سر السعادة
سر السعادة
ثمّة قولٌ صينيٌّ:
«إذا كنت تريدُ السعادة لمدَّةِ ساعة؛ فخذْ قيلولةً. إذا كنت تريدُ أن يكون يومك سعيدًا؛ اذهبْ لصيدِ السَّمكِ. إذا كنت تريدُ السَّعادةَ لمدَّةِ عامٍ، وَرِّثْ ثروةً. إذا كنت تريد السَّعادةَ لمدَى الحياةِ، ساعدْ شخصًا ما».
كثيرٌ منَّا يودُّ أن يحظى بشعبيّةٍ كبيرةٍ. هذا ليس أمرًا سيّئًا.
كُلّنا نبحثُ عن المُتعةِ، والسّرورِ، واللّذةِ؛ لنكونَ سُعَداء. هذا ليس سيّئًا أيضًا.
لكن السّعادةُ ليست شيئًا يجبُ علينا (مُلاحقتهُ). السّعادةُ شيءٌ يحدثُ فحسب، ويحدثُ ذلك في أغلبِ الأحيانِ عندما نفعلُ شيئًا لطيفًا، من دونِ سببٍ خاصٍّ.
عندما ترى القُمَامَةَ على الأرضِ في أثناءِ المَشي، يُمكننا أن نلعنَ ونشتمَ الشّخصَ الّذي وضعها هناك.
أو
يُمكننا أن نكونَ الشّخصَ الأكبرَ ونلتقطها ونضعها في سلَّةِ المُهْمَلاتِ ونرى كم هو جميلٌ أن يبدو المكانُ نظيفًا.
عندما ترى مُتَسَكِّعًا أو مُتَشَرِّدًا في الشَّارعِ، يُمكنك التّفكير في كثيرٍ من الأشياءِ…
أو
يُمكنك أن تُقدِّمَ لهُ بعضَ التّغييرِ وأملًا واضحًا ويسيرًا للأفضل.
ثمَّةَ سلبيَّةٌ كثيرةٌ في العالمِ، وكونك سلبيًّا هو في الحقيقةِ أمرٌ سهلٌ جِدًّا. أمّا أن تكونَ إيجابيًّا فهذا الأمرُ يتطلّبُ جُهدًا؛ ولكن هذا الّذي تفعلهُ، في خُطُواتٍ صغيرةٍ، يبني السّعادةَ.
لا تفعلِ الأشياء وتتوقّع شيئًا ما في المُقابلِ. افعلِ الأشياء فحسب.
مُساعدةُ النَّاسِ هي وسيلةٌ رائعةٌ للعطاءِ. فالعطاءُ هو طريقٌ قويٌّ للنُّموِّ الشَّخصيِّ والسَّعادةِ الدَّائمةِ. إنَّ العطاءَ غير الأناني في غيابِ غرائز الحفاظِ على الذَّاتِ هو السعادة الحقَّة؛ ولكن يُمكنُ أن يكونَ العكسَ إذا جعلنا نشعرُ بالاستنزافِ.
في الأسبوع الماضي، طلبَ منّي طالبان أن أُساعدهما في تقطيعِ بعضِ الأبياتِ الشِّعريَّةِ الواجب عليهما تقطيعها، واتّفقنا على اللّقاءِ في برنامج سكايب Skype. كنتُ سعيدًا لفعلِ ذلك. عدما أرسلتُ لهُما الدّعوة، كنتُ سعيدًا حقًّا؛ ولكن أحدهما لم ينضم. شعرتُ بخيبةِ أملٍ قليلًا؛ ولكن بعد ذلك قلتُ: «مَهلًا، لا يُمكنني فعل الكثير. لا يُمكنني مُساعدة النّاس الّذينَ لا يرغبونَ في مُساعدةِ أنفسهم».
سأواصلُ فعل ذلك وسأكونُ سعيدًا.
ماذا فعلتَ في الأيّامِ القليلةِ الماضيةِ لجعلِ العالمِ مكانًا أفضل؟
تذكّرْ: تتحدّثُ الأفعالُ بصوتٍ أعلى من الكلماتِ.
الأفعالُ ليستْ سهلةً. إنّها تتطلّبُ جُهدًا؛ ولكن الفائدة هي: السّعادة.
# سر السعادة By محمود قحطان،