
التدقيق اللغوي: 24 نصيحة لتدقيق كتاباتك وتحريرها
الكاتبُ مرآةُ نفسه، أي: أنّ عليه أن يُدقق ما يكتب، أن يكون ناقدًا أمينًا للذَّات؛ ولكن المشكلة عند التدقيق اللغوي لكتاباتنا الخاصّة وتحريرها، نميلُ إلى قراءتها كما نعتقد أنَّها يجب أن تكون، أي قراءتها بكلِّ أخطائها المطبعيّة والإملائيّة والنَّحوية والصّرفيّة وعلامات ترقيمها، إضافة إلى اختيارِ الكلمات المُناسبة وبناء الجمل؛ لذا من الأفضلِ -دائمًا- الاستعانة بصديقٍ أو بأحد أفراد الأسرة ممّن لديه مهارات لغويّة ونحوية جيِّدة، أو الاستعانة بأحد مُتخصِّصي التدقيق والتَّحرير ولو بمُقابلٍ مادي؛ للوثوق من خلوّ كتاباتنا من الأخطاءِ، وذلك قبل إرسالها للنَّشر.
التدقيق اللغوي مُكلِّف –عادةً تُحسبُ 500-1000 كلمة بمبلغِ خمسِ دولارات- ولأنّ بعض الكتّاب يصعبُ عليهم تحمّل نفقات التدقيق اللغوي، لذا -وفي معظم الأحيان- فإنَّ الخيارَ الوحيد المُتاحُ لك، هو أن تُدقق بنفسك، بقدر معرفتك.
إليك 24 نصيحة لتدقيق كتاباتك وتحريرها يُمكن وضعها موضع التَّنفيذ لتدقيق كتاباتك وتلميعها:
- تدقيقُ كلَّ فقرةٍ من فقراتِ كتابك وتحريرها قبل عرضها على الآخرين، حتَّى ولو كُنت ستستعين بأحدِ المُختصِّين، يجب أن تتحقَّقَ أنت أولًا من مستوى كتابتك.
- فهمُ الفرقِ بين التدقيق اللغوي والتَّحرير. التدقيق: مُراجعة الكتابة والتَّأكد من خلوها من الأخطاءِ الإملائيّة والطِّباعية والنَّحويةِ واللغوية؛ في حين أنّ التَّحرير مرتبة أعلى من التدقيق، تشمل حذف وإضافة كلمات وجمل لتغيير المعنى أو تصحيحه.
- في برنامجِ مُحرِّرِ النُّصوص Microsoft Word استخدم تعقُّب التَّغييرات Track Changes عند تدقيقِ أو تحريرِ كتاباتك. هذه الميزة مُفيدة لمعرفة موضع التَّصحيح، ويُعطيك مجالًا لقبولها أو رفضها. ويُفيدك عندما تودُّ إرسال الكتابة إلى أحدِ المُتخصِّصين أو غيرهم، ليعرف أين -بالضّبط- عُدّل النّص؛ وذلك من أجل تقويم عملك.
- فرِّق بين الكتابات الطَّويلة والكتابات القصيرة. أعطِ كلَّ كتابةٍ مُدّةٍ من الزَّمنِ قبل البدء في تدقيقها. مثلًا: الرِّوايات، لا تدِّققها فورًا، تمهّل شهرًا في الأقل ثُمَّ ابدأ بتدقيقها. أمّا التّدوينات والمقالات يُمكنك تدقيقها في ليلةٍ واحدة.
- أوَّلُ عملٍ عليك فعله عند بدء التَّدقيق هو تشغيلُ المُدقِّق الإملائي في برنامجِ مُحرِّرِ النُّصوص Microsoft Word. المُدقِّق النَّحوي في الغالبِ سيئ. هذا الإجراء يُساعدك على اكتشاف الكلماتِ الّتي تحتاجُ إلى تعديل، كخطأ مطبعي وإملائي. مع ذلك، لا تعتمد كثيرًا على المُدقِّق الإملائي، فهو لا يضمنُ لك السَّلامة والأمان التَّام؛ ولكنَّهُ مُفيدٌ بنسبةٍ كبيرة.
- قراءةُ الكلماتِ بصوتٍ عالٍ. نطقُ كلّ كلمةٍ ببطءٍ ووضوح للتَّحقُّقِ من وجودِ أخطاءٍ قد لا تُلاحظها في أثناء القراءة الصَّامتة السَّريعة.
- مشكلة الكاتب التَّسرع، أي: رغبته في نشرِ كتاباتهِ فورًا بعد إنهائها وتدقيقها. التَّدقيقُ يحتاجُ إلى وقتٍ، لا تُدقِّق وأنت مُستعجل، ولا تُرسل ما كتبت إلى العالمِ الخارجي بعد أوَّل تدقيق. ينصحُ الخُبراء أن تُدقِّق كلَّ شيءٍ وتُراجعهُ ثلاث مرَّاتٍ في الأقل.
- إن كان موضوعك يحوي أسماءَ أشخاصٍ أو مُصطلحاتٍ علميّة وتقنيّة؛ عليك التّحقّق -تمامًا- من تهجئتك الاسم أو المُصطلح تهجئةً صحيحة.
- ستُصادفك وأنت تُدقِّق -بالتَّأكيد- كلمات تحارُ في تشكيلها، لا تعود واثقًا أهي نعتٌ أم حال أم مُضاف إليه أم…؟ لأجل ذلك لا تفترض أو تُخمِّن إذا كنت غير واثقٍ من شيء، انتظر حتَّى تتمكَّن من إصلاحِ الخطأ سواء بالتَّعلُّم أو بتصحيحهِ بوساطة آخرين.
- لا تنسَ تدقيق العناوين الرَّئيسة والعناوين الفرعيّة والحواشي. أوَّل ما تفعلهُ في الهوامش هو مطابقة الأرقام والتّحقّق من تسلسُلها في المَتْن (المَتْنُ هو النَّصُّ الأصلي للكتاب).
- تعلَّم من أخطائك. عندما ترتكبُ خطأً ما، يعني تكرارهُ في بقيَّةِ القطعة أو المقال أو الكتاب؛ لذا تعلَّم من أخطائك وتجنَّبها في المُستقبل.
- للتَّدقيقِ والتَّحريرِ، تحتاجُ إلى إجادة علم النَّحو والصَّرف ومعرفة الأخطاء الشَّائعة والأخطاء الإملائيّة وطريقة استخدام علامات الترقيم بطريقةٍ سليمة، اقرأ وتدرّب على ذلك في أوقاتِ فراغك.
- مقولة تبنَّاها بعض الكُتَّاب: “خطأٌ شائعٌ، خيرٌ من صوابٍ مهجور“. هذا يؤدِّي إلى إشاعةِ اللّحنِ في العامّةِ وإبعادهم عن لغتهم فتضيع. لا تكسر قواعد النَّحو أو تنزلق إلى طريقِ الخطأ دون سببٍ وجيه. لا بأس أن تكسرَ القواعد إذا كُنت تعرفُ لماذا تكسرها.
- اهتم كثيرًا بالتَّنسيق. لا تُكثر من أنواعِ الخطوط بلا سبب. ولا تستخدم الألوان بلا هدف. استخدم التّنسيق نفسه في الفقراتِ والعناوين كافّة. في برنامجِ مُعالجِ النُّصوصِ Microsoft Word عددٌ من التَّنسيقات الجاهزة المُميَّزة، تعلَّم طريقة استخدامها.
- لا تبدأ بالتَّدقيق وأنت مُتعب أو مُشتَّت الذِّهن، كُن واعيًا ونشطًا دائمًا.
- التَّدقيقُ المُستمرّ والمُتواصل يبعثُ على المللِ، وعندما يتمكَّنُ المللُ منك تفقد تركيزك؛ لذا وزِّع التَّدقيق على عدَّةِ جلساتٍ، وبين كلِّ جلسةٍ وأُخرى امسح عقلك بممارسة رياضة، أو الذَّهاب إلى نزهة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو مُشاهدة فيلم، أو لاعب أطفالك، أو قَبِّل حبيبتك. أيُّ شيءٍ من المهامِ أو الوظائف الّتي تُساعدك على تجديدِ نشاطك.
- انتبه! ليس كلّ من يعرف العربيّة يصلح للتدقيق اللغوي، حتَّى ولو كان لديه دكتوراه في اللّغةِ العربية! مهما كان الكاتب جيّدًا في اللّغة يظلّ عمله قاصرًا ومليئًا بالثّغرات الّتي لا يلتقطها ولا يسدّها سوى مدقق لغوي؛ نظرًا لإتقانه مُعظم فروع اللّغة، وبفضل ثقافتة الواسعة الّتي أنتجت لهُ ثراءً لغويًّا كبيرًا، وتركيزه الشّديد الّذي نتجَ عنه قوّة المُلاحظة، والأهمّ من هذا أنّ المدقق اللغوي يتقمّص دور الكاتب ويعيش حالته النّفسيّة فيُعالجُ أخطاءه، ويُساعده على تدارك العبارات الرّكيكة ومكامن الضّعف في عمله. المُهم أن تختار المدقق اللغوي المُناسب لأنّ لكلّ مدقق مدرسته وذوقه.
- ليس هناك عدد مرَّات للتَّدقيق، دقِّق حتَّى تشعر أنَّهُ لم يعد هناك أخطاء.
- يفقدُ بعض المُدقِّقين اللغويين تركيزهم بعد عشرِ صفحاتٍ، فإن لم يكن لديك قوَّة تركيز لن تنجح في التَّدقيق.
- يجب أن يكون لديك سُرعة بديهة. فالمُدقِّق الجيِّد يحتاج من (5-7) دقائق لتدقيق صفحة مكوَّنة من 250 كلمة.
- فرِّق بين المصدر والمرجع. المصدر: هو الذي يأتي بعلمٍ جديد. المرجعُ: أيُّ كتابٍ استندَ إلى كتاب.
- من الجميلِ أن تمتلكَ مهاراتٍ أُخرى بجانبِ التَّدقيق: كالطِّباعة، والتَّنسيق، والتَّحرير، والفهرسة، وكيفيةُ كتابةِ الرَّسائلِ الجامعيّة.
- التَّدقيقُ إمَّا على الورقِ وإمّا على الحاسوب، نفِّذ ما يُناسبك وترتاحُ إليه. عادةً الحاسوب أفضل؛ لأنَّهُ أسرع ويقتصد في المال.
- علاماتُ التَّدقيق: (الحذف، الإضافة، الاستبدال، التَّقريب، الابعاد). فتعلَّم كيف تضعها.
بعضُ الكُتَّابِ يُحبِّون التدقيق والتَّحرير وبعضهم لا. إن كُنت جيِّدًا في النَّحو ولديك مهارات لغوية عالية، عندئذٍ ستحبّ التدقيق اللغوي والتَّحرير. المُهمّ ألّا تنظر إلى التَّدقيق على أنَّهُ وظيفة يجب أن تُنهيها سريعًا؛ فهو الشَّيءُ الذي يسيرُ جنبًا إلى جنبٍ مع كونك كاتبًا، ولا تنسَ بعد انتهائك من التَّدقيقِ أن تتحقّق من عودتك إلى كتابة الكتاب المُقبل.
الآن بعد قراءتك 24 نصيحة لتدقيق كتاباتك وتحريرها أخبرني: هل حصلت على نصائحَ في التدقيق أو التَّصحيح أو لديك تجربة لتشاركها؟ اتركها في التَّعليق!
التدقيق اللغوي: 24 نصيحة لتدقيق كتاباتك وتحريرها By محمود قحطان،
معلومات مهمة ومفيدة. شكرا يا دكتور محمود على جهودك في خدمة اللغة العربية وخدمة مُحبيها.
على الرُّحبِ والسَّعة. الاهتمام بلغتنا هو واجبٌ سنُؤجرُ عليه كما تعلم.
شكرتُ لك اهتمامك وإعجابك.
إن وصفت ما قرأته فسأقلل من قيمته
فلن أقول غير: استفدت كثيرا منه
تقديري واحترامي
على الرّحب والسّعة. سُعِدتُ باهتمامك.
أحب اللغة العربية وهي ذات جمال ولها طابع خاص في سياق كلماتها وفي مضادها ومرادفها ،
وهي بتعببيراتها الخلابة وسجعها وتسلسل أفكارها تعزف مقطوعة مبهرة
تنساب فيها الكلمات كنهر عذب من المجسنات البديعية الرائعة
اللّغة العربيّة أكمل لغات العالم ولا مجال في ألّا نعشقها.
شكرًا لكِ.
عاوزين بيان عملى للنصائح القيمة هذه على صفحة الكترونية تكون تدريب عملى وتفيد بشكل عملى كبير المبتدئين خصوصا على الكمبيوتر
إن شاء الله. سأفكّر في الأمر وأرى كيف سأقدّمه.
السلام عليكم
أريد أن أتعلم التدقيق اللغوي؛لذا أرجو أن ترسل لي بعض النصوص لتدقيقها، ثم أريد تعليقكم عليها…
وتفضلوا بقبول جزيل الشكر
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
بودّي ذلك ولكن وقتي لا يسمح بمُتابعة أحد.
موضوع مفيد يدل على خبرة صاحب الموضوع. جزاك الله خير أستاذ محمود قحطان. أداة التدقيق اللغوي في ميكروسوفت لا تغني عن المدقق البشري.
شكرًا لك.
أداة التّدقيق في Word تُساعد على إصلاح بعض الأخطاء الصّغيرة، هي مفيدة لتسريع العمل ولكنّها ليست مهمّة.
أمّا المُدقّق البشري هو شخص يُتقن معظم فروع اللّغة العربيّة، وصاحب ثقافة واسعة جدًّا، وتركيزه شديد لذلك هو قويّ المُلاحظة. يُمكن أن تقول إنّه الوجه الآخر للكاتب نفسه، فالكاتب -حتّى العظيم منهم- يرتكب هفواتٍ كثيرة لا يلتقطها سوى المُدقّق اللّغوي. لا يُمكن الاستغناء أبدًا عن دور المُدقّق اللّغوي؛ ولكن مُشكلة بعضنا أنّ كبرياءه أكبر من عقله، إذا كتبَ مقالًا عدّ نفسه المنفلوطي؛ لذلك عندما تُخبره عن أخطائه في الكتابة يتّهمك بالجنون!
جزيت خيراً أخي محمود
فعلاً نصائحك من ذهب.. هذه أول مرةٍ أعرف فيها عن شيءٍ يسمى بـ “تعقب التغييرات”!! سيكون مفيداً للغاية..
لطالما شعرت بملل مميت وأنا أدقق فصول روايتي .. أعتقد أنني سأبدأ بوضع استراحات قصيرة بين الحين والآخر
شُكرًا لكِ.
اختصري وقتك وتجنّبي المَلل وسلّمي الرّواية لمُتخصّص في اللّغة، فليس كلّ من يكتب جملةً عربيّة هو لغوي. هو شخص يعرف كيف يتحدّث لغته، إنّما التّدقيق اللّغوي شيء آخر تمامًا، حتّى طه حسين لم يسلم من الخطأ.
موضوع مفيد جدا، وانا أول مرة أعرف الفرق بين التحرير والتدقيق، لكني لا أعتمد على برنامج الوورد لأنه لا يعترف بالهمزة، فتجده يعطيك تحدير على وجود أخطاء في كلمات تستخدم فيها الهمزة، مثلا “إقرأ” يطلب منك تعديلها إلى “اقرا”، هو مفيد لتعقب الأخطاء، لكنه يعطي تحذيرات غير صحيحة في غالب الأحيان.
@ التنمية البشريَّة،
أُفضِّلُ أن تعتمدَ على المُدقِّق الإملائي والنَّحوي في برنامج الوورد، لأنَّهُ في الغالب صحيح بنسبة كبيرة. والهمزة في (اقرأ) همزة وصل، واقتراح الوورد صحيح. ^_^
ولكن من الأخطاء الشَّائعة كتابة فعل الأمر بهمزة قطع، وفعل الأمر دائمًا، همزته همزة وصل.
مساؤكم عطر
الفعل الأمر ليست همزته همزة وصل دائما.الفعل الأمر من الفعل الرباعي المبدوء بهمزة قطع مثل(أَعرَبَ) تكون الهمزة في أمره همزة قطع أيضا فنقول(أَعرِب).
أهلًا بكِ.
نعم آنستي أعرف، كلامك صحيح، فعل الأمر ليست همزته دائمًا همزة وصل، لكن قصدتُ أن أغلبها كذلك لتسهيل عمليّة التّدقيق.
للتّفصيل:
ألفاتُ القطع ألفان، ألف في الفعل، وألف في الاسم،
– فإذا كانت الياء في يُفعل منه مضمومة فهي ألف قطع نحو: (أعرَب، يُعربُ)، (أكرمَ، يُكرمُ).
– وفي الاسم إذا لم تسقط في التّصغير من الأسماء (أب، أبيُّ).
وألفاتُ الوصل ثلاث،
– من تسقط في التصغير (ابن، بُني).
– حين تدخل (أل) على الأسماء: (الغلام، الفرس، المرأة).
– وألف في الفعل مفتوح الياء إذا أمرتِ فيه نحو: (اذهب، يذهب).
حقيقة سعيد بمُشاركتك. ^_^
عفوًا أستاذ محمود ، فالأمر من الفعل الرباعي همزته همزة قطع! وشكرًا للمقال المفيد.
صحيح، وهنا التّفصيل.
https://mahmoudqahtan.com/%d9%87%d9%85%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d9%88%d8%a3%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b5%d9%84/
وهنا: