قائمة المهام المطلوب تأديتها أم غير المطلوب تأديتها-الجزء الثالث والأخير
قائمة المهام المطلوب تأديتها أم غير المطلوب تأديتها-الجزء الثالث والأخير
هل قرأت الجزء الأوّل.
ماذا عن الجزء الثّاني؟
-
لا تعملْ أكثر لتنظيم جميع أعمالك الكثيرة
إذا كنت لا تُعطي الأولويّة لعملٍ واحدٍ؛ فإنّ كلّ ما يوجد على قائمة أعمالك سيبدو مُلحًّا ومُهمًّا.
إذا حدّدت أكثر مُهمِّة فرديّة يجب إنجازها في كلّ يوم، فسوف تبدو بقيّة أعمالك غير ضروريّة أو غير مُلحّة؛ لأنّ المُهمِّة الوحيدة هي قويّة لدرجة أنّها ستجعل أيّ مهامٍ أخرى تبدو غير مُهمِّة أو أقلّ أهميّة؛ ما يجعلها أسهل، أليس كذلك؟
لذلك حدّد المُهمِّة الأهم لكلّ يوم. في كثيرٍ من الأحيان، إنّها مُجرّد مسألة السّماح لحدوث أشياء قليلةٍ سيّئة، بمعنى أنت لا يُمكن أن تُسعد جميع النّاس وترضيهم. ما أمثلة الأشياء القليلة السّيّئة؟ نفترضُ أنّك تحتاجُ إلى إعادة الاتّصال بأحد عملائك، يُمكنك إعادة الاتّصال الهاتفي في وقتٍ متأخّر أو في اليومِ التّالي والاعتذار. مثال ثانٍ: تحتاجُ إلى الذّهابِ إلى المكتبة لإعادة كتابٍ استعرتهُ ولكنّك مشغولٌ، لا بأس، لا تذهب، وتحمّل رسوم التّأخير. مثال آخر: لديك عميل غير عقلاني، لا يفهم أنّ لديك أولويّات، لن تخسرَ كثيرًا إذا فقدته… إلخ؛ هذه الأشياء القليلة السّيّئة تحدث للحصولِ على الأشياء المُهمّة الكبيرة لإنجازها.
إجابة الأعمال أو المهام العديدة هي ليست أن تفعلها مثل لاعب السّيرك في عرض الصّحون الّتي تدور أو ترقص على الحبل spinning plates، الإجابة هي أن تُحدِّد الأشياء القليلة الّتي يُمكنها حقًّا تغيير حياتك أو عملك تغييرًا جذريًّا.
النّتيجة: إذا لم يكن لديك الوقت، فالحقيقة أنّك لا تملك أولويّات؛ لذلك، فكّرْ بجدّ، ولا تعمل بجدّ.
-
لا تحمل الهاتف المحمول أو كراكبيري 24/7
لا تحمل الهاتف المحمول، والآيفون، أو *كراك بيري CrackBerry… أيًّا كان، طوال 7/24، اتّفقنا؟
لا تربط نفسك بسلسلة رقميّة Digital Leash! نعلم أنّك تحتاجُ إلى هاتفك؛ ولكنك تبدو سخيفًا وأنت تتنقل في الأرجاء وتحمل هاتفك 7/24. اقضِ يومًا واحدًا في الأسبوع –في الأقل- من دون هاتف. أطفئ هاتفك في هذا اليوم، أو الأفضل من ذلك –لأنّك قد تخدع نفسك في هذا اليوم -أيضًا- ما دام الهاتف بجانبك- اتركهُ في السّيارة، أو في غرفةٍ بعيدةٍ، المُهمّ أن تضعهُ في مكانٍ ليس سهلًا الوصول إليه.
افعل هذا مرّة واحدة -في الأقل- في الأسبوع، وأنا أوصي بترك الهاتف في المنزل إذا خرَجت لتناول العشاء مع عائلتك، أو خرجت مع أولادك إلى الحديقةٍ مثلًا. من سيهتمّ إذا اتّصل بك أحدهم فاتّصلت بهِ بعد ساعةٍ أو حتّى في صباح اليوم التّالي؟ ما الّذي سيحدث؟ لا شيء. هذا وقتك أنت وعائلتك، وليس وقت العمل أو المُجاملات.
اتّصل أحد أصدقائي السّاعة العاشرة ليلًا، لم أجبه. قابلني في اليوم التّالي وعاتبني وأظهر غضبه لعدم ردّي، فقلتُ بهدوء: «اسمع! أنا لستُ رئيس الولاياتِ المُتحدةِ الأمريكيّة. لا أحد يجبُ أن يحتاجَ إليّ في السّاعة العاشرة ليلًا سوى عائلتي. حسنًا، أنا لم أردّ عليك، فما الشّيء السّيء الّذي حدث؟ الإجابة هي بالتّأكيد: لا شيء»!
*كراك بيري هو البلاك بيري، تعني كلمة كراك: مُخدّر Drug، والنّاس المُدمنون على المُخدّرات يُصبحون في حالة Crack، مثل المُدمنين على هواتفهم المحمولة، من هنا جاء التّشبيه.
-
لا تتوقع من العمل ملء الفراغ الّذي ينبغي أن تملأه العلاقاتُ والأنشطةُ غير المُرتبطةِ بالعمل
لا تجعل العمل يملأ الفراغ الّذي يجب أن يُملئ بعلاقاتٍ غير العمل. العمل ليس كلّ الحياة، اتّفقنا؟ لا تتوقّع من العمل أن يملأ فراغ علاقاتك العاطفيّة أو أنشطتك الاجتماعيّة.
يجب ألّا يكون زملاء عملك هم أصدقاؤك الوحيدون. جَدولْ حياتك لأشياء مُثيرة ومُميّزة: جري، ومشي، وسباحة، وصيد… ودافع عنها كما تُدافع عن اجتماعاتِ العمل المُهمّة. لا تقُلْ لنفسك أبدًا: «سأفعلهُ في نهاية الأسبوع»، سيضيعُ وقتك إذا ردّدت ذلك، ولن يكون لديك الإنتاجيّة أو الرّاحة لفعل شيء.
راجع قانون باركنسون الّذي يرتكزُ على مفهوم أنّ العملَ يتوسّع فيه لكي يملأ الوقت المُتاح لإنجازه، وهذا يدعو إلى عدم تخصيص وقتٍ أطول لتنفيذِ عمل ما. على سبيل المثال: استلمتَ واجبًا يوم الإثنين وعليك تسليمه يوم الجُمعة، ما يحدث هو أنّ النّاس تميلُ إلى استغلال الوقت المُتاح -الوقت المُحدّد لإنجاز المُهمّة- كلّه حتّى آخر لحظةٍ بدلًا من تخصيصٍ ساعاتٍ في اليوم لإنجازه؛ لذلك يبدأُ الأفرادُ بدايةً قويّة يوم الإثنين ثمّ يتكاسلونَ ويقلّ الوقت الّذي يقضونه في العمل تدريجيًّا أي يوم الثّلاثاء والأربعاء، وفجأةً! يقضونَ في يوم الخميس ساعاتٍ طويلةٍ مُتكدّسةٍ لإنجاز المُهمّة في الوقتِ المطلوب وهو يوم الجُمعة؛ لذلك أجبر نفسك على إنهاء العمل يوم الأربعاء مثلًا ما دام لديك الوقت؛ وهذا لأنّ في هذه الأيّام لديك أعلى مُعدّل إنتاجيّة يُمكن الاستفادة منه.
ركّزْ، أنهِ بعض المّهام الحرجة القليلة، ثُمّ اخرج. إرسال البريد الإلكتروني كلّ يوم هو ليسَ وسيلةً ذكيّةً لإنفاق وقتك القليل على هذا الكوكب.
هذه هي المهام التّسعة الّتي يجب ألّا تفعلها. كرّرها ولخّصها للتّركيز على إنجازِ المَهام؛ مع ذلك هناك مليون أداة وحيلة كلّ يوم، وكلّ أسبوع في مليون موقعٍ مُختلفٍ تشرحُ لك كيف تُنجز أعمالك بطريقةٍ أفضل، وكيف تستغلّ وقتك، وكيف تُصبح أكثر إنتاجيّة… ولكن الأشياء ستُنجز حقًّا إذا تمكّنت من إزالة المعوقات والانحرافات والمُشتّتات من حولك.
إذا لديك مُشكلة في تقرير ما يجبُ فعله -مثل كثيرٍ من النّاس، بما فيهم أنا- عليك التّركيز على عدم فعل شيء. ركّز على قائمة الأشياء الّتي يجبُ عليك ألّا تفعلها. المعاني مُختلفة، إنّما النّتائج واحدة!
أخيرًا، هل يُمكنك أن تُخبرنا عن قائمتك لكل المهام المطلوب تأديتها؟ ماذا عن غير المطلوب تأديتها؟
# قائمة المهام المطلوب تأديتها أم غير المطلوب تأديتها-الجزء الثالث والأخير By محمود قحطان،
اخى فعلا يجب ان نعطى للعائلة وقتا بعيدا عن التليفونات والانشطة والمهام التى نفعلها يوميا
يُفترضُ ذلك. شكرًا لك.