أساسيات الشعر

أساسيات الشعر: درسان حول الشعر

 أساسيات الشعر: درسان حول الشعر

تُريد معرفة المزيد عن كتابةِ الشِّعر؟ تُريد أن تُصبحَ شاعرًا؟ سأعطيك في هذا المقال درسين حول الشّعر.
حسنًا، قد يكون هذا السُّؤال سخيفًا نوعًا ما، ولا فائدة من الإجابةِ عنه؛ لأنّك –بالتّأكيد- تودّ ذلك ما دُمت هنا.
إذا ما زلت تتعلَّم كيفيّة كتابة قصيدة جيِّدة أُوصيك بقراءة حياة الشُّعراء وإدراك كيف يكتبون. فعدد لا بأس بهِ من القصائد تملك خاصيَّة شاعرها. يُفيدك هذا في معرفة التِّقنيَّات أو الأسلوب الذي يتَّبعهُ شاعر ما في كتابة قصيدته.
أعرفُ عددًا من الطّرائق لمعرفة المزيد عن كتابة الشِّعر. على سبيل المثال: خُذْ دوراتٍ واشترك في ورش تعليم الشِّعر، انضم إلى مجموعاتِ الشِّعر؛ ولكن تعلُّم الشِّعر من طريقِ الكتابة والمُمارسة، هو: الأكثر فائدة.

الدَّرس الأوَّل: يجب أن تكون كلماتك مُتوهَّجة، أن تمتلك قوَّتها الشِّعرية الخاصَّة.

الشِّعرُ هو وسيلة التَّعبير عن شعورك الخاص، وبالتَّأكيد يجبُ عليك اختيار أفضل الكلمات الّتي تنقل مشاعرك كما تُريد، وتصلح للإلقاء؛ لذلك اتعب قليلًا لاكتشافِ الكلمة المُناسبة والصَّحيحة.
يجبُ أن يكون للكلمة توهَّج، أن يكون لها سُلطة شعرية، أن تُشع بالطَّاقة، لتستطيع أن تُقنعَ كثيرًا من النَّاس بقراءتها، ولتستطيع أن تلمسَ قلوبهم.
لذلك لا تجعل الكلمات مُهمَّة لتكوين عبارة فحسب، أيّ عبارة، بل أعطِها المزيد من الاهتمام لتنقلَ المعنى.
لمُساعدتك، يُمكنك قراءة حول التِّقنيَّات الأدبية، وكيفيّة استخدام الاستعارة، لجعلِ كلماتك قويَّة.

الدَّرس الثَّاني: يجب أن ترى وتسمع وتعرف عن ما تكتب عنه.

كثيرٌ من القصائد لا تملك روحًا؛ لأنَّ الشَّاعر كتب من دونِ معرفة الموضوع، وهذا يعني أنّ الشَّاعر لا يملك ذاكرة. لم يذهب في اتِّجاهِ التَّاريخ، ليتعرَّف الخبراتِ السَّابقةِ وما يكفيه ليصنعَ تجربته، فبسبب ما حفظتهُ في ذاكرتك ستتحوّل هذه الخبرة إلى موضوعات.
عندما نكتب بالاستعانة بذاكرتنا، مشاعرنا وأفكارنا نُصبحُ شديدي الإحساس؛ وعندئذ يُمكن أن تساعدك على جعل الشِّعر جيِّدًا. نحنُ بحاجةٍ إلى أن نشحنَ شعرنا بالكثيرِ من ذاتنا، إحساسنا، عاطفتنا؛ لنستطيع أن نلمسَ قلوب النَّاس، وكلَّما كان شعرنا أقرب إلى ذاتنا، نابعًا من قلبنا، لمس قلوب النَّاس.

أخبرني، هل لديك دروس تودّ أن تُضيفها؟ اتركها في التّعليقات!

# أساسيات الشعر: درسان حول الشعر By محمود قحطان،

محمود قحطان

مدقق لغوي، وشاعرُ فُصحى، ومُهندسٌ مِعماريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

‫8 تعليقات

  1. متف معك تماما، فالشعر أساسه الإحساس، وإن غاب الإحساس غاب الشعر من الأساس، لكن ليس بالضرورة أن يكون الحدث حقيقيا، فالشاعر غالبا يكتب عما يفتقد وليس ما يملكه

    1. أنا بالعكس تماما أختار الشكل أولا لأني أراه مهما جدا لإظهار إمكانياتي في الكتابة، وأحاول جاهدا التركيز على شكل القصيدة وتخيل بنائها الخارجي قبل أن ابدأ في الكتابة لكي أظمن رؤية شاملة لما أكتب

      1. @ أحمد يوسف،

        لم أفهم ماذا تقصد بالشَّكل، رُبَّما تقصد القالب. أي هل ستكتب على العمودي أو التَّفعيلة أو النَّثر. نعم هو مهم لإظهار إمكانياتك لأنَّ الشِّعر العمودي وشعر التَّفعيلة يحتاجان إلى إجادة الوزن والقافيَّة وخبرة في معرفة البحور والتَّفعيلات وجوازاتها.
        عبارة: “لكن أن أحاول جاهدًا التَّركيز على شكلِ القصيدة وبنائها الخارجي قبل البدء في الكتابة”، لا أدري، أراها طريقة غريبة. رُبَّما لأنَّني لم استوعب ما تقصد.

      2. رأي حضرتك
        مبتدئ بالشعر

        مُصَابُكَ لَنْ يُصِيبَ سِوَاكَ جُرْحا
        فَلَنْ تَكْوِي الْبَعِيدَ النَّارُ لَفْحا

        فَلَا تَكْشِفْ لِخَلْقٍ عَنْ هُمُومٍ
        وَلَا تُظْهرْ سِوَى لِلَّهِ طَرْحا

        يَكُونُ النَّاسُ بَيْنَ قَرِيرِ عَيْنٍ
        وَآخَرَ فَاضَ مِنْ شَكْوَاكَ طَفْحا

        يَضِيقُ النَّاسُ مِنْ بَلْوَاك ذَرْعًا
        وَسُؤْلُكَ لِلْجَلِيلِ تَرَاهُ شَرْحا

        فَكَمْ مِنْ أَعْيُنٍ بَاتَتْ بِقَرْحٍ
        وَسِيقَ لَهَا بِبَرْدِ اللُّطْفِ صُبْحا

        وَكَمْ مِنْ شِدَّةٍ عَصَفَتْ بِقَلْبٍ
        وَكَانَ زَوَالُهَا لِلْعَيْنِ لَمْحا

        فَأَبْشِرْ بِالشَّدَائِدِ كَاشِفَاتٍ
        لَنَا جَلَّتْ كَذُوبَ الْوُدِّ فَضْحا

        وَ أكرِمْ بِالْكُرُوبِ مُكَفِّرَاتٍ
        بِهَا تُمْحَى خَطَايَا اَلْمَرْءِ مَسْحا

        *********

        بقلمي

    2. @ التَّنمية البشرية،

      نعم صحيح، لا يُشترط أن يكون الحدث حقيقيًّا. فكلّ قصَّة يكتبها الشَّاعر، أو كل حدث، بالتَّأكيد أنَّهُ نابع من ذاكرته. أي أنَّها أحداثٌ رآها، مرّ بها، سمع عنها، أو حتَّى تخيّلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!