تطوير الذات والتنمية البشرية

سر القراءة الصحيحة

سر القراءة الصحيحة

ربّما أنت من ضمنِ الملايين في هذا العالم الّذين يُصابون بالنّعاس عندما ترى كتابًا إزاء عينيك! أنا أعلمُ ما تُفكّر فيه. أنت لا تُحبّ القراءة، وربّما يجولُ في عقلك: كيف يُمكنني أنْ أقضي ساعاتٍ في قراءة كتابٍ وسط هذا العالم المجنون الّذي تملؤه الضّوضاء؟!

اسمح لي أنْ اصفعك بالحقيقةِ الغائبة عنك وعن ملايين النّاس

لم يكُن الفلاسفة والمفكّرون من عاشقي قراءة الكتب، رُبّما لن تُصدّقني لو أخبرتك أنّ أحدهم يُمزّق أيّ كتابٍ لا يستفيد منه، والآخر كان يحرقُ الكتبَ الّتي لا تُعجبه؛ مع أنّ لهم وزنًا من العيارِ الثّقيلِ في مجالاتهم!
رُبّما بدأت باكتشافِ الحقيقةِ الغائبةِ الّتي أُريد أنْ أبوحَ لك بها… اقتربْ قليلًا… اقترب أكثر؛ لكي أبوح لك: لا أحد يقرأُ من أجلِ القراءةِ نفسها، فهي مُملّةٌ للغاية! نحنُ نقرأُ لأجل أنْ نروي فضولَنا. ألستَ أنتَ من يتصفّح صفحاتِ كرة القدمِ في الشّبكة العنكبوتيّة وتقرأُ آلاف الكلماتِ في دقائق معدودة؟ أتدري لماذا؟ كلمةٌ واحدةٌ فحسب: الفضول.
ألستِ أنتِ من تُتابع صفحاتِ الموضةِ والطّبخ، ورُبّما تتصفّحين عشرات المقالات يوميًّا؟ أتدرينَ لماذا؟ كلمةٌ واحدةٌ فحسب: الفضول.
أنا أيضًا، أقرأُ شهريًّا ما لا يقلّ عن أربعة كتبٍ لكي أروي فَضولي، وليس لأجلِ القراءة نفسها!

الخبرُ الرّائعُ هنا، أنّني أريدُ أنْ أكشفَ لكَ عن سر القراءة الصحيحة الّتي اكتشفتُها بدماءِ البحثِ والتّجربةِ والتّمحيص.

لا أدري إذا كنت من الصّفوة الّتي سوف تُنفّذُ هذه الخطوات العمليّة الممتعة، أم أنّك سوف تُفكّر قليلًا، ثمّ تكتشفُ أنّك تُريد أن تُصبح من هؤلاء القلّة؟

  1. القراءةُ فعلٌ إبداعيٌّ!

    من فَدَاحة الأخطاء الّتي يظنّها أغلبُ النّاسِ أنّ ما تَرمي إليه القراءة وتستهدفهُ هو: تجميع المعلومات؛ ولذلك نجدُ غالبيّة النّاسِ تتسابقُ فيما بينها في مواقعِ التّواصلِ الاجتماعيّ في عرضِ عددِ الكتبِ الّتي يقرؤوها في مُدّةٍ زمنيّةٍ مُعيّنة. هم لا يعلمونَ أنّ الصّفوةَ من النّاسِ تُدركُ أنّ هدفَ القراءة الأسمى، هو: اكتشافُ شيءٍ جديدٍ، وليسَ أنْ تُصبحَ أشبه بالببّغاء!

  1. ما وراء الكلمات كنوزٌ عليك اكتشافها!

    أخبرني صديقي في أحدٍ الأيّام بعدَ أن قرأ إحدى مقالاتي أنّني مُبدعٌ في الكتابةِ، وعندما سألتهُ عن استفادتهِ من المقالة أحبطتني إجابته!
    «لا أتذكر؛ ولكن لديك نكهةٌ فريدةٌ في اختيارِ كلماتك».
    المدهشُ هُنا أنّ أغلبَ النّاسِ ينظرونَ إلى قشرةِ الكتابِ السّطحيّةِ، ولا يهتمّون بما في داخله من معلوماتٍ مُهمّة تُقدّر بالألماس.
    عندما يقرأُ الصّفوةُ كتابًا ما، يتدبّرونَ ويتفكّرونَ في كلِّ جُملةٍ فيه، وكيف يُمكنهم أن يستفيدوا منها عمليًّا؛ لذلك شتّان بين القارئ السّطحي والقارئ المتدبّر!

  1. لا تُحاول القراءةَ من الآن!

    في طفولتي البائسة كانوا يُجبروني على القراءة. كنتُ أقرأُ كتبًا ولا أفهمها؛ ولكن عندما أصبحت شابًّا يافعًا في مقتبل العمرِ، اكتشفتُ أنّ عليك ألّا تُحاول إكراه نفسك على القراءة.
    ابدأ بما يُثيرُ فضولك. لديك نماذجَ عديدة لأناسٍ بدأوا بقراءة موضوعٍ مُعيّن، مثل: التّنمية البشريّة، وبعد سنةٍ بدأوا بقراءة كتب علم النّفسِ والأديان ثمّ الجيولوجيا وغيرها. استطاعَ الصّفوةُ أن يحفروا أسماءَهم في التّاريخ من طريقِ هذه الخُطوة: عدم محاولة القراءة واتّباع فضولهم.

ابدأ من اليوم، بل الآن، بسؤال نفسك: ماذا تُحبّ أنْ تقرأَ؟ ثمّ ابدأ فورًا بكلِّ سلاسةٍ ومُتعةٍ ومن دون إلزامٍ أو إكراه. تدبّر ما تقرأهُ، واستخرجِ الأسرارَ الدّفينةَ خلفَ الكلماتِ، وحلّل وانقد وشكّك باستمرار؛ لكي تُصبح مُجدّدًا ومبدعًا في عصرك.

أأعجبك مقال سر القراءة الصحيحة؟ شاركنا في التّعليقات واذكر موضوعات الكتب الّتي تُحبّها؟

# سر القراءة الصحيحة By محمود قحطان،

محمود قحطان

مدقق لغوي، وشاعرُ فُصحى، ومُهندسٌ مِعماريٌّ. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وأصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مقالة جميلة اخى ونحن نقرا من اجل الفضول هذه حقيقة
    اننى احب المقالات التى يكون بها التشويق التى تحمسنى ان اقراها

  2. السلام عليكم
    احب القراءه التي تحتوي على قصص فيها والاكثر القصص الواقعية
    هل لديك كتب من ها النوع لو سمحت في مجال تطوير الات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!