قاعدة خمس الدقائق
قاعدة خمس الدقائق
هل سمعت عن قاعدة خمس الدقائق ؟ تقول القاعدة: إذا صادفك واجبٌ يتطلَّبُ منك تأديتهُ ويستغرقُ أقلَّ من خمسِ دقائقَ، فعليك تأديتهُ فورًا. لا تدعْ عقلك يُفكِّرُ في الأمرِ. نفِّذهُ فحسب.
بوساطة تطبيق هذه القاعدة أو هذا القانون ستُدهَشُ حقًّا من مِقدارِ ما تُنجزه، والأهمُّ من ذلك، مدى شعورك بالرِّضا تجاه نفسك.
هذه القاعدةُ الإنتاجيَّةُ تطلبُ منك إتاحة خمس دقائق من وقتك لتأديةِ المُهمَّة الَّتي أخَّرتها مُدَّةً طويلةً. بمُجرَّدِ البَدءِ في تنفيذِ المُهمَّةِ تُصبِحُ المُهمَّةُ سهلةً للاستمرارِ في تنفيذها، فدائمًا الخمس الدَّقائق الأُولى من أيِّ شيءٍ هي الجزءُ الصَّعبُ، والأشخاصُ الَّذين يُؤجِّلونَ الأمورَ حتَّى اللَّحظةِ الأخيرةِ؛ يُواجهونَ صعوبةً كبيرةً في البَدءِ.
كم مرَّةٍ طلب منك أخوك أن تُعطيهِ رقمَ هاتف فُلانٍ؛ ومع أنَّ الأمرَ يستغرقُ أقلَّ من خمس دقائق إلَّا أنَّك لا تفتحُ جهاتِ الاتِّصالِ في هاتفك الخلويِّ -فورًا- لتُعطيه الرَّقمَ الَّذي يحتاجُ إليه، تمرُّ أيَّامٌ -أحيانًا- قبل أن تُنفِّذَ طلبهُ!
نحنُ (نحنُ البشر!) يُمكن أنْ ننشَغِلَ… ننسى، وعندما ننسى مرَّةً واحدةً؛ من السَّهلِ أن ننسى مرَّتينِ. ثُمَّ… أوه، منَ الصَّعبِ التَّعافي.
المُماطلةُ هي مَيْلٌ طبيعيٌّ في الإنسانِ. تجنُّب تأدية ما نتوقَّعُ أن يكونَ غير سارٍّ. تُعطيك المُماطلة شعورًا بالرَّاحةِ، وكلَّما شعرنا بارتياحٍ أكبر تجنَّبنا تأدية الأمور.
من جهةٍ أُخرى، كلَّما تجنَّبنا تأدية مُهمَّةٍ مُحدَّدةٍ شعرنا بقلقٍ أكبر بشأنِ الاستمرارِ في تأجيلها، وكلَّما زادَ قلقنا حيال ذلك، زادتِ الرَّغبةُ في تجنُّبهِ.
قاعدةُ خمس الدقائق هي تَقنيةُ علاجٍ سلوكيٍّ إدراكيٍّ للتَّسويف، عليك تنفيذ المُهمَّةِ لمُدَّةِ خمس دقائق فحسب، فإذا أردت أن تتوقَّف بعدئذٍ فأنت حرٌّ في فعلِ ذلك، فالمُهمَّةُ تمَّت؛ ومع ذلك، فإنَّ ما يكتشفهُ مُعظمُ النَّاسِ هو أنَّهُ بعدَ خمس دقائق من فِعلِ شيءٍ ما، يُصبِحُ من السَّهلِ المُتابعة حتَّى تنتهي المُهمَّة. تحديدُ النِّيَّةُ والبَدءُ هو عادةً الجزءُ الصَّعب.
مُجرَّد أن تُفكِّرَ في أنَّ الأمرَ لا يستغرقُ أكثر من خمس دقائق يجعلُ تأدية المُهمَّة أسهل وأكثر قابليَّةٍ للتَّنفيذِ؛ وعلى هذا تسويفٌ أقلّ.
في النِّهايةِ إذا استطاعت خمس دقائق من التَّغلُّبِ على المُماطلةِ والتَّسويف، فتخيَّلْ ما يُمكنُ أن تفعلهُ تجاه سلبيَّاتك الأُخرى!
# قاعدة خمس الدقائق By محمود قحطان،