أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
من استراتيجيّات المُقابلة الوظيفيّة عندما يُوجّهُ إليك سؤال: أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟ فإنّ كثيرًا من النّاسِ يعرفون الجواب: إمّا «أريد أن أكون في مقعدك!» بعد خمس سنوات أريدُ أن أكون أنا الشّخصُ الّذي يُجري المُقابلة أريد أن أحصل على وظيفتك، وإمّا «أرغبُ في النّمو والتّطوّر إلى أنْ أُصبحَ رصيدًا قيِّمًا في شركتك»، في الوقتِ الحالي أنا قطعةٌ صغيرةٌ من الذّهبِ في شركتك؛ ولكنّني في النّهايةِ أريدُ أن أكون شيئًا ثمينًا ومُهمًّا في الشّركة. هذه هي الإجاباتُ الجاهزةُ الشّائعةُ المُضجرة الّتي لا يُمكن أن تكونَ مُملّةً أكثر من ذلك. الإجابة الأولى مليئة بالثّقة، والإجابة الثّانية مُؤدّبة.
لذا إذا سألك أحدهم: أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟ فكيف يجبُ عليك الرّد؟ قبل أن أُعطيك الإجابة، عليك معرفة شيءٍ واحدٍ: تُريدُ الشّركاتُ أن يكون لدى موظّفيهم شغفٌ بعملهم ويُحبّونهُ بشدّة. أن يكونَ لديهم حافزٌ وطاقة لعملهم، ولديهم عقليّة تطلّعيّة، أي أشخاص يُؤدّون عملهم الآن ولكنّهم يفهمون كيف أنّ عملهم سيُؤثّرُ في مُستقبلهم.
إذًا ما الإجابة؟ الإجابة هي: أخبرهم عن الشّركة الّتي تُريدُ أنْ تبدأ بها أو تنشئها!
يبدو غريبًا أليس كذلك؟ لكنّها أفضل إجابة؛ لأنّك إذا حدّثتهم عن الشّركة الّتي تُريدُ البدء بها فهذا يعني أنّ لديك الشّغفَ والحماسةَ للبدء، وأنّ لديك رغبةً شديدةً وطاقةً للابتكار، وتُريهم أنّك تُخطّط للمُستقبل ولديك رُؤية.
أي أنّك بهذه الإجابة جمعت الأشياء الثّلاثة الّتي تُريدها أيّ شركة: حماسة وشغف passion، حافز motivation، طريقة تفكير وآراء تطلعيّة forward-looking mindset.
قل إنّك تُريدُ أن تبدأ وسيستمعون إليك بتركيزٍ وسيطلبونَ منك الاستمرار بالحديث، إنّما انتبه أنْ تقول شيئًا تافهًا أو غير منطقي، كُن واقعيًّا: ما نوع الشّركة الّتي تودّ البدء بها؟ لماذا؟ كيف ستفعله؟ ما الّذي ترمي إليه وتستهدفه؟ … إلخ.
إذا لم يكُن هذا أسلوبك وتُفضّل أن تحصلَ على وظيفةٍ جيّدةٍ فحسب، وعائدٍ مقبولٍ من دون مخاطر، أو لأنّك تفتقدُ أحد الأشياء الثّلاثة أو تفتقدها كلّها؛ لا تنسَ أنْ تختار إحدى الإجابتين المُملّتين المذكورتينِ في الفقرةِ الأولى!
# أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟ By محمود قحطان،