النساء والأحصنة
يُقال: إنَّ النِّساءَ مثل الأحصنةِ، يخفنَ من النَّاظرين، وتضطربُ حواسهم كلَّما اشتدَّت مُراقبتهم.
وليكن؛ فالمرأة تعلمُ جيِّدًا مدى قدرتها على لفتِ أنظارِ الآخرين حتَّى دونَ أن تُحاول!
كلُّ امرأةٍ تُدركُ مقدار تأثيرها فيمن حولها في مجتمعٍ يتنفَّسُ ذكورةً! إنَّها تعرفُ أصول اللّعبةِ وتتفوَّق فيها. هي ماهرةٌ في العزفِ على السُّلمِ الغريزي داخلكَ ولو لم تقصد. هي المرأةُ عندما يُحاصركَ جمالها فتسكبُ عسلَها على خلايا عقلكَ وفكركَ فلا يُمكنكَ بعدئذٍ أن تبقَى ثابتًا؛ فكرات الدَّم البيضاء تضطربُ داخلكَ في مُحاولةٍ لصدِّ هذا الهجوم المُباغت، فتصيبكَ أكبر الزّلالزل النّفسيّة، لتنتفض الحواس عندئذٍ وتفور.
إيَّاكَ أن تُلحَ في مُراقبتها أو أن تُحاولَ أن تفرضَ نفسكَ بطريقةٍ غبيَّة؛ فهي تعدّ ذلكَ وقاحةً وهراء. عوضًا عن ذلك يُمكنكَ إضحاكها.
تعشقُ المرأةُ الفكاهة؛ لذا حاول أن تكسبَ ثقتها بأن تغذِّي إحساسها بالسّيطرةِ والألفةِ؛ ما يجعلها أقلَّ خوفًا وأكثرَ استجابةً. يُمكنكَ أن تُجاملها بمدحِ جمالها والتغزُّل بصفاتها وذكائها. تُقدِّرُ المرأةُ ذلك كثيرًا، فلا تشعر حينئذٍ أنَّها مجرَّد كأسٍ فارغة. لطفكَ وكياستكَ سبيل ناجحٌ إلى التقرُّبِ منها.
كن مُتَرفِّعًا عن السُّقوطِ في بئرِ الفجاجةِ والوقاحةِ وكُن صبورًا؛ لأنَّكَ إن تماديتَ في إلحاحكَ فلن تحصل على شيء. الهدوءُ والصَّبرُ كفيلان بتحقيقِ غاياتكَ.
# النساء والأحصنة By محمود قحطان،

