جارتي
جَــــارَتي
الرَّمل
.
لم أكُنْ في البِدءِ زاني
لم أكُنْ عبدَاً لذَاتي
لم أكُنْ أمشي يَسارا..
لم أكُنْ أذبحُ بالوهم شقائي
لم يكُنْ جُوعِي انفرَادي
لم نكُنْ نملِكُ في الأمرِ اختيَارا..!
ثُمَّ لَمَّا..
كانَ رَفضٌ من أبِيها
قاطِعًا..
صَارِمًا..
مُوغِلاً في المنعِ
فاشتدَّ الحِصَارا
ثُمَّ لَمَّا..
حُبُّنَا كان هَدِيرًا صاخبًا
وبقَلبي هَمهَمَاتٍ وَسُعارا
لم نعُدْ نمْلكُ صَبْراً وانتظارا
واربَت ليّْ.. فَتَحَتْ شُبَّاكها
واعداً جنَّتهُ
مِثْلنا… يسكنُهُ الشَّوقُ انبهَارا
فالتقَينا –ذَاتَ فَجرٍ-
جمراتٍ حَارقَةْ
ورُعودًا مَاطِرَةْ
وانصَهَرنا إنصهَارَا
وأذَبنَا بدِماءِ العُرفِ أخلاقَ التقَاليدْ
وأفقنا في ظَلامِ البيتِ مقطوعِ الوريدْ
وأرَقنا دَمعَنَا.. شوكًا ونارا
وتحَدَّينا الدُّوارا
وأحَلنا شرَفَ العفَّةِ عارا
وتفَجَّرنا شظايا
وتكسَّرنا مرايا
ثُمَّ رُحنا –دُونَ خوفٍ-
في طريقٍ للحَيارى!
* * *
يا أباهَا.. يا كَريمًا
مِمَّ أخشَى؟!
جِئتُ أستَأذنُ بابَكْ
إذْ رَآني…
فتَمَخَّضتُ استراقا!
@ wahg ،
ستحتاجين إلى استخدامِ كلتا يديكِ للتَّصفيق بحرارةٍ ليس لهما فقط
بل لكلِّ هذا المُجتمع..!
لم يكن زاني !
ولكنه أصبح كذلك ..؟
تباً!
سأصفق كثيراً هذاالسقوط !
@مريم،
مثل ما عرفتك، دائمًا نظرتكِ تُعجبني، وتفكيركِ أيضًا فريدٌ من نوعهِ
سعيدٌ بأنَّكِ كنتِ هنا..
بالطبع، لا أستطيع إخباركِ سبب رفض أبيها
لأنَّني..
لا أعلم!
مثل ما عرفتك يا محمود
دائما تثير الجدل بما تكتب، قصيدة جميلة جدا تمس واقعا حاضرا بشدة
عجبتني كتير الحبكة القصصية في النص
وعجبني ردك على الأخت لينا
وأسألك هل ستخبرنا سبب رفض أبيها؟
سأتابعك دائما
@لينا،
شكرًا لرأيكِ وتركيزكِ حول فكرة النَّص، ولا أطلبُ منكِ تغييرها..
جلُّ ما أطلبهُ أن ننظرَ للعمل الفنيِّ كعملٍ فني، لا أنْ نحاول إسقاطَ هذا العملَ على مجتمعنا، جلّ ما أريده أنْ نتذوقَ القصيدة والفنَّ بعفويةٍ فقط، أن نتخدَّرَ من أثرِها، وأنْ نعيشَ أجواءَها.
أن نبتعد عن المنطق، لأنَّ في الفنِّ تتلاشى حدود المنطق.
نعم للشعر مهمة ، ولكنَّها مهمة انفعالية ، إنَّها مسُّ لذيذ يخدرُ قلبكِ، ومتى ما وصلني هذا الدَّفقُ الهادر من المشاعرِ والأحاسيسِ والصُّورِ، ومتى ما استولى هذا الدَّفق على جميعِ أجزاءِ روحي، عندها أقول أنَّ مهمة القصيدة تمَّت. فلا يجوز أنْ نطالبَ الشاعر بأكثر من هذا.
ثمَّ أنَّني -كشاعر- من حقِّي أنْ أتناولَ الجميلَ والقبيح، أنْ أتناولَ الحسن والسيء، المحترم والمبتذل، لذا فإنَّ الدعوة إلى الأخلاق أو الدعوة إلى الفضيلةِ ليست مهمتي، وكأنَّ للشعر مهمةٌ تربوية!
من حقي كشاعر أنْ أصورَ حالة أو صورة قبيحة – كما يرى البعض – ولكن ليس دوري تقديم العلاج.
أنا سلطتُّ الضوءَ فقط على معاناةٍ اجتماعيةٍ موجودة، ولا يمكننا أن ننكرها،وإلاَّ تحولنا إلى دجَّالين!
وعودة إلى القصيدة، -وباختصار-
ستلاحظين أنَّني لم أذكر سبب رفض أبيها، وتركتُ هذه المهمة للقارئ ليحاول أنْ يخمِّنَ الأسباب التي جعلت الأب لا يوافق على هذا الزواج بالرَّغم من معرفتهِ مدى قوة الحبِّ الرابط بينهما، ولأنَّني أعلمُ أنَّ الخطيئةَ لا تبرر، عرضتُ هذه القضية -ولستُ بسبَّاق- ، كتسليطِ ضوءٍ على ما يمكنُ أنْ يحدثَ حين يكون الأبُ عائقاً، وأقرُّ أنَّ هناك وسائلاً أخرى للجوءِ إليها، ولكنْ، أليسَ (الزنا) إحدى الوسائل التي يمكنُ أنْ تقع؟!!
وفي النهاية ،
يمكنكِ اعتبار القصيدة قصة قصيرة جداً مكتوبة بلغةِ الشعر.
وشكراً لحضورك أيتها النقية، وبانتظاركِ في نصوصي القادمةِ دائماً.
– م. أحمد أسامة
أسعدتني كلماتكَ جدًا،
أتمنَّى أن يكون بها ما ذكرت.
وزيارتكَ هذهِ سأذكرها دائمًا.
– هشام الشرماني..
هو ليسَ حزنًا، بقدر ما هي معاناة..
شكرًا لكَ أيُّها الكريم على مروركَ الذي أسعدني.
قصيدة جميلة،
ولكن هل الزنا مبرر للخطيئة؟ (:|
لا أعلم، ربما لا أوافقك الرأي هنا. ربَّما لشعوري بأنك تشجع على ارتكاب المحرمات أو أنك تبرر لها.
قصيدة متميزه بها عمق مشاعر ورغبات وصراع ونقطة ذروه وكل شىء يمكن لكاتب محترف ان يضعه
بجد جميله جدا وتسلم يدك
ايه الكلام الكبير يامبدع -بالرغم وجود لكنه الحزن المخيمه على اشعارك_ممكن تسمعنل ابيات ليك فيها تفائل وفرح =))
@ نادية اسماعيل،
تحيَّتي لوجودكِ الكريم وعبق هذا المرور الرَّائع،
جميلٌ أن يُحاولَ الشَّاعرَ أن يُدهشَ في بعضِ نصوصهِ
أتمنَّى أن أكونَ حقَّقتُها في هذهِ القصيدة على الأقل.
وأتمنَّى أن تكوني بالقربِ دائمًا.
يعجبني أسلوبك … وطريقتك في الإبهار متميزة
سأظل لصيقةً بجديدك …
تقبل إعجابي وفائق تحيّاتي
@ د. وليد علي،
شكراً لرأيكَ الذي أسعدني كثيراً، رُغمَ علمي أنَّكَ لا تستهوي الشعر كثيراً
ولكن الا تستهوي أيضًا الكتابة بالفصحى؟
ما رأيكَ أن نبتعد عن العامية قليلاً.. حتَّى ننساها في كتاباتنا
فما أجملَ من أن نعتزَّ بلغتنا التي توحِّدُ بين شعوب العالم العربي…
فالعامية تبقى حكراً على فئةٍ أو مجتمعٍ أو دولةٍ ما.
شكراً لكَ وبانتظاركَ دائمًا.
بالرغم من اني اتذوق الشعر فقط
حسيت ان القصيدة روعة بأبياتها وفكرتها
افتكر اول مرة اشوف موضوع زي ده وكمان احييك على جرأتها
د. وليد علي
أخصائي علاج طبيعي
@ cute،
شكراً لهذا التقدير
أتمنَّى أن أكونَ كذلك.
ما رأيكَ بالأمور الأخرى، يهمُّني أن أعرفَ رأيكَ أو ملاحظاتكَ مهما كانت صغيرة.
سأُسعدُ إن كسبتكَ صديقًا جديدًا.
@ م. محمد العنسي،
مرحباً بكَ م. محمد
في رأي، لم يعد هناكَ ما يُسمَّى (قصيدةُ حياء!) أو (قصيدةُ عفاف!)
الشِّعرُ ليس تربويًّا كي أحاولُ أن أفصِّلَ القصيدة على مقاسِ مُجتمعاتنا وبحسبِ أمزجتهِ
والحقيقة التي تتضحُ دائماً.. أنَّ النَّص كلَّما كان جريئًا، كلَّما كان مؤثِّراً،
المهمُّ ألاَّ تكون الجرأة مجرَّدَ ثرثرة أو تهويمات لا معنى لها،
هي قصَّةٌ قصيرة كما ذكرتَ..
تتكرَّر كثيراً، ربَّما جُرأتها في نتيجة (الزنا) التي توصَّلتُ إليها..
وبرغمِ توفُّرِ حلولاً أُخرى، إلاَّ أنَّ هذا الحل يفرضُ نفسهُ كثيراً في مُجتمعاتنا العربية..
وسيُثيركَ العدد!
شكراً لحضوركَ أيُّها النقي.
قاتلك الله يا محمود
ما كل هذا العنفوان يا صديقي!
قصيدة قصيرة من أجمل ما قرأت مؤخراً
فكرتها رائعة.. ربما جمالها في اتباعها
اسلوب القصة القصيرة، وأيضاً لجرأتها لقد تفوقت على نفسكَ هنا
شكراً لك
عزيزي محمود
بصراحة ابات شعرك
اذهلتني
قتلتني
ولا اعرف كيف اقول عنها
تحياتي
@ ها وي ما شاكل ،
أشكركَ كثيراً على هذا المرور..
وتحيَّاتي لحضوركَ أيُّها الكريم.
تسلم ياكاتبنا يانبض القلب وياشاعرنا الكبير
تسلم انت وجارتك
تقبل مروري
هااااوي مشااااكل
@ غربهـ،
أشكركِ لتقديركِ،
هذا النَّص بعضهم عدَّهُ مُدعاةً للخطيئة.. وأنَّهُ تحريضٌ على (الزنا)..
وآخرين اعتبروه قصَّةً قصيرةً تحكي عن واقعٍ موجود، وحالةً قائمة في مجمتعاتنا..
وأنصاف الحلول دائماً موجودة جنباً إلى جنب مع الحلول الجذرية!
وتعدُّدِ وُجهاتِ النَّظرِ يُثري النَّص.
فشكراً لهؤلاء.. وشكراً لهؤلاء.
مودَّتي وتقديري لحضوركِ الكريم.