مستويات التغيير الستة لحل مشكلاتنا
مستويات التغيير الستة لحل مشكلاتنا
إنّ عددًا من المُشكلات الّتي تُواجهنا تستنزفُ وقتنا وجهدنا دون أن نجدَ لها حلًّا، وربّما خسرنا بسببها أشخاصًا لن نلتقي بمثلهم مرّة أُخرى؛ لذلك علينا أن نتعلّمَ مستويات التغيير الستة.
إنّ مُشكلةَ طالبٍ يرفضُ الذّهاب إلى المدرسةِ مشكلةٌ لا يُمكن حلّها إذا لم يُحَدّد المُستوى الّذي تنتمي إليه في مستويات التغيير الستة.
هل المُشكلة في مدرستهِ الحالية وسلوك مُدرّسيها؟ في هذه الحالة: مجرّد نقلهُ إلى مدرسةٍ أُخرى سيحلّ المشكلة.
هل المُشكلة في قدراتهِ الدّراسيّة؟ في هذه الحالة: قد يتطلّب الأمر مُساعدته في موادٍ مُعيّنة، والاستعانة بمُعلمٍ في المنزل.
هل المُشكلة في اقتناعهِ بأنّ التّعليم لا طائلَ منه ولا فائدة؟ هنا البدء بإيجاد الحلول صار أصعب؛ فتغيير القناعاتِ يختلفُ عن تغييرِ البيئةِ أو تنميةِ المهَاراتِ والقُدراتِ؛ لأنّها تحتاجُ إلى أساليبَ عميقةٍ، ورُبّما يُستعانُ فيها بخبيرِ تنميةٍ بشريّةٍ أو علمِ نفس!
أم أنّه لا يرى نفسه إلّا تاجرًا يبدأُ حياته في السّوق حتّى يبرعَ فيه؟ هذه مرحلة الهُويّة الّتي تُمثّل كيف يرى الشّخص نفسه، ونسبة النّجاح في تغييرها أقلّ من سابقتها؛ ولكن المبشر في الموضوع أنّ الجانبَ الرّوحي أو الدّيني في الشّخصِ قادرٌ على إحداثِ تغييرٍ قويّ، يُغيّر في هذه المستويات جميعًا، هذا إذا وإذا فحسب؛ كانَ للأمرِ بعدٌ دينيٌّ حقيقيّ.
تتدخّلُ مستويات التغيير الستة في المشكلاتِ الزّوجيّةِ أيضًا، تلك المُشكلات الّتي نستخدمُ لحلّها أساليب مختلفة دون فائدة، نُحاول أن نتحدّثَ إلى الّتي تطلبُ الحصول على سكنٍ خاصّ بها؛ ونُخبرها أنّ زوجها جيّدٌ ومُحترمٌ ويُحسنُ عشرتها؛ إلّا أنّ مُشكلتها ليست هنا!
نُذكّر الّتي تشكو سوءَ طباعِ زوجها وتعامله معها؛ بأنّه يُحضرُ لها كلّ ما تحتاجُ إليه هي وأبنائها، ووفّر لها سكنًا جيّدًا؛ إلّا أنّ مشكلتها ليست في ذلك!
إنّ استخدامَ مُستويات التغيير الستة في حلّ المُشكلات يختصرُ الجهد ويقتصدُ في المُحاولات غير المجدية؛ لأنّه يُحدّدُ موضع الألم الّذي علينا أن نُعالجه.
مستويات التغيير الستة
هي:
- مُستوى البيئة، ويشمل: المكان، والزّمان، والأوضاع المحيطة.
- مُستوى السلوك: يُقصَدُ بهِ ما نفعلهُ أو تفعلهُ أطرافٌ أخرى لحلّ المُشكلة.
- مُستوى القُدرات.
- مُستوى القيم والمُعتقدات: يُحيلنا هذا المُستوى إلى المقاصدِ والغاياتِ الّتي تختبئُ خلفَ السّلوكِ.
- مُستوى الهُويّة: صورةُ الإنسانِ عن نفسهِ.
- المُستوى الرّوحاني أو الإيمانيّ: يتمثّلُ في سؤال «لأجل من نعيش كل هذه الحياة؟ ونفعل ما نفعله؟ ونجتنب ما نجتنبه؟».
فوائد مستويات التغيير الستة
تُستخدم مستويات التغيير الستة في: تغيير الشّخصيّة، والتّخلص من العاداتِ والسلوكيّات غير المرغوبةِ في شخصيّاتنا، وفي حلِّ المُشكلاتِ، وتقديمِ الاستشاراتِ، وتحديدِ المواردِ المطلوبةِ لتأهيلِ شخصٍ لوظيفةٍ مُعيّنة -تعتمدُ بعضُ المِهنِ على القدرةِ على العملِ في بيئاتٍ مُعيّنة يُدَرّبُ الموظّفين عليها؛ في حين تعتمدُ مهنٌ أُخرى على قدراتٍ ومهاراتٍ مُعيّنة تُكتَسب-، ومُشكلاتِ ضعفِ الإنتاج وعدم الكفاءةِ الوظيفيّة؛ جميعها يُمكن أن تُحلّ بوساطة مستويات التغيير الستة.
إنّ تعلّمَ مثل هذه الطّرائق في التّغيير وحلّ المُشكلات، هي خطوةٌ جادّة منّا لتحسين حياتِنا، عوضًا عن انتظارِ حلٍّ يهبطُ علينا من السّماءِ، أو تأجيلها على أملٍ أن: «يحلّها ألف حلّال!».
# مستويات التغيير الستة لحل مشكلاتنا By محمود قحطان،