الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL) Human Centric Lighting
الإضاءة التي تركز على الإنسان
- مقدمة تعريفيّة لمفهوم الإضاءة المتمحورة حول الإنسان
- أهميّة الإضاءة المتمحورة حول الإنسان في تعزيز الصّحّة والرّفاهيّة
- تنسيقُ الإيقاع اليومي
- مبادئ تصميم الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL)
- فوائد الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL)
- تطبيقات الإضاءة المتمحورة حول الإنسان
- تحديات الإضاءة التي تركز على الإنسان واعتباراتها
- خاتمة
- الآثارُ المُستقبليّة والتّوصيّات
1. مُقدّمة
الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL) Human Centric Lighting هي مفهومُ إضاءةٍ مُتقدّم يُركّزُ على رفاهيّةِ الأفراد وصحّتهم وإنتاجيّتهم بوساطةِ مُحاكاة دورة الضّوء الطّبيعيّ، ومراعاة تأثيرات الضّوء المرئيّة وغير المرئيّة. تُؤدّي الإضاءةُ دورًا حيويًّا في بناءِ بيئتنا وتجاربنا اليوميّة، ومع تعمّق فَهمنا لكيفيّة تأثير الضّوء في صحّةِ الإنسان ورفاهيّته؛ ظهرَ مفهوم الإضاءة المتمحورة حول الإنسان كموضوعٍ رئيسٍ في أبحاث تصميم الإضاءة.
تسعَى الإضاءة المتمحورة حول الإنسان إلى إيجادِ بيئات إضاءة مُخصّصة لتلبية احتياجات الأفراد، مع مراعاة عوامل، مثل: الإيقاعات اليوميّة، والرّاحة البصريّة، والرّفاهية العاطفية. بمُراعاة الاستجابات البيولوجيّة لجسم الإنسان تجاه الضّوء؛ يُمكن للمُصمّمين إبداع حلول إضاءة تُعزّز ليس الرّؤية والجماليّة فحسب؛ بل تدعم الصّحّة والإنتاجيّة أيضًا.
هذا النّهجُ الجديدُ هو تحوّلٌ بعيدٌ عن نماذج تصميم الإضاءة التّقليديّة نحو نهجٍ أكثر شموليّة ومركزيّة على الإنسان. يدمجُ هذا النّهج رؤىً من علمِ الأحياءِ، وعلم النّفس، وتقنيّاتِ الإضاءةِ؛ لإنشاءِ بيئاتٍ تدعمُ إيقاعاتِ السّاعةِ البيولوجيّة البشريّة والرّفاهية العامّة. بتكامل البحث العلميّ والتّقدّم التّقنيّ؛ تمتلك الإضاءة المتمحورة حول الإنسان القدرة على إحداثِ ثورةٍ في طريقةِ إضاءةِ مُحيطنا، وتحسين جودة حياتنا.
اقرأ أيضًا: فوائد الضوء الطبيعي: الفوائد المتعددة الأوجه للإضاءة الطبيعية في التصميم السكني
أهميّة الإضاءة المتمحورة حول الإنسان في تعزيز الصّحّة والرّفاهيّة
لا يُمكن المُبالغة في أهميّة دمج مبادئ التّصميم المتمحورة حول الإنسان، مثل: مراعاة تأثيرات العمارة والتّصميم في الصّحّةِ العقليّةِ، في سياقِ تعزيز الصّحّة والرّفاهيّة بوساطةِ الإضاءة. يتّضحُ من استكشاف تاريخ العمارة والتّصميم في مجال الصّحّة العقليّة، أنّ عناصرَ، مثل: الأمان والأمن، والطّبيعة، والإضاءة، والجو؛ تُؤدّي أدوارًا جوهريّة في التّأثير في صحّة الأفراد النّفسيّة والفسيولوجيّة. إضافةً إلى ذلك، يبرزُ استخدام التّصميم المُخصّص في مساحاتِ الاستوديو الفنّي المفتوح، كما هو مذكور في مُراجعة الأدبيّاتِ، أهميّة إنشاءِ بيئاتٍ داعمة لتعزيز رفاهيّة العُملاء وعلاجهم. بدراسة العلاقة بينَ العمارة والتّصميم والصّحّة العقليّة، ودمج هذه الّرؤى في ممارساتِ الإضاءة المتمحورة حول الإنسان؛ يُمكن تحقيق نهجٍ شاملٍ لتحسين الصّحّة والرّفاهيّة؛ ما يُؤدّي في النّهايةِ إلى تحسين نتائج الأفراد.
تنسيقُ الإيقاع اليومي
تتجلّى تعقيدات تنسيق الإيقاع اليومي بوساطةِ الدّراسات الحديثة في مجال الإضاءة المتمحورة حول الإنسان. يُعَدّ فَهم كيفيّة تأثير الإضاءة في ساعاتنا البيولوجيّة أمرًا ضروريًّا لتحسين الأداء المعرفيّ والرّفاهيّة. أبرزَ الباحثون أهميّة التّعرّض المُستمرّ لأيّامٍ مُشرقةٍ وليالٍ مُظلمةٍ لتنسيق إيقاعاتنا، وغالبًا ما يجري تسهيل ذلك بوساطة الإضاءة الصّناعيّة في البيئاتِ الدّاخليّة. يُوضّح التّفاعل بينَ المُستقبلات الضّوئيّة البصريّة وغير البصريّة، مثل: الميلانوبسين Melanopsin (بروتين في شبكيّة العين يُساعدُ على تنظيم ساعة الجسم البيولوجيّة من طريق الاستجابة للضّوء)، العلاقةَ بين التّعرّض للضّوءِ والتّزامن الإيقاعيّ.
تُسلّطُ الدّراساتُ الّتي تستعرضُ دور الضّوء الأزرق (هو ضوء ذو طول موجي قصير وطاقة عالية، يَصدرُ منَ الشّمس والشّاشات الرّقميّة، ويؤثر في النّوم واليقظة) وتأثيره في الإيقاعاتِ اليوميّة الضّوءَ على الآليّاتِ المُعقّدة الّتي تُؤدّي دورًا في تنظيم ساعاتنا البيولوجيّة الدّاخليّة. بالتّعمّق في تفاصيل كيفيّة تأثير الإضاءة في عمليّاتنا الفسيولوجيّة والوظائف المعرفيّة؛ يُمكننا تحسين (استراتيجيات) تصميم الإضاءة لتعزيز التّنسيق الإيقاعيّ الأمثل، وتحسين الرّفاهيّة البشريّة العامّة في بيئاتٍ مختلفةٍ، مثل: المكاتب، والمُؤسّسات التّعليميّة.
2. مبادئ تصميم الإضاءة الّتي تُركّز على الإنسان وفوائدها
مبادئ تصميم الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL)
يعد تطبيق مبادئ التصميم المتمحور حول الإنسان في سياق الإضاءة أمرًا بالغ الأهميّة لإيجادِ مساحاتٍ تُعزّز الرّاحة البصريّة وتُؤثّر إيجابيًّا في الصّحّة والرّفاهيّة البشريّة. كما هو مُوضّح في الدّراسة الّتي تُركّز على تجديد المساحات الرّيفيّة في قرية شزيكو في الصّين (Kai Liu et al., 2023)، يُمكن أن يُؤدي دمج الاعتبارات المتمحورة حول الإنسان في تصميم الإضاءة إلى مُعالجة مُشكلاتٍ، مثل: الأضرار التي تلحق بالطّرق ومرافق الإضاءة غير الكافية؛ ما يُحسّن على نحوٍ نهائيٍّ وظيفة البيئة.
إضافةً إلى ذلك، تُؤكّد لنا دراسة حالة تحويل مستودع إلى مطبخ تجاري في المنطقة الصّناعيّة المُنظّمة أهميّة تصميم الإضاءة استنادًا إلى مفهوم الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (Şakir Parlakyıldız, 2023)، وأنّهُ بإعطاء الأولويّة لحلول الإضاءة الّتي تتماشى معَ بيولوجيا الإنسان ورفاهيّته، مثل: توفير مستويات مناسبة من الضّوء، وتقليل التّأثيرات المُزعجة في الإيقاعات اليوميّة؛ يُمكن للمُصمّمين تحسين جودة البيئة العامّة المبنيّة، وتعزيز الصّحّة والإنتاجيّة بينَ السّكّان.
فيما يأتي بعض المبادئ الأساسيّة للإضاءة المُتمحورة حول الإنسان:
- مُزامنة ساعات النّوم البيولوجيّة: يَرمي (HCL) إلى مزامنةِ الإضاءةِ الدّاخليّةِ معَ دورةِ الضّوءِ الطّبيعيّةِ؛ دعمًا لساعة الجسم الدّاخلية. يتضمّنُ ذلك: ضبط شدّة الضّوء، ودرجة حرارة اللّون طَوال اليوم؛ لتقليدِ أنماط أشعّةِ الشّمسِ الطّبيعيّةِ.
- التّأثيرات البصريّة وغير المرئيّة: تضعُ الإضاءة المتمحورة حول الإنسان في الاعتبار كلّ من الاحتياجات البصريّة (على سبيل المثال، الإضاءة الكافية للمهامّ)، والآثار غير المرئيّة (على سبيل المثال، تنظيم الهرمونات) للضّوء. كان اكتشاف الميلانوبسين Melanopsin في خلايا العُقدة الشّبكيّة، الّتي تستجيب للضّوء الأزرق، مهمًّا في فَهم هذه الآثار غير المرئيّة.
- التّحكّم الدّيناميكيّ في الإضاءة: تستخدم أنظمة (HCL) المتقدّمة عناصر تحكّم ديناميكيّة لضبط الإضاءة في الوقتِ الفعليّ استنادًا إلى سلوك المُستخدم، والأوضاعِ البيئيّة، ووقت اليوم. يُمكن أن يتضمّن ذلك تقنيّات الذّكاء الصّناعي (AI)، وإنترنت الأشياء (IoT) لحلول الإضاءة الشّخصيّة.
فوائد الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL)
- تحسين الإنتاجيّة: من طريقِ تعزيز اليقظة والوظائف العقليّة (المعرفيّة)، يُمكن أن تزيدَ الإضاءة المتمحورة حول الإنسان الإنتاجيّة في أماكن العمل والبيئات التّعليميّة.
- جودة نوم أفضل: يُمكن أن يُحسِّن التّعرّض المُنتظم للضّوء أنماط النّوم من طريقِ تنظيم إنتاج الميلاتونين Melatonin؛ ما يُؤدّي إلى تحسين الصّحة العامّة.
- تحسين المزاج والرّفاه: يُمكن أن يُقلّل (HCL) أعراض الاكتئاب والقلق، ويُحسّن الحالة المزاجيّة، ويُبدعُ بيئة أكثر مُتعة ومُلاءمة.
- الرّاحة البصريّة: يُتيحُ (HCL) إضاءةً مُوحّدةً ومُتجانسة، ويُقلّل من الوَهج؛ ما قد يُقلّلُ من إجهاد العينِ والتّعب.
3. تطبيقات الإضاءة المتمحورة حول الإنسان
تُؤكّد لنا مبادئ الإضاءة المتمحورة حول الإنسان الأساسيّة أهميّة تصميم بيئات الإضاءة الّتي تُعطي الأولويّة لرفاهيّة الأفراد وراحتهم.
أماكن العمل
أظهرت الأبحاث الحديثة التّأثيرات المُتعددة الأوجه للعوامل البشريّة في مكانِ العمل، مُشدّدة على الدّور الحاسم لعوامل، مثل: التّعب البدنيّ، والانتباه، وعبء العمل العقليّ، والتّوتّر، والثّقة، والحالة العاطفيّة في رفاهيّة العمال وإنتاجيّتهم (E. Loizaga et al., 2023). أصبحَ فَهم وقياس هذه العوامل البشريّة ضروريًّا لإنشاءِ بيئاتِ عملٍ أفضل تُعزّز رفاهيّة المُوظّفين وكفاءتهم، وتقليل التّغيّب، وتعزيز الإنتاجيّة الكليّة. في حين تُؤدّي العوامل البشريّة دورًا كبيرًا، برز تطبيق حلول الإضاءة المتمحورة حول الإنسان كوسيلةٍ مُحتملةٍ لتحسينِ بيئة العمل.
معَ أنّ الدّراسات أظهرت نتائج مُختلطة فيما يخصّ التّأثير المُباشر (لسيناريوهات) الإضاءة المُتكيّفة معَ الطّبيعةِ على الأداءِ المعرفيّ والانتباه (I. Schöllhorn et al., 2023)؛ تظلّ فكرة الإضاءة المتمحورة حول الإنسان، المُصمّمة لتَكرار ضوء النّهار الطّبيعيّ، وعودًا واعدة لتحسينِ أوضاعِ العمل. يُمكن أن تساعدَ الإضاءة الدّيناميكيّة الّتي تتكيّف طَوال اليوم في الحفاظِ على مستوياتٍ عاليةٍ منَ الطّاقةِ والتّركيز.
بدمج الرّؤى المُستمدّة منَ دراساتِ العواملِ البشريّةِ معَ الفوائدِ المُحتملة للإضاءة المتمحورة حول الإنسان؛ يُمكن للمُؤسّسات أن تسعَى لإيجادِ مساحاتِ عملٍ تُعطي الأولويّة لرفاهيّة المُوظّفين وأدائهم.
المُؤسّسات التّعليميّة
في المدارسِ، يُمكن (HCL) Human Centric Lighting مساعدة الطّلّاب على البقاءِ في حالةِ تأهّبٍ وتركيزٍ؛ ما يُحسّن نتائج التّعلّم. يُمكن أن يساعدَ ضبط مُستوياتِ الإضاءةِ، ودرجات حرارة الألوان أيضًا في إدارةِ المُشكلاتِ السّلوكيّةِ، ودعم أنماط نوم أفضل للطّلّاب.
المساحات السّكنيّة
في المنازلِ، يُمكنُ أن تُنشئَ (HCL) بيئةَ معيشةٍ مريحةٍ وصحيّةٍ من طريقِ ضبطِ الإضاءةِ لدعمِ الأنشطةِ المختلفةِ طَوال اليوم، من الإضاءةِ الصّباحيّة المُنشّطة إلى الإضاءةِ المسائيّةِ المُريحة.
إعدادات الرّعاية الصّحيّة
تُشير نتائج الأبحاث إلى أنّ الإعدادات القابلة للتّعديل للضّوء، ودرجة الحرارة، والصّوت يُمكن أن تُحسّن على نحوٍ كبيرٍ التّجربة العامّة في بيئاتِ الرّعايةِ الصّحيّةِ؛ ما يمنحُ المرضى إحساسًا بالتّحكّمِ في بيئتهم. إضافةً إلى ذلك، يُؤدّي الاهتمام بالجوانب الحسيّة، مثل: البصريّة، واللّمسيّة، والسّمعيّة، والشّميّة، دورًا في إنشاءِ مساحاتٍ تُعزّزُ الأمانَ النّفسيّ وتُقلّلَ من التّوتّر. يُسهم دمج أساليب تقليل الألم المُستندة إلى الأدلّة وتقنيّات التّشتيت في تقليلِ الانزعاج في أثناء الإجراءاتِ الطّبيّةِ، بما يتماشَى معَ الهدف الأساسيّ للتّصميم المتمحور حول الإنسان.
يُمكنُ أن يساعدَ (HCL) في تسريع استرداد المريض لعافيتهِ من طريقِ تنظيم أنماط النّوم وتقليل القلق. إنّه مفيدٌ -بوجهٍ خاصٍّ- في البيئاتِ الّتي يَمكثُ فيها المرضى مُدّةً طويلةً في داخل المبنى، مثل: المستشفيات، ومرافق رعاية المُسنّين.
أنظمة المرور والمُراقبة
تُبرز التّطوّرات في تقنيّة اكتشاف الأشياء، لا سيما في أنظمة التّعرّف إلى المُشاة، الإمكانيّات الكبيرة لدمج حلول الإضاءة المُبتكرة في تطبيقاتٍ متنوّعةٍ، مثل: أنظمة المرور الذّكيّة والمُراقبة بالفيديو.
4. تحديات الإضاءة التي تركز على الإنسان واعتباراتها
ارتفاع التّكاليف
يُمكن أن تكون النّفقات الأوليّة لتثبيت أنظمة (HCL) المُتقدّمة، بما في ذلك تركيبات مصابيح الصّمام الثّنائي LED، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة التّحكّم؛ باهظةً، بطريقةٍ تمنعُ تنفيذها. الصّيانة والمعايرة المُستمرة تضيفُ إلى النّفقاتِ أيضًا.
الحاجة إلى الخبرة
يتطلّبُ تصميم أنظمة (HCL) وتنفيذها معرفة مُتخصّصة والتّخطيط الدّقيق. يجبُ على المُهندسين المعماريّين، ومُصمّمي الإضاءة، ومُديري المنشآت العمل معًا لضمان النّتائج المُثلى.
توحيد
ثمّةَ حاجةٌ إلى إرشاداتٍ وتنظيماتٍ مُوحّدةٍ لضمانِ تنفيذ الإضاءة المتمحورة حول الإنسان على نحوٍ مُتّسقٍ وفعّال. سيُعزّزُ ذلك من موثوقيّة وإمكانية الوصول إلى حلولِ الإضاءةِ المتمحورة.
5. خاتمة
تُعَدُّ الإضاءة التي تركز على الإنسان (HCL) Human Centric Lighting تقدّمًا كبيرًا وواعدًا في تصميمِ الإضاءة، لأنّها تركّز على الاحتياجاتِ الشّاملةِ للأفرادِ، وتعطي الأولوية لراحتهم ورفاهيتهم. بوساطةِ مُزامنة الإضاءةِ الصّناعيّةِ معَ دوراتِ الضوء الطبيعي، والنّظر في كلٍّ منَ التّأثيراتِ البصريّةِ وغير البصريّة؛ يُمكن للإضاءةِ المُتمحورة حول الإنسان تحسين الإنتاجيّة، والصّحة، والرّفاهية في بيئاتٍ مختلفةٍ. إضافةً إلى مُراعاةِ عوامل، مثل: الإيقاع اليوميّ، ودرجة حرارة اللّون، ومُستويات الكثافة؛ تَرمي الإضاءة المتمحورة حول الإنسان إلى تعزيز الأداء البشريّ، والمزاج، والصّحة العامّة.
أظهرتِ الأبحاثُ أنّ التّعرّضَ للإضاءةِ المُناسبة يُمكن أن يُؤثّر إيجابيًّا في جوانبَ مُختلفةٍ من الفسيولوجيا وعلم النّفس البشريّ؛ ما يُؤدّي إلى تحسين الإنتاجيّة، وجودة النّوم، وتنظيم المزاج. زيادةً على ذلك، أتاح دمج التّقنيّات المُتقدّمة، مثل: أنظمة الإضاءة LED القابلة للتّعديلِ والتّحكّمِ في الإضاءةِ، للمُصمّمين إبداعِ بيئاتِ إضاءةٍ مُخصّصةٍ تتماشَى مع تفضيلاتِ الأفراد واحتياجاتهم.
معَ ذلك، فإنّ النّفقات المُرتفعة، والحاجة إلى الخبرةِ المُتخصّصة، تُقدّمُ التّحدّيات الّتي يجبُ مُعالجتها لإدراك إمكانات الإضاءة المتمحورة حول الإنسان إدراكًا شاملًا، ومعَ الحاجة المُستمرّة إلى الأبحاثِ لفَهم التّأثيرات طويلة الأمد، والتّنفيذ الأمثل للإضاءة المتمحورة حول الإنسان فَهمًا كاملًا؛ تُشير النّتائجُ الحاليّة إلى أنّ هذا النّهج يحملُ إمكاناتٍ كبيرةً لتحويلِ طريقة تصميمنا وتجربتنا للإضاءةِ في البيئاتِ المُختلفةِ.
6. الآثارُ المُستقبليّة والتّوصيّات
أظهرت الأبحاث النّاشئة في تقنيّة الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL) Human Centric Lighting إمكانيّات كبيرة لتعزيز الرّفاهيّة والإنتاجيّة العامّة في البيئاتِ المُختلفة. معَ استمرار تطوّر هذا المجال، من المُهمّ مراعاة الآثار المُستقبليّة وتقديم توصيّاتٍ لاعتمادهِ على نطاقٍ واسعٍ. أحدُ الآثار الرّئيسة هو الحاجة إلى مزيدٍ منَ التّعاونِ بينَ المُصمّمين المعماريّين، وعلماء النّفس، والمهنيّين الصّحيين؛ لضمانِ تحسين حلول الإضاءةِ لصحّةِ الإنسان وأدائه.
إضافةً إلى ذلك، ثمّةَ طلبٌ مٌتزايدٌ على إرشاداتٍ موحّدةٍ ومعايير دقيقة لتنظيم تنفيذ الإضاءة المتمحورة حول الإنسان في البيئاتِ المُختلفة، مثل: المكاتب، والمدارس، والمرافق الصّحيّة. فضلًا عنِ الحاجة إلى أبحاثٍ مُستمرّةٍ لاستكشاف التّأثيرات طويلة الأمد للإضاءة المتمحورة حول الإنسان في الإيقاعِ اليوميّ، وأنماط النّوم؛ لتخصيص حلول الإضاءة لفئات سكانيّة مُحدّدة. من طريقِ مُعالجة هذه الآثار المُستقبليّة والتّوصيّات، يُمكن تحقيق إمكانيّات الإضاءة المتمحورة حول الإنسان للتّأثير الإيجابيّ في المُجتمع بوجهٍ كاملٍ.
#الإضاءة المتمحورة حول الإنسان (HCL) Human Centric Lighting بوساطة: محمود قحطان،