12 نصيحة لقتل الإبداع
12 نصيحة لقتل الإبداع
الإبداعُ هو شيءٌ فطريٌّ في داخل كلٍّ منّا؛ ولكن ربّما أنت –الآن- تقتلُ إبداعك باتّباعك إحدى الخطواتِ أو النّصائح الآتيَة؛ ولأنّك تُريدُ أنْ تُصبحَ من القادةِ الّذين غيّروا العالم عليك أنْ تُعِرْني انتباهك وتركيزك، فهذه الكلمات كُتِبَتْ لأجلك أنت.
-
أكثرِ الجلوس مع النّاس دائمًا!
رُبّما من الغريبِ أن يكونَ هذا أوّل أسباب قتل الإبداع؛ لأنّ الإبداعَ لا يأتي إلّا لحظات السّكونِ، والهدوءِ، والعزلةِ عنِ النّاس. أحضرْ ورقةً واكتبْ فيها (10) أسماء لمُبدعين غيّرُوا العالمَ بأفكارهم، ثُمّ راقب تفاصيلَ حياتهم، ستُلاحظ أمرًا عجيبًا: أنّهم –باستمرار- يُفضّلون أنْ يُصادِقُوا أنفسَهم، ويكتفونَ بذواتِهم عنِ النّاس.
ما يُبيّن هذا الأمر إجراء بحثٍ أكاديميٍّ أثبتَ فيه عُلماء النّفسِ أنّ القادةَ والمبدعينَ الّذين غيّروا الفكر البشريّ من طريقِ إنجازاتِهم؛ كانوا يقضونَ مُعظم حياتِهم في الخلوةِ والعُزلة لأنّها منبعُ الأفكارِ الخلاقةِ كما كانوا يقولون.
إذًا؛ خالطِ النّاسَ، واقتربْ مُنهم؛ ولكنْ ينبغي لك أنْ تحضُنَ ذاتك وتُحبّها أكثر! -
صدّقْ أيّ فكرة تسمعها!
يُحبُّ النّاس معرفة ما الّذي عليهم فعله. يُحبّون التّخلّي عن السّلطة لإراحة عضلاتهم وعقولهم من التّفكير. إذا كُنت تفقد ملكة الحسِّ النّقديّ في أيّ شئٍ تسمعه؛ إذًا لن تكونَ مُبدِعًا!
يكفي أنْ أُخبرك بأيِّ أمرٍ دينيٍّ أو علميٍّ وأنسبه إلى اسم شخصيّةٍ مشهورةٍ جدًّا لكي تُصدّقني حتّى إذا كنتُ أُخبرك بالهراءِ حرفيًّا!
أثبتتِ الأبحاثُ النّفسيّةُ أنّ المبدعينَ لا يُصدّقونَ أيّ شيءٍ بسهولةٍ، بل يجب أنْ يمرّوا بمُغامرةٍ شخصيّةٍ لاختبار هذه الفكرة حتّى يُصدروا حكمًا عليها. هذا ما يُسبّبُ لهم النّقد، وأحيانًا السّجن والقتل! لأنّ العالمَ لا يُحبّ التّغيير أو التّفكير!
لأنّك لن تعيشَ حياتك سوى مرّةٍ واحدةٍ؛ عليك أنْ تخوضَ تجربةً شخصيّةً خاصّةً بك، مع أيّ مُعتقدٍ يخطرُ في ذهنك؛ شَكِّك في القواعد، اطعَن الأفكار وانقدها، ارفضْ كلّ مَا يُقال لك، تعامل معهُ على أنّه ليس حقيقةً مُطلقة حتّى تثِق بنفسك أنّها الحقيقة المُطلقة.
للحقيقةِ أكثر من وجه، فلماذا تُحاولُ أن تكون نُسخةً مُكرّرةً مُزيّفةً من أحدٍ غيرك؟! -
كن استعراضيًّا ومُحبًّا للأضواء!
رُبّما تُفاجَأ عندما أُخبرك أنّهُ لا يُوجد مبدعٌ استعراضيٌّ ومُتفاخرٌ بذاتهِ وأفكارهِ! بل هو –دائمًا- في حالةِ عرفانٍ بالجَميلِ لمن حوله من أشخاصٍ، من كتبٍ، وأشخاصٍ، وأحداثٍ؛ لأنّها هي من أوصلتهُ إلى ذلك.
أيًّا كانَ ما أنجزهُ المُبدع الحقيقي فإنّه يشعرُ في داخلهِ أنّ هذا الإنجازُ من فضلِ اللهِ، وإلهامٌ منه، ولحسنِ حظّه أنّ هذا الإلهام كان من نصيبه.
الثّقةُ بالنّفسِ شيءٌ عظيم؛ ولكنّها عندما تُصبح ثقة مُفرطة، أي عندما ترتفع (الأنا)، تؤدّي –في كثيرٍ من الأحيان- إلى توقّف العقل عن العمل في التّفكير في كيفيّة فعل الأشياء بوجهٍ مُختلف وأفضل.
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}. كُن مُتواضعًا، فكلّما شعرت أنّك محبٌّ للاستعراضِ والتّفاخرِ فاعلمْ أنّك بعيدٌ تمامَ البعدِ عن الإبداع. -
ابتعد عن المبدعين وصادقِ النّمطيّين!
أخبرني: هل وجدت –في حياتك- مُبدعًا على وجهِ الأرضِ أصدقاؤه غير ناجحين؟ إذًا؛ لماذا –أنت- تَرمي إلى الإبداعِ وتَسعى إليه مع أنّ كلّ من حولك غير مبدعين؟
انتّبه للمُحيط الّذي تعيشُ فيه: البيئة، والأشخاص السّلبيّين، فإنّ أفكارهم كـ (الفايروس Virus) الّذي سوف يقتحمُ عقلك مهما فعلت، أو تحصّنت؛ ما يُؤدّي إلى إخماد أفكارك، ويجعلك تعتقد أنّها ليست جيّدة بما فيه الكفاية، أو أنّها غير قابلة للتّحقيق؛ لذلك تجنّب هؤلاء النّاس، وصادق الإيجابيّين، فهذا الشّيء يُشجّع إبداعك، ويُساعده على التطوّر ومن ثمّ تحقيقه. -
وازن نفسك بالآخرين!
من راقبَ النّاسَ ماتَ همًّا! إجراء المُقابلات والمُوازنات مع الآخرين من الأشخاص المُبدعين يَحدُّ قدرتك على تلقّي الإلهام واستقبال الأفكار؛ فهي كالسّموم الّتي تَسري في جسدك فتفتك بالجَمال الّذي يحويه.
عندما تتعرّف إلى العُظماء، لا تسأل نفسك لماذا لست مثلهم؟ فكلّما سألت نفسك هذا السّؤال –مع الوقتِ- سيهبطُ إبداعك إلى الدّركِ الأسفل حتّى لا تعود قادرًا على الصّعود. يُمكنك أن تسأل نفسك: كيف يمكنني فعل ما فعلوه على نحوٍ أفضل؟ كيف يُمكنني أن أتعلّم منهم ما يُلهم مشروعي الإبداعي الجديد؟ هكذا يجب أن تكون أسئلتك لتُجبر نفسك على أن تكون أفكارك خلّاقة وعلى أساسٍ مُنتظم.
ثِق أنّ لديك الموهبة، فأنت شخصٌ فريدٌ، فلا تُحبِط نفسك بنَفسك، وركّز على أن تُصبحَ أفضل حتّى لا يتمكّن العالم من قذفِك إلى الخارج! -
من خافَ… سَلِمْ!
لا يوجد شيء يضعُ حدًّا للإبداع مثل الخوف. الخوف من الوقوعِ في الخطأ، والخوف ممّا قد يقوله الآخرون، والخوفُ من الحَرج، والخوفُ من التّغيير، والخوفُ من أنّك لست مُستعدًّا ولا قادرًا على الإبداع. كلّ ذلك يخترقُ ذاتك ويُثبّت أقدامك في مكانها مُظللًا تحت ستارةٍ من القلقِ المُستمرّ.
الخوفُ هو الشّلل الحقيقي الّذي يُصيب العَقل والقدرة على التّفكير والابتكار. الخيارُ لك: إمّا أن تظلّ مشلولًا للأبد، وإمّا أن تُحقّق استقلاليتك بالتّغلّب عليه. -
كُن قويّ الذّاكرة!
أن تتذكّر المرّات الّتي سقطت فيها فتظلّ طازجةً في رأسك دائمًا، بما تحويه من: ألمٍ، وعارٍ، وأذى… ستُحيلك في نهايةِ الأمر إلى شخصٍ عديم الثّقة بنفسه، ومذلول. توقّف الآن عن إعادة شريط ذكرياتك الفشيلة، وانطلق نحو مستقبلٍ جديد ترسمُ حدوده بالإبداع. تذكّر ما قاله أديسون: «كثيرٌ من إخفاقاتِ الحياةِ هي لأناسٌ لم يُدركوا كم كانوا قريبين من بلوغ النّجاح!».
-
لا تسأل أسئلةً غبيّة!
لنتّفق أوّلًا أنّ الأسئلةَ الغبيّةَ الّتي تُشيرُ إلى حُمقٍ مُتأصّلٍ في النّفسِ هي ما لا نُريدها؛ إنّما نتحدّث عن الأسئلة الّتي تبدو في ظاهرها غبيّة ولكنّها تحوي أمورًا دقيقة تغيب عن كثيرين، فعديدةٌ هي الإنجازات الّتي تحقّقت بفضل أسئلةٍ قد يراها بعضهم غبيّة.
طرحُ الأسئلةِ هو جزءٌ أساسيٌّ من الإبداع؛ لأنّك إذا لم تُشكّك في العالم من حولك فإنّك لن تعرف ما الشّيء المفقود.
يَخشى النّاسُ السّؤال ظنًّا منهم أنّ بعض الأسئلة هي إضاعةٌ للوقتِ والجهد، الحقيقةُ نعم، إذا أمعنّا النّظر في بعض الأسئلة نجدها لا تستحقّ؛ لذلك عليك معرفة السّؤال الصّحيح، ومتى تسأله؟ وكيف تصيغه؟ فطريقة إلقاء السّؤال هي فنّ، واختيار الأشخاص الّذين تسألهم نتيجة إنجازاتهم من دون أن تُزعجهم أو تُثقِل عليهم شيءٌ ضروري.
الأفضل ألّا تسأل إلّا بعد أن حاولت البحث بنفسك عن الإجابة ولم تُوفّق.
اسأل أسئلة لتتعلّم، وحين تتعلّم، ستُبدع! -
تمسّك بما تَعرفه!
طوال القرون الماضيّة يخشى النّاسُ التّغيير. يُحبّون أن تستمرّ حياتهم إلى مماتهم بالطّريقة الّتي نشؤوا عليها، فالتّفكير خارج السّرب هو فعلٌ محظورٌ محفوفٌ بالمَخاطر!
عندما يتعلّق الأمر بالتّفكير والإبداع، فإنّ الخروجَ وتجربة أشياء جديدة، وأحداث جديدة، وأماكن جديدة، وأنشطة جديدة، والتعرّف إلى أشخاص جدد؛ سيؤدّي إلى وجود مكتبة كبيرة من الأفكار الّتي يُمكنك الاستفادة منها لنشر إبداعك.
غيّر عاداتك. عدّل وجهات نظرك. اترك الحَذَر. غامرْ. جرّب أشياء لم تُجرّبها سابقًا، واسمح لنفسك باكتشاف معانٍ أُخرى للبقاء؛ فالجلوس في المكانِ نفسه، وفعل الشّيء نفسه مرارًا وتكرارًا، مع الحديثِ مع النّاس أنفسهم، فإنّ عقلك سيَعلَق في الأفكار والآراء نفسها، والتّفكير بالطّريقة نفسها، وتلبية رغبات الأشخاص أنفسهم، وارتكاب الأخطاء نفسها، ومع وضع خطّة حياةٍ والحياد عنها، سيؤدّي إلى عدم حصولك على أيّ أفكارٍ جديدة. والإبداع هو فنّ المُخاطرة ومُحاولة اكتشاف أشياء جديدة.
إذا كنت من الّذين يكرهون الرّاحة، ويُحبّون الأشياء الغريبة والمُثيرة للاهتمام، سيكون لديك الأمور الّتي تأتي بالأفكار الإبداعيّة. أمّا إذا تمسّكت بما تعرفه فحسب، فأنت تعيش في وهمٍ كبيرٍ مع وجودِ طفحٍ جلديٍّ على عقلك تحتاجُ إلى استئصاله؛ لتُبدْع! -
اختر الوظيفة الّتي تكرهها!
يُؤدّي العملُ دورًا مُهمًّا في تطوير الذّات والنّجاح، ومهما قيل لك أنّ المُبدع هو الّذي يتأقلم مع ظروف العمل السّيئة، لا تُصدّقه؛ لأنّه كلام غير واقعي. جوّ العمل غير المُريح، مع أُناس سلبيّين، وبيئة قبيحة، وفي شيءٍ لا تُحبّهُ؛ يَسحقُ إبداعك ولا يدعمه.
الحقيقةُ الّتي يجب أن تعرفها أنّ جميع الشّركات والمكاتب والمؤسّسات هي أماكن صُمِّمَت لتحقيق الفائدة وتعظيم الرّبح لصاحب العَمل، وليس لك. بالتّأكيد هناك فائدة لك بطريقةٍ أو بأُخرى إنّما تظلّ قُدرة هذه الأماكن على قتل فرص إبداعك كبيرة.
الوظيفة الجيّدة مثل الأشخاص المُقرّبين لك، إذا كان الشّخص يهمّك فإنّك ستبذل جهدك في التّفكيرِ بهديّةٍ مُلائمةٍ تُظهر اهتمامك بهذا الشّخص، أمّا إذا كان الشّخص لا يهمّك فلن تُلقي له بالًا. الشّيءُ الّذي يهمّك ستبذل من أجله الحبّ اللّازم لتدفع نفسك لجعلها في أفضل ما تكون. عليك أن تكون سعيدًا عندما تُنفق الوقت في التّفكير الإبداعي فهذا يُعطيك الدّافع والحماس للتّطوير؛ لذلك انظر في خيارات العمل المُتاحة، واختر ما يُناسبك ويُنمّي مصادر قوّتك ويُساعدك على تدفّق الإبداع.
باختصار: اخترْ العَمل الّذي يُخرج مارد الإبداع من ذاتك! -
الفكرة الأولى هي الفكرة الطّازجة والأفضل، تمسّك بها!
إذا كنت من الأشخاص الّذين ينطلقون فورًا بمجرّد أن تأتيهم فكرة أولى في رأسهم؛ فإنّك في نهاية الأمر لن تحصلَ على أفضل النّتائج. اسمُها «الفكرة الأولى»، وهذا يعني أنّك لم تُعطها الوقت لتتفرّغ لتطويرها أو الفرصة لتنمو.
من أجل أن تنمو الفكرة تحتاجُ إلى رعايةٍ. لا تخشَ الوقت، أعطِ نفسك -في الأقل- شهرًا لتتحقّق -تمامًا- من مثاليّة فكرتك. تبدو الفكرةُ الأولى لطيفةً في البدايةِ، فإن لم تُعطِها الوقتَ اللّازم الّذي سيحميك على المدى الطّويل من إضاعة الوقت والجُهد ستكتشفُ أنّ النّتائجَ لم تكن كما تتوقّع؛ ليكون إبداعك ناقصًا! -
احتفظ بأفكارك ولا تُشاركها مع أحد!
إخفاء أفكارك عن الآخرين هو وسيلة جيّدة لحمايتها؛ ولكنّها يُمكن أن تضرّ إبداعك على المَدى القصير أو الطّويل.
تبادل الأفكار مع أكبر عددٍ من المُبدعين الآخرين بقدرِ ما تستطيع، أُكرّر «مع أكبر عددٍ من المُبدعين». يُؤدّي هذا التّبادل –في بعض الأحيان- إلى الحصول على أفكارٍ غيرِ اعتياديّة، وخلّاقة جدًّا. الإبداع يُغذّيه الإبداع، حتّى وإن لم تُساعدك المُبادلة على تحقيقِ شيءٍ ملموس، فمجرّد مُبادلة الأفكار مع المُبدعين يُتيح لك طرائق حديثة واكتشاف مصادر جديدة للحصولِ على مزيدٍ من الأفكار، بل أفضل الأفكار الّتي تُساعد على تطوير إبداعك.
حان الوقت لتكون مُبدعًا
كثيرةٌ هي الخطوات الّتي تقتل الإبداع، وعديدةٌ هي طرائق التّغلّب على العوائق، فاجعل الكلمات المذكورة سلفًا تُزلزلُ عقلك كالمبدعين؛ فإنّهم يلهثونَ وراءَ كلّ جديدٍ لكي ينمو عقلهم ومن ثَمّ يضيفونَ إلى البشريّةِ شيئًا جديدًا وفريدًا.
هل لديك أسباب أُخرى، أو أخطاء نرتكبها تشلّ الإبداع وتغتاله؟ اتركها في التّعليقات!
# 12 نصيحة لقتل الإبداع By محمود قحطان،
شكرا لك مقال راىع حقا وافادتنى كثيرا فعلا اخى يجب ان نفكر مع انفسنا فى هدوء وسكينة لانها لحظة الابداع
إيمانك بقدراتك وثقتك بنفسك سيجعلونك تُحلّق عاليًا!