛ ولكنّهم فقدوا قنابلهم وذخائرهم فهجموا باستخدام السّكاكين (حراب) المُعلّقة على البنادق. (عادةً ما يجري هذا النّوعُ من الهجومِ بعد استهلاك جميع الرّصاص والقنابل).
عندما حاصروهم في نهايةِ المطاف وأُجبروا على الاستسلام، نُقِلَ عن الرّائدِ المكسيكيّ قوله: «هل هؤلاء هم كلّ الرّجال الباقين؟ هؤلاء ليسوا رجالًا، إنّهم شياطين!».
سجّل إعجابك. شارك الموضوع. اكتب تعليقًا. رُبّما لديك قصّةٌ تُشبه هذه القصّة وترغب في مُشاركتها معنا.
# الفيلق الأجنبي الفرنسي By محمود قحطان،