صياغة مفهوم قصة عظيمة
صياغة مفهوم قصة عظيمة
الفكرة تظلّ فكرة، تحتاجُ إلى تطويرها وتنميتها.
الفكرة العظيمة هي: فكرة على الورق يُمكن أن تتحوّل إلى مفهوم قصّة عظيم.
ماذا لو؟
من الأفكار المُتّبعة لكتابة قصّة هي: البدء باستعمال سؤال: ماذا لو؟
تقنيًّا ومن النّاحيّة الفنيّة، يُمكنك استخدام (ماذا لو؟)؛ لتطوير خيالك؛ فكثيرة هي القصّص الّتي بدأت من فكرة صغيرة بالاعتماد على سؤال: ماذا لو؟
في مثال الحديقة الجوراسيّة أفترضُ أنّ الكاتب سأل هذا السّؤال: ماذا لو استيقظتُ صباحًا لأجد حديقة تُشبه حديقة الدّيناصورات؟ بدءًا من هذا السّؤال بدأ بتطوير فكرته: كيف سنعيش معها؟ ما مصدر غذائها؟ هل هي خطرة؟ … إلخ، أسئلة من هذا النّوع تُساعدك على تطوير الفكرة والوصول إلى مفهوم جيِّد جدًّا.
مطلبان للحصول على مفهوم عظيم
تحتاجُ الفكرة إلى خطّة لتتحوّل إلى مفهوم لأشياء مُحدّدة. أوّل شيء يحتاجُ إليه المفهوم الكبير المُتأصّل هو: الصّراع الكامن.
1. الصّراع الكامن
هو الشّيء الرّئيس الّذي سيُصبح قضيّة ضخمة.
إذا شاهدت فيلم الأوسكار يوم الاستقلال، فإنّ يوم الاستقلال هو: الشّيء الرّئيس الّذي سيُصبح قضيّة ضخمة، والصّراع الكامن هو: الصّراع بين الحضارة وغزو الكائنات الفضائيّة.
في مثال حديقة الدّيناصورات يُمكن أن يكون الصّراع الكامن هو: أنّ الدّيناصورات تأكل الإنسان، ويُمكن أن يكون الصّراع أكثر عمقًا وفلسفيًّا حين يتناول عودة الدّيناصورات إلى الحياة والعلاقة بين إعادة الخلق والله، وما إلى ذلك من أمور يُمكن تطويرها للحصول على صراع كامن كبير.
الشّيءُ الثّاني الّذي نحتاجُ إليه للحصول على مفهوم عظيم هو: الصّراعات الضّمنيّة.
2. الصراع الضّمني
مثل: صراع الرّجل مع الرّجل، صراع الرّجل مع الطّبيعة، وغيرها من أنواع الصّراعات الّتي يُمكن تطويرها لتطوير الشّخصيّات وتقدّم الأحداث.
الوضع الرّاهن
أحد الأشياء في مفهوم القصّة الّتي تعتمد على فكرة –بالتّأكيد- هو كتابتها تبعًا للوضع الرّاهن، مثلًا: هل يعيش الرّجل وأسرته حياة عاديّة وطبيعيّة؟ أم أنّ هناك شخصًا مجنونًا يُهدّدها؟ عليك أن تُحدّد ما الشّيء الطّبيعي (الوضع الرّاهن) وما الشّيء غير الطّبيعي.
تمهيد
تحتاجُ القصّة في بدايتها إلى أن تُعطينا لمحمة عمّا ينتظرنا؛ لذلك ستبدأ قصّتك مع الوضع الطّبيعي (الرّاهن)، أو ما نُسمّيه نقطة الصّفر. هي ليست ضرورة دائمة، فيُمكن أن تبدأ القصّة بشخص يُقتَل أو امرأة تُغتصَب، وبالتّأكيد هذا لا يدخل ضمن الوضع الرّاهن (الطّبيعي).
عندما تضع يدك على هذا الوضع سيؤدّي هذا إلى تطوير مفهوم قصّتك، فسوف يُساعد العقل على أن يبني قصّة ما، وسيعمل على تطويرها.
الخُلاصة: تبدأُ الفكرة بمفهوم عظيم، والمفهوم العظيم يبدأ بفكرة عظيمة،
تعبئة المفهوم وملئه
ثلاث طرائق لعمل ذلك:
1. مظهر الفكرة
تعني أن تسأل نفسك هذا السّؤال: كيف تبدو فكرتك؟ كما ذكرنا سابقًا، يستندُ المفهوم إلى فكرة صغيرة، وبالعودة إلى مثال الدّيناصورات الّتي عادت إلى الحياة، يُمكن أن يكون مظهر الفكرة هو بناء رجال الأعمال الأغنياء مدينة ملاهي للدّيناصورات.
رميو وجولييت، عضوان في أسرتين مُتعارضتين يقعان في الحبّ، الصّراع الضّمني في مُعارضة الأفراد الآخرون هذه العلاقة، وهذه طريقة جيّدة لمظهر الفكرة.
يوم الاستقلال، الكائنات الفضائيّة ستأخذ المُدن رهينة، إذًا مظهر الفكرة هو غزو الكائنات الغريبة للأرض.
الحقيقة أنّ الكاتب يفعل كلّ ذلك في عقله، هنا نُحاول -فقط- تقريبها من الأذهان، وعندما تبدأ بمعرفة الخطوط العريضة سيكون بإمكانك الكتابة على الورق.
2. صراع كبير
الطّريقة الثّانية لملء مفهومك الخاص هو: صراع كبير. تعوّد أن تسأل نفسك هذا السّؤال: ما الصّراع الكبير الّذي سوف يطوّر مفهوم القصّة؟ يُمكن أن يكون هذا الصّراع أيّ شيء في العالم، مثلًا: في قصص الحروب يُمكن أن تنتهي بدمارٍ كاملٍ، في قصص الخيال العلمي يُمكن أن تنتهي بسيطرة البشر على أحد الكواكب، … إلخ.
المُهم هنا، أن يتناسب هذا الصّراع مع مفهوم القصّة العام ويُسهم في بنائها وتطويرها.
3. البحثُ عن الخير في الشّر
معرفةُ ما يُمكن أن يكون جيّدًا (خيرًا) حول هذا الصّراع الكبير الّذي تحقنه في المفهوم، وباستخدام مثال حديقة الدّيناصورات: عندما كنّا صغارًا تساءلنا ماذا إذا ما زالت الدّيناصورات موجودة الآن؟ هذا شيء إيجابي وجيّد، على حين الشّيء السّيء هو الصّراع النّاتج عن عودة الدّيناصورات إلى الحياة، وضمن الجيّد تدخل المعرفة العلميّة.
أمّا إذا كان كلّ شيء سيّئًا فهذا سيُضعف القصّة.
الخُلاصة:
يحتاجُ بناء المفهوم إلى ثلاثة أسئلة تُسمّى: أسئلة المفهوم.
- كيف يُمكن لفكرتك الرّئيسة التّعبير عن نفسها في القصّة؟
- ما الصّراع الكبير الّذي سيُحدّد قوس قصّتك؟
- ما الّذي يُمكن أن يكون جيِّدًا حول القُوى المُعادية والمُتضاربة في قصّتك؟
# صياغة مفهوم قصة عظيمة By محمود قحطان،
بارك الله لك