تطوير الذات والتنمية البشرية

التأثير في الآخرين

التأثير في الآخرين

هل قابلت شخصًا ثُمّ شعرت أنه يستحوذ فكرك وكيانك وقلبك؟ إذا صادفت هذا النّوع من النّاسِ فاعلم أنّ لديه القُدرة على التأثير في الآخرين.

كيف يمكنك التأثير في الآخرين، وفي الوقتِ نفسه تحظى بهالةٍ من الجاذبيّةِ الّتي تُمكّنك السّيطرة عليهم؟ الخبرُ الرّائع لك هنا: إنّ أيّ أمرٍ يفعلهُ شخصٌ ما، يُمكنك أن تفعلَهُ أنت أيضًا؛ إذا اكتشفت الأسرارَ نفسها. وهذا ما سوف تكتشفهُ حالًا.

  1. إيَّاك والشّكوى

    من الصّعب علينا فعل ذلك؛ ولكن لأنّك تُريد التأثير في الآخرين فاعلمْ أنّك في كلِّ مرّةٍ تشكو أمرًا للنّاس فسوف تفقد سحرك عليهم. لا يوجدُ شخصٌ ساحرٌ ومؤثِّرٌ في الآخرين ينتقدُ أمرًا أو يشتكي منه. اعلمْ أنّ النّاسَ تُحبُّ –دائمًا- التقرّب من الأشخاصِ الإيجابيّينَ الّذين يَرونَ الحياةَ كما يراها الأطفال، مثل: الوردة البيضاء النّقيّة.

  2. مفتاحُ كلّ شخص

    كلّ شخصٍ لديه جانبُ خيرٍ في شخصيّته، ابحثْ عن مفتاح كلّ شخص، أي: ابحثْ عن الشّيء الّذي يُميّزه، ابحثْ عن الشّخص القُدوة. صحيحٌ أنّ الخيرَ كلّه لا يتركّز في شخصٍ واحد، إنّما في داخل كلّ إنسان خيرٌ كثيرٌ. هناك مقولة تقول: «ابحثْ عن الخير في كلِّ إنسانٍ تلقاه، ولا تبحثْ عن إنسانٍ واحدٍ فيه كلّ الخير». هناك الكريمُ والمُتواضعُ والشّجاعُ والرّحيم … عليك دائمًا معرفة مُميّزات الآخرين وربطها بهم. الثّناءُ على الآخرين لهُ سحرٌ رهيب؛ في يومٍ من الأيّام قلتُ لأحد العاملين: يا ليتَ النّاس جميعها مثلك في إتقانهم للعمل وإخلاصهم له، منذ ذلك اليوم وهو يُعاملني مُعاملةً خاصّةً؛ وذلك لأنّني أخرجتُ الخيرَ الّذي داخله.

  3. لا تكشف أوراقك جميعها

    يملُّ النّاسُ من الأشخاصِ الّذين يُشبهونَ الكتاب المفتوح، وتتأثّر قيمة الإنسان وأهميّته إذا كشفَ أسرارَه جميعها؛ لذلك عليك الاحتفاظ ببعضِ الأمورِ الخاصّة، ولا تُظهرها إلّا في الوقتِ المُناسب. لا تُخبر النّاسَ عن الأمور الّتي تستهدفها وتَرمي إلى تحقيقها؛ لأنّك عندما تُحقّقها لن يشعروا بالانبهار لأنّهم يعلمُون البداية. قال أينشتاين: «سرُّ الإبداعِ هو أنْ تعرفَ كيف تُخفي مصادرك». لا يوجد سرّ في المصادر فهي مُتاحة لكلّ البشر. لا يعني أينشتاين أن تُخفي المصادر إخفاءً حقيقيًّا؛ فهذا من طبيعة الشّخص المُجتهد الّذي يخشى ضياع جهده فيُخفي مصادره، إنّما يعني المُبدع، والإبداع هنا هو: إخفاء الشّخص لقدرته على استغلال هذه المصادر بطريقةِ تفكيرٍ لا يتّبعها الآخرون؛ أي: كيفَ يُمكن للإنسان العادي استغلال المصادر الّتي يراها الآخرون ويعرفونها جيّدًا استغلالًا يُنتجُ شيئًا إبداعيًّا لا يتوقّعونهأينشتاين في مقولته لا يُشيرُ إلى كاتم العلم، ولا يُشيرُ إلى الشّخص المُجتهد، إنّما يُشيرُ إلى جميع البشر الّذين لديهم المصادر نفسها؛ ولكن قلّة منهم من لديه القدرة على استغلال هذه المصادر في صنعِ شيءٍ مُميّز، وهي –على الأرجح- قدرات ذهنيّة وموهبة تُميّز هذا عن ذاك. فإذا سألنا أينشتاين عن النّسبيّة، سيشرحها لنا، ويُعلِّمنا إيّاها بالتّفصيل؛ ولكنّه غير مُلزم أن يُخبرنا كيف توصّل إلى اكتشافها، فهذا سرّ المُبدع.

  4. لا تتحدّث عن نفسك كثيرًا

    يُقال إنّ اليابانيّين لا يُعلنونَ عن مُنتجاتهم، فهي تُعلِنُ عن نفسها بنفسها. إذا تحدثت أنت عن نفسك، كيف سوف يتحدثُ الآخرون عنك؟ أبهرِ النّاسَ بأعمالك واجعلْ إنجازاتك هي الّتي تتحدّثُ وليسَ لسانك، فما أكثر بائعي الكلام فاقدي الإنجاز!

  5. أشعرْ كلّ شخصٍ أنّهُ أقربُ إنسانٍ لديك

    أشعر من تُقابله بأهميّته من دون أنْ تُنافقه، ومن دون أنْ تُبالغَ في حماستك تجاهه، أو أن تكون مُؤدّبًا أكثر من اللّازم، أي: لا تحترم الآخرين احترامًا زائدًا يُقلّل احترامك لنفسك. جميعنا مخلوقات الله، ونحنُ مكرّمون، وعندما تُدرك هذه الحقيقة ستتعاملُ مع الإنسانِ كما يجبُ أن يكون، فهو أعظمُ مخلوقات الله وينبغي له أنْ يشعرَ بهذهِ العظمة.

  6. العبارةُ الشّهيرة: قلْ لي ما حصيلةُ كلماتك، أقولُ لك ما مقدار تأثيرك في الآخرين

    يملكُ النّاجحونَ والمُؤثّرونَ في المُجتمعِ العالميِّ حصيلةً لغويّةً كبيرة تُمكّنهم التّعبير عمّا في داخلهم ببراعةٍ من دونِ تشتيتِ الآخرين. اتّبع التّمرين الآتي: ابحث عن أيّ شخصٍ ناجحٍ ومؤثِّرٍ في الآخرين، وتعلّم منه مهارة انتقاء الكلماتِ، على سبيل المثال: دكتور إبراهيم الفقي، ودكتور طارق سويدان، ودكتور عدنان إبراهيم، وغيرهم. بعد ذلك اذهبْ إلى أشخاصٍ غير ناجحين وراقب الفرق! عليك من الآنَ اكتساب كلمة جديدة يوميًّا.

  7. حافظ على فطرتك ولا تلوّثها

    إذا راقبت الأشخاصَ المؤثّرينَ ستجد أنّهم يتمتّعونَ بروحٍ طفوليّةٍ من دونِ أيّ قيود. على سبيل المثال: الممثّل العالمي جوني ديب من هواياتهِ المُفضّلةِ جمع عرائس باربي واللّعب معها، تخيّل! هذا ما أتحدّثُ عنهُ: لا تقتلْ فطرتك، اجعلها كما هي تبوحُ بما في داخلها، فإنّ: هواياتك الغريبة + عملك الّذي تُحبّه + أسلوب كلامك؛ إذا تحكّمت فيهم، فهنيئًا لك.

الآن: لماذا لا تُصبح من الصّفوة الّتي تؤثّر في الآخرين؟ هل لديك (استراتيجيّة) مُعيّنة تتبعها من أجل التأثير في الآخرين؟ أخبرنا عنها في التّعليقات.

# التأثير في الآخرين By محمود قحطان،

محمود قحطان

استشاريٌّ مِعماريٌّ باحثُ دراساتٍ عُليا في التّصميم البيئيّ وكفاءة الطّاقة في المباني. مُدقِّقٌ لُغويٌّ، وشاعرُ فُصحى. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشِرت عنه رسالة ماجستير، ونُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وتُرجِم بعضها. أصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار!

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!