مقالات في العمارة والأدب والحياة

ميلك شيك فيدل كاسترو

ميلك شيك فيدل كاسترو

في مارس 1963، خطّطتْ CIA (وكالة المُخابرات المركزيّة Central Intelligence Agency) قتل فيدل كاسترو Fidel Castro باستخدامِ أعظم شيءٍ يُحبّه أو أعظم سرور بالذّنب… الميلك شيك Milkshake. (السّرور بالذّنب: شيءٌ يجبُ ألّا يُعجبك ولكنّك في الحقيقةِ تُحبّه كثيرًا. يجبُ أن تفقدَ وزنك ولكنّك تُحبّ الآيسكريم؛ لذا تأكل الآيسكريم! أنت مُذنب؛ ولكنّك لا تهتمّ لأنّهُ يمنحك السّعادة).

الفيلق الأجنبي الفرنسي

كانت الولاياتُ المُتّحدة الأمريكيّة تخشى آراء كاسترو المُعادية لأمريكا، ووَفقًا لحارس كاسترو الشّخصي فابيان إسكالانتي Fabian Escalante؛ فإنّ وكالة المُخابرات المركزيّة الأمريكيّة خطّطت أو دبّرت (638) مكيدة لقتله! جرّبت أشياء مثل: وضع البودرة الكيميائيّة على حذائه. بدلةُ غطسٍ مُبطّنة بالبكتيريا وموادّ سامّة. تفخيخُ صدفةٍ بحريّةٍ وإخفاؤها في قاعِ البحر. تسميمُ سيجاره أو خلطهِ بحبوبِ الهَلوَسةِ أو حشوهِ بالمُتفجّراتِ. لكن أقربُ مُؤامرةٍ توصّلوا إليها لقتل كاسترو كان بتسميم اللّبنِ المخفوقِ بالشّكولاتة في محلّ الآيسكريم المُفضّل لديهِ.

كانَ لدى كاسترو هَوَسٌ (نَزعَةٌ لا تُقاوم) بمنتوجاتِ الحليب: الآيس كريم، والميلك شيك، والزّبادي، والجبن… إلخ. أعني، الجوّ حارٌّ في كوبا؛ لذلك أقنعت CIA أعضاء المافيا بتنفيذ هذه المُؤامرة. (المافيا إيطاليّة ولكن هؤلاء كانوا من رجالِ المافيا الغاضبين الّذين كانَ لديهم مَصالح في الأربعينيّات والخمسينيّات في كوبا؛ ولكنّهم طُرِدوا من الكازينوهات والفنادق عندما تَولّى فيدل كاسترو السّلطة).

سلّمَ عضوٌ في العِصابةِ حبّةً تحتوي على السّمِّ إلى أحد النّادلين الّذي كان سيضعُ سِرَّا الكبسولة في ميلك شيك كاسترو. وضعَ النّادلُ الحبّة في ثلّاجةِ المَطبخِ حتّى يحين الوقت. لكن الحبّةُ تجمّدت في بطنِ الثّلاجة، وعندما ذهب لاستخراجها وجدها مُمزّقة ومحتوياتها بالسّمّ حولها؛ لذلك تخلّى النّادلُ الّذي كان سيُحاولُ القتلَ عنِ المُؤامرة. أخفقتِ الخطّة.

واصلَ فيدل كاسترو ليُصبح واحدًا من الزّعماءِ الحُكّامِ في العالمِ الّذين حكموا مُدّةً طويلةً، فقد كان رئيسًا لكوبا منذ سنة (1976) إلى سنة (2008) عن عمرٍ يُناهز (90 عامًا). على نحوٍ مُتغطرسٍ تبجَّحَ مادِحًا نفسه، وقال:

«إذا كانتِ النّجاةُ من محاولاتِ الاغتيالِ حدثًا أوليمبيًّا سأفوز بالميداليّةِ الذّهبيّةِ».

# ميلك شيك فيدل كاسترو By محمود قحطان،

محمود قحطان

مدقق لغوي، وشاعرُ فُصحى، ومُهندسٌ مِعماريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!