الطريق إلى التقدم
الطريق إلى التقدم
أنت تعلمُ أنّ التّغيير لا يحدثُ بينَ ليلةٍ وضُحاها، وأنّ الإمبراطوريّات لا تُبنى في يومٍ واحدٍ؛ لذلك عندما يتكرّرُ في عقلك ما ترمي إليه فاعلم أنّك تُؤدّي عملًا صحيحًا.
مثلًا، من الصّعوبةِ الوصولِ إلى قمّةِ إفرست؛ ولكن يُمكنك تقسيم هذا الهدف إلى أجزاءٍ صغيرةٍ كأن تُحاول أن تتسلّقَ الجبالَ الصّغيرةَ قبل تحقيق هدفك الأساسي، وفي النّهايةِ سيُمكنك النّجاح واستكمال ما تُريده. إذا كنت ترغبُ في الاستمرارِ في التقدم فعليك فهم كيفيّة صنع الأهداف الّتي يُمكنك الالتزامُ بها بالفعل.
قد تكون رجلًا ذكيًّا وناجحًا في مجالاتٍ عديدةٍ في حياتك؛ ولكنّك تطمحُ إلى الكمالِ.
لكن ثمّة شيءٌ أكثر أهميّة أُريدُ ان يعرفهُ الجميع:
التقدم
نُريدُ أن يبدو تقدّمنا كما يأتي:
نرى أشخاصًا ناجحينَ، ويُمكننا أنْ نتخيّلَ كيفَ سارتْ حياتُهم من (0) إلى (100). نتخيّل أنّها تبدو كما في الصّورةِ. أنت تعرفُ مقدار العملِ الشّاقِّ الّذي أنجزتهُ لتحقيق حلمك؛ ولهذا السّبب لم تعدْ تشعر بالغيرةِ عندما يصلُ المحيطونَ بك إلى ما يرمونَ إليهِ ويستهدفونه. عندما تتقدّمُ على طريقتك الخاصّة، ليس لديك أيّ مشاعر سيّئةٍ لأولئك الّذين يفعلونَ الشّيء نفسه حتى لو تقدّموا أكثر منك.
نحنُ نحتاجُ إلى أن يكونَ التّقدّمَ خطًّا مُستقيمًا. عندما لا يكون تقدّمنا خطّيًّا؛ فمن السّهلِ جدًّا علينا أن نغضبَ من أنفسنا. أن نشكّ في أنفسنا. أن نُحبطَ من أنفسنا.
الطّريقُ إلى التّقدّمِ مُمتلئٌ بعقباتٍ في الطّريقِ والحواجزِ والمُنحنيات والنّهاياتِ المسدودة. الفشلُ والفِخَاخُ والأخطاءُ. الصّحاري والعواصفُ والجبال.
لكن النّاسُ الّذين يشقّونَ طريقهم عَنْوةً يقبلون الصّعوباتِ. إنّهم يتبنّونَ التّحديّات، ويرونَ أخطاءَهم ويتعلّمونَ منها. يرونَ ما وراء الفشل. يُكافحونَ الرّكود أو الجمود. إنّهم يتجاوزونَ النّكَسَاتِ والإخفاقاتِ. إنّهم يستمرّونَ في طريقهم ولا يستسلمونَ أبدًا.
في النّهايةِ، يُدركُ جميع الأشخاصِ النّاجحينَ شيئًا فظيعًا… لا شيء رائعٌ؛ فالتّقدّم يأخذ العُمر!
يتطلّبُ التّقدّم أن نعملَ بذكاءٍ أكثر وليس بجديّةٍ أكبر.
بمجرّد أن نُدركَ ذلك نُصبحُ راضين عن أنفسنا. سنُصبحُ سُعداء ليس بتقدّمنا فحسب، بل بمشكلاتنا وأخطائنا أيضًا. نحنُ نُبرِزُ الصّعوباتِ ونغتنمها؛ لأنّنا نعلمُ أنّهُ مع كلِّ مُشكلةٍ يأتي مزيدٌ منَ التّقدّمِ.
يُمكنُ أن تساعدَنا الأخطاءُ في معرفةِ كثيرٍ عن أنفسنا والطّريق الّذي يجبُ أن نسلكهُ في حياتنا. عندما تكونُ على طريقِ التّقدّم؛ فإنّ أخطاءَك هي فرصةٌ للتّغيير.
أنت تعلمُ أنّ النّجاحَ لا يحدثُ إلّا عندما تكون عُرضَةً للفَشلِ، وإحراز التّقدّم أو الارتقاء يعني التّحرّك المُستمرّ إلى الأمام؛ حتّى إذا كان هذا التّحرّك إلى الأمام يعني مواجهتهُ بعَثْرَةٍ في الطّريقِ أو بجدارٍ مُرتفعٍ للغايةِ. بالتّأكيد يُمكن أن يكونَ الفشلُ مُخيفًا. لا بأسَ أن تشعرَ بالخوفِ والقلقِ؛ ولكن الانفتاح على الفشلِ هو الطّريقةُ الوحيدةُ الّتي يُمكنك بوساطتها الاستمرار نحو النّجاح.
التّقدّمُ ليس خطيًّا. التّقدّمُ يبدو أكثر مثل هذا:
من السّهلِ خداعُ نفسك للاعتقادِ بأنّك تُحرزُ تقدّمًا عندما يكونُ كلّ ما تفعلهُ دعس الماء! إذا كنت تتقدّمُ نحو ما ترمي إليهِ وتستهدفهُ فأنت على استعدادٍ لإعادةِ تقييم المسارِ الّذي تستخدمهُ للوصول إلى هناك.
تذكّر أنّهُ بغضِّ النّظرِ عن المكانِ الّذي تقضيهِ في رحلتك في الحياةِ، من المهمّ أن تستمرّ دائمًا في المضي قُدُمًا.
# الطريق إلى التقدم By محمود قحطان،