عمارة سكنية أربعة أدوار في الدمام
عمارة سكنية أربعة أدوار في الدمام
يرمي المهندس المعماري عند تصميمِ الشقق السكنية إلى هَدفينِ مُتناقضين: تصميمُ مبانٍ وظيفيّةٍ سهلة التّنفيذ ذات تفاصيل وتصاميم مُتكرّرة يسهلُ تصنيعها وتنفيذها وتُساعد على الاقتصاد في النّفقات، وفي الوقتِ ذاته يعملُ على تحقيقِ رغبات السّكان المُتعدّدة والمُتنوّعة سواء في الشّكل أو الاستعمال، وقد تكون هذه الرّغبات واضحةً أو غامضةً يصعبُ التّكهّنُ بها.
يُتيح تحقيق التّوازن بين هذين الهدفين النّماذج النّهائيّة والمُتنوّعة للشقق السكنية؛ ولأنّنا نشهدُ اليوم تحوّلاتٍ كثيرةٍ في وسائل الحياة المُعاصرة، فإنّ هذا الأمر يستدعي إعادة النّظر في تصميم المساكن وخاصّة الشقق السكنية لكي تتلاءم مع الاحتياجاتِ المُعاصرةِ. فغرفة المعيشة –على سبيل المثال- الّتي كانت تحتلُّ غرفةً مُنفردةً يُمكنُ اليوم أن تتحوّلَ إلى غرفةٍ ذات وظائف مُتعدّدة إذا فُتحتْ على غرفِ الشقة أو فراغاتِها الأُخرى مثل: الجمع بين غرفةِ المعيشةِ وغرفة الطّعام أو المطبخ، والتّلفاز الّذي كان لهُ مكانٌ ثابتٌ في المجلسِ يُمكن اليوم أن يكون في أيّ مكانٍ في الشقة، والحمام أصبحت أجزاء منه مفتوحة على غرفة النوم لإتاحةِ رحابةٍ واتّساعٍ لها.
يتكوّن المشروع من عمارة سكنية لها إطلالةٌ واحدةٌ بارتفاعِ أربعة طوابق تضمّ ثمان شقق سكنية مُتساوية المساحة، عُولجت الواجهة الرّئيسة بتشكيلاتٍ عموديّة مُتجانسة، أي: اعتمد الإيقاع الرّأسي للخطوط، مع تحقيق الاتّزان والاستقرار المعماري نتيجة تماثل شكل المبنى حول محور المبنى الرّأسي الّذي يعملُ في الوقتِ نفسه على تأكيد المدخل الرّئيس كمحورِ اهتمامٍ، مع بروزٍ من الدّور الأوّل بمقدار مترٍ ونصف المتر مُرتبط بدرجٍ داخلي ومصعد إلى بقيّة الأدوار، وشرفاتٍ كاذبةٍ تعملُ كواقٍ من أشعّةِ الشّمسِ في الصّيفِ والعكس في فصل الشّتاء؛ ما يُسهمُ في الحدّ من استهلاكِ الطّاقةِ، إضافةً إلى قدرتها على توفير الظّلّ والضّوء.
استُخدمتْ موادُ بناءٍ سهلةِ التّخلّص منها، مثل: الخشب لإطارات النّوافذ. يصلُ ارتفاع الوحدة إلى (3.90) مترًا، هذا الارتفاع الّذي يسمحُ بتوفير إضاءةٍ طبيعيّةٍ على طولِ عُمق الوحدةِ، وفراغٍ يسمحُ بتنوّعِ التّوزيعِ أُفقيًّا، مع استغلالِ الارتفاعِ في حالةِ اعتماد (ديكوراتٍ) للسّقف أو تكييفٍ مركزيّ.
تتميّز شقتي الدور الأرضي بوجود مدخلٍ خدميٍّ. وُضعَ في الاعتبارِ اتّجاه الرّياح للتّمتّع بالمساحاتِ الخارجيّةِ والاستفادةِ من التّهويةِ الطّبيعيّةِ إضافةً إلى استخدام عناصر تنسيق الموقع، مثل: الأشجار والمساحات الخضراء. وُجّه المشروعُ بما يُلائم قيود أنظمة توجيهِ المسكن مع إيجادِ الحلولِ المُلائمة لمُتطلّبات المشروع.
تتكوّن كلّ شقّةٍ من:
غرفتي نومٍ مع حمّامٍ رئيس، وغرفةِ نومٍ رئيسة مع غرفةِ ملابسَ وحمّام ٍخاصٍّ بها، وغرفةِ معيشةٍ مفتوحةٍ على المطبخ المفتوح، وغرفةِ تخزين، وغرفةِ طعامٍ، ومجلس رجال مع حمّامه ومنطقة المغاسل. يوجد مصعد لخدمة السّكان. إضافةً إلى أنّ لكلّ شقّةٍ مدخلين يُتيحان الخصوصيّة. مساحة الوحدة السّكنيّة (220) مترًا مربّعًا تقريبًا.
أخي الفاضل …
م. محمود قحطان … حفظه الله
وددت أن ألفت إنتباهك بأن المسقط الأفقي للدور الأرضي
والمرفق بهذا المقال يحتوى على مكان لغرفة ملابس جهة الحمام الملاصق لمجلس الرجال.
وأعتقد أنه خطأ غير مقصود عند عمل إظهار للفرش ببرنامج الفوتو شوب
لذا وجب التنبيه …
ولك موفور التحية
شكرتُ لك مُلاحظتك. عندك حقّ. خطأ غير مقصود.