استئجار عائلة
استئجار عائلة
أعاطلٌ عن العملِ؟ هل تُريد زيادة دخلك؟ لماذا لا تُؤجّر نفسك؟!
أسمعت عن تأجيرِ الأصدقاءِ أو عن تأجيرِ عائلة؟ يُوجد ملايين من الأشخاصِ الوحيدينَ أو الّذين لا يستطيعونَ تكوين صداقاتٍ، وتُوجد مواقع كثيرة تسمحُ لك باستئجار وتأجير نفسك لمن يبحثُ عن صديقٍ أو شخصٍ يتظاهر بأنّهُ فردٌ من العائلةِ، وفي اليابان زاد عددُ الأشخاصِ الّذينَ يُؤجّرونَ أشخاصًا ليتظاهروا وكأنّهم من أفرادِ العائلة أو كأصدقاء!
يُدير Ryuichi Ichinokawa شيئًا ما يُسمّى شركة لتأجير العائلات A Rental Family Company، وعملُ الشّركة يتطوّر للأفضل. مُقابل رسوم مُعيّنة، سينتحلُ impersonate هو وموظّفوه شخصيّة: والديك، أو رئيسك في العمل، أو حتّى زوجتك!
بسؤاله إذا استطاع أحدٌ سابقًا اكتشاف أنّهُ مُمثّل، أجاب: لا.
ما سأخبرك بهِ الآن قد يبدو غريبًا؛ ولكن عمل Ichinokawa خُلِّد immortalized في فيلمٍ وثائقيٍّ صدرَ عام 2012 باسم Rent A Family Inc، ويقول إنّ شركتهُ تُساعدُ العُملاءَ على تخطّي الأعرافَ المُعقّدةَ في المُجتمعِ اليابانيّ.
لماذا ثمّة طلبٌ كثيرٌ على استئجارِ أفرادِ الأسرةِ المُزيّفين؟
قالَ Ichinokawa: «إنّ هاجس اليابانيّين حولَ آدابِ السّلوكِ والأعرافِ والمظاهر أكثر بكثيرٍ ممّا يفعلُ الأمريكيّون»، وقال: «لدىّ زبائني، انتهاكُ هذه القواعد ليس مُهمًّا». من آخر أعمالهِ أنّهُ تظاهر كأبٍ لامرأةٍ حامل لأنّ والدها الحقيقيّ لم يُوافق على خِطبتها أو بوجهٍ آخر استنكرَ حملها في أثناء خِطبتها. قالت لاحقًا إنّهُ أنقذَ زواجها.
استئجار حكيم
عبر المدينةِ، ثمّة تأجيرٌ آخر قيد التّقدّم. مُقابل عشرة دولارات في السّاعة، سوف يسمحُ لك رجلٌ في مُنتصف العمر يُدعى Takanobu Nishimoto، لا يبدو أنيقًا، ولكنّهُ لا يهتمّ، هو فخورٌ بعمرهِ، أي: خبرته. سيسمحُ لك هذا الشّخص بالتّنفيس عن نفسك والتّحدّث عن أيّ شيءٍ تُريده، وعندما تنتهي، سيمنحُك خبرتهُ وحكمتهُ الدّنيويّة.
هو يُسمّي نفسه راهبًا old fogey، هو ليس مُمثّلًا، هو يُعطيك دروسًا في الحياةِ، وهو لديه عملاء كلّ يوم، وهذا يُثبتُ أنّ كبارَ السّنِّ ليسوا عديمي الفائدةِ أو يُمكن الاستخفاف بهم underrated.
عندما سُئل لماذا يُخبرهُ النّاسُ كلّ شيء؟ قال: «لأنّني شخصٌ غريبٌ تمامًا؛ لذلك يستطيع العُملاء قول ما لديهم من أسرارٍ عميقةٍ، ومُظلمة»، يقول العُملاء: «إنّني لا أستطيع أن أتنفّسَ بكلمةٍ من هذا إلى أيّ شخصٍ أعرفهُ».
في عالم الإيجار غير العاديّ في اليابان، يُمكن -في بعض الأحيان- توفير الخِدمات على أربعةٍ بدلًا من اثنتين. في متجر Dog Heart في طوكيو، يدفعُ الزّبائن مبلغًا كبيرًا نسبيًّا من المالِ للتّسكّعِ مع حشودٍ من كلاب البودل الذّكيّة ذات الشَّعر الأجعد (البطباط)، أو مع كلابِ الصّيد beagles، أو مع المستردّ الذّهبيّ Golden Retrieved.
إنّ اليابانيّين غير مُرتاحين بشأنِ اقتراض أشياء مثل: كلبٍ أو سيّارةٍ من صديق؛ لذلك من الأسهل الاستئجار من شركة، فللمحرومينَ من الحيواناتِ الأليفةِ، وللمهوسينَ بوضعهم الاجتماعيّ، وللمُتيّمينَ مُفتقدي الحُبِّ -في اليابانِ في الأقلّ- يُمكنك استئجار ذلك.
هل استأجرت أيّ إنسانٍ أو حيوان؟
# استئجار عائلة By محمود قحطان،
في كوكب اليابان ممكن تنجح هاته الفكرة اما في العرب نحن لانتق في بعضنا 🙂
أظنّ ثمة من يُمارسها.
ولكن هذا لا يبدو لائقا كيف اثق بشخص لا اعرفه واننى من المعجبين باليابان وما يصنعونه ولكن فى هذا لا
في مُجتمعنا قد يكون هذا الشّيء غير مقبول، فأن أستأجر شخصًا ليُمثّل أنّه أحد أفراد عائلتي هو خداعٌ وغش؛ ولكن هذا الشّيء يعتمدُ على الحالة. أمّا أن أستأجر شخصًا ليسمعني فهو مثل زيارة الطّبيب النّفسي لذلك لا مُشكلة لديّ في تطبيقها إذا احتجتُ -يومًا ما- إلى التّنفيس عن نفسي.
من وجهة نظرى فزيارة الطبيب احسن لانى سأثق به بدلا من استاجآر شخص ليسمعنى لمجرد أن دفعت له بقى صديقى ويسمع مشكلاتى
الفكرة أنّه لا يُمكنكِ قول كلّ شيء للطّبيب النّفسي وخاصّة أنّنا لا نزوره إلّا إذا كان لدينا مشكلات نفسيّة، وكثيرًا من الأشخاص ليس لديهم مشكلات نفسيّة إنّما يحملون أسرارًا أثقلتهم ولا يستطيعون مُشاركتها مع أيّ شخص؛ لذلك يبحثون عن شخصٍ غريبٍ لن يرونه مُجدّدًا في الغالب، ولا يحتاجون إلى أن يثقوا به، فأنا سأخبره ما يُثقلني وسأختفي وسيختفي من حياتي بعد ذلك، أي أنّه لن يكون صديقًا أبدًا؛ لأنّ عمله هو الاستماع لكِ وقول بعض النّصائح فحسب، فإذا صار صديقًا فقد ركيزة عمله.
رُبّما تشبيه الطّبيب النّفسي لم يكُن مُوفّقًا لذلك سأستبدله بالّذين يُسافرون إلى دولٍ أجنبيّةٍ، يفعلون فيها الأعاجيب وكلّ ما لا يُمكنهم أن يفعلوه في بلدانهم، بعد ذلك يُغادرون ويعودون إلى بلدانهم لا خوف عليهم؛ لأنّهم كانوا غُرباء في بلدانٍ غريبة لا يعرفهم أحد فيها.