تطوير الذات والتنمية البشرية

أسرار اختيار شريكة الحياة

أسرار اختيار شريكة الحياة

عندما يكتملُ جسدُك وتشعرُ بأنّك تُريد اختيار شريكة الحياة والزوّاج ولكن نفسك غير مُكتملة وتحتاجُ إلى توعيةٍ وإصلاح؛ إذًا حانَ الوقتُ لكي تكتشفَ الطّريقَ الآمنَ الّذي يجعلك تعيشُ حياةً مليئةً بالسّكونِ والمودّةِ والرّحمة.
عندما كنتُ صغيرًا كنتُ أظنُّ أنّهُ يُمكن للمرءِ أنْ يتجاوزَ فكرةَ شريكة الحياةِ ويعيش وحيدًا؛ ولكن عندما أصبحتُ شابًّا تعلّمتُ أعظمَ درسٍ في حياتي، ألا وهو: أنّ هناك صفاتٍ فطريّةً (سنّة الله فينا) لا يُمكننا تجاوزها.
السّعداءُ هم من يسيرونَ على نهجِ هذه الفطرة السّليمة ليكتملَ لديهم إحساس السّكينة والمودّة والرّحمة؛ ولكن التّعساء هم من يسيرونَ عكسَ هذه الفطرة السّليمة فيُصابون بالتّوتّر والاكتئاب وربّما الضّجر من الحياة.

موضوع مُميّز: حياتك حبّة طماطم

عزيزي، لن أخبركَ أن تختارَ مُواصفاتِ شريكةِ حياتك وتبدأ بالبحثِ عنها، ليسَ عليك البحث عن شريكةِ حياتك، بل عليكَ أنْ تتحلّى بالصّفاتِ النّفسيّةِ الّتي تجعلكَ أهلًا لكي تُصبح شريكَ حياةٍ مناسبٍ؛ حينئذٍ سوف تتجلّى لك هي دونَ أنْ تشعر!

سأتحدّثُ معك الآن عن ثلاثِ صفاتِ يجبُ أن تتوفّر فيك لكي تتجلّى لك شريكة حياتك.

  1. اكتشفْ نفسك أوّلًا

    هل تعلم من أنت؟ لماذا خلقك الله أنت بالتّحديد في هذا الزّمن وهذا المكان وهذه البلد؟ هل تعلم ما القدرات والمواهب الّتي تُميّزك عنِ العالم بأسره؟
    كلّما كنت قريبًا إلى ذاتك وتعلم خباياها كانت فرصةُ ظهور توأم روحك يسيرة، وكلّما كنت مغتربًا عن ذاتك واجهت صعوبةً في اكتشافِ توأم روحك.
    ربّما يدورُ في خاطرك ما هذه الأسئلة العجيبة! نعم؛ فإنّ رحلةَ البحثِ عن الذّاتِ مليئة بالمخاطرِ والإثارة، وعليك أنْ تدفعَ ضريبتها، والخبر الجميل أنّك سوف تكسبُ نفسك في النّهاية.
    يقولُ الحكماءُ عليك أنْ تنعزلَ في كهفِ ذاتك؛ وحينئذٍ سوف تملك الحياة وتُصبح من السّعداء.

  1. المسؤوليّة

    عندما يكون لديك المسؤوليّة الكاملة عن حياتك من حيث النّفقات والبيت والعمل والعلاقات؛ حينئذٍ سوف يُوسّع الله لك من فضله بالذّريّة الصّالحة؛ ولكن عندما تكونُ عالةً على عائلتك ولا تستطيع أن تشتري قميصًا بعملك؛ فحينئذٍ عليك أن تقف مع ذاتك وتُحاسبها، وتبدأ الآن.
    تعني المسؤوليّة: الاحترام والرّعاية والاهتمام وليس الإجبار والتّرهيب كما يفعلُ مئاتُ الأزواجِ -هداهم الله-.

  1. النّضج العاطفيّ

    عندما كنتُ أشاهدُ التّلفاز رأيتُ فتاةً في أحد البرامج الاجتماعيّة المشهورة تبكي وتقصّ مأساتها.
    عليك أن تكونَ متّزنًا عاطفيًّا، وتُحكّم الأمور بعقلك قليلًا، هناك فلاسفةٌ من الطّرازِ العالميّ يتبنّونَ فكرةَ أنّ الحبّ قرارٌ عقليٌّ وليسَ عاطفيًّا. أظنُّ أنّهم على صواب.
    إنّ الحبّ الّذي يجعلك ضعيفًا ومحتاجًا هو حبٌّ طفوليٌّ؛ ولكن الحبّ الحقيقيّ هو ما يجعلك تشعرُ بالسّكينةِ تسري في دمك وشرايينك، وتجعلك مرتاح البالِ؛ لأنّ كلاكما يعي معنى العلاقة السّليمة الصّحيّة.

ابدأْ منَ اليومِ في اكتشافِ ذاتك؛ ومن ثمّ العزم على تولّي مسؤوليّة حياتك كاملة، وفي النّهاية أنْ تكونَ من النّاضجينَ عاطفيًّا؛ وحينئذٍ –بإذن الله- سوف تتجلّى شريكةُ حياتك وتعيشُ في سكينةٍ ومودّةٍ ورحمةٍ، ويمنّ الله عليك بالبنين والبنَات.

# أسرار اختيار شريكة الحياة By محمود قحطان،

محمود قحطان

استشاريٌّ مِعماريٌّ باحثُ دراساتٍ عُليا في التّصميم البيئيّ وكفاءة الطّاقة في المباني. مُدقِّقٌ لُغويٌّ، وشاعرُ فُصحى. أحد الشُّعراء الَّذين شاركوا في موسم مُسابقة أمير الشُّعراء الأوّل في أبوظبي، حيثُ اختير ضمن أفضل مئتي شاعر من ضمن أكثر من (7500) شاعرٍ من جميع أنحاء العالم. نُشِرت عنه رسالة ماجستير، ونُشر عددٌ من إنتاجه الشّعريّ في الصّحفِ المحليّة والعربيّة، وتُرجِم بعضها. أصدرَ أربعة دواوين شعريّة وكتابًا نقديًّا. مؤمنٌ بالفكرِ الإبداعيّ وأنّ كلّ ذي عاهةٍ جبّار!

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. إنّ الحبّ الّذي يجعلك ضعيفًا ومحتاجًا هو حبٌّ طفوليٌّ؛ ولكن الحبّ الحقيقيّ هو ما يجعلك تشعرُ بالسّكينةِ تسري في دمك وشرايينك، وتجعلك مرتاح البالِ؛ لأنّ كلاكما يعي معنى العلاقة السّليمة الصّحيّة.
    ..
    .

  2. معك حق فالحب ايضا من وجهة نظرى هو قرار عقلى وهو الذى يشعرنى بالسكينة والاهتمام والمسئولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!