معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
ببلومانيا
يوجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 الكتب:
① حبيبتي تفتح بستانها
مِنَ النَّافلِ عندي القَولُ بأنَّني أُحبُّ الشِّعرَ الحقيقيِّ في كلِّ أشكالهِ وأنماطهِ القديمِ منها والحديثِ والحداثيِّ، وحينَ أقرأُ القصيدةَ لا أهتَّمُ بأنْ تكونَ عموديَّةً أو على نظمِ التَّفعيلةِ أو نثريَّة، المهمُّ عندي أنْ تكونَ شِعْرًا، وأنْ تكون قد اقتربتْ من جوهرِ الشِّعْر وانصهرتْ بجذوةٍ من نارهِ المُتألِّقة.
منذُ وقتٍ ليسَ بالقَصيرِ لم يَعُدِ اهتمامي يتركَّزُ حول الشَّكلِ في القصيدةِ بمقدَارِ ما ينصَبُّ على الشِّعرِ ذاتهِ وعلى قُدرةِ الشَّاعرِ في امتلاكِ موهبَةٍ حقيقيَّةٍ تجعلُ منهُ شاعرًا إذا ما تعاملَ مع مُفردَاتِ اللُّغةِ تعَاملًا فَنيَّا صارَ ما ينتجُ عن ذلك التَّعاملِ شِعْرًا، وشِعْرًا رائعًا يأسرُ الوجدان.
وفي زمنِ التَّجريبِ وظهورِ مدارسَ فنيَّةٍ مُتنوّعة في كتابةِ القصيدة، اختار الشَّاعرُ محمود قحطان طريقهُ الأحدث إلى كتابةِ مُحاولاته الأُولى الَّتي تُبَشِّرُ بشاعرٍ مُستقبليٍّ ينضَمُّ إلى مَوكبِ شُعَراءِ قصيدة النَّثر بإيقاعها الصَّوتيِّ الهادِئ وإيحائها النَّفسيِّ العَميق، وموكب الشِّعر الموزون مرَّةً بأناقةِ الرُّوَادِ ومرَّةً بطريقهِ الحَداثيِّ؛ ومعَ أنَّ لِكلِّ بدايةٍ عثراتها ومنزلقاتها فإنَّ بداية شاعرنا تخلُو من العَثراتِ اللُّغويِّةِ والصُّورِ النَّافِرَةِ، وهي بدايةٌ مسكونةٌ بقَلقٍ عاطفيٍّ شفيفٍ وبروحٍ إنسانيَّةٍ بالغةِ الرِّقةِ والرَّهافةِ.
أ. د. عبد العزيز المقالح
كليَّة الآداب- جامعة صنعاء
② ما فاض عنهم وما تبقى مني
هذا هو الدِّيوانُ الثَّاني للشَّاعرِ محمود قحطان. وقد كانَ ديوانُهُ الأوَّلُ قادرًا على أنْ يكشفَ عَنْ مَوهبةٍ قادرةٍ على التِقاطِ تفاصيلِ الواقعِ شِعْريًّا. وقليلٌ هم الشُّعراءُ الَّذين يَلفتونَ انتباهَ القارئِ مِنْ طريقِ بداياتِهم الشِّعريَّةِ.
على الرَّغمِ منْ هذهِ الإشارةِ المحتفِلةِ بهذا المبدِعِ؛ فمَا أحوجَ الشَّاعرَ مُبتدئًا كانَ أو مُتمرِّسًا إلى مُتابعةِ السَّفرِ في عَوالمِ الشِّعرِ اللَّانهائيَّةِ، وعدِّ ما يكتبُهُ مِنْ قصائدَ مُجرَّدَ مُحاولاتٍ وظيفتُها الأولى تَعميقُ الموهبةِ وشحذُ عزيمةِ المبدعِ والانتقالُ به مِن هَامشِ الشِّعرِ إلى مَتْنِهِ، ومِن حَوافِّهِ وأطرافِهِ إلى أعمقِ أعمَاقهِ، وإذا توهَّمَ الشَّاعرُ سواءٌ أفي بدايةِ الطَّريقِ كانَ أمْ في القُربِ مِن نهايتِها بأنَّهُ قد أَوْفَى واستوفَى؛ فإنَّهُ يكونُ قد خانَ موهبتَه وخانَ الشِّعرَ أيضًا.
وأمَلِي في الشَّاعرِ محمود قحطان أنْ يظلَّ على تَواضعهِ مُؤمنًا بأنَّهُ ما زالَ يبحثُ عن مَدخلٍ إلى القصيدةِ الَّتي يحلمُ بكتابتها، وأنَّ كلَّ قصيدةٍ مُنجزةٍ سوفَ تُسَلِّمهُ إلى قصيدةٍ في طَورِ الإنجازِ، وتجربتي الطَّويلةُ مع عَدَدٍ مِنَ الشُّعراءِ الشبَّانِ تجعلني أقولُ: إنَّهم يَبدؤونَ كبارًا ثمَّ ينتهونَ صغارًا وهو عكسُ ما ينبغي أنْ يكونَ، حيثُ يبدأُ الشَّاعرُ صَغيرًا ثمَّ يكبرُ، وسببُ ما يحدثُ في واقعِنا للبَعضِ مِنَ الشُّعراءِ المبدعينَ؛ أنَّهم ما يَكادونَ يضعونَ أقدامَهم على طريقِ الشِّعرِ -وهي طريقٌ طويلةٌ- حتَّى يُهمِلوا القراءةَ ويَنصرفوا عن مُتابعةِ التَّجربةِ الشِّعريَّةِ سواءٌ في بلادِنا والوطنِ العربيِّ أمِ العالَمِ، مُعتمدينَ على إنجازِهم المحدودِ، وهو إنجازٌ -مهما كانَ حظَّه مِنَ النَّجاحِ- لا يخرجُ عَنْ كونهِ الخطوةَ الأُولى الَّتي يَبدؤونَ منها رحلةَ السَّفرِ الطَّويلِ.
المُقابلةُ العابرةُ بينَ الدِّيوانِ الأوَّلِ لمحمود قحطان وديوانِهِ الجديدِ تُثبتُ حِرْصَهُ عَلى أنْ يتفوَّقَ على نفسهِ، وأنْ يتجاوزَ ماضِيَهُ في رُؤيةٍ صَاعدةٍ نحوَ المستقبلِ، وكمَا شدَّني، بلْ أسرني عنوانُ ديوانِهِ الجديدِ «مَا فاضَ عنْهُم… ومَا تَبقَّى مِنِّي». فقد شدَّني وأسرتني -أيضًا- مُعظمُ قصائدِ الدِّيوانِ ومنها القصيدةُ الَّتي صارَ عُنوانُها عَتَبةً للدِّيوان:
ذهبَ الَّذين أحبُّهمْ
مِنْ بعدِهم، وأنا أُمارسُ لُعبةَ الصَّبرِ المعتَّقِ بالمدَادْ
فلَنصفُ إحساسي صهيلْ
والنِّصفُ خيباتٌ… دوارٌ مستحيلْ
ولقد تلوحُ بشاشةٌ وسْطَ الرُّكامْ
لكنَّ ليلي مُوحشٌ، فَوقَ السَّريرِ غمامةٌ
بالأسفلِ الآنَ احتضارْ
اللَّيلُ يُورقُ بالبُكاءْ!
لقد استقبلتُ الدِّيوانَ الأوَّلَ للشَّاعرِ محمود قحطان بمجموعةٍ مِنَ الإشاراتِ المتفائلةِ وختمتُها بالإشارةِ إلى أنَّهُ يُعدُّ بدايةً مسكونةً بقلقٍ عاطفيٍّ شفيفٍ وبروحٍ إنسانيَّةٍ بالغةِ الرِّقَّةِ والرَّهافةِ، والأملُ معقودٌ في أنْ يتواصلَ إنجازُ الشَّاعرِ وتطوُّرُه المتصاعدُ، وأنْ يُوليَ اللُّغةَ والإيقاعَ ما يستحقَّانِهِ مِن جُهدٍ وإصرارٍ لتجنُّبِ الهناتِ والعَثراتِ الصّغيرةِ الَّتي لا يسلمُ منها إلاَّ كبارُ الشُّعراءِ.
الشَّاعر. أ. د. عبد العزيز المقالح
كليَّة الآداب- جامعة صنعاء
③ سوناتات
الشَّاعرُ محمود قحطان واحدٌ مِنْ قِلَّةٍ من الشُّعراءِ الَّذينَ يَعرِفونَ طريقَهم إلى الشِّعرِ كأصفَى وأرقَى وأحدث ما يكون. هذه مَجموعتهُ الشِّعريَّةُ الثَّالثةُ، وقدْ سَبَقَ لي أنِ استقبَلتُ مجموعتَيهِ السَّابقتينِ بتحيَّتينِ قصيرتَينِ نابعتَينِ من قَلبٍ يُحبُّ الشِّعرَ والشُّعراءَ ويخصُّ الموهوبينَ منهم بحبٍّ خاصٍّ يفيضُ عَن حُدودِ ما تبلغهُ الكلماتُ من تجسيدٍ للمَعاني.
لمْ أكنْ منذُ البِدَايةِ أشكُّ في شاعريَّةِ محمود أوَّلًا، أو بموهبتهِ الكبيرةِ ثانيًا، تلكَ الموهبةُ الَّتي تدفَعُ بهِ دائمًا إلى الخُروجِ عَنِ المألوفِ وابتكارِ طرائقَ جديدةٍ في التَّعبيرِ عَنْ ذَاتهِ الَّتي تتجسَّدُ فيها ذواتٌ كثيرةٌ من أبناءِ وطنهِ وغيرهم من البَشر الَّذين يُعانونَ ويحلمونَ بعالمٍ جديدٍ لا يتوفَّرُ فيه الخيرُ فَحَسب، بل والشِّعرُ والزُّهورُ والموسيقا.
في هذهِ المجموعةِ يستعينُ الشَّاعرُ بمجموعةٍ من العناصرِ التَّشكيليَّةِ الَّتي تَمنحُ النُّصوصَ بُعدًا جماليًّا أخَّاذًا يُضافُ إلى أبعادِها الفَنِّيَّةِ واللُّغويَّةِ، وَهو مِنَ الشُّعراءِ الَّذينَ غادَروا مُبكِّرًا الوقوف على عَتَبةِ النَّصِّ الموزون عموديًّا كانَ أو تفعيلة؛ وبذلك عَرَفَ كيف يغوصُ في بحورِ اللُّغةِ ذاتها لا في بحورِ الأوزان، ضاربًا عُرْضَ الحَائطِ بالغِنَائيَّةِ والنَّبرةِ العَاليةِ الَّتي تُفسِدُ لحظةَ الإبداعِ ولحظةَ التَّلقِّي معًا:
تَشِيخُ اللَّوحَةُ عَلى حائطٍ
كانَ يَبدُو منْ خَلفِ نَافذَةٍ بعيدةٍ قَويًّا
لكنَّ الحقيقةَ تُثبتُ أنَّني
لمْ أكنْ أرَى غيرَ مَلامِحَ فاسدةٍ
فما عادَ لأقدَامِنَا موْطِئٌ نَمدُّ الخُطَى فيهِ،
فَأديْمُ الأرضِ مُكبَّلٌ بالغُبَارِ الأصفَرِ
ولا شيءَ يبدُو على الجَانبِ الآخَرِ
يستطيعُ أنْ يملأَ هذا الفراغَ
لكـنـَّني أُجزمُ..
أنَّ العَينَ المَفتُوحَةَ سَتُدرِكُ أوَانَ المُصَافحَةِ الأُولى
وسَتُـخْصَبُ التُّربةْ
وسيُحاصِرُنا الغِنَاءُ طويلًا.
تبقَى الإشارةُ إلى عُنوانِ المجموعةِ «سوناتات»، وهو مُصطَلحٌ استعارهُ عَددٌ من الشُّعَراءِ الأوروبِّيِّين مِنَ الموسيقا، ويكادُ يقتربُ أو يُجسِّدُ ما نَعنيهِ نحنُ في اللُّغةِ العَربيَّةِ بـ «الوَمَضَات»، حيثُ يختزلُ الشَّاعرُ رؤيتَهُ في أقلِّ قدرٍ مِنَ الكلماتِ.
الشَّاعر. أ. د. عبد العزيز المقالح
كليَّة الآداب- جامعة صنعاء
④ أساسيات الشِّعر وتقنياته
هذا بحثٌ في أساسيَّاتِ الشِّعْرِ وَتِقْنِيَّاتِهِ، وهو يصلحُ -من وِجهة نظري- ليكونَ أطروحةً لنيلِ درجةِ الماجستيرِ إذا ما حُدِّدَ منهجُهُ ورافقه ثبتٌ بالمراجع؛ فلقد بذلَ مُؤلِّفُهُ الباحث «محمود قحطان» جهدًا كبيرًا مُسْتَخْدِمًا لغةً أدبيَّةً على درجةٍ من وضوحِ الدَّلالةِ والتَّعبيرِ. كانتِ الأجزاءُ الأُولى من البحثِ قد تمحورت حول ظواهر ثلاث من ظَواهرِ الشِّعْرِ العربيِّ الحديثِ، وهي:
أوَّلًا: ظاهرة قصيدة النَّثر.
ثانيًا: ظاهرة الخاطرة أو الومضة.
ثالثًا: ظاهرة قصيدة التَّفعيلة.
لقد امتدَّ البحثُ في تناولهِ لأكثرَ من موضوعٍ وتحوَّلَ في الأجزاءِ الأخيرةِ إلى ما يُشْبِهُ مدرسةً لتعليم الشِّعْرِ وكيفيَّة التَّعاملِ مع لُغَتِهِ واستعاراتهِ ومجازاتهِ، وهو ما تخلو منهُ دراساتُنا النَّقديَّة في الوطنِ العربيِّ قياسًا بما لدى الآخرين الَّذين يمدُّون المواهب النَّاشئة بما يُساعدها على اكتشافِ طريقها نحو الإبداعِ بسهولةٍ ويُسر.
منذ أربعين عامًا تقريبًا قرأتُ كتابًا أو بالأحرى كُتيِّبًا باللُّغةِ الإنجليزيَّةِ يُدَرَّسُ لمستوى ما بعد الإعداديَّةِ للطُّلاب الَّذين يمتلكونَ طاقةً تخيليَّةً تُؤَهِّلُهم ليكونوا شعراءَ وكتَّابًا مُبدعين، ولا أشكُّ في أَنَّ هذا البحث عندما يُصبِحُ كتابًا سوفَ يُساعدُ كثيرًا من المُبدعين لا على التَّعرُّفِ إلى تِقْنِيَّاتِ الإبداعِ فحسب، بل وعلى الإبداعِ نفسه.
هنا لا أُخفي إعجابي بأسلوب الكاتب «محمود قحطان» وما أُتيحَ له من إمكاناتٍ معرفيَّةٍ وتقنيَّةٍ وفنيَّة؛ وهو ما يجعلُ الطَّريق إزاءَهُ واسعًا ليكونَ واحدًا من الدَّارسينَ والنُّقاد الَّذين يسدُّونَ الفراغَ القائم في حياتنا الأدبيَّةِ والنَّقديَّةِ على وجهِ الخصوص.
الشَّاعر. أ. د. عبد العزيز المقالح
كليَّة الآداب- جامعة صنعاء
⑤ حين يأتي الموت حافيًا
# معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021